أحبتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى أين ستقذفنا الكرة ؟!
في العرف والمنطق نحن نقذف الكرة في المرمى ولكن مالحل إذا قذفتنا الكرة !
لم ولن أستخدم الكرة كمصطلح للرياضة ..!
لأن الرياضة ليست الكرة.. وليست الكرة كل الرياضة...على الأقل من وجهة نظري .
لدي أسبابي في محاربة ذلك الجلد المنفوخ الذي يتقاذفة جماعة محدودة ثم خلفه تقف الجيوش المجيشة بجميع أنواع الاسلحة الفتاكة ,والمتطورة .
فهذا الجيش الجماهيري المسلح بجميع أنواع القذائف الموجهة لقتل وتدمير الوقت, وإهدار دمه على المدرجات , وأمام الشاشات الصغيرة ,والكبيرة ,وفي المنتديات ,وفي كل تجمع للإنسان ..في المنزل ,والمدرسة ,والعمل, وحتى على الأسقف والجدران وأعمدة الكهرباء!.
وذاك جيش الفرسان بخيله وأقواس نبله ورماحهم يقومون بالإعداد للسبق في تراشق شظايا الكلم ونشر ألغام العداوة والبغضاء بين الأخ وأخيه والإبن وأبيه والفرد ومجتمعه ..
وتتوالى المعارك الضروس الطاحنة .
وبعد أن تنتهي المعركة.. تبدأ عملية جمع الغنائم , وتوزيعها حسب قانون حب الظهور,والإسراف ,والكفر بالنعم من قبل المنتصر.. وتقييم الخسائر للتعويض ودفن الموتى للمنهزم ..!وهكذا دواليك نصبح ونمسي نقذف الكرة وتقذفنا ونعيش في رغد دوامة الكسل والضياع ,والغربة ,والتخلف والضعف التقني ,والبطالة, والأمراض النفسية والجسدية ..... الخ
وفي الجانب الآخر تبقى أحياؤنا فقيرة إلى أبسط الأماكن التي تضم فلذات الأكباد وتحتويهم وتنمي مواهبهم وأفكارهم وأجسادهم إعدادا لمستقبل متحضر ومتقدم.
كل ما سبق من ضياع للقيم الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية يتقزم أمام ضياع وتجاهل القيم الدينيةوالفكرية .
فلو أن كاتبا أو شاعرا أديبا تجاهل هذا المبدأ في نثره ونشره لأوقفناه عند حده ولكن أن يأتي أحدأحد فرسان الكرة فيضمّن آية من آيات القرآن الكريم ويوظفها لبلادة الفكر ولن أقول الإبداع لأن مثل تلك المقالة لا تستحق هذا اللقب فهذا لم ولن ولا يجب السكوت عليه حتى وإن كان القلم مرفوعا ففي مثل تلك الحالة أقف مطالبا بالحق والإقتصاص من العاقلة وأعتب عليهم .
أثارني وأغضبني ما جاء في إحدى الصفحات الرياضية لعزيزتي الجزيرة في عدد هذا اليوم الأربعاء 08صفر1427هـ العدد 12214 حيث عنون المدعو / خالد الدلاك عنوانا لمقالته بـجزء آية من سورة يوسف ( يوسف أعرض عن هذا ) مخاطبا يوسف الثنيان !!
قال تعالى {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين}[يوسف:29].
في علم الكتابة ومنها الأدب الإسلامي ونحن هنا مسلمون هناك قيود على تضمين أو استخدام آيات من القرآن الكريم أو جزء منها أو الإستعارة من معانيها لغرض الكتابة أفتى بها علماء المسلمين .
عتبي على نديمتي (الجزيرة ) ولدي ثقة بأن هذه الملاحظة ستكون محل عناية وأما كاتب المقال فأسأل الله لنا وله الهداية
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل بنا جهلنا وجهلاؤنا
مودتي