[poem=font="Traditional Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/11.gif" border="groove,5,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أهَويتَها و قضيتَ عمرك هاويا = و غدوتَ تنسجُ في هواك أمانيا
و حلمتَ و الأيامُ تُخفي حكمها = و سهرتَ من خوف القضاء لياليا
و تعبتَ من طول التفكر في الذي = يقضي لك القدر المحتّم خافيا
أ حببتَها و كوى فؤادك حبّها = حتى لقد أُوديتَ فيها فانيا
إنْ ما اعْترتْك مواجعٌ و ذكرتها = و ذكرتَ حالك كم تَحسَّرُ باكيا
الحبّ أوّله جميلٌ رائق = لكنّ آخرَه يَجِلّ دواهيا
الحبّ في القلب الضعيف بليّة = يُفضي بصاحبه حياةً قاسيا
أدري بأنّك غارقٌ في حبها = أدري بأنك لا تُطيق نواهيا
أدري بأنك حائرٌ في ذا الذي = سيكون في حكم المغيّب جاريا
هي ذي الحياة و لستُ أنكرُ حالها = تعلو و تعلو ثمّ تسقط هاويا
لكنه القدر الذي لا بدّ أنْ = يقضي و أنت ترى شبابك غاديا
إنْ ما رضيتَ و إن كرهتَ فإنه = حتمٌ بذي الدنيا فكنْ به راضيا
قد عشتُ لم أُبصرْ كمثلك قصة = يرثي لها من كان مثلي راثيا
يا فاتحٌ و القلبُ فيك معلّقٌ = لو تلك تدري كم يكنّ مآسيا
لو تلك تدري كم تُعذّب حسرة = و بقيتَ في أهوال حالك وافيا
حقّا لقد صدق الذي قال : الهوى = لهو الهوان إذا تمكّن صافيا
لك مُنيتي لله أنْ تحظى بها = أبدا و ليس كما القضاء قضى ليا
و َلأنت تعلم ما أقول و ما الذي = في خاطري و لأنت تعلم ما بيا
أحببتُها حتى تعاظم حبها = فتزوجتْ و القلبُ أسلمَ حانيا
أحسستُ بالدنيا توقّفَ قلبها = و كأنّ موتي بات منّيَ دانيا
لكنني سلّمْتُ لله و ما = سلّمْتُ لله و جدته كافيا
***
أحنو إلى سيلاتَ إذ حملَتْ بها = أحلى و أطيب ما الزمان حبانيا
أحنى أخٍ و لرُبَّ أفضل من أخ = ولدتْه أمّك يحتبيك تفانيا
أحنى و أشفقَ من أخ لم ألْقه = من قبلُ أو من بعدُ كلّ حياتيا
يا فاتحٌ و اللطفُ فيك سجيّة = و القول عندي كم يَجلّ مَعانيا
و الناس تهذي و الكلام مؤثرٌ = و القلبُ يحملُ و الحياة كما هيا
ما كنتُ أنسى لحظةً خطواتِنا = أدنى جبالِ الأربعينَ حِياليا
ما كنت أنسى ليلةً كنا بها = نمشي معا و تودّدٍ أرضانيا
ما كنت أنسى ليلة بتنا بها = حتى الصباح و لا نملّ تحاكيا
ما كنت أنسى في حياتي كلها = يوما قضيناه معا متساميا
ما كنت أنسى لو نسيتُ و إنني = ما صرتُ أحسبني لذلك ناسيا
واهٍ عليك القلبُ واهِ إلى متى = تبقى تفارقُ مَنْ عرفْته نائيا
ووددتَ أنت لكي تضُمّ و إنني = لأشدُّ منك لأنْ تضمّ تمنّيا
أعْزِزْ عليّ بأن أراك مفارقي = و لَذاك أوجعُ ما الزمان رمانيا
و لَذاك يترُك في فؤادي حسرة = أسفا لما أمسى زمانا ماضيا
فلَكَمْ بكيتُ على الوداع و أنت لا = تدري و بعض الصبر أخفى حاليا
و لكَم بكيتُ بعَبْرةٍ فيّاضة = تحت الغطاء و أنت مَن أبكانيا
و بكيتُ حين ظننتُ أني لم أعُدْ = أبكي و لكني بكيت لياليا
و هو الفراقُ رضيتُ أم لم أرْضه = كلّ الحياة تدور فيه دواليا
و أشدّ ما زاد الفراقَ مرارة = فَقْدُ الحبيب إذا تكفّنَ ثاويا
حافظْ على الصلواتِ و استمسِكْ بها = فهي الطريق لما ستظفرُ ناجيا
و اذكرْ أخاك بدعوة يا فاتحٌ = فالخير دوما حين ترفعُ داعيا
ثمّ الصلاة على الحبيب محمّدٍ = ما عاودتْكَ صبابة الذكرى ليا
هذه رسالة شعرية كنت كتبتها لأعز الأحباب أيام الخدمة الإلزامية في الجيش ، و لا يخفى
مقدار المودة التي تأتي بها الغربة و شدة الحسرة التي تكون ساعة الفراق مع أصحاب
تلك الفترة ... كان لي من الأصحاب أربعة ، كتبت هاته الرسالة لأحدهم في الأيام
الأخيرة ؛ بدأتها بما كان يشغله دائما من أمر فتاة كان يحبها حبا صادقا ، و ليس كما
هو سائد عند الكثرة الغالبة في هذا الزمان ممن بنوا عواطفهم على الخداع و المكر ،
ثمّ ثنيت بعدها في ذكره هو معي و تلك الذكريات الجميلة أيام بلد سيلات
ولاية تمنراست في أعماق الصحراء ... أرجو أن تنال بعض الإعجاب ...
كُتبتْ عام 1423هـ /1424هـ الموافق لـ 2002م/2003م [/poem]