بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
من يحمل هم الاسلام ان لم نكن نحن؟ من يبلغ الرسالة المحمدية ؟
أين من يحترق قلبه لزفرات المسلمين في أنحاء العالم ؟
أخواني الكرام / أخواتي الكريمات .. إن الواقع الغالب على أمة الإسلام بكل طوائفها وأشكالها، حتى تلك الفئة المختارة التي هي الصفوة، تشترك إلى حد كبيرٍ في هذا الواقع؛ إن الواقع الغالب على أمة الإسلام؛ أنها تعيش قدراً كبيراً من جمود القلب، وبرودة الإحساس، فأنت قد تُجالس عالماً، أو طالب علم، أو فقيهاً، أو داعيةً، ولكنك لا تشعر بحرارة القلب، لا تشعر بالتوتر لهذا الدين، لا تشعر بقلب يحترق للإسلام والمسلمين، تجد كثيراً من البرود والجمود وخمول الإحساس عند هؤلاء، الحرقة التي تغلي في القلوب، إن لم تكُن قليلة فهي أقل من القليل، قال الشاعر: وقد كانوا إذا عُدوا قليلاً فقد صاروا أقلَّ من القليل هذا الخمود في أحاسيس المسلمين، يتجلى في مظاهر كثيرة، لو تأملها واحد منكم لوجدها فيمن حوله لا تكاد تخطئها عين، فمثلاً: ......
برودة الإحساس لا يجوز ولا يليق، وهو يدل على ضعف التعاطف الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم: {مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء} أين التراحم؟ أين التواد؟ أين التعاطف؟ أين الجسد الواحد؟ أين البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً؟ هذه أصبحت -مع الأسف الشديد- أشبه ما تكون بالأحلام، وأصبح -والله- الأمر كما قال أحدهم: على بعضهم بعضاً أسوداً أشدةً وحولكِ أقصاهم نعامةُ فدفد فأما على إخوانه المسلمين فهو شجاع، يمتطي صهوات المنابر أو الكتب أو المجالس ولا يبالي، أما على الكفار فهو أذل من الأَمَةِ. حضر رجل عند عبد الله بن المبارك فتكلم في أحد إخوانه المسلمين، فقال له عبد الله بن المبارك: هل غزوت الفرس؟ قال: لا، قال: هل غزوت الروم؟ قال: لا، قال: هل غزوت الهند والسند؟ قال: لا، قال: أفسلمت منك فارس والروم والهند والسند، وما سلم منك أخوك المسلم! هذه مصيبة، أننا إذا عجزنا عن مواجهة الواقع المرير، فإننا قد نشتغل بأخطاء المسلمين، ونجسمها ونضخمها، أو نفتعل أخطاءً غير واقعة لندندن حولها. والحصيلة من خلال هذه المظاهر كلها، أننا نستطيع أن نقول: إن المسلم اليوم أمام قوم يعيشون لذواتهم أكثر مما يعيشون لدينهم، بل إن كثيراً منهم يعيش لذاته فحسب، ولا يتحرك للإسلام، ولا يعيش هَمَّ الإسلام في قلبه، إذاً هم الإسلام في قلوب المسلمين ضعيف، هذه فائدة أو خلاصة نستطيع أن نخرج بها من خلال تلك الأمثلة والنماذج.
شكا أبو البقاء الرندي وهو يرثي بلاد الأندلس التي أخذت من عالم الإسلام وضمت إلى عالم النصارى، شكا واقعاً مشابهاً لهذا الواقع، وكان يتعجب من عدم تجاوب المسلمين مع هذه المصيبة!! فكان يقول:
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية *** قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
ثم ينادي المسلمين ويستنصرهم لنجدة اخوانهم فيقول:
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً *** كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ *** كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ *** لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ *** فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم *** قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ *** وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ *** أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ *** أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
ثم يصف لنا شيئا من مأساة المسلمين هناك فيقول في لوعة مريرة:
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ *** عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ *** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما *** كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت *** كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً *** والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
ثم يختم ببيت القصيد فيقول:
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ *** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
أخبار المسلمين وأحوالهم:
هذه طائفة قليلة من أخبار المسلمين في العالم ، وأرجو منك عند قراءة كل خبر أن تدعو لأخوانك المسلمين بصدق والحاح........
روسيا: منع مسلمي شمال القوقاز من التواجد بمنطقة "قوزاق"
فرنسا: تدنيس المسجد الكبير في ليموج
الصين: الحكومة تمنع الموظفين والطلاب المسلمين من الصيام
سريلانكا: بعض وسائل الإعلام تبث الأذان في غير وقته
الهند: الهندوس يحاولون منع المسلمين من الصلاة على أرض وقف
فرنسا: تدنيس مسجد مونتوبان برأسي خنزير
الولايات المتحدة: اللجوء للقضاء الفيدرالي لبناء مركز إسلامي
فلسطين:
مخطط يهودي لتقسيم المسجد الأقصى
فلسطين:
قوات الاحتلال تعتقل طفلين قرب الحرم الإبراهيمي
العراق:مقتل عراقي وإصابة 6 آخرين في انفجار سيارة مفخخة
اليمن: مقتل 30 شخصاً في هجوماً انتحاري استهدف مجلس عزاء
فلسطين:ارتفاع عدد عمداء الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى 66 أسيراً
أفريقيا:مفوضية اللاجئين تحذر من الوضع الإنساني في منطقة الساحل الإفريقي
فلسطين:الكشف عن مخططات إسرائيلية لبناء 232 وحدة استيطانية جديدة
مسلمو " الروهينجا " فى بورما يستغيثون من القوى المتطرفة فى البلاد
سوريا:التحذير من معركة وشيكة بحلب
فلسطين:عدد المستوطنين اليهود بالضفة تجاوز نصف مليون
وهذا غيض من فيض ، وقليل من كثير
اللهم ارحم المستضعفين المسلمين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصرا يوم تخلى عنهم الناصر ، وكن لهم معينا يوم تخلى عنهم المعين ، اللهم ارحم الأطفال اليتامى والنساء الثكالى ، وذا الشيبة الكبير، اللهم فك أسرى المسلمين ، وفرج كرب المكروبين ، واشف مرضى المسلمين، وانصر على عدوهم يارب العالمين.
وبعد، فقد يقول البعض وماذا على أن أفعل؟
فأقول اعمل ما بوسعك لنصرة أخوانك واسترشد بالنقاط التالية:
العودة إلى الله جلوعلا
الدعاء بالحاح لاخوانك المسلمين
التألم لجراحات المسلمين
احمل الهم
البذل والإحسان
البراءة من الكفر وأهله
اعرف عدوك!
ربط الأمة الإسلامية جميعاً بأنها أمة واحدة كالجسد الواحد
التَّصدِّي لحملات التَّنصير والدَّعاوى العلمانيَّة والإلحاديَّة،
وإنشاء المؤسَّسات الخيريَّة،
ولْيَنتبهْ كلُّ مسلم إلى أنَّه مطالَبٌ بالمساهمة في نُصرة إخوانه؛ كلٌّ بحسبِ استطاعته؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].
اللهم رحماك رحماك .. اللهم رحماك بالصغار الرضع و الشيوخ الركع و البهائم الرتع ..
اللهم لا تكلهم الى أنفسهم و لا الى غيرهم .. كلهم الى سعه رحمتك و حفظك يا كريم ...
يا أرحم الراحمين .. يا أرحم الراحمين .. يا أرحم الراحمين ..
اللهم حفظهم من بين أيديهم و من خلفهم و من أمامهم و عن أيملنهم و عن شمائلهم و نعوذ بعظمتك الله أن يغتالوا من تحتهم ..
اللهم انك تسمع كلامنا و ترى مكاننا و لا يخفى عليك شئ من أمرنا .. نسألك سؤال من خضعت لك رقبته و ذل لك أمره .. ندعوك دعاء الخائف الضرير .. نسألك يا ربنا أن تنصرهم على أعدائك و أعدائهم ..
اللهم انصرهم و لا تنصر عليهم و أعطهم و لا تحرمهم و احفظهم بما حفظت به الانبياء و المرسـلين .
اللهم يا سـامع الصوت و يا جامع العظام بعد الموت .. يا من ذلت لعظمته الجبابرة يا حي يا قيوم .. يا جبار السموات و الارض .. يا مجيب الدعاء اللهم احرسهم بعينك التي لا تنام و اكنفهم بكنفك الذي لا يرام