غرابيل
أمل بنت عبدالعزيز
الشاعر الذي يملك مقومات الشعر الصحيحة هو الذي يتمكنَّ من الولوج إلى روح القارئ بكل سهولة وعذوبة، والكثير يتمنى أن يصل لهذه المكانة من شعور لدى كل قارئ وينتج عن هذا الانفعال أن يقول القارئ الواعي للشاعر (صح حرفك - كلك - لسانك) عن قناعة تامة بأن هذا ما تصبو إليه النفس وتألق بقراءته.. إذ إنه حينما أثنى على (مشاعرك) كان هذا الثناء من قلب صادق مقتنع تماماً بحرفك وليس لصلة ما بك أو جبراً لخاطرك ونحن في عالم الشعر كثيراً ما نقرأ كلمة (صح لسانك)، (لاهنت يالقرم)، وهلم جرا من مثل هذه الاطراءات التي لو أتينا بميزان كي نزنها لفاض الميزان وهي لم تنته كل الشعراء والأدباء بلا قيد ولا حصر يتوق لأن يسمع أو يقرأ، من يُشيد بحرفه، ونزف قلبه لكن!! هذا الإحساس لا يُمكن أن يؤتي ثماره في قلب الشاعر ما لم يكن قد خرج من قلب قارئ صادق، يثني على ما يستحق الثناء، وينقد من يقدر النقد، ويتجاهل من لا يستحق القراءة ناهيك عن النقد.. وفي ذات الوقت يكون هذا القارئ الصادق قد غضَّ الطرف عمّن ذُيلت باسمه القصيدة كائناً من يكون.
ثقوا أيها الأحبة بأننا بمثل هذه الطريقة الواعية في قراءة النصوص سنرقى بالشعر حتى يصل الى المكانة التي نأمل ان يصل إليها، ولو أننا طلبنا من الشعر ذاته أن يخبرنا عن أغلى أمنياته لقال:
اكتبوني بصدق وإبداع ولكن لا تحرموني من روحي...
وروح القصيدة هي ذاك الشعور الذي يخرج عقب قراءة النص فيقول أحدنا وهو متأثر بكله: ياااه ما أروعها من كلمات.. نبضات... إلخ.
حقاً حينها سنعرف مدى أثر صدق الشعور في الحرف المسطور بروح نقية كان نتاجها الوصول إلى اعذب مشاعر المتلقي وأصدقها، فكأننا بمثل هذه الطريقة أعدنا الروح إلى الجسد، ويصبح بخير وجمال..
من نبض روحي:
ما يهم اللي يصير وما كتب ربي يصير..
إن عطيت الشعر كلي باقبله لو ما عطاني
وإن نساني الشعر كله بحضنه مثل الحرير..
واكتبه لآخر حياتي لو يقدر أنه نساني
وكان عاتبني (الفرزدق) أو زعل حضرة (جرير)
وعذرهم هذا المكان اليوم ما يشبه مكاني
قلت يا الخنساء تعالي ما سمعتي بالغدير..
ذاك شعري يشربونه عذب ويبل المحاني