مساكم الله بالخير

قرينا في الجزء الاول من {ذيب بن شالح معجزه قحطان} قصه ابو ذيب وعمه وكيف كانت البيئه اللي عاش فيها ذيب
وقلنا ان الشيخ شالح لاحظ في ذيب الشجاعه والفروسيه من صغره
واليوم نكمل السالفه على امل انها تعجبكم
كبر ذيب وهو ياخذ مع اخوانه ذعار وعبدالله التدريب على الفروسيه من ابوهم الشيخ شالح
وبعد ما وصل ذيب سن الاربع طعش صار ذيب يجيد ركوب الخيل والفروسيه اجاده تامه وبمهاره عاليه وكان فوق مستوى اقرانه بكثير . وكان ذيب ما يفارق ابوه اللي رباه احسن تربيه وعموما كان ابوه يحبه من كل قلبه
المهم يوم من الايام اجتمعوا شيوخ القبيله لامر ما واجتمعوا على راي الا انهم ما نادوا الشيخ شالح الا في اخر الاجتماع
وارسلوله واحد يناديه للحضور.وكان شالح على علم بجتماعهم من قبل فعزت عليه نفسه وزعل وقال: قلهم ان شالح مهوب جاي لجمعتكم واللي يبيني يلقاني عند الدواسر.ورحل شالح وعياله فعلا ولحقوه شيوخ الخنافره وحاولوا يراضونه لاكنهم عجزوا عنه واصر على الرحيل وارسلهم هاذي القصيده:

انا ليا كثرت لشاوير ما شير.....................وحلفت ماتي بارز دعاني
وانا صديقه في ليالي المعاسير....................والا الرخا كل يسد بمكاني
وشوري ليا هجت توالي المظاهير...............شلفا عليهم رايب الدم قاني
شلفا معودها لجدع المشاهير.....................يوم السبايا كنها الديدحاني
ماني بخبل ما يعرف المعابير...................قدني على قطع الفرج مرجعاني
ان سندوا حدرات يم الجوافير....................وان حدرواسندت لمريغاني
ناخذ بخيران المريبخ مسايير...................وما دبر المولى على العبد كاني
أي والله كانت عزت نفس الشيخ شالح بنفسه كبيره وهذا طبع الشيوخ ما يرضى على نفسه ولو كان الخطى من عيال العم
المراد جاور شالح وعياله عند الدواسر واكرموه واعزوه من يوم ما جاهم
وفي يوم من الايام اغار فرسان من عتيبه على الدواسر اخر النهار يبغون الطمع
وتفازعوا الدواسر لرد القوم . وقام الشيخ شالح وجاب خيل لولده ذيب {وكان عمره اربع طعش} وقاله رد القوم يا ذيب رد القوم يا ذيب . ركب الذيب على الخيل ولحق الدواسر وردوا عتيبه عند المغرب الا ان ذيب لحق العتبان مثل البرق وذبح احد فرسانهم برمحه الصغير وطيحه من خيله واخذ الخيل غنيمه
وكانت الفرس صفرا {أي بيضاء} وغريبه الشكل ما فيه مثلها من الخيل
المهم كان شالح يتحرى الاخبار ويسال عن ولده ولا يلقا من يجيبه لين رجع ذيب ومعه الفرس ونزل من خيله وراح وحب راس ابوه وعطاه الفرس. وقال : سم جعلي فداك . قال شالح هاذا والله ضني فيك يا ذيب
ويوم اصبحوا ناضر شالح الفرس زين واثرها (العزبه) التي يضرب بها المثل عند عتيبه وقبايل نجد ويتفاخرون بها
وانتشر خبر العزبه بين القبايل ووصل العلم عند محمد بن سعود بن فيصل وعند محمد بن رشيد وارسلوا لشالح يطلبون الفرس ورد عليهم ان هافرس لذيب وما تصلح الا له وقال قصيده طويله اذكر منها هاذي الابيات

يا سابقي كثرت علوم العرب فيك ............. علوم الملوك من اول ثم تالي
لانيب لا بايع ولاني بمهديك ................. وانا اللي استاهل هدو كل غالي
جابك صبي الجود من كف راعيك............ في ساعه تذهل عقول الرجالي
وبعد ماقال هالقصيده شد صوب الربع الخالي والسبب ان شالح خاف عالى ولده من ابن سعود وابن رشيد ان ياخذون منه الخيل بلقوه خصوصا انه بعيد عن القحاطين
جلس فتره في الربع الخالي لين جوه شيوخ الخنافره وبعض وشيوخ القبايل طاليبن منه ان يرجع معهم ويسامحهم

رجع شالح وعياله للقبيله وفي هاذي الفتره سطع نجم ذيب واخذت القبايل تتناقل اخبار هاذا الشاب
وكان ذيب يسال راعيه أي جهه تخاف ترعى فيها فيقول من الشمال ناحيه عتيبه . فقال ذيب خذ ابلي وابل الخنافره هناك
وخل احد يقربها من العتبان والا غيرهم.
وفي الحقيقه كان العتبان يخافون من ذيب حتى ان الامير محمد بن هندي بن حميد العيبي قال لفرسانه: انا اوصيكم ان اغرتم على ابل وسمعتوا ( خيال البلها وانا ابن دراج ) فلا تطمعون بالابل ترى ذي نخوه الخنافره اهل ذيب. فرجعوا ولا تغامرون.
وهاذا دليل واضح على قوه ذيب وانتشار اسمه بين اهل نجد وغيرهم
ذيب على فكره ما ينام ابد وابوه صاحي وكان هو اللي يجيب الحليب من البل لبوه وان لقى الشايب نايم بقى واقف لين يصحى ويعطيه الغضار في يده ولا يرضى ان احد يقدم الحليب لبوه غيره وهو المسؤول الوحيد عن تقديم الزاد لبوه وكان دايم يجي لبوه بالصيد اما غزلان او ارانب ويشويها له بنفسه وكان يخدم ابوه ليل نهار
وكان شالح يحب ذيب حب شديد لدرجه انه اذا جلس في مجلسه وحوله الرجال ينادي ذيب ويحبه ويقعد يبكي
ولااموه القوم كم مره ويقولونله كيف تحب ذيب بين الرجال وتبكي
قال شالح: خلوني احبه وابكي عليه كل يوم اللي مثله ما يطول في هالدنيا
والسبب ان ذيب كان دائما مندفع في الحرب ومغامر بنفسه مثل عمه الفديع
والغريب ان شالح رثى ولده وهو حي يقول شالح :

ما ذكر به حي بكى حي يا ذيب ....................واليوم انا بابكيك لو كنت حيا
ويا ذيب يبكونك هل الفطر الشيب....................و ان لايعتهم مثل خيل المحيّا
و تبكيك قطعان عليها الكواليب.....................و شيال حمل اللي يبون الكفيا
وتبكيك وضح علقوها دباديب....................ان ردّدت من يمه الخوف عيا
ويبكيك من صكت عليه المغاليب.................... ان صاح باعلى الصوت ياهل الحميا
تنزل بك الحزم المطرّف لياهيب.....................ان رددوهن نا قلين العصيّا
انا اشهد انك بيننا منقع الطيب..................... و الطيب عسر مطلبه ما تهيا


وفي يوم من الايام غارت فرسان الملك عبد العزيزعلى ابل شالح بن هدلان
وما كان عند الابل الا شالح وذيب واخوانه والمعروف ان فرسان الملك بالمئات{على فكره فرسان عبدالعزيز مايدرون ان الابل لشالح لان بين الملك والقحاطين حلف} فقام ذيب يرد الخيل مع اخوانه عبدالله وذعار وهاذا دليل ان اخوانه كانوا فرسان لكن شهره ذيب غطت عليهم
المهم هاجمتهم الخيل من الفجر ودافع ذيب عن ابله وظعن ابوه وابله الى بعد صلاة العصر وهزم الخيل
وفي هاذي الحرب غير المتكافئه قتل ذيب احد اهم رجال الملك
الامير فهد بن جلوي ابن عم الملك عبد العزيز (راعي الشلفا) اللي حربته الى اليوم على باب المصمك قصر ابن عجلان من ايام فتح الرياض
وبعد رمى بالامير تركي بن عبد الله ال سعود ابن عم الملك رمابه على الارض وجرح جنبه
وذبح تسعه من الفرسان
وكان ذيب في اوج المعركه يامر الرعيان ان لا يصلفوا بهجيجهم لئلا يتاثر ابوه (كان طاعن في السن)

من يقدر من قبايل نجد ان يوقف في وجه خيل الملك الا ذيب وقلت لكم ان الولد ذا معجزه وراح توافقوني الراي اذا عرفتوا ان عمر ذيب كان ما يتعدا الثنين والعشرين !!!

بعد ما رجعت خيل الملك اللي اصلا طلعت من دون علمه قصوا عليه السالفه وانه قابلهم فارس ذبح منهم الكثير ولا قد شافوا احد يحارب مثله
وزعل الملك على فقد ابن جلوي وقال لو دريت انكم رايحين لابل شالح كان رديتكم وانتم اخطيتوا على الرجال
وارسل الملك كتاب لشالح يقول فيه انه عفى عنه وله الامان وعليه ان يرجع بالسمع والطاعه
وفعلن قابل شالح الملك بعد ان عطاه الامان وحرص ال سعود بان لا يفكرون باخذ الثار لابن جلوي
وطلب الملك من شالح ان يشوف ذيب هذا الشاب العجيب وجا ذيب وسلم على الملك بعد ما عطاه الامان
والحق ان الملك عبد العزيز كان منصفا وما اخذته الحميه بالظلم وعفى عن ذيب وقال :انا كان ودي اشوف هالولد اللي هاذي فعايله وانا اشهد انه دافع عن ابوه وحلاله وابله وانه كان مضلوم
الا ان عتيبه شمتت من عبد العزيز وانه خلى ثاره فارسل شالح قصيده للملك جميله يقول شالح :

ياشيخ فرحتو علينا العداه...................اللي بذمه حكمكم ما يدارون
غرتوا علينا الفجر قبل الصلاة..................{وحنا عددنا خمسه او بعد دون }
من صلب ابوي وباللوازم شفاة...................ما هم فريق هديهد يوم ياتون
يا نافدا اللي ما يضيع وصاتي...................ما يسند الا عقب طاعن ومطعون
سُوّ على ركابه المكرمات...................وبظهوره� � يروي شبا كل مسنون
ويلكد ملاكيد العديم الزناة................... و يا ويلكم يللي بوجهه تقيفون
خلي عشا للجوّع الحايمات................ من فعل ذيب اهل الرمك عنه يقفون
{ ويا شيخ لا تسمع كلام العداة...................اسفه كلام المبغظه لو يقولون
اطلب لحكمك بالسعد والثبات ..................بجاه معبود لبيته يحجون
لعل ما يبكنك النايحات..................ياللي على عورات اهل نجد مامون )


وفي يوم من الايام كان ذيب ساهر هو وابوه عند الضو والقهوه وعلوم الرجال يوم اسفهل الشيخ شلح طاب له القصيد
وبدى يعطي ذيب من القصايد والعلوم الطيبه ومن ضمن القصايد قال هاذي القصيده:

يا ذيب انا يا بوك حالي تردى ..................وانا عليك من المواجيب يا ذيب
تكسب لي اللي لاقح عقب عدا..................طويله النسنوس حرشا عراقيب
تجر ذيل مثل حبل المعدّا................وتبرى لحيران صغار حبا حيب
واشري لك اللي ركضها ما تقدا................ماحدن لقى فيها عيوب وعذاريب
قبّا على خيل المعادي تحدى.................مثل الفهد توثب عليه م تواثيب
انا اشهد انك بللوازم تسدّا.................وعز الله انك خيرة الربع بالطيب
ياللي على ذيب السرايا تعدا.................لو حال من دونه عيال معاطيب
ليث على دروب المراجل مقدّا.................ما فيك يا ذيب السبايا عذاريب

وبعد ما فال هالقصيده وكان يمزح مع ذيب الا ان ذيب شالها في نفسه وبعد ما نام الشيخ شالح طلع ذيب لبعض عيال عمه
الشباب وطلب منهم انهم يخاوونه
المهم شدوا الربع وكان عددهم تقريبا الاخمس طعش وسالوا ذيب وهم في الطريق وين حنا رايحين
قال ذيب : لم حلال القوم . وكان يومي على عتيبه . وقال ابكسب لابن هدلان خير ماعطاهم الله من الابل
وكملوا دربهم وبعد ثلاث ايام وصلوا حول ديار البرقا من عتيبه . واطلع يا ذيب انت والشباب الي معك على جبل يطل على بير (مليه) واثر عندها ذود لعتيبه يسقون وبغا ذيب وربعه ان يرجعون علشا ما يشوفونهم وينذرون القبيله
وكان مع الرعيان صياد شايل معه بندقه ولمح القوم . وازبن انت يا راعي البندق تحت شجره وصوبهم من بعيد ورمى عليهم فحدثت الفا جعه و البلوى اللي ما كانت على البال والا الخاطر مصيبه عظيمه وقعت على القوم
اللي صار ان الرصاصه اللي اطلقها الصياد امرها الله ان تصيب ذيب في مقتل من بده الخمس طعش رجال
ويموت مباشره
جزعوا الشباب وما قدروا يصدقون ان ذيب مات . كيف يموت وهو بينا وهو حامي القبيله وما بلغ الثلاثه والعشرين سنه وهو في اوج شبابه وقمه عنفوانه وقوته وشهرته يموت بها البساطه
لاكن هاذا امر الله ولا اعتراض على امره يحي ويميت وهو على كل شىء قدير
بعد ان افاقو القوم من الصدمه اخذوا ذيب الغار قريب ورجعوا لديارهم
الصياد بقى تحت الشجره يراقب الوضع وبعد ما شاف القوم مقفين راح وشاف اللي في الغار ولقاه شاب وسيم نضيف الثياب في كفه اليمين خاتم وتعج منه ريح الطيب .
رجع الصياد للقبيله وعلمهم باللي صار وانه صوب واحد منهم شكله امير
وجا جما عه من العتبان عشان يشوفون منهو هالمقتول وكان معهم بنت{ قد جاوروا اهلها عند القحاطين } يوم وصلو الغار صرخت البنت :يا ويلي ويلاه هاذا ذيب بن هدلان . واخذت البنت تولول لين صرخو في وجهها عيال عمها وقالوا وش اللي بينك وبينه قالت : هاذا ذيب كان جارنا وعزنا واكرمنا وما يصيد شيء الا يقسملنا منه ولا قد رفع عينه في محارم جار ابد.
في الجهه الثانيه وقع الخبر على شالح مثل الصاعقه ولم يصدق الا بعد التاكيد على الخبر من جميع القوم
الله يا كبر مصيبتك ياشالح
والكرا ثه مهيب على شالح بس بل على قحطان كلها
المهم قطع الحزن قلي شا لح ورثى ذيب بكثر من القصايد اللي قالها من صميم قلبه وكانت اول قصيده قالها بعد موت ذيب وهي اشهر قصايده
يقول شالح بن هدلان في مرثيته لذيب:

يا ربعنا ياللي على الفطّر الشيب..................عز الله انه ضاع منكم وداعه
رحتوا على الطوعات مثل العياسيب...................و جيتوا وخليتوا لقبي بضعه
خليتوا النادر بدار الاجانيب..................وضاقت بي الآفاق عقب اتساعه
تكدرون لي صافيات المشاريب..................وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه
يا ذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيب...................كم ليله عشاك عقب المجاعه
كم ليلة عشاك حرش العراقيب................. وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه
كفه بعدوانه شنيع المضاريب..................ويسقي عدوه بالوغى سم ساعه
ويضحك ليا صكت عليه المغاليب..................ويلكد على جمع العدو بندفاعه
وبيته لجيرانه يشيد على الطيب..................وللضيف يبني في طويل الرقاعه
جرحي عطيب ولا بق لي مقاظيب..................وكني غريب الدار مالي جماعه
من عقب ذيب الخيل عرج مهاليب..................يا هل الرمك ما عاد فيهن طماعه
قالو تطيب وقلت وشلون ابا طيب..................وطلبت من عند الكريم الشفاعه


المصيبه ان الشيح شالح كان يلوم نسه ويقول اني انا اللي حرضته على كذا وانا السبب في موت ذيب وقال قصيده ثانيه في ذيب على وزن المريه الاوله:

ذيب عوى وان على صوته اجيب.................ومن ونتي جضّت ضواري سباعه
عز الله اني جاهل ما اعلم الغيب....................والغيب يعلم به حفيظ الوداعه
يالله يا رزاق عكف المخاليب..................يا محصي خلقه ببحره وقاعه
تفرج لمن صابه جروح معاطيب.................وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه
ان ضاق صدري لذت فوق المصاليب.............مانبي من يشمت فعايل ذراعه
صار السبب مني على منقع الطيب ...............ونجمي طمن بالقاع عقب ارتفاعه
يا طول ما هجتهن مع لواهيب ................ولاني بداري كسرها من ضلاعه
ويا طول ما نوختها تصرخ النيب.................وزن البيوت اللي كبار رباعه
واضوي عليهم كنهم لي معزيب..................اليا رمى زين الوسايد قناعه
اضوي عليهم واتخطى الاطانيب.................واخذ مهاوية الجمل بندفاعه
ابا انذر اللي من ربوعي يبا الطيب................لا ياخذ الا من بيوت الشجاعه
يجي ولدها مذرب كنه الذيب................عز لبوه وكل ما قال طاعه
وبنت الردى ياتي ولدها كما الهيب................غبن لبوه وفاشله بالجماعه
يا كبر زوله عند بيت المعازيب................متحري متى يقدم متاعه

وبقى الشيخ شالح حزين حتى جاته منيته . فرحمة الله على الشيح شالح وعلى ابنه ذيب وعلى جميع موتى المسلمين

ارجوا ان تكون القصه قد راقت لكم واعجبتكم ولكم تحياتي