هنا.. وعلى هذا الكرسي..
جلست وحيدة.. أفكر في
سنوات عمري الماضية..
والسنوات التي قد تأتي
وقد لاتــــــــأتي أبدا..!!
هنا.. وأنا أخط هذه الحروف
علقت بذهني تساؤلات..
ربمـــا تسألون أنفسكم
بها يوماً.. وربما تسائلتم..
ولكن.. وقبل ذلك مرّ هذا
المشهد أمام ناظري..
" كانت هنا.. ضحكتها..
مزاحها.. عنادها.. وبكائها
ولكنها الآن قد إنطفأت..
وغادرت لمثواها الأخير..!"
"ويتواصل المشهد..
أمي تبكي.. وأخوتي يبكون
بصمت.. أطفالهم تائهون
هنا وهناك.. أناس يدخلون
ويخرجون.. .."
حينها.. أستيقظ من ذلك
المشهد.. وتتوالى هذه
الأسئلة بذهني..
"هل سيشعر أحدهم
بفقدي..؟؟
" صديقاتي.. من عرفتهم؟؟
"من سيذكرني.. ؟؟
" هل هناك من يهتم
لرحيلي.. وغيابي؟؟
أم أنهم في بادئ الأمر
سيحزنون.. وبعدها
سينسوني.. هناك في
ذلك " القـــــبر "؟؟
لا أنكــر أن الحياة تستمر
بي ومن دوني.. ولكن...
" عندما أفارقهم.. كيف
ستكون مشاعرهم.. ملامحهم
عندما يعرفون بأنني لن أرجع
لهم أبـــــــــــداً.. وأنني
غادرتهم مدى الحياة...؟
" هل سيتسائل أحد أطفالهم
.. أيـــــن خالتي ...؟؟؟ .....
" أم أنهم لن يذكروني ؟؟
ولن يهتموا لفقدي.. وتستمر
حياتهم كالمعتاد... ؟؟
صورتي..هل ستبقى معلقة
في أذهانهم..؟؟ أم أن الزمان
كفيل بأن يمحوها من ذاكرتهم؟؟
" وهل ستعلق صورتي .. على
الجـــــــدار..؟ أم أنهم سيرمون
بهافي أحد الأدراج.. ويتوالى عليها
الغبــــــار ليمحوا معالمها..؟؟
" عندما تمُرُ بهم ذكراي يوماً
هل ستدمع اعينهم.. لأني غادرتهم
او ربما لأنهم افتقدوا وجودي بينهم..
وأشتاقوا لرؤيتي... والحديث معي؟؟
" أسمي.. هل سيبقى يتردد بينهم..
أم أنهم سينسون حروفه.. وينسون
طريقة كتابته.. ؟؟ فأبقى حينها مجرد
ذكرى منســـــــــية...؟؟
وأنتم.. عندما أرحل.. هل ستدمع
عين أحدكم.. أم أنني لن أحرك ساكناً
من مشاعركم تلك.. وسيكون رحيلي
كرحيل الفصول..؟؟
وتتوقف هذه التساؤلات.. حين سقطت
من عيناي.. دمعة حارقة..!! مثقلة
بالتساؤل.. بالألم والحــــــــزن..!!
فأنا هنا.. ربمــــــــا أعود .. وربما لا..