فلسفة وطبيعة الإشراف التربوي
يقوم الإشراف على تفهم جميع أعضاء هيئات التدريس كلها لفلسفةالديموقراطية ومبادئها وقبولهم لها وأيمانهم بها ، وإدراكهم لضرورة استخدام هذهالفلسفة كطريقة للإشراف .
ويعتبر الإشراف الديموقراطي المشرف التربوي قائداتربوياً ويلقى عليه مسئوليات القيادة لا التوجيه الاستبدادي .
ويهتم الإشرافالديموقراطي بنمو كل فرد ونمو الجماعة إلى أقصى حد ممكن ، حتى يتاح للتلاميذ أفضلإعداد للمشاركة في مجتمع ديموقراطي .
ويعترف الإشراف الديموقراطي بالقيمةالعقلية والتربوية والشخصية لكل فرد ، ويتيح الفرصة لكل فرد للاشتراك الحر في اتخاذالقرارات وبحث القضايا أو المشكلات .
ويحترم الإشراف الديموقراطي الفروق بينالرأي في المشكلات ، ويعترف بالتكامل العقلي ، وبحق الأفراد في أن تكون لهم آراؤهمالمختلفة .
ويهتم الإشراف الديموقراطي بالتعاون ، ويستغل ذكاء جميع الأفرادالمتصلين بالأسر في تشكيل السياسات والخطط والأهداف .
ويعترف الإشرافالديموقراطي بالمستوى الذي تكون هيئة التدريس قد وصلت إليه ، ويستخدم الأساليبالديموقراطية بالسرعة التي يمكن أن تقبل بها الهيئة الطريق الديموقراطي .
ويعترفالإشراف الديموقراطي بالفروق الفردية ويستغل خدمات الأفراد المختلفين في الميادينالتي تبرز فيها كفاية الفرد .
ويستخدم الإشراف الديموقراطي الأدلة الصحيحة والطريقة العلمية والتجريب لحل المشكلات والقضايا التربوية ، ولزيادة المعرفةالتربوية والنمو التربوي لأعضاء هيئات التدريس .
ويشجع الإشراف الديموقراطي هيئةالتدريس والمجتمع المحلي على التقويم المستمر لأهداف التربية وعملياتها ونتائجها ،وتقويم أهداف الإشراف وأساليبه ونتائجه .
الإشراف التربوي قيادةتربوية:
بمعنى أنه عملية تستهدف توجيه النشاط الجماعي توجيها منتجا بحيثيخلق القيادة في الآخرين ويستغلها لصالح الجماعة . وتستهدف القيادة إلى الإيمانبأسلوب المناقشة والرضوخ لقرار الأغلبية ، ومن واجب القائد أن يملك القدرة علىالإيحاء ، وأن يوجه المحتاجين للعون ، وأن يفسح المجال لانطلاق القادرين وتنسيققدراتهم وخلق جو من الإخاء والعلاقات الإنسانية ، وتنمية شعور الأفراد بالإنتماءللجماعة والإحساس بالرضا في العمل .
الإشراف التربوي في التخطيط:
فهويعنى برسم خطط للعمل الجماعي ، وهذا من أهم العوامل لنجاح أي مشروع من المشروعات . وعند القيام بالتخطيط يجب ملاحظة ما يأتي :
تحديد المشكلةالتي تهم الجماعة .
دراسة إمكاناتها المتاحة .
تحديد الهدف العام منها .
الاستعانة بالخبرات الفنية .
تحديد وسائل التنفيذ .
التقويم .
وكل برنامج مخطط يساعد على تحديد المشكلةوتنسيق الجهود ويعين على مباشرة عملية التقويم .
الإشراف التربوي عمليةتنسيق:
والتنسيق هو تنظيم الجهود والأعمال بتحاشي التضارب والتكرار ولتلافيإضاعة الوقت والجهد . ولما كان هدف الديموقراطية النهوض بالمجتمع، ولما كان هدفالإشراف الفني هو تحسين المواقف التعليمية عن طريق العمل الجماعي التعاوني؛ كانالتنسيق أمرا ضروريا لتنظيم أعمال هيئات التدريس وتحديد المسؤوليات لكي يعرف كل فردنصيبه من العمل، ولكي يدرك أن عمله متمما لعمل غيره لا متضاربا معه ولا تكرارا له. والمشرف التربوي الناجح هو الذي يلاحظ استمرار الانسجام بين الأعمال التي يقوم بهاالمعلمون من ناحية ، والبرامج من ناحية أخرى ، وهو الذي يستطيع تنسيق الآراء بعقدالاجتماعات والندوات التي تعتمد على المناقشة الحرة ، وهو الذي يزود الجميعبالمعلومات اللازمة ، ويقوم بمتابعة ونقل الخبرات ، وهو الذي يهيئ جوا مناسبالتعاون المعلمين والهيئات المحلية . وللتنسيق أهمية بالنسبة للمشروع التربوي ففيحقيقتها عملية تنسيق وخدمة تربوية تعاونية تستهدف حل المشكلات المتصلة بالتعليم
الإشراف التربوي عملية تدريب:
فالتدريب هو إحدى مسئوليات المشرفالتربوي ، وهو من الزم الأشياء للمدرسين حتى المؤهلين منهم تربويا ، ذلك لأن التطورفي التربية سريع ، وطرق التدريس في تغير مستمر بما يتفق مع تطور المناهج الذي يتبعبدوره تطور المجتمع . وهذا يقضي أن يكون المدرس على علم تام بكل هذهالتطورات والتجديدات ، وبما استحدث من نظريات وأفكار ، وما عدل منه مما ثبت جدواهفي مسايرة التطور ،التدريب ضروري لرفع مستوى المعلمين وتنمية كفايتهم ومهاراتهمواكتسابهم الخبرات الجديدة.
ويتحدد نوع التدريب بالنسبة لنوع المهارات التييتطلبها المدرسون من وقت لآخر ، حسب نوع المدرسة ونوع المادة ونوع التعلم ، ولإعداد هذه البرامج يلاحظ ما يأتي :
أ ) تدريب لجميع مدرسي المادة التي يشرفعليها المشرف التربوي ، ويكون ذلك للمؤهلين ولغير المؤهلين ، ويتم على شكل مؤتمراتواجتماعات وندوات في أول العام وأثناءه ، ويبحث في المشكلات التربوية والآراءالحديثة بعد دراسة وتجريب لتطبيقها في الميدان التدريبي .
ب ) تدريب للمدرسينغير المؤهلين تربوياً ويتعاون مشرفو المنطقة على تأهيلهم وتزويدهم بأحسن طرقالتدريس .
ج ) تدريب للمدرسين الذين هم دون المستوى الثقافي ويوضع لذلكبرنامجان :
الأول : برنامج قصير الأجل يدرسون فيه بعض الكتب التي تتصلبمادتهم مع بذل المعونة لهم .
الثاني : برنامج طويل الأجل ، ويتفق عليه معالمختصين في أجهزة التدريب ، وقد يكون له برنامج دراسي يقام في إحدى كليات أو معاهدالتربية لرفع المستوى العلمي والتحصيلي .
الإشراف التربوي عملية تقويم :
والتقويم وظيفة هامة من وظائف القيادة الجماعية ، فهو الوسيلة التي يستطيعبها المشرف أن يساعد الجماعة على تحسين نفسها بنفسها ، ويجب أن يشترك أعضاء هيئةالتدريس فرادى وجماعات في كل موقف تعليمي على أن يكون الغرض منه تحسين الموقفالاجتماعي للتلاميذ؛ أي تحسين الوسائل التي يتحقق بها نمو التلاميذ من الناحيةالفكرية والعلمية والديمقراطية والبدنية ، وعلى أن يتفق الجميع على معايير التقويمومقاييسه ويقتنعوا بصلاحيتها وفاعليتها ومدى صدقها في التوصل إلى أحكام سليمة .
و إشراك أعضاء هيئات التدريس يزيد من نضجهم المهني وخبراتهم وشعورهم بالمسئولية، ويكون هذا أجدى إذا قام المدرسون بتصميم بطاقة يقومون بالرجوع إليها لتقويمأعمالهم ومدى نجاحهم أو فشلهم ، وبهذا يستطيع المدرس أن يحاسب نفسه على عمله ، وأنيصدر حكما إن لم يكن صحيحا فانه يكون أقرب إلى الصحة على ما أداه من خدمات تربويةلتلاميذه ، دون أن يخشى لوما أو تجريحا ويستطيع المشرف الفني أن يقوم عمله بنفسهليعرف مدى التقدم الذي بلغه ومقدار النجاح الذي حققه في عمله مع أسرته التعليمية منمعلمين ورؤساء ، ومدى فشله أيضا وعوامل هذا الفشل ، وله أن يستعين بالمدرسين الذينيعملون معه في ابتكار طرق أحسن وأفضل للعمل الجماعي في مجالات التربية المختلفة .