قصة عبدالله

كان عبدالله بن عبدنهم المزني يتيماً في صغره ، فكفله عمه ، فلما كبر نازعته نفسه إلى إتباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولم يشأ أن يسبق عمه ، فلما نفد صبره قال : يا عم طال انتظاري لإسلامك وما أرى منك نشاطاً .
فقال عمه : والله لئن أسلمت لانتزعن منك كل ما أعطيتك ، فقال : والله يا عم لنظرة من محمد صلى الله عليه وسلم أحب إلى من الدنيا وما فيها ، فلما هم بالمسير إلى الرسول صلى الله عليه وسلم جرده عمه من كل شيء حتى من ثيابه ، فرمت عليه أمه بجاداً ( كساء مخطط ) ، فقطعه نصفين اتزر بأحدهما وارتدى الآخر فسمي ذو البجادين .
فلما وصـــل للنبي صلى الله عليه وسلم نادى منادي الجهاد ، فأنبعث يقاتل مع المسلمين ، فلما قتل نزل الرســـول الكريم صلى الله عليه وسلم يمهَّد له لحــــده ويردد : ( اللهم إني أمسيت راضٍ عنه فأرض عنه ) ، ( اللهم إني أمسيت راضٍ عنه فأرض عنه ) ، فسمعــــه ابن مسعــــود فجلس يبكي ويردد : ( ياليتني كنت مكانه ) ، ( ياليتني كنت مكانه ) .
ليت شعري أين نحن وأين عبدالله ، لقد تخلى عن كل شيء ، فربح كل شيء ، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد ، وأرض عن صحابته الكرام .
** إضاءة **


على قــدر فضــل المـرء تأتي خطـــــوبه*وتعـــرف عنــــــد الصبــــر فيـما يصيبه





ومن قل فيـــــــــــما يتقيــــــه اصطبـــــاره*فقــــــد قــــلَّ مما يرتجيـــــــه نصيبــــــــــه