أيها المتطوع الساذج سيقتلونك ويسلمونك إلى جيش الـ USA
قال الكاتب / الجبة والعمامة .. .. .. في مقالته الرائعة ، المعنونة تحت اسم : ( أيها المتطوعون العرب لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " توجد صور " ) . في الساحة السياسية .
( مقالي هذا لا يخاطب الأوباش الملاعين ، إنما يخاطب السذج من إخواني الذين عموا وصموا عن رؤية الحقائق الجلية الواضحة وضوح عين الشمس ، فقبلوا أن يكونوا وقوداً لمحرقةٍ تأكل الأخضر واليابس في حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، غير الكلمات الحماسية والخطب الثورية والفتاوي ذات البلاوي بوجوب الجهاد تحت راية ( البعثيين العفالقة ) أعداء الرب والدين وإن تكفنوا بعلمهم الذي شوهوه بلفظ الجلالة الله أكبر .
إنهم السذج والبسطاء من ضحايا هذه الحروب والمعارك في سبيل القوميات والحدود والأصنام اللعينة ، وقصتهم قديمة للغاية ، لكنها تتكرر في كل قتالٍ أهوج في سبيل عروش الخونة وقوميات العجم
( من أفغانٍ وبوسنويين وإقليم كوسفا والصومال وانتهاءً بالصنم البعثي العفلقي )
المتطوعون العرب أو بمعنى أصح البؤساء السذج وقود المحرقة ، أو إذا شئت فقل : اللعنة المتحركة التي تمشي على قدمين في نظر من وقفوا في صفهم وهجروا في سبيلهم الأهل والأولاد والعمل .
خرجوا من ديارهم في سبيل نصرة إخوانهم المسلمين ، تلك هي نياتهم وأمانيهم البسيطة المغلفة بشعارات النصر الجوفاء دون أن يدركوا أبعاد المعركة الحقيقية وخطورتها عليهم ، لا تحدهم الحدود ولا ترهقهم العوائق ، يؤمنون بقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) لكن إخوتهم المؤمنون بالسيد الأمريكي لهم وجهة نظرٍ أخرى ، وجهة نظرٍ تقول : إنهم دخلاء ومفسدون ومرتزقة ومجرمون ويجب بيعهم على السيد الأمريكي ، ولا يرضون ثمناً لهم بغير الدولار الأمريكي الأخضر ، لا يكمن البلاء هنا أيها السادة ، إن البلاء يكمن في أن أولئك المسلمين أو مدعي الإسلام ليسوا في حاجةٍ لهم ، فجيش القدس العفلقي مثلاً يقدر بستة ملايين خائن فماذا سيزيدهم الصفر ؟
والصفر هنا هو الساذج الذي خرج من وطنه وأهله إلى أتون المحرقة اللعينة في سبيل الصنم
أيها المتطوع الساذج إن من خرجت في سبيل نصرتهم سيقتلونك ويسلمونك إلى جيش ال USA ومغاوير الحجي بوش كما قالها بالأمس أحد لصوص بغداد وهو يسطو على السفارة الألمانية ببغداد حاملاً كرسياًَ متواضع .
قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام الماضي زارني في منزلي صديق عزيز ، استنصحني ذلك الأخ في الذهاب إلى أفغانستان للتدريب على أساليب القتال ، فقلت له : لا تذهب فإنك إن ذهبت فسوف تندم ندامة الكسعي ، ظن الرجل أنني من المثبطين الذين أصابهم وهن الحياة وزخرفها فسخر مني ومن مقولتي وخرج من عندي لا يلوي على شيئٍ، ساخطاً علي وعلى نفسه أن استنصح الرجل الخطأ الذي يدعوه إلى الركون والنوم .
ووقعت الأحداث وجمعت أمريكا جموعها وسافر المستنصح إلى المحرقة الأفغانية على عجل ، ودخل إلى عقر الأوزبك المجرمين مزار الشريف ، وبلغني أنه هاتف أهله من هناك قائلاً إنه سيقاتل فلول الشمال ، ثم انقطعت أخباره وظننا أنه قتل في سبيل تلك الحرب القذرة ، لنفاجئ بعد حين بأنه شحن إلى معسكرات إكس بجوانتانامو بكوبا أسيراً في ضيافة الأمريكان ، ووقفت على حالة والدته شخصياً فوجدت فؤادها يتحرق عليه حزناً وألماً وخوفاً وإشفاقا حتى اللحظة ، ومن منا لا يعرف قلب الأم ، ولن تنتهي المأساة بخروجه من هناك ، فضيافته مؤكدة في وكر أبناء جلدته من رجال مباحث هذا الوطن المعطاء ، والسبب حرب أفغانية قذرة لا ناقة له فيها ولا جمل ولم يطلب منه النصرة .
رأينا وسمعنا بالمأساة التي طالت العرب الأفغان في مذبحة قلعة جانجي وقصف جبال تورا بورا بطائرات الصليبيين ومدافع اليهود البشتون الأفغان ممن خان طالبان لقاء سيارات الدفع الرباعي وبضعة كلاشينات ، رأينا في حزن يمزق نياط القلوب أولئك العرب الذين حوصروا في مستشفى قندهار وتم الغدر بهم وقتلهم مثل الكلاب الضالة على يد الملاعين البشتون ممن كان يقاتل مع حركة طالبان ، سمعنا بمن ألقي عليه القبض من قبل عصابات البشتون التي كانت موالية لطالبان قبل أن تنشق عنها نظير دراهم معدودة وسلمتهم إلى طائرات الشحن الأمريكية لتحملهم مثل السائمة إلى كوبا .
وخصصت الباشتون بالذكر السيئ لأن المتطوعون العرب أمنوا جانبهم واطمئنوا إليهم ، والخوف لم يكن منهم بل كان من خصومهم الطاجيك والأوزبيك والهزارة الرافضة .
رأيت بعيني هاتين لقاءين لمتطوعين اثنين من العرب في سجون كابل ، أحدهما سأله مذيع قناة فوكس الأمريكية عن شعوره الآن بعد هزيمة الحركة على يد الصليبيين وفلول مرتزقة تحالف الشمال ، فأجابه قائلاً في مرارةٍ وكان يجيد اللغة الإنجليزية : لقد انسحبت الحركة من مواقعها ولم تحذرنا مسبقاً وتركونا لقمةً سائغة لقوات تحالف الشمال ( إنهم أوغاد )
وقال ثانٍ في استحياءٍ ومرارةٍ وحزن : لقد جئت للتدريب على السلاح ولم آت للقتال ، يريد أن ينفي عن نفسه التهمة أو الجريمة في نظر هؤلاء ، وكان يردد كلامه ذلك في ذهول ومفاجئةٍ لذلك الانسحاب المذل غير المتوقع .
ولم يتعظ السذج والأغبياء من متطوعي المحارق اللعينة .
في البوسنة سحبت جنسيات بعض المقاتلين العرب ، وسلموا إلى سلطات الأمن الغربية في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والتهمة جاهزة الإرهاب ، والبقية شحنوا إلى دولهم العربية التي قتلت وأعدمت جزءاً منهم ( مصر وليبيا ) ، وصفدت البقية بالأغلال ،
وفي إقليم كوسفا هدد جيش تحرير كوسفا بأن أي عربيٍ سيتدخل في القتال سيتم تسليمه إلى الصرب ، وبفضل وشاية الجيش أبيدت مجموعة من المقاتلين العرب كانت تقاتل الصرب في الإقليم في سبيل نصرة إخوانهم من أبناء كوسفا .
ولم يتعظ السذج والأغبياء من متطوعي المحارق .
.. .. .. .. ..
ثم وقعت المأساة وكانت مدوية .
سافر السذج من المتطوعين العرب إلى العراق لنصرة المسلمين هناك ، يحدوهم الأمل بالنصر والرفعة والتمكين ، ونسوا أن النصر له شروط لا تتحقق في هذا النظام العفلقي الكافر الظالم الغاشم ، الذي جثم على صدور العباد أكثر من ثلاثين عاماً مستبداً ظالماً قاهراً قامعاً كل صوتٍ خارج الوطن وداخله بالقتل والسحل ، هذا النظام الذي أهان الدين وطمس المعتقدات وكفر بالله .
زعم هذا النظام أن ما عنده من الجنود يفوق ستة أو سبعة ملايين مقاتل أطلق عليهم جيش القدس إضافة إلى
فدائيي صدام ووحداتٍ من الجيش الجمهوري صاحب القوة الضاربة من حمورابي وفرقة المدينة المنورة والقادسية ،
وإذا كان النظام يملك هذه الأعداد وتحت يديه هذه الجحافل الجرارة المتدربة تدريباً عالياً فما هي حاجة النظام إليك أيها البائس المتطوع أيها الصفر الساذج ؟
ألم تسأل نفسك وتتفكر قبل أن تكون وقوداً للمحرقة اللعينة في سبيل الصنم ؟
ثم حلت الكارثة ودخلت جحافل الذل الصليبي إلى بغدادٍ بتواطئٍ خبيثٍ واتفاقٍ لعينٍ دبر بليلٍ دون أن تخرج طلقة واحدةً من فوهات جنود العفالقة البعثيين ، وكانت المفاجئة التي عقدت ألسنة الجميع وفي مقدمتهم وقود المحرقة المتطوعون السذج ، فروا هاربين في كل اتجاهٍ يرامون النجاة إلى سفارات دولهم أو إلى مكاتب منظمة الصليب الأحمر الدولي ، وهنا كانت المفارقة المبكية جاءوا لقتال الصليب فانتهى بهم الحال إلى أن استنجدوا بالصليب ، فيالها من مفارقةٍ وعظةٍ تدمي القلب وتعقد الألسن .
أحد المتطوعين قال في لقاءٍ معه : لم أتخيل أن تكون الحرب بهذا الشكل !! ، فضحكت بمرارةٍ وقلت لنفسي : وهل الحرب نزهة ؟ الحرب تعني الموت ، والموت لا يأتي بغتةً فيرتاح المعذبون من شقاء ورعب الحرب ، بل تمر بهم لحظات الخوف والألم واليأس فيقتلون في كل دقيقة مئـات المرات ، متطوعون آخرون ألقوا بالسلاح وهاموا على وجوههم شعثاً غبراً يبحثون عن ملاذٍ آمن لدى سفارات دولهم أو ما تبقى منها وقد صدق فيهم قوله تعالــى ( لو يجدون ملجأً أو مغاراتٍ أو مدخلاً لولوا إليه وهم يجمحون )
مأساة تتكرر وتتجدد مراراً وتكراراً عبر التاريخ ولا يعتبر منها المعتبرون .
يأبى السذج من قومنا أن يستخلصوا منها الدرس وأن يخرجوا منها بالموعظة والحكمة ، مأساة أخرى تلوح في الأفق وقد لاحت بوادرها في جميع وسائل الإعلام ، فهل تكون أم قصر هي جوانتانامو العربية للأصفار السذج المدافعين عن الأصنام ؟؟
أيها المتطوعون العرب تعاملوا مع الأحداث بعقولكم لا بعواطفكم ، صونوا دماءكم عن محارق القوميات والأحزاب والقبائل والصراعات الإقليمية والسياسية ، الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية العميلة ليست بحاجةٍ لكم ، فهم يتاجرون بكم وبدمائكم ، أنتم الضحايا في هذه الحروب ، منكم من قتل في حربٍ لا ناقة له فيها ولا جمل ، ومنكم من تم شحنه مثل الحيوانات إلى كوبا ، ومنكم من سلم إلى زبانية دولته فسحل وعذب وأعدم .
كفاكم غباءً وسذاجة ، ابصقوا على تلك الدعوات التي ترميكم في أتون المعارك ، واتركوا عنكم الفتاوي ذات البلاوي من بعض شيوخكم الذين يفتونكم بالذهاب إلى المحرقة ، وينامون في أمنٍ ودعةٍ على أسرتهم الوثيرة الفاخرة وقد زجوا بكم إلى أتون العذاب ، إنكم مؤتمنون على أجسادكم من قبل الله تعالى ، فلا تلقوا بهذه الأمانة العظيمة وسط جحيم المعارك الخاسرة ، وانتظروا فإن الفرج قادم ، وإن نصر الله يلوح في الأفق تحت رايةٍ إسلاميةٍ حقيقية تعلي كلمة الله ولا شيئ غير الله تعالى ، ولا تعلي كلمة الأصنام ولا القوميات ولا العرقيات
منقول للأهمية فقط :(