أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
سبق أن نشرت على الموقع المبارك موقع أهل الحديث فوائد منتخبة من كتاب الرد على الشاذلي لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد صحت النية على نشر منتخبات القراءة مما دونته في كراساتي الخاصة تباعا، أسأل الله أن يكتب فيها لإخواننا النفع والمتعة العلمية إنه سبحانه المرجو في كل خير.

وهذه المنتخبات المقدمة اليوم من كتاب المنثور من الحكايات والسؤالات للإمام محمد بن طاهر المقدسي-رحمه الله-، نشره بعد الجمع والتحقيق الشيخ جمال عزون.

01-قال محمد بن طاهر المقدسي في المنثور(ص34): أنشد أبو الفرج محمد بن عبدوس لنفسه:
هبني ملكت بلاد الأرض قاطبة***ونلت ما نال قارون وعملاق
وعشت ما عاش نوح في نبوته***أليس آخره موت وإملاق
02-قال محمد بن طاهر المقدسي في المنثور(ص36): سمعت الأنصاري يقول: إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير.
03-قال محمد بن طاهر المقدسي في المنثور(ص42): دخل علي أبو محمد عبد الساتر بن علي بن عبد الساتر بتنيس وأنا جالس وحدي أكتب، وقد أغلقت باب البيت، فقال: دخلت على الشيخ أبي نصر السجزي الحافظ وهو وحده، فقلت: أيها الشيخ، أنت جالس وحدك، فقال: لست وحدي، أنا بين عشرين ألفا من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين أتحدث معهم وأحكي عنهم.
04-قال محمد بن طاهر المقدسي(ص55): سمعت أبا إسحاق الحبال يقول: كان عندنا بمصر شيخ من شيوخ المحابر، وكان يبخّل، وكان له أم ولد فمرضت، فقال لها يوما: أيش تشتهي؟ فقالت: تفاح شامي، والتفاح الشامي يكون له بمصر قيمة عظيمة، فخرج إلى السوق وتقدم إلى دكان الفاكهي، وقال له: كيف تبيع التفاح؟ فقال: من هذا خمسة بدينار، ومن هذا عشرة بدينار، وذكر معه سعره، فاشترى تفاحتين من سعر عشرة بدينار. فلما انصرف رأى مريضا فقال: يا شيخ أعطني واحدة لله عز وجل، فإني مريض وأنا أشتهيه. فوقف يفكر ساعة ثم قال: هذا لا يصلح لله هذا يصلح لجاريتي، ورجع واشترى له من ذلك الجيد ودفع إليه وانصرف وهو يقول: هذا لا يصلح لله عز وجل، هذا لا يصلح لله عز وجل.
05-قال محمد بن طاهر المقدسي في المنثور(ص74): وسمعت أبا إسماعيل يقول: كتاب أبي عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم. قلت: لم؟ قال: لأنهما لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة، وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها، فيصل إلى فائدته كل أحد من الناس من الفقهاء والمحدثين وغيرهما.
06-قال محمد بن طاهر المقدسي في المنثور(ص78): وسمعته (يعني أبا إسحاق الحبال) يقول: كنا يوما نقرأ على شيخ جزءا، فقرأنا قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قتات"، وكان في الجماعة رجل ممن يبيع القت وهو علف الدواب، فقام وبكى، وقال: أتوب إلى الله من بيع القت، فقيل: ليس هو من بيع القت، ولكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم يؤذيهم، فسكن بكاؤه وطابت نفسه.
07-قال محمد بن طاهر المقدسي في المنثور(ص91): أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأديب قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني عبد الله بن الحسين قال: كنا يوما مع أبي نصر السندي-وفينا كثرة حواليه، ونحن نمشي في الطين- فاستقبلنا شريف سكران قد وقع في الطين، فلما نظر إلينا شتم أبا نصر وقال: يا قن، يا عبد، أنا كما ترى وأنت تمشي وخلفك هؤلاء، فقال أبو نصر: أيها الشريف، تدري لم هذا؟ لأني متبع آثار جدك، وأنت متبع آثار جدي.
08-قال محمد بن طاهر المقدسي في المنثور(ص91-92): قلت يوما للمرتضى أبي الحسن المطهر بن علي العلوي بالري: الزيدية فرقتان: الصالحية والجارودية، أيهما خير؟ فقال: لا تقل أيهما خير، ولكن قل: أيهما شر. وكنت يوما في مجلس يحيى بن الحسين الزيدي العلوي الصالحي فجرى ذكر الإمامية، فأغلظ القول فيهم وقال: لو كانوا من البهائم لكانوا البقر، ولو كانوا من الطير لكانوا الرخم-في فصل طويل-فقلت في نفسي: قد كفى الله أهل السنة الوقيعة فيهم بوقيعة بعضهم في بعض، وكانا إمامي الفرقتين في وقتهما.