غالبا ما يكون اللجوء إلى الطلاق آخر علاج للمشكلات التي تتفاقم بين الزوجين ويستحيل معها استمرار الحياة الزوجية، لكن من الغريب أن نكتشف أن هناك أسبابا ومواقف لا تستحق الذكر أدت إلى الطلاق، فماذا حدث حتى استهان كل من الرجل والمرأة بـ"الميثاق الغليظ" ليكون الطلاق الحل البديل والسريع لكثير من مشاكلهم.
العربية.نت التقت ببعض النساء والرجال تعرضوا لتجارب طلاق قد يرى كثيرون أنها تافهة، إلا أنها أدت إلى "أبغض الحلال"، والبداية كانت مع "هنر صالح" التي تقول إن زوجها طلقها بعد عشرة عمر استمرت 10 أعوام لأنني نسيت أن أوقظه ليتناول سحوره، وعندما استيقظ ووجدني نائمة انتظرني حتى استيقظ من نومي ومن ثم قام بتطليقي.
أما حنان فتروي بألم قصتها مع الطلاق تزوجت رجلا يكبرني بعشر سنوات، وكان نموذجا للزوج الودود، وبعد طول انتظار ر**نا بطفل فاختلفنا على تسميته، فكان زوجي يريد تسميته على اسم جده وهو اسم قديم جدا وكنت في غاية الغضب من هذا الاسم لأنه لا يناسب وقتنا الحاضر.
وتقول حنان إنها حاولت أن تقنع زوجها بـوجهة نظرها، لكنه ازداد عناداً مما اضطرني لأخذ الطفل والذهاب إلى بيت أهلي في محاولة مني لتغيير موقفه وكنت في ذات الوقت أفكر بطفلي عندما يكبر كم سيشعر بالإحراج والضيق من اسمه، فأصر هو على موقفه، وصممت أنا على عدم العودة للبيت، فأرسل لي جارتي لتخبرني أنه طلقني.
لا تحدث زوجتك عن الماضي
أما زواج عبد الرحمن (27عاما) فلم يستمر سوى سويعات قليلة بسبب صراحته، كما يقول، ويلخص قصته بقوله تزوجت فتاة متعلمة وجميلة ومن أسرة محافظة جدا تصغرني بـ4 سنوات وكنت في قمة سعادتي لأنني عثرت على فتاة بكل هذه المواصفات فقررت أن أبدأ معها حياتي من جديد بعد فترة من الطيش وعدم المبالاة وقررت أن أطلعها على كل أسراري.
ويذكر عبد الرحمن أنه في ليلة الزفاف أحضر لعروسه حقيبة تحمل في طياتها الكثير من الذكريات السابقة والمغامرات العاطفية ووضعها بين يديها، وقلت لها هذا كل الماضي لكنك اليوم حاضري وحدث ما لم أتوقعه، إذ فاجأتني بغضبها وحاولت تهدئتها لكن من دون فائدة وطلبت الطلاق واعتقدت في بادئ الأمر أنها ليست جادة، غير أنها ذهبت مباشرة لأهلها لتنتهي حياتنا الزوجية قبل أن تبدأ.
التصوير يؤدي للطلاق
ولا تقل قصة الطلاق التي ترويها أم فيصل "طرافة" عن سابقتها، فقد عاصرت إحدى حالات الطلاق الغريبة،عندما كانت بين المدعوات لزفاف، وحدث الطلاق في الليلة الأخيرة من حفل الزواج قبيل مغادرة العروس قصر الأفراح بعد أن تصاعد الخلاف بين العروسين بسبب إصرار العروس على أخذ صورة تذكارية مع المدعوات، في حين كان يرفض العريس ذلك باعتبار أن التصوير يتعارض مع العادات والتقاليد.
وتصاعدت وتيرة الخلاف بين العروسين بشكل ملحوظ بين المدعوات ووصل حوارهما إلى طريق مسدود ومع طول الجدال توترت أعصاب العريس، إذ أصيب بالغضب والإحراج من إصرار العروس على موقفها وقال لها أمام الحاضرات أنت طالق، والغريب أن لا أحد من الحضور والأهل تدخل لحل الخلاف بينهما.
أما نجاح فتقول إن طلاقها كان سببه غرور زوجها، فهو وسيم جدا وكان يقارن نفسه بي دائما ويقول إنه أجمل مني إلى أن أصابه الغرور فأصبح يقارن نفسه بي أمام الناس وينتقدني ويسخر مني ولم أعد أسمع منه غير انظري إلى فلانة وزوجها فلان أو المذيعات والممثلات ويستفيض في شرح جمالهن ويبدأ في مقارنتي بهن.
وتردف نجاح أرهقت من هذا الوضع وطلبت منه الطلاق ليس لأنه أجمل مني كما يعتقد، إنما لغروره الذي أنساه حكمته وعقله حتى أصبح لا يتحدث أمام أهله وأقاربه إلا عن وسامته وحسنه ومع ذلك لست نادمة على طلاقي.
رأي أخصائي
وترى الأخصائية الاجتماعية شيخة العنزي أن انعدام الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية لدى بعض النساء وبعض الرجال جعل اتخاذ قرار الطلاق أمرا سهلا ومستساغا بالنسبة لهم وبعضهم لا يعلم أن هذا القرار يعتبر في حد ذاته منشأ لمشكلة اجتماعية كبيرة تترتب عليها تأثيرات سلبية لدى الزوجين والأبناء وبالتالي المجتمع.
وتشير العنزي إلى ضرورة أن تعلم المرأة أن الأزواج في الغالب يتأثرون بضغوط الحياة اليومية أكثر من أي وقت مضى وبالتالي على الزوجات تقدير ذلك، وعدم مجابهة ثورة الزوج بثورة مضادة لكي لاتحدت المشكلات، وعلى الأزواج أن يعلموا أن أكثر النساء يصيبهن التوتر أثناء الطمث فتصدر في تلك الفترة نتيجة الاختلال الهرموني سلوكيات عدوانية مثل الصراخ، وهو ما يعتبره الرجل ضد كرامته ويقابل ذلك بردة فعل عنيفة قد تكون الطلاق.
كما أن الوسط الاجتماعي الذي ينشأ فيه الأزواج يلعب دورا كبيرا لأنه يبلور شخصية الإنسان، لذلك على الأسرة أن تحاول دائما إعداد أبنائها وبناتها للزواج وتحمل مسؤولية ذلك على أكمل وجه.
دمتم بالود
رد مع اقتباس
