الضرير
أحبتى فى الله

انقطع النور فجأة وعم الظلام حولى لحظات ولكنها من أثقل اللحظات التى تمر بنا فالحمد لله على نعمة البصر والبصيرة
من هنا فكرت فى أحبتنا الذين فقدو نعمة البصر كيف
يعيشون ؟
كيف يرى كل منهم الدنيا فى خياله ؟
كيف نتعامل معهم ؟
فمنهم من هم أشد بصيرة منا
أحبتى فى الله
هناك نوعين من الأشخاص فاقدي البصر
الأول : لا يرى ولم يبصر وهو الذي ولد ضريراً وهذا الشخص يتخيل الأشياء تخيلاً ويصوّر الأشياء من خلال اللمس وهذا النوع من يحلم بأشياء يصورها هو ولا يستطيع أحد وصفها
والنوع الثاني : ولد مبصرا ومن ثم أصابه العمى وهذا النوع يحلم مثل المبصر لأنه رأى الأشياء وهو يكون في عقله الباطن الصور لما حوله من خلال سماعه أو لمسه
ولكن النوع الأول هو الذى يشغل تفكيرى دائما
لأنه حينما يتعامل مع الآخرين يحبهم عن طريق الروح فقد يحب ضرير انسان مشوه الملامح ولكنه نقى القلب والروح فيراه الضرير كذلك بخياله
يراه جميلا ويرى الوجود جميلا
الكفيف مثل أي شخص آخر لا يختلف عنك
لا تظهر له العطف الزائد والشفقة ولاتقل عنه كلمة مسكين فهذه الكلمة تجعله يشعر وكأنه عاجز حقًّا
لا تشعر بالإحراج من استخدام كلمات تتعلق بالنظر مثل انظر هل رأيت من وجهة نظرك؟
فهذه الكلمات لا تحرج الكفيف فهو يستخدمها في حديثه وإن كان لا يرى ولا تتجنب استخدامها لأن ذلك سوف يحرجه
ولاتنظر للعمل البسيط منه باستغراب فذلك يشعره بانك تتعامل معه كالطفل

أحبتى فى الله
علينا ان نتبع ارشادات مهمة جدا للتعامل مع احبتنا المكفوفين
فمثلا لانترك الأبواب نصف مفتوحة فيتعرض للتصادم بها
أو نغير أثاث المنزل الذى اعتاد عليه الا بعد اعلامه بذلك
حينما تقدم كوب من المشروبات له لاتجعله ممتلئ لآخره فذلك يؤدى الى سكبه مما يجعل الموقف حرجا له
عندما تصد به سلم او تنزل به عليك ان تخبره بذلك وتقول له سنصعد أو سننزل
عندما تتحدث الى كفيف ناده باسمه حتى يعرف انك تحدثه
ولاترفع صوتك بالحديث حتى لاتؤذيه بل تكلم معه كأنه يرى وتوجه اليه اثناء الكلام لأنه يعرف اتجاهك من صوتك واذا اردت الخروج من غرفته فاخبره بذلك حتى لايستمر فى الحديث مما يؤدى الى حرجه ومضايقته
أحبتى فى الله
هناك من هو أعمى البصيرة
وأصم الأذن
وابكم النطق
ولكن لايرى نور الله
ولايسمع الحق
ولاينطق بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
وهم من قال عنهم الله تعالى
{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } البقرة18
{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } البقرة171
في الآية الأولى ذهب الله بنور المنافقين فهم يتخبطون في الظلمات فكيف يرجعون ؟
لأن المنافقين بمخالطتهم المسلمين وصلاتهم معهم ، وصيامهم معهم ، وسماعهم القرآن ، ومشاهدتهم أعلام الإسلام ومناره
قد شاهدوا الضوء ورأوا النور عياناً ،، ولهذا ختم الله تعالى الآية بقوله ( فهم لا يرجعون) لأنهم فارقوا الإسلام بعد أن تلبسوا به واستناروا فهم لا يرجعون إليه
و الآية الثانية شبهت الكفار بما هم فيه من الغي والضلال والجهل كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها بل إذا نعق بها راعيها أى دعاها إلى ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولا تفهمه و إنما تسمع صوته فقط ،، هم كفار لم يعقلوا الإسلام ولا دخلوا فيه ولا استناروا به لا بل يزالون في ظلمات الكفر صم بكم عمي ( فهم لا يعقلون)
فسبحان من جعل كلامه لأدواء الصدور شافياً ، وإلى الإيمان وحقائقه منادياً وإلى الحياة الأبدية والنعيم المقيم داعياً ، وإلى طريق الرشاد هادياً