خلا يوماً بنفسه على ذلك الشاطئ البعيد
عن العمران
فقد أثقلته الهموم وأتعبته الدنيا ونغصت
عليه الذنوب عيشتة
يحس أن أصبح بلا قلب بل أصبح
يحمل قلب ميت
نظر إلى السماء ولحسن حظه كانت ليلة صافية
ظهرت فيها النجوم كجواهر متناثرة كل
واحدة تحاول أن تبرز مفاتنها بجوار أختها
ولكن هيهات فهذه المفاتن اختفت بجوار
نور البدر الذي تألق فوق العادة
ولحظ صاحبنا هذا التألق والبياض الشاهق
فقال موجهاً حديثه للقمر يالحسن حظك
وجمالك ليت قلبي كان صافياً مثل نورك!!!
فأتاه مالم يكن يحتسب أبداً في هذه اللحظة
وهل تظن أني لم أجتهد للحصول عليه؟؟؟
ماذا!!!
فرك صاحبنا عينه وقال ما رأيت مثل
هذه الليلة عجباً قمر يتكلم!!!!
فرد عليه القمر الأعجب منه أنك توجه حديثك إلي!!!
تجاوز صاحبنا دهشته وقال للقمر وكيف
اجتهدت للحصول على هذا النور ؟؟
فرد عليه القمر تعرضت لمصدره واقتبست
منه فهو كالبحر الزاخر الذي لا ينضب
فأجابه صاحبنا ماذا ؟؟ ماذا تقصد بمصدره؟؟
فرد عليه القمر إنها الشمس التي تبعث
فيا هذا النور وهل تظن أني بمفردي أشع هذا النور !!!!
كلا فجسمي كله صخور
فأجابه صاحبنا وقد تملكته الدهشة وكيف
لي بمثل شمسك؟؟
فرغ القمر فاااه وقال أمجنون أنت ؟؟
ألست تعلم شمسك التي تنير قلبك ؟؟
وكيف تعيش إذاً ؟؟
فرد عليه صاحبنا أعيش حياةً بلا روح ,
حياةً بلا حياة!!
اعتدل القمر في جلسته وعرف أنه يكلم رجلاً
مهموماً قد بلغ الهم منه مبلغه , فقال له يابني
أنت مثلي تحتاج إلى مصدر من النور لكي يضئ
لك حياتك وقلبك فأنت من طين فلذلك
جعل الله الإسلام هو شمس الهداية للبشر وعلى
قدر بعدك وقربك منه يكون نورك وصفاء قلبك .
يابني ألم يقل الله عز وجل
( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ )
فلماذا لم تتعرض لهذا النور؟
حك صاحبنا ذقنه وقال صدقت والله أين
كنت عن هذا ؟؟فلقد تقاذفتني الدنيا
بين أمواجها المتلاطمة.
فقال القمر يابني كلما بعدت عن النور فارجع إليه مرة أخرى فإنه لا يرد مقبلاً عليه بحب.
انشرح صدر صاحبنا وعاهد نفسه على بداية
جديدة مع نور الكتاب والسنة وانصرف بعد
ما ودع القمر الذي تمنى له حياة سعيدة
يملؤها النور الحقيقي
مما راق لي
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الرووح
