النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: إنها ... " المعاملة " ...!

  1. #1
    إدارة عامة الصورة الرمزية وجن محمد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    29,841

    إنها ... " المعاملة " ...!

    إنها ... " المعاملة " ...!


    إنها ذلك السلوك الإنساني الذي يتميَّز به كلُّ فردٍ على وجْه البسيطة، في أقواله وأفعاله، صحيحةً كانتْ أو خاطئة، إلا أنه كان لزامًا على المسلمين - بشكلٍ خاصٍّ - أن يتخلَّقوا بالمعاملة الحسنة، سلوكًا يتقرَّبون به إلى الله تعالى، وبالتالي تكون معاملتهم للآخرين "راقية" على جميع الأصْعدة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بُعثْتُ لأُتَمِّم مكارم الأخلاق))، كما أن هذه المعاملة الراقية تُعتبر جزءًا مِن تميُّز المسلم بعقيدته وإسلامه، وقد قيل: ((الدِّين المعاملة)).

    ولكَمْ ضرَب لنا رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - أولاً أبهى صور هذه المعاملة والخُلُق الحسَن، التي شهد بها الحليفُ والعدو، والتي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]! وقد سردتْ لنا كُتُب السِّيَر ألوانًا مِن خُلُقه العظيم - صلى الله عليه وسلم - مع كل إنسان، أيًّا كانتْ منزلتُه، ومكانته، وديانته.

    وعلى هذا نهج الصحابةُ ثانيًا، والتابعون ثالثًا، والصالحون من أمة محمد من بعدهم رابعًا.

    لكن لَمَّا انحرفتْ أفهامُ البعض عن الخلُق الحسَن، أصبح ينسب الأشياء إلى غير مُسمياتها بالتعامُل اللفظي والعملي، وكل هذا باسْمِ الذَّوق والأخلاق أيضًا.
    فأنت ترى الإعراض عن الآخرين يُسَمَّى: "عدم النزول لمستوى دون المستوى"، وهم بذلك يُخالفون قول الله تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].

    قال الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}؛ أي: لا تُمِلْهُ وتعبس بوجْهك الناس؛ تكبُّرًا عليهم وتعاظُمًا[1].

    وأنت ترى تحقير الآخرين، وعدم التحاوُر معهم يُسَمَّى: "أفضل الحل"، بينما هو من أسوأ الحلول، كيف وقد حاور الله تعالى أحقر خلْقه "إبليس"، وهو العليُّ الكبير؟!

    وأنت ترى "تسْفيه الآخرين" يُسمى: "فنًّا وذَوْقًا"، بينما هو في الحقيقةِ إفلاسٌ للذوقِ العام، خاصة لإخوة لك في العقيدة.

    وأنت ترى التعامُل مع الآخرين باستعلاء يُسَمَّى: "رد اعتبار"، وما هو إلا كِبْر يظنونه المجْد، وما هم ببالغيه بتصرُّفات أطفال العُقول... إلى غيرها من النماذج، والمعامَلات، والتصرُّفات.

    والعجيبُ أن البعض يظن أن إكرامكَ له، والتخلُّق بصفات الحسن - نوعٌ منَ الضَّعف في شخصيتك، وسبحان الله!
    إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ --- وَإِنْ أَنْتَ أَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تَمَرَّدَا
    وكلُّ الإشكالية عندما تكون هذه التصرُّفات من المسلمين أنفسهم، بل من خاصة المسلمين وأعلاهم مكانة دينية أو اجتماعية، حتى وإن لَم يكن الأمر على إطلاقِه - بحمد لله - إذ إن الأصلَ هو الباقي، والزبَد يذهَبُ جُفاء، لكن تصرُّفًا واحدًا غير مسؤول من قبَل هؤلاء خاصة كفيلٌ بأن يدمِّر ويفسد مجتمعات بأكملها.

    ومضات:
    * قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
    * قال معاذ بن سعيد: كنَّا عند عطاء بن أبي رباح، فتحدث رجل بحديث، فاعترض له آخر في حديثه، فقال عطاء: سبحان الله! ما هذه الأخلاق؟! ما هذه الأحلام؟!
    إني لأسمع الحديث منَ الرجل، وأنا أعلم منه، فأريه مِن نفسي أني لا أحسن منه شيئًا.
    * إننا ننشد القلب الذكي المحب للناس، العطوف عليهم، الذي لا يفرح لزلَّتهم، ولا يشمت في عقوبتهم، بل يحزن لخطئهم، ويتمنى لهم الصواب؛ محمد الغزالي.
    * القول اللَّين يفتح مغاليق القلوب، ويعطي من أمامك الفرصة كاملة ألا يستبد به وبعقله الشيطان؛ {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]؛ قال القرطبي - رحمه الله -: "فإذا كان موسى أُمِر بأن يقولَ لفرعون قوْلاً لينًا، فمن دونه أحرى بأن يقتدي بذلك في خطابه وأمره بالمعروف في كلامه".
    * عندما لا تحترم كلمتك، فأنت تكسر شيئًا لا يُجبر.

    (مما راق لي)

    ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
    الأنعام 15

    "لو لم يكن لنا من رادع عن معصية ربنا إلا هذه الآية لكفتنا"

    !
    ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه













  2. #2
    كـافخ لهـــا
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    قلـ وأهداب ـب
    المشاركات
    4,366

    رد: إنها ... " المعاملة " ...!

    * عندما لا تحترم كلمتك، فأنت تكسر شيئًا لا يُجبر.

    صحيح وهذا مجرب أنا أشوف أن الكثير بالذات فالنقاشات التي تدور حول موضوع معين يبحث معضم أصحابها عن (أنتصار للذات ربما أو المماراه بعد تبين الحق\)وهذا كله ليس من خلق المسلم

    يعطيك العافيه ياوجن

  3. #3
    ~ [ مشرف صحتك بالدنيا ] ~
    الصورة الرمزية علي مسرحي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    Sad Tracks
    المشاركات
    6,283

    رد: إنها ... " المعاملة " ...!

    راق لي ذائقك استاذة وجن

    شكرا لك
    C.S.T
    سابقاً

  4. #4
    ~ [ مستشار إداري ] ~
    الصورة الرمزية همس الرووح
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    27,875

    رد: إنها ... " المعاملة " ...!

    طرح رائع وموضوع له
    شجون فعلاً إنما الدين المعاملة
    والمقياس المعاملة الطيبة بغض
    النظر عن اتجاهات الفرد وميوله
    لاتظلمن اذا ما كنت مقتدر فالظلم آخره
    يفضى إلى الندم
    تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك
    وعين الله لم تنم

  5. #5
    إدارة عامة الصورة الرمزية وجن محمد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    29,841

    رد: إنها ... " المعاملة " ...!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قيـس مشاهدة المشاركة
    * عندما لا تحترم كلمتك، فأنت تكسر شيئًا لا يُجبر.

    صحيح وهذا مجرب أنا أشوف أن الكثير بالذات فالنقاشات التي تدور حول موضوع معين يبحث معضم أصحابها عن (أنتصار للذات ربما أو المماراه بعد تبين الحق\)وهذا كله ليس من خلق المسلم

    يعطيك العافيه ياوجن
    كلام من ذهب استاذ قيس
    والله صدقت اغلب النقاشات يحاول صاحبها الانتصار لذاته

    حياك الله وبارك في مرورك
    ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
    الأنعام 15

    "لو لم يكن لنا من رادع عن معصية ربنا إلا هذه الآية لكفتنا"

    !
    ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه













  6. #6
    إدارة عامة الصورة الرمزية وجن محمد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    29,841

    رد: إنها ... " المعاملة " ...!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة c.s.t مشاهدة المشاركة
    راق لي ذائقك استاذة وجن

    شكرا لك
    اسعدني مرورك
    حياك الله وبارك فيك
    ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
    الأنعام 15

    "لو لم يكن لنا من رادع عن معصية ربنا إلا هذه الآية لكفتنا"

    !
    ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه













  7. #7
    إدارة عامة الصورة الرمزية وجن محمد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    29,841

    رد: إنها ... " المعاملة " ...!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الرووح مشاهدة المشاركة
    طرح رائع وموضوع له
    شجون فعلاً إنما الدين المعاملة
    والمقياس المعاملة الطيبة بغض
    النظر عن اتجاهات الفرد وميوله

    صدقتي ياهمس
    حياك الله وبارك في مرورك لاعدمناك
    ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
    الأنعام 15

    "لو لم يكن لنا من رادع عن معصية ربنا إلا هذه الآية لكفتنا"

    !
    ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه













معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •