[align=justify]
لا شك أن الأغلبية سعدوا كثيراً بالقرار ( السامي ) لتأجيل الدراسة .. لما فيه من حفاظ على صحة أبنائنا الطلاب .. ورغم أن التأجيل كان لفترة قصيرة .. ألا أنه بالتأكيد أفضل من عدم التأجيل .. كما قال المثل الشعبي : " العوض ولا القطيعة " .. !!
إلا أنّ ما لفت نظري ـ كحال بقية من اطلع على القرار ـ هو عدم التأجيل لطلاب الجامعات والكليات .. والذين سيزدحمون في قاعة تغص بأكثر من 100 طالب .. وهم أحوج للتأجيل بلاشك .. فالهدف هو الحفاظ على جميع الطلاب صغاراً وكباراً .. !!
كما أنني حتى هذه اللحظة لا أعرف ما سبب اختلاف بداية الدراسة في رياض الأطفال والابتدائي عنها في المرحلة المتوسطة والثانوية .. هل المرض ذكي لهذه الدرجة حتى يميّز بين رياض الأطفال فيتأخر عنها .. وبين الثانوي فيداهمها مبكراً .. ؟!!
أما المعلمين والمعلمات .. فهؤلاء لهم قصة مختلفة .. فعلى الرغم من عدم وجود مستشفيات خاصة بهم أسوة ببقية القطاعات .. أو حتى تأمين صحي لهم كحال موظفي الشركات .. ألا أن ( القرار ) .. ذكر أنّه سيكون لهم نصيب في بعض البرامج الوقائية .. ولا أدري هل يعني ذلك تدريبهم ليعالجوا أنفسهم فيما بعد في ظل عدم الاهتمام الصحي بهم من الأساس .. ؟!!
أم يعني ذلك .. أنّه باستطاعة المعلم بعد تحصنّه بهذه البرامج .. ترك مهنة التعليم والعمل كـ " ممرض " .. ليحصل على الأقل على " تأمين صحي " .. ؟!!
أم هي " خطة ذكية " .. من وزير الصحة لجذب المعلمين للقطاع الصحي .. في ظل عدم اهتمام وزير التربية بطرح وظائف تعليمية .. ؟!!
هل سيتحول القلم إلى إبرة .. والسبورة إلى قائمة مواعيد .. والمختبر إلى قسم تحليل .. والفصول إلى غرف تنويم للمرضى .. والمقصف إلى صيدلية .. ومكتب المدير إلى غرفة للعناية المركزة .. ؟!!
أنا هنا لا اعترض على البرامج التدريبية الوقائية والصحية .. فهي مطلب الجميع سواءً المعلم أو غيره .. وسواءً في هذه الفترة أو طوال فترة الدراسة .. ولكن ما يثير غيظي .. هو تجاهل الوزارة لنداءات المعلمين والمعلمات الذين يعانون من المستشفيات الحكومية والتي يتشارك معهم فيها جميع المواطنين .. بالإضافة إلى سوء الخدمات الصحية فيها .. وفي المقابل يمنعون من مراجعة المستشفيات التي تخص بقية القطاعات الحكومية الأخرى .. (( إلا بواسطة " .. !!
أليست مهنة " التعليم " .. من أنبل المهن .. أليس المعلم هو مربي أجيال المستقبل .. لماذا هذا التجاهل .. لماذا لا يكون له نصيب كبقية الموظفين من النواحي الصحية .. ؟!
لن أطالب بحقوق المعلمين المادية .. فتلك القضية أصبحت معروفة حتى لـ " جوهر " .. !!
ولمن لا يعرف " جوهر " .. فهو عامل أجنبي يملك سوبر ماركت عندما يرى " خشتي " .. يبادرني بالسؤال .. " هاه بابا فلوس فروقات يجي وألا ما فيه " .. !!
أنا أطالب فقط بإنصافنا .. وإنشاء مستشفيات خاصة بنا .. أو على الأقل توفير تأمين صحي لنا .. فـ 30 % من رواتبنا تذهب لابتزاز المستوصفات الخاصة .. !!
لا أنسى أن أخبركم أنني اخترت أن أعمل في مقصف المدرسة كـ " صيدلي " .. لأنني أخشى " الإبرة " .. !!
[/align]