ولدي ( صالح ) أصلحه الله وأصلح أبنائكم أجمعين 00قدم لي أنموذجا عفويا , في نمطية ( التفكير المكتسب ) خصوصا وأنه مازال طفلا صغيرا في الصف السادس ابتدائي , حدث ذلك عندما طلبت منه إدارة المدرسة كما هي العادة التي لم تتغير منذ زمن طويل ( ملف علاقي ) أخضر اللون وأربع صور شمسية وصورة من دفتر العائلة , إلى هنا الأمور عادية جدا , ولكن المفاجأة التي ألجمتني , قيامه بمحض إرادته بطمس أسماء كل مؤنث يحتويه دفتر العائلة وبقلم ( أسود عريض ) 00 والجواب معروف سلفا :ـ لايريد أن يطلع زملائه ومدرسيه على تلك الأسماء المحرمة لديه عرفا00 الحقيقة أنني ضحكت كثيرا , وتعجبت أكثر00 ظنا مني أن تلك العادة التي عانينا منها الأمرين ونحن صغار قد اندثرت ,أوعلي الأقل خفت حدتها بفعل الحضارة التي نحن في خضمها , ولكن الواقع أن ( غزية ) مازالت تبعث المدد في نفوس أبنائنا نتيجة المحيط الاجتماعي , والعادات الخاطئة التي استطاعت أن تهزم الثقافة المدرسية , التي رددنا فيها أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وبناته الأطهار , وتلونا قرانا كريما لم يخلوا أيضا من ذكر أسماء النساء 00 وفي السيرة والتاريخ من الصحابيات مالا يعد ولا يحصى , 00إذا لماذا لم نتقدم بهذه المسألة وأخواتها رغم أن الشرع داعما لنا ومساندا ونصيرا 00 الجواب ولعل هنالك من يشاركني الرأي00 أن الكثير منا مازال يرى تلك الأمور من مستلزمات الرجولة , بدونها يفقد هيبته , وسلطته الذكورية00مما جعل الكثير من المثقفات , يحجبن أسمائهن الحقيقة عندما يردن الكتابة , في وسائل الأعلام المختلفة00 تحرجا من تلك الرؤية السلطوية 00 انتقال العدوى لأبنائنا دليل على أن البؤرة تكمن في ( طريقة التفكير ) ومنهجيته المكتسبة من المؤثرات السطحية التي تمليها ( الأنا ) المنغلقة على بعض شرائح المجتمع , لذا لن يكون للمدرسة والمنزل سوى دورا ثانويا , في إزالة تلك الترسبات المتجذرة في اللاوعي , التي يغرسها بعض المتقوقعين في أبنائهن جهلا وتخلفا 00 فيصبن بها جيلا بعد جيل . وهكذا دواليك , تستمر مسيرة خاطئة , قوامها ( العيب ) من شيء لايعيب0