.؛.
[align=justify]
ـ
فِي صباحُ خريفِي كِهذا الصباح ، قررتُ أخذي إلَى شَمال الذاكِرة ، وبعد آخر قُبلة عَلَى جبين طفل أمِي وولدي الذي لم أُنجبه
شعرتُ بِتموجات الهواء وكأنه يتدافع لِيسقط عَلى الملفوف بِعبث شعري ، لاشئ هُنا سِوى إبريقُ قهوة ولفائِفُ مِن الجَبنة التِي تُحبها ، أتذكر طعمك الآن وأنا أقضمها
أُمارس ياجميلِي الآن عاداتنا بِدونك كما كُلّ خريِف فِي المُتعة بِطراوتها وسُخونتها
ساعة مُمّلة بِقربِي مرّت ، شاطرتُ ودقائِقُها الموت ولم أشعر بِلذة الوُجُود وأنَا أعبث بِذاكرتِي بحثًا عن لحظاتِي قُربك
يالله ، مالذي حَلّ بِذاكرتِي الآن ..!
مَالذي يجري ، كأن تِلكَ الصومعة تُناظرنِي بِنظرة غضُوُب ، لاشئ بِقُربِي سِوى ورقة وقلم وحزمة مِن أعواد يابِسة تنتظر أن تحترق بِمدفأتِي أعنِي مدفأتنا ،أنتَ الآن بِالطبع تستغرب لِمَ هَذا التِبغُ بِقُربِي ..!
لا ، هو ليسَ لِي بِل أبتعتُه لأشتعل بِك كُلّما أشعلتُ واحِدة ، أركنها بِمطفأتك وهِيَ تحترق ، وأتخيِلُ عينيِك ونُصف إغماضة كِي لا يصلُ الدُخان لِعينيِك ،الـ دافِيِدوف ( تبغُك ..! ) عُطرك ، مُرهِقُ أنتَ فِي كُلّ شئ ، هل سَ تستغرب أيضًا وجُود غِطاءي هُنَا وصُورك..!
مممممم ، نسيتُ أن أخبركَ أن اللفائِف أنا مَن صنعها لا الحاجة أُم أحمَد ، لم تَعُد هُنا ، قررت لسفر والمُكُوث مع أبنتها ، أشكُ فِي أنها الآن بِحاجتنا ، فلاشئ يُعادل بريق النُور بِعينِيّ جُمان
غاب العقل بعد مُرور رُبع الربع مِن الدقيقِة ، تخيلتُ فقط مُجرّد تخيُّل أن يغيبُ هَذا المخلوق الذي أعشق ، نعم أنا أعنيك ( بُعد الشر )
أدركَ أنكَ سَتلوِي شَفاهُكَ غاضِبًا الآن ، وعلِيّ حانِقًا وقد تُنازع الآن غُبنًا إثر ذاكِرة لأيام مرّت حِيِنَ قرب أن يخلو هذا الوُجُود مِنِي ، أسمع الآن صوتُ بِكاءُك وأنا أُجاهِد لِأبقى ، لأتنفس ، لأحيا من أجلها أنفاسك
كنتَ تبكِي كَطفلنا الذي أسميِتُه ضِياء ( كُنُور وجهُكِ وجههُ ) سَأسميّه ضياءً وأبتِسامة عانقت إخضِرارُك
وتُقبل يديّ ( ماذا لو خلا الكونُ مِنكِ ، ماذا لو أخبرونِي أنكِ لم تعودي عَلَى وجه هذهِ الأرض ) ياااه سقطت منِي دمعة حِينها ، أدركُ الآن لِمَ لم تشعر بِهَا كما لا تشعر الآن أنتَ بِي وأنا أنتحِبُ فراقك
وعدتنِي أن تأتِي صباح الأمس ولا أعلم ماسُرّ هذا تأخيِرك ..!
لا بأس ، لستُ حانِقَة ، لا يُمكن لِلقمر أن يُغضب الشمس أبدًا كما لا يُمكننِي قهرك ، لن تحتاج أن أستيِقظ بِعتمة كُلّ ليل وأستجدي الوقت أن إليّ يُعيدك ، ولن تنتظر أن أجلد صبرِي حاثَةٌ إيّاه عَلَى البقاء فِيَّ أطول
أميِري ، قبل أن يغمرُ الليل تِلكَ الأراضِي بِرداءِه الأسود الحالِك ، وقبلَ أن تنموُ العاصِفَة بِعقر دارك وتُغرز الأمطار أكثر فِتُغرق الحُلم ، أقترب ، وأزرع الطمأنيِنَة بِقلبها رُوُحك
.
[/align]
![]()