[align=center]
بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالأورام الليمفاوية ( في 15 سبتمبر من كل عام والموافق 3 رمضان من هذا العام )
مقدمة
الأورام الليمفاوية
تعتبر الأورام الليمفاوية قسم من مجموعة الأورام الخبيثة التي تصيب مكونات الدم والتي تسمى السرطانات الدموية ( hematogenic malignancies ) .
وتنشأ الأورام الليمفاوية في مكونات الجهاز الليمفاوي ( العقد الليمفاوية أو النسيج الليمفاوي في أي من الأعضاء الليمفاوية في الجسم ).
فلنتعرف أولاً على الجهاز الليمفاوي
الجهاز الليمفاوي هو جزء من جهاز المناعة ويتكون من :
1- شبكة من الأوعية الليمفاوية .
2– أجسام صغيرة دائرية الشكل تسمى العقد أو الغدد الليمفاوية ( كلمة غدد ليست دقيقة حيث أن هذه الأجسام لا تفرز هرمونات أو غيرها ) .
3 – أنسجة ليمفاوية موجودة في :
- اللوزتين .
–لحمية الأنف.
–.الغدة السعترية (thymus gland هذه الغدة موجودة داخل تجويف الصدر خلف عظام القفص الصدري وتكون نشطة وكبيرة الحجم في الطفولة وتنكمش في مرحلة الشباب .
- ا لطحال
–الأنسجة الليمفاوية في جدار المعدة والأمعاء والتي تسمى لويحات باير(Peyer'patchs ) .
- الزائدة الدودية .
- الجلد .
– النخاع العظمي الأحمر (وهو المادة التي تملأ تجويف عظام الهيكل العظمي المحوري axial skeleton ( عظمة القص – عظمة اللوح –الضلوع –عظام الحوض – الجزء العلوي من عظمتي الذراع والفخذ ).
• وتحمل شبكة الأوعية الليمفاوية سائل شفاف يسمى الليمف هذا السائل هو جزء من السائل المحيط بخلايا جميع الأنسجة ( interstitial fluid ) والذي ينشأ من تسرب البلازما من خلال جدر الشعيرات الدموية المحيطة بالخلايا ( الطرف الشرياني منها ) لتمدالخلايا بالأكسيجين والعناصر الغذائية وبعد تمام العمليات الحيوية داخل الخلايا يتم طرح ثاني أكسيد الكربون ونواتج العمليات الحيوية هذه إلي خارج الخلية ليحملها هذا السائل والذي يتم امتصاص ثانية إلى الشعيرات الدموية ( الطرف الوريدي منها ) ومنها إلى الأوردة والتي تعيده مرة أخرى إلى القلب .
• تمتص الشعيرات الدموية 90 % فقط من السائل بين الأنسجة بينما الكمية المتبقية ( 10 % ) تحملها الشعيرات الليمفاوية . وتنتهي الشعيرات الليمفاوية إلى أوعية ليمفاوية أكبر فأكبر لتصب في النهاية في قناتين كبيرتين داخل تجويف الصدر أحدهما تسمى القناة الليمفاوية اليمنى والتي تحمل الليمف من الربع الأيمن العلوي من الجسم وتصب في الوريد تحت الترقوة الأيمن(right subclavian vein ) والأخرى القناة الصدرية (thoracic duct ) والتي تحمل الليمف من باقي أجزاء الجسم وتصب في الوريد تحت الترقوة الأيسر(left subclavian vein ) وهذان الوريدان يصبان في الوريد الأجوف العلوي ليصب في النهاية في الأذين الأيمن ليعود السائل مرة أخرى إلى مجرى الدم .
* أما الأوعية الليمفاوية في جدار الأمعاء فتسمى مجاري الكيلوس( lcteals ) حبث أنها تحمل الكيلوس ( chyle ) وهو سائل لبني اللون ناتج هضم المواد الدهنية لتحمله إلى القناة الصدرية ومن ثم إلى القلب إلى مجرى الدم .
* وأثناء جولة سائل الليمف في الجسم يمر عبر العقد الليمفاوية والتي توجد موزعة في جميع أنحاء الجسم (يوجد في الجسم من 500 – 600 عقدة ليمفاوية ) الغالبية العظمى منها توجد في العنق وتحت الإبط وفي المنطقة الإربية وهذه يمكن حسها خارجياً ومنها ما يوجد داخل تجويف الصدر والبطن والحوض .
* وتحتوي العقد الليمفاوية على خلايا تسمى الخلايا الليمفاوية وهى نوع من كرات الدم البيضاء ومنها نوعين هما الخلايا البائية ( B lyphocytes ) والخلايا التائية ( T lymphocytes ) وهذه الخلايا مسئولة عن المناعة وتكوين الأجسام المضادة كما تحتوي العقد على خلايا أخرى تسمى الخلايا الأكولة (phagocytic cell ) وهذه وظيفتها محاربة الميكروبات والتهامها للقضاء عليها لذا نجد أن العقد الليمفاوية القريبة من مكان به إلتهاب أو إنتان نجدها متورمة ومؤلمة هذا نظراً لورود كميات كبيرة من هذه الخلايا الأكولة والمعركة التي تحدث بينها وبين الميكروب في محاولة للقضاء عليه ، كما تحتوي العقد الليمفاوية على أنواع أخرى من الخلايا وكلها أنواع من خلايا الدم البيضاء .
* أثناء مرور الليمف داخل العقد الليمفاوية يتم تنقيته من الميكروبات كما تقدم ومن السموم أو أي أجسام غريبة أخرى وكذلك أي خلايا سرطانية تكون موجودة به فيتم احتجازها بداخل العقد الليمفاوية ولذلك أول مكان ينتشر إليه السرطان من أي عضو مصاب يكون عادةً العقد الليمفاوية القريبة من العضو وهذا ما يجعل الطبيب يفحص العقد الليمفاوية القريبة من العضو المصاب بالسرطان ليعرف مدى انتشار الورم ( كأن يفحص العقد الليمفاوية تحت الإبط في حالة سرطان الثدي مثلاً ) أي أن العقد الليمفاوية تعمل كمرشح لسائل الليمف لتنقيته من كل ما هو غريب قبل إعادته لمجرى الدم .
* ويعمل الطحال عمل مماثل لعمل العقد الليمفاوية غيرأنه لا يرشح سائل الليمف من الميكروبات ولكن من خلايا الدم المسنّة أي التي أتمت دورة حياتها فيحتجزها حيث يتم تحللها ليحل محلها خلايا جديدة .
* الأورام الليمفاوية : .
• الورم الخبيث أو السرطان عبارة عن تكاثر الخلايا بشكل متطرد وسريع وغير خاضع للسيطرة مما يؤدي إلى تكون خلايا غير تامة النضج والتطور أي أنها مختلفة في تكوينها وحجمها عن الخلية الأصلية وهي بذلك تكون خلية فاقدة لوظيفتها كما أنها لا تموت بعد فترة معينة مثل الخلايا العادية والتي لها فترة حياة محددة تموت بعدها ليحل محلها خلايا جديدة ، ولذلك تتراكم هذه الخلايا مكونةً كتل كبيرة في العضو الذي نشأت فيه وتبدأ بالضغط عل الأنسجة والخلايا الطبيعية المحيطة بها والمجاورة فتؤثر على وظيفتها هى الأخرى . كما يمكن لهذه الخلايا السرطانية الانتشار من موضع نشأتها إلى أجزاء الجسم المختلفة إما مباشرة أو عن طريق الدورة الدموية أو الليمفاوية .
• و تنشأ الأورام الليمفاوية في الخلايا الليمفاوية الموجودة في العقد الليمفاوية أو النسيج الليمفاوي في أي من أجزاء الجهاز الليمفاوي .
وتنقسم الأورام الليمفاوية ( الليمفوما lymphoma ) إلى قسمين كبيرين :
1- ليمفوما أو مرض هودجيكن ( Hodgkin'disease ) نسبة إلى الطبيب الإنجليزي أول من وصف المرض عام 1832.
2- ليمفوما لا هودجيكن (non Hodgkin lymphoma ) وهذه تشمل مجموعة كبيرة من الأورام الليمفاوية منها نوع معروف باسم ليمفوما بركت (Burkitt lymphoma ) .
• أسباب الأورام الليمفاوية :
لا يوجد سبب معروف لحدوث الأورام الليمفاوية ولكن توجد بعض الأورام الليمفاوية مرتبطة ببعض الأمراض الفيروسية في مناطق جغرافية معينة مثل إرتباط ليمفوما بركت بالإصابة بفيروس ابيشتاين بار (Epstein- Barr virus ) في أفريقيا ، وفيروس ليوكيميا وليمفوما الخلية تي البشرية في اليابان ، كما يوجد ارتباط بين الإصابة بالملاريا وليمفوما اللاهودجيكن في المناطق الموبوءة بالملاريا وأيضا وجد أن هناك زيادة احتمال الإصابة بليمفوما المعدة في الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة ( الهليكوباكتر H.pylori ) ، والإصابة بالالتهاب الكبدي c يزيد من احتما ل الإصابة بسرطان الكبد .
• عوامل الخطورة ( risk factors ) :
- توجد عوامل خطورة للإصابة بالليمفوما منها :
1- الاستعداد الوراثي : فالليمفوما مثل السرطانات الأخرى يزداد احتمال الإصابة بها في حال وجود تاريخ بالإصابة بها في العائلة .
2- ضعف جهاز المناعة : إما بسبب مرض وراثي أو مرض مكتسب مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري أو تناول الأدوية التي تضعف جهاز المناعة مثل العلاج الكيميلئي أو في حالة زراعة الأعضاء ....
3- السن : بالرغم من أن ليمفوما اللاهودجيكن ممكن أن تحدث في أي سن إلا أن احتمال الإصابة يزداد مع التقدم في العمر ( فوق الستين ) .
4- الجنس : الليمفوما أكثر شيوعاً في الذكور عن الإناث .
5- وجد أن نسبة الإصابة بليمفوما اللاهوجكين تزداد في المجتمعات الزراعية هذا ربما يرجع إلى أن المبيدات الحشرية والزراعية لها دور في ذلك .
6- التعرض للإشعاعات الذرية : ( الذين تعرضوا لقنبلة هيروشيما أصيب نسبة كبيرة منهم بالليمفوما ) .
7- يحاول الباحثون الكشف عن هل للسمنة علاقة بحدوث المرض وأيضاً صبغات الشعر ولكن إلى الآن لم يثبت ذلك .
8- الإصابة ببعض الفيروسات أو البكتريا كما سبق ذكره .
* ومن الجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة وجود عوامل الخطورة للإصابة بالليمفوما إذ أن نسبة كبيرة من مرضى الليمفوما لا توجد لديهم أي من عوامل الخطورة السابق ذكرها والعكس صحيح أي أن هناك من لديهم عوامل الخطورة هذه وغير مصابين بالليمفوما .
في موضوع قادم إن شاء الله نتطرق لبعض أنواع الليمفوما
اللهم اشف مرضانا[/align]
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ღღ..فواز ღ نصراوي ღ الدغيري..ღღ
![الصورة الرمزية ][aJgJI pJLc][](image.php?u=51612&dateline=1204405246 "الصورة الرمزية ][aJgJI pJLc][")
