النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: أثر السحر.. جزاكم الله خير

  1. #1
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    4

    أثر السحر.. جزاكم الله خير

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذا أول طلب لي في هذا المنتدى وأريد تلبية طلبي جزاكم الله خير ووفقكم لما يحب ويرضى
    عندي بحث وأريد كتابته ولكن ينقصني محور ( أثر السحر على عقيدة المسلم )
    ولكم مني جزيل الشكر والعرفان مقدماً:icon_conf

  2. #2
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    4
    لاحول ولاقوة إلا بالله
    12 قراءة ولارد واحد
    معقوله مافي أحد عنده معلومة وحداة

  3. #3
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    ولقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم السحر من السبع الموبقات وقرنه بالشرك بالله الذي هو أعظم الذنوب، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات".
    ونظراً لخطر السحر على الأمة أفراداً وجماعات فقد ثبت قتل الساحر عن ثلاثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عمر وأم المؤمنين حفصة وجندب -رضي الله عن الجميع- وجاء في الأثر: (حد الساحر ضربه بالسيف) ولقد قتل عدد من الصحابة مجموعة من السحرة والساحرات درءًا لخطرهم وسداً لشرهم.
    وعندما نتحدث عن الحكمة من تشدد الإسلام في موضوع السحر وحكمه بقطع رقبة الساحر دون استتابة كما قال بذلك بعض أهل العلم نجد مرد ذلك لأمور:
    أولاً: خطره على العقيدة: فإن في السحر ادعاء لعلم الغيب فالساحر يدعي علم الغيب، الأمر الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله فالساحر كثيراً ما يحاول الإخبار عن شيء من المغيبات ويتوصل إلى معرفة شيء من أسرار الناس باللجوء إلى الشياطين والأرواح الخبيثة وهم لا يخدمونه إلا إذا كفر بالله سبحانه وتعالى ثم إنهم لا يخبرونه بشيء من الغيب فأمر الغيب إلى الله ولكنهم يخبرونه عما هو غيب عند بعض الناس ومعلوم للآخرين. ثم إن هذا الخدش للعقيدة لا يقتصر على الساحر نفسه بل يمتد إلى من يلجأ إليه طالباً العلاج ونحو ذلك، فإن السحرة كثيراً ما يطلبون ممن يلجؤون إليهم أعمالاً توقع في الشرك والكفر كالإساءة إلى القرآن أو الذبح لغير الله ونحو ذلك فهم بذلك يفسدون عقائد الناس.

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  4. #4
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    إن العقيدة الإسلامية الصحيحة يرجع بها إلى مصدرين أصيلين رئيسين هما كتاب الله تعالى وسنة رسوله ، وهذان المصدران اللذان بينا عقيدة الرعيل الأول من هذه الأمة، ولا أظن أحدا يخالف في أن عقيدة أولئك الرجال وهم صحابة رسول الله ، كانت هي العقيدة السليمة الصافية صفاء ماء البحيرة حال سكون الرياح، القوية قوة الجبال الرواسي، المتينة متانة العروة الوثقى، وقد غير الله بأصحاب تلك العقيدة مسار التاريخ الإنساني.

    والعقيدة ليست أمورا عملية، بل أمور علمية يجب على المسلم أن يعتقدها في قلبه لأن الله أخبرنا بها بطريق كتابه أو بطريق وحيه إلى رسوله وأصولها هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى.

    والعقيدة السليمة الصحيحة اليوم لا توجد إلا في الإسلام لأنه الدين المحفوظ الذي تكفل الله بحفظه وما عدا الإسلام فهو باطل ليس فيه حق يجد الإنسان فيه ضالته.

    فمن أراد أن يعرف العقيدة السليمة فإنه لن يجدها في اليهودية ولا النصرانية ولا في كلام الفلاسفة وإنما يجدها في الإسلام في أصليه الكتاب والسنة ندية طرية صافية مشرقة تقنع العقل بالحجة والبرهان، وتملأ القلب إيمانا ويقينا ونورا وحياة وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا .

    والعقائد تنقسم منذ بدء الخليقة إلى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إلى قسمين:

    الأول: يمثل العقيدة الصحيحة وهي تلك العقائد التي جاءت بها الرسل الكرام في أي زمان ومكان وهي عقيدة واحدة لأنها منزلة من العليم الخبير وتتمثل في الإسلام.

    القسم الثاني: يشمل العقائد الفاسدة على كثرتها وتعددها، وفسادها ناشئ من كونها نتاج أفكار البشر ومن وضع مفكريهم ومهما بلغ البشر من عظم الشأن فإن علمهم يبقى محدودا مقيدا، كالشيوعية والهندوسية والبوذية وكالأفكار الإلحادية كالحداثة والعلمانية والقومية والوطنية إلى غير ذلك.

    وعندما نقص حظ الناس من العلم الشرعي ازداد جهلهم بعقيدتهم الصافية فأصبحوا يتخبطون ذات اليمين وذات الشمال يطوفون بالقبور والأضرحة يستغيثون بالموتى من أمثال البدوي والحسين والرفاعي والتيجاني وعبد القادر الجيلاني وغيرهم مما هو معلوم بأنه شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام ولا ينفع صاحبه إن فعل بعد ذلك صلاة أو صيام أو أي طاعة من الطاعات قال تعالى: ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ، وقال أيضا: ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين .

    ومن الأمور والأعمال التي تخالف العقيدة السليمة وتخدش في توحيد صاحبها الذهاب إلى الكهان والسحرة والمشعوذين لأجل العلاج والتداوي يلتمسون عندهم الشفاء ولو على حساب عقيدتهم ودينهم، وهؤلاء الكهان والسحرة يأمرونهم بالذبح لغير الله فيذبحون، ويحددون لهم بأن يكون تيساً أسود ويذبح دون أن يذكر اسم الله عليه حين الذبح حتى يستعيذ بغير الله من الجن والشياطين.

    ويدعي هؤلاء الكهان - والذين سمّوا أنفسهم كذبا وزورا بأنهم مشائخ تضليلا للناس وترويجا لمكرهم وخداعهم - أنهم يعلمون الغيب فيصدقهم من يذهب إليهم وتنطلي عليه حيلة هؤلاء الدجالين والسبب هو جهل الكثير من الناس بدينهم وعدم تمسّكهم به، حتى أن هؤلاء المشعوذين يأمرونهم بأشياء يتلقونها عن الجن والشياطين فيصدقونهم ويعملون بتوجيهاتهم وإن كانت كفرا وشركا ويتجاهلون قول النبي : ((ليس منا من تطير أو تُطيّر له، أو تكهّن أو تُكهّن له أو سحر أو سُحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) رواه البزار بإسناد جيد. وكل من فعل هذه الأمور أو فعلت له راضيا بها فقد كفر بالقرآن وبرئ منه رسول الرحمن، لأن هذه الأمور كفر وشرك فمن رضي بها فهو كالفاعل لها، فالأمر خطير وقد يتسمى هؤلاء المشعوذين كذبا وزورا بالأطباء الشعبين، وهم في الحقيقة كهنة وسحرة يستخدمون الجن ويغررون بالناس باسم الطب الشعبي، الطب الشعبي برئ من هذه الجرائم حتى إن بعض هؤلاء الدجالين قاتله الله ليس له هم إلا الضحك على النساء فلو أتاه رجل بزوجته أو أخته أو إحدى قريباته قال لمحرمها: أخرج حتى أقرأ عليها، فبعض الأغبياء يخرجون فيأتي هذا المشعوذ بحجة القراءة فيمس جسم المرأة ويمسح على جسدها حتى تلين له لغرض خبيث في نفسه ((وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما))، بل بعضهم تعدّى به الأمر إلى الزنى بكثير من النساء بحجة أنها تحتاج إلى علاج سفلي فيخرج قريبها ليتسنى له علاجها بالعلاج السفلي فإذا به يزني بها حينئذ لا تستطيع المرأة أن تتكلم أو تشتكي لأنه أسقط في يدها عندما انتهك عرضها هذا المجرم الأثيم ثم يهددها بعد ذلك وكذب عدو الله ولا يستطيع، بأنها لو تكلمت سوف يسلّط عليها نفرا من الجن فهو بهذا التهديد يلجم لسانها عما جرى لها معه، وقد قبض على كثير من هؤلاء ولله الحمد فالواجب الحذر والتحذير ممن كان هذا شأنه.

    والبعض يذهب إلى هؤلاء المشعوذين وأشباههم لمعرفة المستقبل والحظ وقراءة الفنجان أو لدفع مكروه أو لجلب محبوب أو لتحضير الأرواح كما يزعمون وغير ذلك من أمور الغيب التي لا يعملها إلا الله قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ، فيطلب هذا المشعوذ مبلغا كبيرا من المال قد يصل إلى عشرات الألوف فيأتيه هذا المغفل بالمبلغ فيقول له المشعوذ، ائتني غدا وخذ الأحراز مدعيا أن هذه سوف تأتي له بما يريد أو تدفع عنه ما يخاف مما كفاه إثما بل زاده إثما آخر وهو الشرك بتعليقه التميمة، وقد قال : ((من تعلق تميمة فلا أتم الله له)) وفي النهاية يكون قد خسر دينه وماله وخرج صفر اليدين لم يشفّ مريضه، ولم تقض حاجته والسبب في رواج هذا الدجل على عقول الكثيرين و بعدهم عن الله وعن اتباع شرعه وبعدهم عن العلماء ممن لهم المكانة العالية في العلم الشرعي وخاصة علماء هذه البلاد.

    وأحب أن أبين لكم أن من يتصدّر لرقية الناس له صفات معلومة يعرفه كل مؤمن متمسك بكتاب الله وسنة رسوله فمن هذه الصفات: أن يكون الراقي مشهورا بالصلاح والتقوى والذكر الحسن بين جيرانه وعند أهل العلم الجيدين وعند عامة الناس لا أن يكون مجهول الحال، الأمر الثاني أن تكون الرقية التي يرقيها ثابتة في كتاب الله وسنة رسوله ، الأمر الثالث: أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره لا تمتمات ولا همهمات ولا دجل ولا كذب يضحك بها هؤلاء المشعوذون على عقول السذّج من الناس، ولهذا يجب أن تكون الرقية بعبارات ومعنى مفهوم فإن ما لا يعقل معناه وما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شرك وما كان مظنّة الشرك فلا يجوز العلاج به.

    ويجب أن لا يكون هنالك خلوة بين الراقي والمرقي عليه إذا كانت امرأة بل يجب أن يكون هناك محرم لها وأن تكون المرأة بكامل حجابها الشرعي لا تتكشّف ولا تظهر شيئا من زينتها، بعكس ما يفعله المشعوذون اليوم من حبّهم للخلوة مع المرأة المريضة حتى يدجل عليها كما أشرت إلى ذلك قبل قليل.

    فإذا كان الراقي بهذه الصفات فهو الذي يكون أهلا للقراءة لا الدجالون ولا المشعوذون الذين يضحكون على الناس.

    أيها الإخوة: وأحب أن أبين نقطة مهمة قبل هذا وهي ما الداعي لذهاب الناس إلى الكهان والمشعوذين والعرافين والدجالين؟

    السبب هو: أن الكثير ممن بعد عن الله قد استحوذت عليه الشياطين من كل جانب وبعضهم قد تلبسّت به فهو لا يذكر الله لا في نفسه ولا في بيته ولا في عمله، تجده مكبا على شرب وتعاطي الدخان والشيشة وما هو أكثر كالمخدرات وتجده لا يصلي ولا يحافظ على صلاة الجماعة وتجده يبغض الدين وأهله وتجده لا يغض بصره عن المحارم وتجده يأكل الحرام كالربا والرشوة وغير ذلك من المحرمات وتجده يصر على بعض كبائر الذنوب كالزنا واللواط والظلم ولعب الورق وشهادة الزور والكذب والغش والنميمة والغيبة وأكل مال اليتيم وتجده لا يسلم من أذاه أحد فهو يؤذي الناس ويضيّق عليهم ويشتمهم ويخاصمهم وتجده يؤذي ويستهزئ بالشباب المتدينين سواء بقصر ثيابهم أو بطول لحاهم ويكون جل همه واهتمامه هو الطعن فيهم واللمز في صفاتهم. وتجد البعض يؤذي جاره ولا يأمن جاره بوائقه والبعض الآخر فيه تميع وتشبه بالنساء في حركته ومشيته وكلامه أو العكس وقد تجد البعض قد انعدمت لديه الغيرة فأصبح ديوثا والعياذ بالله وتجد البعض أيضا يكثر من استماع الأغاني في البيت وفي السيارة وفي كل مكان وتجد بيته مليئا بالصور ذوات الأرواح معلقة في جدران البيت وبعد هذا كله يقول: أشعر بضيق أشعر بملل أشعر بشقاوة أو أشعر بقلق كأن شيئا تلبّس في أحد أبنائي أو...إلى آخره من الهواجيس والوساوس التي يشعر بها نتيجة تلبسه بالمعاصي ونتيجة بعده عن الله وعن الصلاة فعوقب بهذا الضيق وبهذه الوحشة يقول أحد السلف: إن للمعصية سوادا في الوجه ووحشة في الصدر وبغضا في قلوب الخلق وإن للطاعة نورا في الوجه وطمأنينة في الصدر ومحبة في قلوب الخلق. نعم بالطاعة يشعر الإنسان بقيمته في هذه الحياة، بالطاعة يشعر بالطاعة وتلوح نضرة النعيم على وجهه ويستأنس بربه لا يحتاج إلى أحد سواه، وبالمعصية يكون العكس يذهب إلى هنا وهناك وإلى هذا أو ذاك كل ذلك من أجل أن يبحث عن الطمأنينة والراحة النفسية.

    وما علم المسكين أن ذلك مرجعه هو التزام دين الله تمسكا به وتطبيقا له في شئون حياته كلها حينئذ يسعد ويطمئن وترتاح نفسه.

    يقول الدكتور أسامة الراضي عندما كان مديرا لمستشفى الأمراض النفسية بالطائف: لقد مكثت عشر سنوات وما أذكر أن جاء إلى المستشفى رجل متدين مستمسك بدينه يشكو من مرض نفسي أو ملل أو ضيق في الصدر بل جميع من كانوا يأتون إلينا هم من المنحرفين عن الصراط المستقيم.أ.هـ.

    فها قد بان لك الطريق يا أخي المسلم، طريق الالتزام والتدين هو طريق السعادة والاطمئنان في الدنيا والآخرة قال تعالى: فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى وقال أيضا: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وقال أيضا: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .

    فمن التزم طريق الهدى فهو في أمان من الضلال والشقاء، ومن ابتعد عن طريق الهداية فهو إلى شقاء، فالشقاء ثمرة الضلال ولو كان صاحبه غارقا في المتاع فهذا المتاع ذاته شقوة، شقوة في الدنيا وشقوة في الآخرة، وما يضل الإنسان عن هدى الله إلا ويتخبط في القلق والحيرة والتكفؤ والاندفاع من طرف إلى طرف لا يستقر ولا يتوازن في خطاه، والشقاء قرين التخبط ولو كان في المرتع الخصيب.

    والحياة المقطوعة الصلة عن الله حياة ضنك مهما كان فيها من سعة ومتاع، إنها ضنك الانقطاع عن الاتصال بالله والاطمئنان إلى حماه، ضنك الحيرة والقلق والشك، ضنك الحرص والحذر، ضنك الجري وراء بارق المطامع والحسرة على كل ما يفوت.

    ولهذا لا يشعر القلب بطمأنينة الاستقرار إلا في رحاب الله وما يحس راحة الثقة إلا وهو مستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، فطمأنينة الإيمان تضاعف الحياة طولا وعرضا وعمقا وسعة والحرمان منه شقوة لا تعدلها شقوة الفقر والحرمان.

    ولهذا إذا كان يوم القيامة يكون المعرض عن الذكر في شقوة كبرى ويحشر مع هذا الشقاء أعمى وذلك ضلال من نوع ضلاله في الدنيا، وذلك جزاء على إعراضه عن الذكر في الأولى حتى إذا سأل رب لم حشرتني أعمى ؟ كان الجواب كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ، وأما المؤمن الذي اتبع الهدى فهو في نجاة من الضلال والشقاء في الدنيا، وفي الآخرة له الفردوس يتنقل فيها قائلا: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين .

    نعم يا أخي المسلم إن طيب الحياة وسعادة النفس والنجاة في الآخرة لا تكون إلا بسلوك الصراط المستقيم من غير اعوجاج عنه يمنة ولا يسره.

    فهل تستطيع يا أخي المنحرف عن الجادة هل تستطيع أن تستقيم وتعبد ربك كما أمرك؟ أعتقد أن الأمر سهل إذا جاهدت نفسك وشيطانك والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين .

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  5. #5
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    هذااااااااااااااااااااااا ااااا
    موضوع شامل عن السحر
    **************************
    [align=right]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    يجب على المسلم أن يخلص عبادته لربه سبحانه وتعالى، وأن يتعلق قلبه بربه، وأن يصد بقلبه وقالبه عن ما سوى الله تعالى؛ وبذلك يحفظه ربه سبحانه ويحرسه ويحميه ويكلؤه ويعيذه من الشرور، وييسر له الخيرات ويدفع عنه أسباب الهلكات. ومناسبة موضوعنا الذي نتكلم عنه -كثرة السحرة والمشعوذين والكهنة وخدمة الشياطين، وعباد مردة الجن ونحوهم ممن يخدمون الشياطين ويعبدونهم من دون الله؛ حتى أضروا بالمسلمين وحتى أوقعوا بهم هذه الوقائع.
    فلذلك اختير هذا الموضوع، فنتكلم فيه: أولا- عن حقيقة السحر. ثانيا- عن وسائل السحرة، وأسباب وصولهم إلى هذا الأمر. ثالثا- عن أضرارهم وآثارهم في المجتمعات. رابعا- عن حكمهم في الإسلام وما يعاقبون به. خامسا- عن التحصن عنهم، والاحتراز عن أضرارهم، وكذلك علاج ما وقعوا فيه مما يسمى بالنشرة أو العلاج والوقاية.
    فنقول: أولا- حقيقة السحر كما ذكر العلماء أنه في اللغة: عبارة عما خفي ولطف سببه. ومنه سمي آخر الليل سحرا، ومنه تسمى الرئة لرقتها سحر في قولهم: انتفخ سحره. تعريف السحر أنه عقد ورقع وأعمال شيطانية يتوصل بها الساحر إلى ما يريده. فمنها ما يقتل ومنها ما يمرض ومنها ما يفرق بين المرء وزوجه. والصحيح أن له مفعولية، وأن له حقيقة، وأن له ضررا ظاهرا يظهر في أعمال من عمله من السحرة.
    وقد أنكر بعض المعتزلة علماء المعتزلة أنكروا حقيقته، وادعوا أنه خيالات، وأنه شعوذة لا حقيقة له؛ ولكن جمهور العلماء على أن له حقيقة، وأنه يؤثر في النفوس، ويؤثر في الأبدان، ويؤثر في المجتمعات؛ ولكن لا يكون إلا بإذن الله تعالى. نزل فيه قول الله تعالى عن اليهود: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ والقصة في اليهود.
    ذكر الله تعالى أنهم اتبعوا ما تتلوا الشياطين ؛ يعني ما تقرؤه وما تعمله الشياطين عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ؛ حيث اتهموا سليمان بأنه ساحر؛ وذلك لأن الله تعالى سخر له الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وسخر له وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ؛ فقالوا: إن سليمان ساحر، ليس هو نبي، فنزهه الله تعالى عن ذلك.
    وأخبر بأن الشياطين هم الذين كفروا، وأن كفرهم أنهم يعلمون الناس السحر؛ أي يعلمون الناس ما كانوا فيه، أيضا ما كانوا يعملونه من هذا السحر، ثم حكم عليهم بالكفر بذلك بقوله: وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وهذا دليل على أن السحر من عمل الشياطين، فالساحر في الحقيقة عبد للشيطان وعابد له ومتقرب إليه؛ حتى يساعده على عمل السحر كما سنذكر ذلك بعد قليل.
    وقد حكى الله عن فرعون وقومه أنهم اتهموا موسى بأنه ساحر؛ وذلك لما جاءهم بآيات معجزات. لما أن عصاه انقلبت حية تسعى، ويده العادية انقلبت بيضاء تتلألأ كأنها قطعة قمر فاتهموه بأنه ساحر، قال تعالى عن فرعون قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ .
    فأمروه أن يؤخره، وأن يجمع السحرة، وأن يأتي بالسحرة أجمعين حتى يلقوا سحرهم ويغلبوه: فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ فحكى الله عنهم أنهم فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ حكى الله عنهم أنهم ألقوا ما عندهم وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ وأن موسى خاف فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً فثبته الله تعالى، فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ .
    فلما فعل ذلك عرف السحرة أنه ليس سحر، وأنه أمر رباني فاهتدوا وخروا سجدا كما حكى الله عنهم فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ؛ فهذه أدلة على أن هناك حقيقة للسحر، وأنه يمكن أن الساحر يغير الحقائق، ويصرف الإنسان عما كان عليه؛ ولذلك قال تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ دليل على أن السحرة يتعلمون ما يفرقون به بين المرء وزوجه، ويسمى هذا صرفا وعطفا. فالصرف هو التفريق بين المتحابين. والعطف هو زيادة الحب الزائد عن قدر الحاجة. فنعرف بذلك أن هذا دليل على أن للسحر حقيقة.
    كذلك قد أمر الله بالاستعاذة منه، قال تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَد النَّفَّاثَاتِ السواحر لأن الساحر والساحرة إذا عزم على فعل السحر اجتمعت نفسه الشريرة ثم لابسه شيطانه، ثم أخرج من جوفه ريحا وريقا ممتلئا بذلك الشر، وعقد عليه بذلك الخيط؛ مما يكون سببا للإضرار بمن يريد أن يضره؛ ليكون ذلك مؤثرا فيمن يريد إضراره بهذا السحر. لا شك أن هذا كله من عمل الشياطين، من عمل مردة الجن الذين يساعدونه على مثل هذا.

    فإذا عرفنا أن هذا حقيقة قول السحرة؛ فإن علينا أن نعرف كيف يتوصلون إلى هذه الأعمال الشيطانية؟! فأولا- لا شك أن الساحر بشر. إنسان مثل الواحد منا يعني أنه مركب من جسد وروح، وأن جسده الذي يظهر لنا مثل سائر الناس لا فرق بينه وبين سائر الناس؛ فمع ذلك كيف يتوصل إلى هذا العمل الشيطاني؟! كيف يتوصل إلى ما يريد أن ينفذه من هذه الأعمال؟! لا يتوصل إلا بمساعدة الشياطين، وبمساعدة مردة الجن؛ وذلك لأنهم هم الذين يساعدونه.
    هم الذين يعينونه، هم الذين ينفذون له ما يريده؛ حتى يضر بمن يريد الإضرار به؛ فلذلك كان الساحر يتمكن من هذا الإغراء. ولكن ليست الشياطين تخدم كل أحد، وإنما تخدم أهلها وتخدم أوليائها وتخدم من خدمها؛ فلذلك الساحر يتقرب إلى الشياطين، ويتقرب إلى مردة الجن؛ حتى يستعبدهم.
    بأي شيء يتقرب؟ وكيف يتقرب إليهم؟ أعمالهم أعمال السحرة كثيرة، ويمكن أنكم تعرفون أعمالا أكثر مما نعرفها؛ ولكن نذكر بعض أعمالهم الشيطانية التي صاروا بها كفارا، وصاروا بها مشركين والتي وصل إلينا شيء من أمثلتها.
    فمن ذلك الذبح لغير الله. الذبح باسم الشيطان وباسم الجن الفلاني؛ فالساحر يذبح باسم فلان، فيذبح أية ذبيحة أو يأمر من يريد أن ينفذ أمره بالذبح، إذا جاءه إنسان وقال له: أريد أن تسحر فلانا أو فلانة، تعمل له كذا وكذا. فيوصيه ويقول: اذبح دجاجة، أو اذبح سخلة على عتبة بابه، واذكر عليها اسم فلان الشيطان أو الجني، واذبحها ولا تذكر اسم الله، اذبحها من القفا مثلا؛ فإنها تحصل لك ما تريد أي تخدمك الشياطين.
    وكذلك أيضا يوصون من يعلمونه بترك العبادات، فيقول: لا يخدمك الشيطان ولا يطيعك إلا إذا تركت الصلاة. اترك الصلاة عشرة أيام، اترك الصلاة أربعين يوما، لا تُصل حتى تخدمك الشياطين وحتى تطيعك. أو كذلك يعرفون أن الشياطين تألف النجاسات وتألف القاذورات؛ فلذلك قد يطيعهم الشيطان، فربما يلطخ بدنه أو ثيابه بالنجاسات بالبول وبالغائط وما أشبه ذلك؛ حتى تأتيه لأن الشياطين يألفون الأماكن المستقذرة الأماكن النجسة.
    ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول بيت الخلاء أن نستعيذ منهم، قال: إذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث، ومن الرجس الشيطان الرجيم الخبث ذكران الشياطين. والخبائث إناثهم. والشيطان هو المتشيطن من الجن ومن ذرية إبليس. فرجس، نجس، شيطان، رجيم. ويقول صلى الله عليه وسلم: إذا أتى أحدكم الغائط فليستتر؛ فإن الشياطين تلعب بمقاعد بني آدم ؛ أي حتى تنجسه، توقعه في النجاسة التي تبطل بها صلاته.
    فيقول: إن هذه الحشوش محتضرة الحشوش التي هي أماكن قضاء الحاجة. الحمامات ودورات المياه وأماكن التغوط -هذه محتضرة؛ كيف تكون محتضرة؟! تحضرها الشياطين. فالشاهد من ذلك أن السحرة يلطخون أنفسهم بالقاذورات؛ حتى تأتيهم الشياطين وتطيعهم وتخدمهم وتنفذ لهم ما يريدون من هذه الأعمال السحرية؛ ليتوصلوا بها إلى ذلك.


    أثررررررررررررررررررررررر ررررررررررر السحر على العقيدة
    أما أعمالهم فإنها كثيرة، وقد سمعتم وتعلمون منها أمثلة كثيرة. قد ذكر الله تعالى منها: التفريق بين الزوجين في قوله تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ؛ أي يعمل الساحر سحرا يفرق به بين الزوجين؛ بمعنى أن الزوج يكره امرأته أو أنها تكرهه وتنفر منه مع وجود المودة بينهما ومع الألفة؛ ومع الصحبة القديمة الكبيرة ومع ذلك يسبب الشيطان التفريق بينهما.
    وكذلك أيضا يسبب الشيطان والسحرة التفريق بين الأحبة؛ فكثيرا ما يصرف الرجل عن أولاده الذين هم فلذات كبده؛ بحيث أنه ينفر منهم ويكرههم ويبغضهم ويكون ماقتا لهم، كلما رأى أحدا منهم كرهه وسبه وأبغضه، ولا يدرى ما هو السبب؟! إلا عمل هذا الساحر.
    وكذلك ينفر الرجل عن مسكنه بحيث إنه إذا جاء أو دخل في منزله وجد نفرة، ووجد ضيقا وحشرجة، ولا يرتاح إلا إذا خرج من ذلك المنزل.
    وهكذا أيضا ينفره عن عمله إذا كان له عمل كصنعة مصنع أو متجر أو معمل من المعامل أو ما أشبه ذلك، يتوصل السحرة إلى أنه يبغض ذلك الموقع الذي يعمل فيه؛ ولو كان فيه ماله؛ ولو كانت فيه تجارته؛ ولو كانت فيه صنعته أو أمواله التي يدخرها والتي يعمل لها، كلما جاء إليها كره ذلك المكان، وضاق به ذرعا، ونفر منه. لا شك أن هذا من آثار عمل هؤلاء الشياطين، والسحرة، ومردة الجن.
    وكذلك قد يتوصلون إلى قلب الحقائق كما ذكر ذلك المفسرون أنهم قد يغيرون الحقائق؛ وإن كان ذلك قد لا يكون دائما قلبهم لهذه الحقائق؛ أي كما ذكر أنهم يقلبون الإنسان إلى حيوان كما ورد ذلك في بعض الآثار إلى كلب أو إلى حمار أو ما أشبه ذلك. وكيف يتوصلون إلى ذلك؟! لا يتوصلون إلا بإعانة الشياطين ومردة الجن؛ وذلك لأن الجني هو الذي يتمكن من أن يتمثل بما يشاء، وكذلك الشيطان؛ بل وكذلك الملائكة لهم قدرة على أن يتمثلوا بصور يتمثلون بها.
    فالشيطان والجني يظهر أحيانا بصورة إنسان، بصورة هرم أو بصورة شاب، أو بصورة حيوان ككلب أو حمار أو طير، يتمثل الجني بذلك، عنده القدرة أقدرهم الله تعالى؛ لأنهم أرواح فيتمثلون أمام أعيينا بهذه الأمثلة. فإذا صار لهذا الشيطان الإنسي سلطة سلط وليه من الجن على أن يلابس هذا الإنسان، وأن يغير صورته وهيكله إلى أن يصير إلى هذا الحد إلى أن يقلبه بهيمة أو طيرا أو نحو ذلك، هذا كله بواسطة الشياطين التي تخدمهم.
    وقد تخدمه الشياطين وتجري على يديهم أشياء خارقة للعادة، فقد تحمل أحدهم الشياطين والجن وتقطع به مسافة طويلة، كما يحكى عن بعضهم أنهم يركبون عسيبا عسيب نخل، ثم يطير بهم ذلك العسيب فيقطعون مسافة طويلة؛ حتى يدعي بعضهم أنه يطير من أقصى بلاد الهند يوم عرفة، ويقف مع الحجاج في يوم عرفة، ويرجع في يومه. لا شك أن ذلك بواسطة الجن التي تحمله ومتشيطنة الجن. أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وذكر أنه يعرف من ذلك أمثلة، ويسمي ذلك: الأحوال الشيطانية. فهؤلاء يتوصلون إليه بواسطة عبادة الجن والتقرب إليهم، وعبادة الشياطين وطاعتهم في معصية الله سبحانه وتعالى.

    ****************************************
    فإذا عرفنا ذلك منهم، فبعد ذلك نعرف حكمهم، وكيف يعاملون به. لا شك أن هذا العمل الشيطاني يعتبر كفرا؛ والدليل قول الله تعالى: وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ دل على أن كل من علم السحر وتعلمه فإنه يكون كافرا. وكذلك قول الله تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ؛ أي فلا تتعلم السحر فتكون كافرا، ينصحانه عن التعلم، فهذا دليل على أن من تعلمه فإنه يكون كافرا.
    وكيف يكون كافرا مع أنه قد يدعي الإسلام؟! الجواب أنه عصى الله تعالى وعبد غيره. إذا عرفنا أنه يترك الصلاة أياما؛ حتى تخدمه الشياطين أليس هذا كفرا؟ إذا عرفنا أنه يذبح لغير الله، ويذبح باسم غير الله؛ ولو كان ذبحه عصفورا مثلا أو دجاجة أو سخلة أو بعيرا فإن من ذبح لغير الله فقد أشرك لعن الله من ذبح لغير الله أليس هذا الذبح يعتبر كفرا؟ بلى.
    إذا عرفنا أيضا أنهم يألفون النجاسات، يلطخون أبدانهم وثيابهم بالأوساخ والأقذار والنجاسات ثم يلابسونها.
    ولو صلوا بهذه الحال ما قبلت صلاتهم، أليس هذا كفرا؟ وهو التلطخ بالنجاسات والقاذورات والدماء وما أشبه ذلك؟ لا شك أن هذا من الكفر. إذا عرفنا أنهم يدعون الشياطين ويعبدونهم بعد التقرب إليهم، فلا شك أن هذا أيضا كفر وشرك. فإن الساحر يسخر له عدة من الشياطين ومن مردة الجن؛ حتى قد يسخر مائة جني أو ألفا أو أكثر أو أقل؛ بحيث أنه إذا أراد أن يضر أحدا يقول لواحد منهم: تلبس بفلان، أو تلبس بفلانة.
    فإذا تلبس ذلك الجني بإنسي، أو بجسد إنسي صعب بعد ذلك تخليه وعلاجه؛ إلا أن يأذن له ذلك الشيطان بالخروج منه. فهذا بلا شك من عمل الكفر؛ يعني كونهم يعبدون الشياطين. عبادة الشياطين هي من عبادة المشركين، قال الله تعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ فهؤلاء يعبدون الشياطين، ومن عبد الشيطان أو عبد غير الله فإنه مشرك، وكل من عبد غير الله فما عبد سوى الشيطان. فالحاصل أن هذا يدل على أنهم عملوا شركا، وعملوا كفرا، فيحكم بذات كفرهم. والأدلة واضحة، نذكر بعضا منها.
    من ذلك قول الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ الجبت فسر بأنه السحر. وَالطَّاغُوتِ الكاهن. والكاهن أيضا عبد للشياطين، ويعتبروا من السحرة. فذكر الله أنهم يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وهذا ذم لهم أن يصدقون بالسحر ويصدقون بالشيطان ويصدقون بالكهنة، ويطيعونهم، فذمهم بهذا؛ أي بعملهم وبطاعتهم لهؤلاء الشياطين.
    وهكذا عبادة الطواغيت، في قول الله تعالى في حكايته عن اليهود ونحوهم أنه يقول: وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ؛ أي وجعل منهم من عبد الطاغوت، والطاغوت هو الشيطان. وعبادتهم له طاعتهم له، وتقربهم إليه. فدل ذلك على أن من عبد الطاغوت يعني أطاعه وتقرب إليه فإنه يعتبر كافرا حلال الدم والمال.
    ومن الأدلة أيضا: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم جعل السحر من الموبقات، في الحديث المشهور قوله صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات فإن هذا دليل على أنه من السبع الموبقات أي من المهلكات. وما ذاك إلا أن الله تعالى حكم على من يتعاطاه بأنه كافر كما في هذا الآية: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ .
    وأما حكمهم وما يعاملون به؛ فإنهم يحكم بأنهم كفرة. ولا شك أن الكافر هو الذي كفر بوحدانية الله وكفر بعبادته وكفر بطاعته وكفر بحقوقه على العباد؛ فلذلك يحكم عليه بالقتل إذا تحقق ذلك عنه، ويحكم على من اتبعهم وأطاعهم وقلدهم بأنه أيضا كافر. تكاثرت الأحاديث في أن النبي صلى الله عليه وسلم حكم على من أتى الكهان بالكفر، قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تكهن أو تكهن له، أو تطير أو تطير له، أو سحر أو سحر له. ومن أتى كاهنا فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
    ومعنى قوله:ليس منا؛ أي ليس من المسلمين ليس منا من تكهن ؛ أي من تعاطى الكهانة، وليس منا من سحر؛ أي من عمل السحر، أو أمر بأن يعمل له السحر فليس بمؤمن، وليس من المؤمنين حقا الذين يصدقون بالله وبما جاء عن الله ويعبدونه تعالى حق عبادته.
    والكاهن هو الذي يخدم أيضا الشياطين ويطيع الشياطين؛ حتى تنزل عليه الشياطين وتخبره بالأمور المغيبة. ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة، أو قال: رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله بوحيه بما شاء. ثم يمر جبريل على الملائكة، فيقولون: ماذا قال ربنا؟ فيقول: قال الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع .
    ومسترق السمع هكذا، وصفه سفيان بكفه فحركها ومدد بين أصابعه، فيسمعها فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته؛ حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة؛ يعني أن السحرة والكهنة يعتمدون على أخبار الشياطين التي تسترق السمع، وكذلك مردة الجن؛ وإلا فإن الساحر آدمي لا يعلم الغيب، وكذلك الكاهن لا يعلم الغيب.
    فمن الذي أدرى هذا الساحر أو الكاهن بأن السحر الذي عمل في المكان الفلاني؟! ما أخبره إلا شيطان. وكذلك كيف يعرف هذا الساحر أن فلانا سيصيبه مرض بسبب كذا وكذا؟! ما أخبره إلا شيطان. يمكن أن الشيطان اختطف الكلمة من الملائكة التي كانت تتكلم في الغمام، والتي تتكلم بما أخبر الله تعالى من الحوادث التي تحدث في المستقبل، فشيطان ذلك الساحر أو الكاهن سمع هذه الكلمة من وليه من الشياطين قرقرها في أذنه فبعد ذلك أخبر بها.
    يقول الله تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ؛ أي يتلقون ويتلقفون السمع من الملائكة؛ حتى يلقوها على لسان الساحر أو لسان الكاهن، وذلك الساحر أو الكاهن يخبر بها؛ فيظن الناس أنه صادق وأنه يعلم الغيب، وأنه يعرف الأماكن التي فيها كذا وكذا، وما هو إلا يعتمد على أخبار الشياطين التي تسترق السمع. ولا تخبره كما قلنا إلا بعدما يطيعها وبعدما يخدمها وبعدما يتقرب إليها؛ فبذلك يحكم عليه بأنه كافر ومشرك؛ ولذلك يستحق أن يقتل.
    ورد في الحديث في قصة عن جندب الخير أنه دخل على بعض الأمراء وعنده ساحر، وذلك الساحر يقطع رأس إنسان وهم ينظرون؛ حتى يبقى رأسه منقطعا لا يتعلق إلا بحنجرته، ثم بعد ذلك يعيد رأسه، والناس ينظرون. وهذا من الشعوذة وذلك لأنه يلبس على أعين الناس، وهذا من عمل الشياطين، معنى أن الشيطان يخيل إلى أعين الحاضرين أنه يعمل هذه الأعمال التي يعجز عن جنسها الإنسان، وتسمى هذه شعبذة أو شعوذة. ومثله أيضا حكايات كثيرة يتوصل بها هؤلاء السحرة ونحوهم إلى فتنة الناس، وإلى إيهامهم أن عندهم قدرة، أن عندهم قوة، وأنهم وأنهم؛ فلذلك لا يتحصن عنهم إلا ذكر الله تعالى والاستعانة به.
    وأمثلة هذا العمل كثيرة، فقد ذكر أحد الإخوة أنه كان معه نقود في جيبه، فجاءه أحدهم فألقى يديه على صدره، وقال له: عندك لي نقود وعندك لي دراهم. فقال: ما أعرفك. فخلا أمره، ولما تفقد جيبه وإذا هو قد اختلسها؛ بمعنى أنه غيب عينيه عنه؛ حتى تمكن من أخذ هذه الدراهم واختفى بها، ولا يعرف كيف اختلسها. وهكذا أيضا آخر كان يمشي في السوق، وكان في جيبه أو على جنبه نقود في كيس، أبصره بعضهم، فجاء إليه وألقى عليه ما يغمه، فسقط ذلك الإنسان واتكئ على سيارة واقفة، فاختطفها من جنبه وهو لا يشعر؛ بمعنى أنه عمل معه الشيطان ما أغماه وأوقعه في حيرة.
    وكذلك آخر لقي بعضا من هؤلاء المشعوذين ومعه خمسون ريالا ورقة واحدة، فقال: أحب أن تحولها لعشرات فإني بحاجة. أخرج ذلك الإنسان معه ألف ريال من فئة العشرة، وقال: أعطني آخذ منهم. فأخذ منها وهم ينظرون خمس ورقات، ولما ردها إليه وإذا لم يبق منها إلا مائة أو مائة وعشرون أخذها وهم ينظرون، ولم يحسوا بنظره. لا شك أن هذا من عمل هؤلاء المشعوذين. كيف يتوصلون إلى ذلك؟! الشيطان الذي يلابسهم يغمي على أعين الناظرين حولهم، وإذا أغمى عليهم لم يشعروا بما أمامهم من الحقائق؛ فلأجل ذلك ينتبه المسلم ويتحصن عن مثل هؤلاء؛ حتى لا يشعوذوا ويشعبذوا على عينيه بما له حقيقة.
    ورد في حديث جندب الذي ذكرنا أنه دخل في اليوم الثاني على ذلك الساحر، ولما قرب منه كان قد اشتمل بالسيف، واستعاذ بالله بمثل قوله: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ومن شر شيطان وهامة ومن شر عين لامة ومن شر مخلوقات الله كلها عامة فلما قرب من ذلك الساحر شهر سيفه وقتله وقطع رأسه وهم ينظرون، وقال: احم نفسك إن كنت صادقا. فعلم بذلك أن أعمالهم إنما هي شعبذة وتخييل كما حكى الله تعالى عن سحرة فرعون في قوله تعالى: فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فهذا من سحر التخييل؛ أي يخيل إلى الناظر الأشياء التي ليست حقيقية.
    يقع أمثلة أيضا مشهورة، يجتمع الناس وينظرون فيتعجبون؛ حتى ذكر بعضهم أن الساحر ونحوه يجر السيارة بأسنانه، يلقي فيها أو يربطها بخيط ثم يجرها بأسنانه بذلك الخيط، أو أنها السيارة مع كبرها يبسط ذراعه وتمر على ذراعه ولا تكسر ذراعه؛ مع نحولة ذلك الذراع. وكذلك أمثلة كثيرة من أعمال هؤلاء. ورد أيضا قتل الساحر عن جماعة من الصحابة؛ فذكر أن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها كان عندها مملوكة لها، وقد علقت عتقها بالموت؛ إذا مت فأنت حرة.
    ثم إن تلك المملوكة عملت لها سحرا تريد أن تموت بسرعة؛ حتى تتحرر، فكان مما أصابها أصاب حفصة شيء من المرض، فعولجت وعرف بذلك أن هذا من أثر هذه الجارية، فقالت: كيف عملت هذه؟! فقالت: أريد أن تموتي حتى أن أعتق. فأمرت بها فقتلت، قتلت تلك الجارية الساحرة بأمر أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها.
    في صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. يقول: فقتلنا ثلاث سواحر بأمر عمر رضي الله عنه .
    فهؤلاء ثلاثة من الصحابة ثبت عنهم قتل الساحر جندب الذي قتل ذلك الساحر. وحفصة أمرت بقتل تلك الساحرة. وعمر أمر بقتل كل ساحر وساحرة. ولا شك أن قتلهم؛ لأنهم مفسدون في الأرض. فنقول: إذا عرفت أن فلانا ساحر أو فلانة، واشتهر عنه أن الناس يأتونه لعمل السحر فلا تكتموا عليه؛ بل عليكم أن تدلوا عليه؛ حتى يقام عليه الحد الذي ذكر في هذا الأثر، حد الساحر ضربه بالسيف، أو ضربه ...لو أصر على هذا العمل الشيطاني. [/align]
    موقع الشيخ بن جبرين

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  6. #6
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    [align=right]بعض ضعاف النفوس والعقيدة يهرولون إلى فضائيات السحر
    بقلم: أحمد بن محمد الحواشي

    إمام وخطيب الجامع الكبير في خميس مشيط
    انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من القنوات الفضائية التي تقوم بتعليم السحر علناً وتستضيف عددا من الدجالين الفسقة والذين يدعوهم الجهلة من المتصلين بـ(الشيخ).

    هؤلاء الدجالون الذين يدعون كذبا علاج الأمراض وجلب السعادة والرزق للناس والإصلاح بين الأزواج وادعاء علم المغيبات، بل ادعى كبير جهلتهم وبحماقة سخيفة علمه بوقت وموعد الساعة التي سيموت فيها، لا حول ولا قوة إلا بالله، إنه كاذب ملعون وهذا دليل قاطع على كذبه ودجله فالموت يدخل ضمن الخمس التي لا يعلمها إلا الله ومن صدقهم كفر.

    والرسول محمد صلى الله عليه وسلم أطهر البشر وأصدقهم لم يكن يعلم موعد موته وصدق القائل في محكم التنزيل (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِن أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

    وقد استغلت تلك القنوات الهابطة سذاجة البعض من الناس وضعف إيمانهم وتصديقهم بتلك الخرافات ممتهنة المتاجرة بعواطف المرضى وضعفاء النفوس من المسلمين.

    تلك القنوات التي تقوم ببث الرذيلة وهدم الفضيلة ونشر الزوائف وتعليم السحر وطرق الجلب والتفريق، بل إن بعض الدجالين والعياذ بالله يشرح لأحد المتصلين في طريقة للدجل أن يقوم بكتابة بعض الآيات بأحرف متقطعة، وأخرى بقلب الآيات، وطرق أخرى أن تكتب بعض السور بالنجاسات وفي ذلك إشارة واضحة لإهانة كلام الله المنزل، وفي صورة جلية لغباء وحماقة وتصديق أولئك المتصلين.

    انتبهوا أيها المسلمون: هؤلاء يحرفون الكلم عن مواضعه، انتبهوا إنها حرب معلنة على الفضائيات عبر هؤلاء الذين يروجون لجهات حاقدة على الإسلام هدفها أن يقوم أبناء المسلمين بإهانة القرآن الكريم أعزه الله وقد تكفل بحفظه سبحانه.

    أولئك أشغلوا الجهلة بأباطيلهم، والمؤسف المؤلم أن يكون هناك سباق شديد من الكثير من أبناء المسلمين بالاتصالات الهاتفية على تلك القنوات ومحادثة أولئك المخادعين الذين يوهمون الناس أنهم يعلمون السحر.

    إن الاتصال والهرولة إلى أولئك المشعوذين أو مشاهدتهم عبر الفضائيات حرام.

    وإنها من عجائب الأمور أنه بعد أن كان السحر والساحر في حفر الرذيلة مختفين أصبحا اليوم في منازل المسلمين.

    وأصبح الأمر هينا أن يكون هناك من يسمح لنفسه وأهله بمشاهدتهم، ومما يزيد الأسف أن يصدق المشاهد أباطيل أولئك المشعوذين من مدّعي السحر، قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدق بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم". رواه أهل السنن بسند صحيح على شرط الشيخين.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة لأربعين ليلة" رواة مسلم في صحيحه.

    أما اليوم فقد أصبح السحرة يأتون إلى المنازل لتعليم السحر ويصدقهم ويجري خلفهم الكثير، وبذلك أنى لهم أن تقبل صلاتهم عند مشاهدة تلك القنوات، والمصيبة العظمى التصديق بما يشاهد فإن ذلك يدخل المشاهد في دائرة الكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

    إن خطر السحر والساحر على العقيدة والمجتمع لهو أشد خطراً من زلزال الأرض فالخطر على العقيدة من الكفر والشرك الذي لا يغفر قال تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به) أما الخطر على المجتمع فكبير منه التفكك والتفريق والفتن والجهل والضلال واتباع ما تتلو الشياطين.

    قال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ).

    وما يبكي العين ويدمي القلب أن بعض ضعاف النفوس والعقيدة يهرولون لاهثين إلى أولئك السحرة معتقدين ومصدقين بأنهم سينفعونه وما علم أنهم ضرر عليه في دينه ودنياه وآخرته.

    والله يشهد ما يستطيعون نفعا لأنفسهم بل من الحماقة من يقول فك السحر بالسحر حلال.

    وأود التذكير بأن ذلك لن يشفع لهم أمام رب العالمين ففك السحر بالسحر حرام، وعلى من أجاز فك السحر بالسحر أن يشاهد كثافة الاتصالات على المشعوذين ويراجع نفسه وضميره، هل ذلك مسموح وهل ما أتى به الساحر من إهانة للقرآن يرضي مسلماً؟.

    وهل ما يشاع عبر الفضائيات من استخفاف بالقرآن وطلب لتحريفه وتدنيسه يجيز لمسلم أن يذهب إليهم.

    لا تستفتوا أحدا في الذهاب إلى السحرة ولكن استفتوا أنفسكم وهذا الظاهر أمام الملأ فكيف ما خفي عن الأعين.

    ولماذا تُرك القرآن، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاء له. لقد هجر القرآن الناس وذهبوا خلف كيد السحرة طلباً للشفاء وهذا يدل بوضوح على ضعف العقيدة وخللها.

    لقد استخف هؤلاء السحرة بعقول الناس وتلاعبوا بمشاعرهم نظير بُعدهم عن الله ومن اتبعهم، وما الساحر إلا شخص مأكله السحت ومشربه الحرام، لماذا لا يستطيع أولئك السحرة تحسين أوضاعهم، أين أرباب العقول للإجابة على سؤالي هذا؟ فالساحر فقير. يدَّعي علم الغيب وإصلاح الأمور وتحويل أمر لأمر والتفريق والجلب وكل ذلك باطل.

    وهنا دليل آخر على تكذيبهم للقرآن إضافة لتدنيسه، والشياطين لا تخدمهم إلا بالتدنيس، فإذا دنسوا حفت بهم الشياطين وخدمتهم خدمة بائرة منقطعة يقطعها الذكر وصدق اللجوء إلى الله سبحانه وكثرة التلاوة.

    أعود لفضائح سابقة بالأمس القريب تحدثت فيها عن خطر الفضائيات وعن وجودها في المنازل وكيف أصبحت قنابل موقوتة وسموما مبثوثة وصناديق داخل البيوت تجمع الكبائر والسبع الموبقات.

    بدأت تلك القنوات بدغدغة المشاعر

    * كبدايات إخبارية جاذبة

    * ثم أغان هابطة

    * فراقصات عاريات ماجنات

    * واليوم السحرة وتعليمهم الناس السحر



    وسيستمر إرسال تلك القنوات لأهدافها الهدامة لنجدها في القريب العاجل ستعرض ما هو أشد وأعظم أنها سلسلة متواصلة لعرض ووضع الكبائر في منازل المسلمين كاملة فاتقوا الله أيها المؤمنون وانبذوها من منازلكم وأخرجوها قبل أن تخرجكم من الملة.

    وليتساءل من يخالف الرأي حول تلك الفضائيات ماذا قدمت للناس غير إفساد النساء في منازلهن والدخول عليهن برضى الأزواج؟.

    والواحد منهم لا يرضى سارقاً يدخل منزله فكيف يرضى دخول مئات السراق؟

    إنهم يسرقون الدين والتوحيد والعقيدة، إنهم يسرقون الأسماع والأبصار والعقول والقلوب والأوقات، وسارق الذهب والفضة والمال ملعون كما في صحيح البخاري فسارق الدين والعقيدة أشد.

    وبالأمس القريب ذهب شخص لعدة سحرة وسلبوا أمواله وأخذوا أكثر من مئتي ألف ريال (200.000) ورجع وهو يلعنهم ويدعوا عليهم ويوصي بلعنهم والدعاء عليهم وما زادوه إلا رهقا، وقد تاب فادعوا الله أن يقبل توبته.

    بل بلغنا من شخص ذهب إليهم أن ساحراً خلا بزوجته وراودها بفعل الفاحشة فلعنة الله على الكافرين، فاحذروا أيها المسلمون وتذكروا بفشو الفضائيات السحر والكهانة قوله عليه الصلاة والسلام "فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافرا ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا"، يبيع دينه بفضائية بمطالعة سحرية مع ساحر أو كاهن يبيع دينه لأنه قد ضاع في بحر الهوى والشياطين أما علمت أن دينك إن فقدته وضيعته تتمناه يوم القيامة بملء الأرض ذهباً[/align]

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  7. #7
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    4
    جزاك الله خير [motfrk] ميسلووون[/motfrk]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. جزاكم الله خير
    بواسطة مراسل مقهور في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-11-2009, 05:21 AM
  2. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-01-2006, 12:48 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •