مفاهيم غير صحيحة حول تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة وتعليمهم





لا داعٍ للذعر إن كان لديك طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ يمكن لهؤلاء الأطفال أن يتعلّموا مثل الأطفال العاديين كيف يحيون حياةً طبيعيّةً، وأن يصلوا إلى أقصى طاقاتهم.
يعود تخوّف أولياء الأمور عند علمهم بحالة ابنهم، إلى مفاهيم غير صحيحة شائعة حول التعامل مع هذه الفئة من الأطفال. إذ تؤدّي هذه المفاهيم إلى التفكير في مستقبل مظلم ينتظر أطفالهم، وإذا لم تُستوعَب هذه الخُرافات وتُصحّح فلن يدرك أولياء الأمور إمكانيّة تعليم أطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصّة، والوصول بهم إلى أقصى إمكاناتهم.

وفيما يلي ثلاثة من أكثر المفاهيم غير الصحيحة شيوعًا مع بيان حقيقتها:

1. تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعليمه قد تقتل سعادتك، وتُحيلها إلى متاعب ومصاعب.

قد يكون هذا صحيحًا مع الأشخاص الذين لا يحبّون الأطفال مطلقًا، لكن هل هذا النوع من الناس موجود فعلًا؟ كيف يمكن ألّا يحبّ أولياء الأمور طفلهم مهما كانت حالته؟
إنّ تربية طفل من هذه الفئة وتعليمه لا يُعدّ سببًا لعدم السعادة، وهذا كلّه يعود إلى اتجاهاتك، فتربيته لا تقتل سعادتك. قد تكون غير سعيد لكن باختيارك، فأنت الذي تختار أن تكون سعيدًا وراضيًا أو لا. تولَّ المسؤوليّة عوضًا عن كوْنِك أسيرًا لما أنت فيه. خطّط لممارسة أنشطة شيّقة تحقق لك المتعة، وتقدّم في الوقت نفسه خبرةً تعلميّةً فاعلةً لطفلك.

2. لن يستطيع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة الوصول إلى أقصى إمكاناتهم.

وهذه خرافة أخرى؛ لأنّ هؤلاء الأطفال قادرون كغيرهم على الوصول إلى أقصى إمكاناتهم. فباستطاعتهم تعلّم الكلام والقراءة والتفاعل مع الآخرين، ولديهم القدرة على أن يحيوا حياةً سعيدةً متكاملةً ملؤها الرضا، لكنّهم لا يستطيعون تحقيق ذلك بمفردهم، إنّهم بحاجة إلى التوجيه والتعليم المناسبين للوصول إلى أفضل الإمكانات. لستَ الحَكم على إمكانات ابنك، دعه يكتشف ويتعلّم. استفد من الموادّ التعليمية العديدة التي تساعد في وصول ذوي الاحتياجات الخاصّة إلى أقصى إمكاناتهم.


3. لا أحد يتفهّم صعوبات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة وكيفية تعليمهم.

الناس ليسوا سواءً، لذا من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر فيما يتعلّق بهذا الأمر. قد تواجه تحدّيًا في تربية أطفال ذوي القدرات المتدنية وتعليمهم، لكنّك لست الوحيد. إذ يمرّ العديد من أولياء الأمور والمعلمين بالوضع نفسه، ويكمن الشيء الوحيد المختلف في طريقة معالجة الناس لأوضاع استثنائية كهذه. ويوجد العديد من المؤسسات والهيئات التي تعين أولياء الأمور والمعلمين على مواجهة تحدّي تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة وتعليمهم.
إن تربية هؤلاء الأطفال وتعليمهم تعدّ مهمّةً سهلةً إذا عرفت كيف تتولاها، فلا تخَف، ولا تحكم على الوضع استنادًا إلى مفاهيم غير صحيحة. ما دمت تعرف ما الذي ستفعله فإن تربيتهم وتعليمهم ستكون تجربةً غنيّةً ومثمرةً.