السعادة

كيف أكون سعيد ؟
ولماذا أنا أحس بالضيق ؟
سؤال يردد كثير من الناس
إذا ما هو الجواب
هنالك أناس يعتقدون أن السعادة في الشهرة وهنالك أشخاص يعتقدون السعادة في الجنس وهنالك أناس يعتقد السعادة بكثرة المال لو كانت السعادة في الشهرة لرأيت كل مشهور سعيد أو كانت السعادة في الجنس لرأيت كل زاني سعيد أو بالمال لرأيت الأثرياء هم أسعد الناس ولكن ترى كثير من الأغنياء يقتل نفسه من شدّة الضيق الملل وأنظر إلى كل زاني مهما زنا وواقع الجنس تجده لا يصل إلى السعادة التي يطمع أن يُحصلها ليكون سعيد فتجد يواقع الجنس ثم يزني ويزني ولكن لم يشفي غليله هنا سؤال يطرح نفسه هل السعادة في عضو من الأعضاء أم هو أمر يحسه الإنسان الزاني عندما يواقع الجنس أنما يمتع عضوه التناسلي فقط و الرجل عندما ينظر إلى النساء المتبرجات بغرض التمتع أنما يمتع نظرة والشخص الذي يستمع إلى الأغاني أما يمتع سمعة هل الضيق يكون في السمع أو العضو التناسلي أو في العين أنما يكون الضيق في الصدر في القلب كل الذين يراجع الطبيب النفسي أنما هو يعاني من مرض نفسي وليس عضوي لا يكون في العين ولا الإذن ولا في أي عضو من أعضاء الجسم أنما يعاني المريض النفسي من الضيق الملل والزهق في قلبه والقلب له لذة خاصة على سبيل المثال لو قلت لك لو أردت أن تمتع عينك ماذا تفعل ستقول بالطبع بالنظر إلى منظر جميل فهل ممكن أن تمتع نظرك بالاستماع إلى الأغاني الهادئه ستقول بطبع لا يمكن وكذلك القلب هو ايضاً له لذة خاصة فالأمام أحمد يقول ماذا يفعل أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري فينما ذهبت فهي معي فطردي من بلدي سياحة وسجني خلوة [ خلوه مع الله سبحانه وتعالى ] وقتلي شهادة ونحن نعلم ماذا حصل للأمام أحمد في السجن , أين هذه اللذة من اللذة بأمر إذا خالطت بشاشته القلوب سلا صاحبه عن الأبناء والنساء والإخوان والأموال والمساكن والمراكب والمناكح والأوطان، ثم رضي بتركها كلها والخروج منها رأساً وهو وادع النفس، منشرح الصدر، مطمئن القلب، يعرض نفسه لأنواع المكاره والمشاق، لعلمه أن الجنة حُفَّت بالمكاره، يطيب له قتل ابنه وأبيه وصاحبته وأخيه في سبيل الله، أو قتلهم إن كانوا أعداء الله
فلم يكن في سبيل الله تأخذه ملامة الناس والرحمن مولاة .
وهذا من مثال لأحد الصحابة فإذا هو يتلقى سنان الرمح بظهره فيخرج من بين ثدييه، والدماء تثعب منه، فينضح من هذه الدماء على وجهه وجسده، ويقول وقد ذاق السعادة : [[فزت ورب الكعبة، فزت ورب الكعبة ]]^، حتى قال قاتله: فقلت في نفسي: ما فاز، ألست قتلت الرجل؟ فما زال يسأل حتى أُخبر أنه فاز بالشهادة وبما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فقال قاتله: فاز لعمر الله! أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
فيا عباد الله: لم يزل كثير من الخلق يلهثون وينصبون، ويسعون ويكدون، فمنهم: من يسعى لجمع المال من أي القنوات.
ومنهم: من يلهث في بهيمية خلف الشهوات وأوضار القنوات.
ومنهم: من يهرول وراء الشهرة والجاه والسلطان في سبات التيه قد أمضى رحلات.
ومنهم: من يعدو وراء الأماني والأحلام، يسبح في غير ماء، ويطير من غير جناح.
يا أيها الشاب! ويا ذا الشيبة! والله إن طريق المسجد طريق السعادة، ووالله ما عرفها من لم يعرف تلك الطريق.
إن رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه حين تضيق عليه الأرض وما تضيق، وتشتد عليه الخطوب يقول: {أرحنا بها يا بلال أرحنا بها يا بلال }^ فاتصل بالله.
ما خاب فؤاد لاذ بالله وما خاب منيب!
فإلى كل من يحث عن السعادة أن يتأمل في هذه الآية حق التأمل وسيجد أين السعادة الحقيقية ؟
[ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحضره يوم القيامة أعمى ]
ومن أعرض عن ذكري أي عن ديني، وتلاوة كتابي، والعمل بما فيه، ولم يتبع هداي فإن له معيشة ضنكا أي فإن له في هذه الدنيا معيشة ضنكاً: أي عيشاً ضيقاً. يقال: منزل ضنك وعيش ضنك، مصدر يستوي فيه الواحد وما فوقه والمذكر والمؤنث، قال عنترة:
إن المنية لو تمثل مثلت مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل
وقرئ ضنكي بضم الضاد على فعلى. ومعنى الآية: أن الله عز وجل جعل لمن اتبع هداه وتمسك بدينه أن يعيش في الدنيا عيشاً هنياً غير مهموم ولا مغموم ولا متعب نفسه كما قال سبحانه: فلنحيينه حياة طيبة وجعل لمن لم يتبع هداه وأعرض عن دينه أن يعيش عيشاً ضيقاً وفي تعب ونصب، ومع ما يصيبه في هذه الدنيا من المتاعب، فهو في الأخرى أشد تعباً وأعظم ضيقاً وأكثر نصباً. وذلك معنى ونحشره يوم القيامة أعمى أي مسلوب البصر. وقيل المراد بالعمى عن الحجة، وقيل أعمى عن جهات الخير لا يهتدي إلى شيء منها، وقد قيل إن المراد بالعيشة الضنكي عذاب القبر .