[align=center]جنونك يغريني
في ذلك اليوم .. تنفست نسائم.. هبت رجفة برد.. أجفلت لها خطواتي.. أحسست بها تنعش ملامحي .. تسكب سكون عجيب.. يخترق أعضائي ويصل لمنطقة نائية وقريبة للغاية
يصل .. قلبي
أتذكر يا دربي .. تلك النزهات.. نزهات نحو الأفق.. نحو شاطئ الإطمئنان.. على ضفة أحلام الغد..
معك تناسيت الأسراب التي تحوم في السماء للحظة.. حاولت تفادي الأزهار الخلابة.. العشب الأخضر.. الفراشات الملونة.. معك جربت الحيد عن تأمل الجبال.. الأشجار .. الطيور.. العصافير.. نكست برأسي نحو الأرض.. علي لا أتأمل السماء كما كل مرة فأتيه وأنساب من بين الناس لأحيا في .. الأفق.. على نبضات الطبيعة.. حاولت الإبتعاد عنها علها لا تأخدني منك
لوهلة اجتاحني خاطر عجيب.. لما لا أشاركك عالمي الجميل؟.. لما لا آخدك بيدك .. تنساب معي .. تتدفق معي.. أسكنك كوني العاجي.. أجعلك رفيق دربي .. وليس أي درب .. ذلك الدرب الساحر الذي لم أشاركه بشري .. تلك الصفحة البيضاء التي أحتفظ بها في مكان لا يعلمه انسي.. تلك الزاوية من كياني التي ترتقي .. وترتقي .. وترتقي .. وليس لارتقائها حدود
نعم.. صحيح.. في لحظة .. خلال النزهة.. جذبتك من يدك .. أدخلتك .. للمتاهة.. متاهة نفسي
وكان احساس رفقتك بعد أن تعودت وحدتي عجيبا.. لا أدري وصفه.. هناك عشنا لحظات حلوة بين حبي الأوحد.. بين الطبيعة..
جمعت لي أوراق وردة .. في كفك..
تأملنا البحار.. وخلال العودة.. أذهلتني بمجموعة صدفات.. صغيرة.. بيضاء.. سوداء.. ملونة.. تعبق برائحة البحر.. ورائحتك
كان نصيبي من الطيران .. ريشة طويلة..ناعمة.. خفيفة.. أهديتها لي بعد هجرة سرب طيور..
أحسستها أسطورة
حقا لرفقتك مذاق جميل
تساءلت عندها هل الطمأنينة .. شعور الأمان.. الأمل.. الحنان الجارف.. هل ترقب الكلام.. كلامك.. أخده بالتفكير المعمق.. شمله من جل الجوانب.. هل للرهبة في التواجد معك.. السير جوارك.. الراحة للمسة يدك.. هل الإغتباط كلما لاحت ضحكتك.. هل للطيبة التي تشع من عينيك.. خطوط ملامحك هل العناد بين يديك.. العتاب .. الشجار .. الرضى .. نبش الأعذار من أجلك.. هل .. هل ..هل هذا حب؟؟؟.. أم أنه شيء آخر لم يوضع له اسم بعد .. لأني وللحق أعتبره ضخما.. كبيرا .. عميقا.. ليس له قرار.. جذوره منغرسة في أعماقي.. أحيانا أعترفه.. وكثيرا أنبده ليس لشيء إلا أني.. لا ارضى اعترافه.. أحسه ضعف.. أكثر منه قوة
لست أدري
طيب.. نعم أدخلتك عالمي .. نقشتك في الطبيعة.. نقشتها في حياتك.. صارت جزءا منها.. تحسها.. ترغبها.. تتلذذ بنسائمها بعد أن كنتَ غريبا عنها.. أدخلت حبها حياتك
وأدخلتك طبيعتي .. صرتَ دربي.. رفيقي.. أنيسي.. جليسي..
فاحتدم عشقي للطبيعة.. وزاد حبي لك
أتساءل من جديد.. هل احببتك من أجلها.. أم عشقتها لأجلك
كم أتمنى أن تتسرب لي عدوى جنونك.. ثورتك.. انفعالك.. كم أرغب أن تمدني بجسر صلب.. ينقل لهيب أحلامك.. تطلعاتك..نشوة عشقك .. حياتك .. تلك الحياة التي جعلتني فيها سيدتك.. ملكة قصرك.. كم أحب أن أعترف لك .. أن حبك المجنون هذا.. ناره بدأت حقا تلدعني.. تذيب أطرافي
مشكلتك يا ذا القلب الطيب أنك وقعت في شباك امرأة .. ابتعدت عن مساكن المشاعر.. وبنت كوخها بعيدا.. حوله رممت أسوار قاهرة.. أسوار التفكير .. غرست حديقة بجانب الكوخ .. تسقيها .. تعتنيها.. ترشها حبا وحنانا
فهل تكون وردة في حديقتي؟.. عندها أقسم سأحرسك بوجودي.. أمنحك ظلي .. أرسمك ملاذي.. سأصنعك لهيبي.. شغف لحظاتي..
انمو في حديقتي .. ولا تنبت خارج هذه الأسوار.. فأسوار التفكير يا دربي قاسية.. لم تحررني يوما ولا أظنها ستفعل.. حتى لأجلك.. حتى لأجلك يا صاحب القلب الطيب..[/align]