وادي الأحبة .../ للشاعر الموريتاني احمد ولد عبد القادر
وادي الأحبة هلاّ كنت مَرْعَانَـــــــا؟ ***** إن الحبيبَ حبيـبٌ حيثُمـا كَانَـــــا
ويا أخا البُعد هل تشفيـك قافيــــــــة **** تبوح بالنفس أنفاسـا وأشجانـــــــــا؟
أفًّ على الشعر والدنيا بأجمعهــــــا **** ما لم تقرب إلى الإخوان إخوانــــــا
هوِّن عليك فذاك الشمل مجتمـــــــع **** والنجع لاقى على التحنان خلانــــا
إن الحمائم قـد عـادت مغــــــــــردة****فوق الغصون وعاد البان نشوانـــــــا
أما رأيت طيور البحـر حائمــــــــة **** في أفقنا ترسم الأفـراح ألوانــــــــا؟
فسل معللة الأنخاب هـل نسيـــــت **** بعد الرحيق كؤوسا كُنَّ هجرانــــــا؟
وسل أحباءك الآتين كيـف أتــــــوا **** وكيف ناموا على الهجران أزمانـــا
وشائج الأرض أقوى في نوازعــنا **** والحر ينسى طباع الحر أحيانــــــا!
أحبابنا الأهل مرحى يوم مقدمكــــم **** هذا لقانا فهـل تنضـم أشلانــــــــــا؟
هذا لقانا فهـل آمالنـا انعتقـــــــــت؟*****وهل نسيم ربيع الوصل قد لانــــا؟
نريده صفعـة للأمـس توجعـــــــــه **** إذا الغد الأبلـج البسـام وافانــــــــــا
نريـده غرسـة للمجـد واحــــــــــدة **** دوحا يكلل عريَ الأرض تيجانـــــا
ولا نريـد مواثيـقـا مـطـــــــــــرَّزة **** تعيش في الورق المنسيِّ أدرانــــــا
ولا نريـد ابتسامـات مؤقـتــــــــــة **** تغشى الوجوه وتغدو بعدُ نكرانــــــا
قبل اللقا أحرف التاريخ ما عرفت **** وجه الصباح ولم تطلبه عنوانــــــا!
كـأن طـارقَ أوصانـا بأندلــــــــس **** شراً وعقبة لـم يمـرر بمَغْنانـــــــــا
نروي لأبنائنا فخـر الجــــدود ولا **** نبدل الشوك عبر الدرب ريحانـــــا!
وكيف ينفعنا عـز الأوائـل مـادُمنا **** بُغَاثاً وطار الغيـر عُقْبَانـــــــــــــــا؟
حار الأدلاء والبيداء تبحث عـــن **** نجم السبيل ولم تعرف لـه شانـــــــا
وإنمـا نفحـات الضـاد تسعفنـــــــا **** نورا إذا الليل في بلـواه أعشانـــــــا
وللريـاح تراتيـل بغيـر هـدىتسبي **** الذي يعبر الأمواج وسنانــــــــــــا
وتخطف البرق من أحشاء سطوته **** وتترك الغيم في عليـاه ظمآنـــــــــا!
لو أن سيف أبي بكر ويوسف لـــ **** ـم نغمده فينا تخطى اليـوم بيسانــــــا
ومض الحجارة يزهيـه فيسألنــــا **** متى تطاول سيل الدمع بركانــــــــا؟!
ماأروع الجرح تجفـوه ضمائــــده **** حيّا ويرمي وجوه الظلم نيرانـــــــــا!
وتخطف البرق من أحشـاء سطوتـه **** وتتـرك الغيـم فـي عليـاه ظمـآنـا
يا غرسة المجد، هـل تسقيـك أغنيـة * من وحي (أوراس) تبري الكون ألحانا؟
وهل تجـود عليـك الدهـر ماطــــــرة ** من القلوب تحيـل الصخـر وجدانـــا
نبه لهـا عمـر المختـار وادع لهــــــــا **** عبـد الكريـم بمازانـا ومـا صانـا
ونـادِ شنقيـط واستنـفـر منابعـهــــــــا **** والقـيـروان وتطـوانـاً وفـزانـــــا
فالكرم قد عانق الزيتـون فـي مـرح **** والطلـح يزهـو عساليجـاً وأغصانـا
أحبابنا الأهل لا شط المزار بكــــــم **** بعـد التدانـي ولا ملتـه دنيانــــــــا
لولا المرابع والذكرى لما انطفـــأت **** بعض الحروق التي تشوي حنايانا
فيم التفرّق والأهـداف تجمعنـــــــــا؟ **** لا يعلـم السـرإلا الله مولانــــــــا!
ما كـان أقربكـم منـا وأبعدكـــــــــم **** ما كـان أقربنـا منكـم وأدنانـــــــــا!
كم ذا أخاصم قلبي حين أهجركــم **** وأمتري منـه سُلوانـا ونسيانــــــــا
ويرفض القلب أن تنـأى قلوبكـــم **** إن الحبيب حبيـب حيثمـا كانـــــــا