أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أقول: بين يدي مخطوطة بعنوان (رد معاني الآيات المتشابهات إلى معاني الآيات المحكَمات) وجاء على صفحة العنوان بخط متأخر عن خط النسخة أنها لابن عربي (ت 638هـ) وجاء في معجم المطبوعات 1/ 178 أنها طبعت منسوبة لابن عربي.

وجاء في ترجمة ابن اللبان (ت 749هـ) عند الزركلي 5 / 327 أن رد معاني الآيات المتشابهات إلى معاني الآيات المحكمات له، وكذلك عند حاجي خليفة في كشف الظنون وذكر أوله وهو نفس الكتاب الذي معنا. 1/ 837

وقد يقول قائل اتحدا في العنوان وهذا كثير أن يكون نفس العنوان مثل فتح الباري لابن رجب وفتح الباري لابن حجر....

وبعد مقابلة نسخة برلين المرفوعة على النت المنسوبة لابن اللبان تبين أن النص نفسه هو هو.

فلا يمكن أن يكون الكتاب صحيح النسبة لكلا المؤلفين.....إما لابن عربي أو لابن اللبان...

وهذا الترجيح يحتاج إلى أدلة علمية قوية.... فصفحة العنوان ضعيفة، ومعجم المطبوعات دليل ضعيف، والزركلي وكشف الظنون أيضا أدلة ضعيفة.

وإن كانت النفس تميل إلى نسبة الكتاب إلى ابن اللبان لأن نسختنا المنسوبة لابن عربي خط صفحة العنوان مغاير للنص.... إلا أن العلمية تحتاج أكثر من ذلك.

والمقرر عندنا نحن أهل فهرسة المخطوطات أن أضعف ورقة في المخطوطة هي صفحة العنوان...وقررت غير مرة أن المفهرس والباحث عموما عليه أن لا يعتمد على صفحة العنوان وما هي إلا ورقة ضعيفة يستئنس بها إن دعت الحاجة....والمثال الذي بين يدينا مثال واضح لتقرير هذه القاعدة...

من الطبيعي أن لا يدخل المفهرس وخاصة المبتدئ في مثل هذه القضايا....ولكن معد الفهرس أو المفهرس الذي لديه التجربة والدربة والمران حول مثل هذه القضايا لا يمنع أن يعرضها على المختصين ويناقشهم خاصة إن كان المفهرس يجد لذة وحلاوة عندما يصحح خطأ شائعا.

فمن طبع الكتاب على أنه لابن عربي يجب عليه أن يكون وضح في الدارسة صحة النسبة للمؤلف...,كذلك من طبعه لابن اللبان يجب عليه أن يكون وضح ذلك.

وبعد اطلاع المفهرس على الطبعتين تتضح له كثير من الأمور....وربما وهذا محتمل أن يكون العمل غير علمي....فعلى المفهرس الجاد أن لا يستعجل....وسواء ترجح للمفهرس أن الكتاب لابن عربي أو لابن اللبان لا بد له أن يذكر بإشارة موجزة في البيانات الأخرى هذه الإشكالية.

وأنا بحسب التجربة أنصح المفهرس الجاد أن يطالع النسخة التي بين يديه بشكل عابر ويسلط نظره على الأعلام المذكورين في قلب الكتاب فإن وجد علما بعد وفاة ابن عربي فهذا دليل قوي على نفي نسبة الكتاب لابن عربي...وإن وجد عبارة وذكرنا ذلك بإطالة في كتابنا كذا....ينظر في الكتاب المشار إليه ويبحث عن الجزئية المحال إليها فإن وجدها فهذا دليل قوي أيضا...وهكذا هناك العديد من الإجراءات يقوم بها المفهرس الجاد أو الباحث المحقق المدقق.

هذه صور نسختنا من (رد معاني الآيات المتشابهات إلى معاني الآيات المحكَمات) المنسوبة لابن عربي (ت 638هـ).

الصور المصغرة للصور المرفقة