( أيها الراقي .. سنمضي معاً )


هكذا هم ومنذ سنوات وليس بشيء جديد كلما حققوا الانجازات والبطولات ازدادوا تواضعا وهدوءا وكيف لا يكونون كذلك؟ أليسوا هم الراقين في كل شيء؟
يمضي الزمن وتذهب أجيال وتأتي أجيال والألقاب تستمر ولا تغير معدنهم الأصيل ومن عنده شك في ذلك ينظر إلى (قلعتهم ) الشامخة وسيجد فيها الدليل.
ينتقدهم البعض ولا يغضبون ويكونون أكثر حلما وصبرا فقد اعتادوا في هذا النادي على أن يستمعوا لوجهات النظر لأنهم يشعرون بأنهم ليسوا فوق النقد ولهذا هم يتقدمون.
من أين تعلموا هذا الاحترام وفن التعامل مع الآخرين ؟ إذا أردتم أن تعرفوا الإجابة انظروا من يكون (رمزهم) ووقتها تفهمون لماذا يطلقون عليهم اسم (الراقي) .
يختلف البعض معهم ويعتب عليهم في أمر ( ما ) لكن لا يمكنه أن يخفي إعجابه بما يقدمونه من عمل فتتعلم منهم كيف تعمل كثيرا وتتكلم قليلا.
وصلوا لنهائي ( كأس أبطال آسيا ) العام الماضي، والآن يتصدرون مجموعتهم ويقدمون مستويات كبيرة ولم نجد يوما أن طباعهم تغيرت أو أسلوبهم بالكلام أصبح مختلفا هكذا هم الكبار دائما.
يتخذون قراراتهم بكل هدوء وحكمة يسمعون صوت جماهيرهم ويحترمونها كثيرا ومتى ما شعروا بأن هناك خطأ لا يترددون في إصلاحه وما يجعلهم مختلفين أنهم يعترفون بأخطائهم إن اخطئوا .
يعملون بكل احترافية ولا يجعلون العواطف والاجتهادات تسيطر عليهم ولا يكممون أفواه الآخرين. هكذا تعلموا من رمزهم وساروا على هذا النهج وسوف يستمرون.
فكرت كثيرا لماذا الأهلي يحظى بتعاطف كبير ممن لا يشجعونه ولم أجد سوى إجابة واحدة، لأنهم تعودوا على أن يحترموا الصغير والكبير، لهذا كسبوا حب وود الكثيرين.

الأسبوع الماضي حقق الفريق الأولمبي ( كأس الأمير فيصل) وللسنة الثانية ولم أستغرب هذا الانجاز، فالأهلي كان ومازال وسيظل يقدم النجوم والمواهب للكرة السعودية.
قد يكون الأهلي من أفضل الأندية اهتماما ورعاية ودعما ( للفئات السنية ) فهم يعرفون إن العمل المبني على إستراتيجية محددة يحقق للنادي النجاح مستقبلا.
هذا الفريق يملك مجموعة كبيرة من اللاعبين الواعدين في جميع الخطوط ولديه مواهب شابة، لكنها بحاجة للصبر والاهتمام ولهذا نقول : لا خوف على مستقبل الأهلي.
نتمنى أن نشاهد الأندية تعطي اهتمامها للفئات السنية ولو نصف ما يقدم الأهلي لهذه الفئات وإذا لم يقدموا الدعم المادي ليتهم يتواجدون فقط لتقديم الدعم المعنوي لهم.
بعض الأندية تتدرب بالفئات السنية لموسم كامل ولا تشاهد حتى رئيس النادي أو أحد أعضاء مجلس إدارته مر يوم على هؤلاء أو حضر تدريباتهم هل يعقل هذا ؟! شيء لا يصدق لكنه حقيقة.
الشيء الذي أثارني كثيرا ولفت انتباهي في مباراة أولمبي الأهلي أمام الاتفاق هذا الجمهور الكبير الذي حضر هذه المباراة وأتساءل: ما هذا الحب الذي يجمع الأهلي مع جماهيره؟ ومتى بدأ ؟ وهل له نهاية ؟ كم أنت محظوظ بهم يا أهلي.
أخيرا ....
سيردد عشاقك : ( حتى بالأولمبي سنمضي معا ) هنيئا لك بهذا الجمهور أيها الراقي.