تأملت غروب الشمس فإذا به مشهد خلاب، تعشقه النفوس وتسكن إليه الأرواح، مشهد يدعو إلى التفكر في آيات الله.
أخي الشاب: تأمل ذلك الغروب وتذكر غروب شمس عمرك؟ ثم تذكر قبل غروب شفقه ماذا عملت في عمرك؟
هل مشت رجلك إلى مايغضب الله أم إلى مايحب الله؟ هل قادتك رجلك إلى أماكن الفحش والرذيلة أم إلى أماكن الطهر والفضيلة؟ أم ساقتك رجلك إلى أبغض الأماكن إلى الله أم إلى أحب الأماكن إليه؟
هل بطشت يدك غيرة على محارم الله أم غيرة على دنياك وهواك؟ هل مددت يدك بصدقة تقتل الفقر وتحمي العرض أم مددتها بخنجر يقتل الحياء والعرض؟
هل رأت عينك مايزيد الإيمان أم رأت مايزيد هوى الشيطان؟ وهل بكت من خشية الله أم بكت من خشية فراق الحبيب؟ وهل باتت تحرس في سبيل مولاك أم باتت تحرس في سبيل سهرتك على دشك وملهاك؟
هل سمعت أذنك آيات تتلى من كلام الرحمن أم من نغمات كلام الشيطان؟
هل نطق لسانك مايكون حجة لك أمام القهار؟ أم نطق بما يكون حجة عليك؟ وهل كتب الملكان مايقربك إلى الجنة، أم كتبا مايقربك إلى النار؟
وهل.. وهل.. أسئلة تدور مع غروب كل شمس.
ولكن السؤال الأهم الذي يريد إجابة: هل يكون غروب شمس هذا اليوم هو بداية شروق شمس هدايتك!