السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد ~


إذا أراد أحدنا أن يكتب عملا أدبيا قصصيا فماذا يفعل؟


لعل اول خطوة يقوم بها من يريد كتابة عملا ادبيا هو أن يحدد الفكرة الرئيسة فتكون موضوع عمله، ثم يحدد الشخصيات كما ونوعا، ثم يحدد الزمان والمكان إن كانا لازمين للموضوع، بعد ذلك يبدأ صنع الأحداث من خلال حركات الشخصيات وتصرفاتها التي تتعارض وتتوافق ومن هذا التعارض والتوافق يبدأ العمل القصصي في السير نحو الصعود إلى نقطة التقاء التعارض حيث المشكلة والعقدة، ثم تبدأ الأحداث تتجه نحو الانفراج لتصل إلى النهاية المفتوحة أو المغلقة أو نصفهما.
ومن خلال هذه الرحلة يستخدم الأديب الحوار تارة والسرد تارة أخرى، ويكون السرد وصفا حينا ومؤثرا في الأحداث حينا آخر، ويكون الحوار كاشفا زمنا ومصعدا للحبكة زمنا آخر، وقد تحتاج الشخصية إلى زمن راحة وصمت مع الشخصيات لكنها تتحدث إلى القارئ من خلال الحوار الداخلي “المونولوج”، وقد يأتي حدث يستدعي أحداثا ماضية أو تخيلات أحداث مستقبلة فيكون تيار الوعي، وقد توظف أسماء الشخصيات توظيفا فنيا كأن يكون الشخص ذا اسم محمود وفعله ذميم إظهارا للتناقض.
ويختار الأديب وجهة النظر التي سيروي أحداثه من خلالها؛ فقد يختار كون الشخص الرئيس في عمله القصصي هو المتحدث، وقد يختار كونه هو المتحدث فيجعل شخصيات عمله القصصي تحت تصرفه، وقد تكون الأحاديث متبادلة في رسائل أو حوارات، و…إلخ.
ويختار الأديب لغة شخصياته التي تتلائم مع المستوى الفني التي تمثله، و … إلخ.
وبهذا يبني الأديب عمله القصصي باستخدام تلك اللبنات ليتم بناؤه الفني فيخرج عمله القصصي للقراءة
ومن خلال البناء الفني ينتمي الأدب؛ فيكون علمانيا إن عد الدين بعيدا عن الحياة وجعله خارج حياة الناس، ويكون إسلاميا إن جعل الدين أساس تحرك الناس.

ارجو للجميع الفائدة .
إعداد وتجميع المعلمة : منال الزيد .