أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هل ينقسم النكاح غير الصحيح إلى نكاح فاسد وباطل أو لا ينقسم؟

للفقهاء في ذلك طريقتان:
الطريقة الأولى: عدم الانقسام:
فالنكاح غير الصحيح قسم واحد ويسمى فاسد أو باطل ولا فرق، وإن كانت هناك آثار تترتب على الوطء بشبهة كدرء الحد، وثبوت (المهر، والعدة، والنسب)، وهذا لا يوجب انقسام النكاح إلى فاسد أو باطل، لأنه يثبت أيضا في نكاح المشتبهة، كمن أدخلت عليه غير زوجته فظنها زوجته.
وهذه الطريقة هي الطريقة المشهورة عند فقهاء المالكية والشافعية، وهي إحدى الطريقتين لدى الحنفية، وقررها الكمال ابن الهمام، ونصرها مصطفى الزرقاء في بحث بعنوان: (خطأ تقسيم النكاح إلى صحيح وفاسد).

الطريقة الثانية: الانقسام:
فالنكاح غير الصحيح ينقسم إلى فاسد وباطل:
فالنكاح الباطل: ما كان مجمعا على فساده، كنكاح المحارم، والجمع بين الأختين، والنكاح في العدة، ونحو ذلك، فهو زنا إن كانا عالمين، ويدرأ الحد بالجهل، وهو لا يفتقر إلى فسخ ولا إلى طلاق.
والنكاح الفاسد: ما كان مختلفا فيه، كالنكاح بلا ولي، فهذا يدرأ الحد، ويثبت به (المهر، والنسب، والعدة)، ويضيف بعضهم (الإرث)، ويضيف آخرون (نشر المحرمية بين أصول الزوجين وفروعهما)، وهو يفتقر إلى فسخ وطلاق عند أكثر أهل العلم خلافا للشافعي.
وهذه الطريقة في تقسيم النكاح إلى فاسد وباطل، تبناها الحنابلة، وهي إحدى الطريقتين لدى الحنفية، وقررها في البزازية، ولاحظها ابن نجيم وابن عابدين.

هل الخلاف في المسألة حقيقي له أثر أو لفظي؟
يبدو والله أعلم أن معظم الخلاف لفظي؛ لأن الجميع متفق على عدم ترتب آثار النكاح الباطل، وإنما يدرأ حد الزنا عند الجهل للشبهة، بينما تترتب آثار الوطء بشبهة في العقد الفاسد من درء الحد وثبوت المهر والنسب والعدة، وما إلى ذلك.
فالكل يعتبر هذا الفرق، لكن منهم من يجعله سببا في انقسام النكاح إلى باطل وفاسد، ومنهم من لا يعتبره كذلك، ويرى أن ترتب الآثار هي بسبب الوطء بشبهة لا بسبب العقد الفاسد.
وإن كان هؤلاء وهؤلاء قد يختلفون في بعض المسائل كالأشياء التي تترتب على الوطء بشبهة، أو في توسيع الوطء بشبهة أو في تضييقه، ونحو ذلك، والله أعلم.
لا يغب عن بالك وأنت الفقيه اللوذعي: الخلاف الأصولي والفقهي في المسألة!
فالحنفية هناك يرون أن الباطل غير الفاسد، فالباطل ما لم يشرع بأصله ووصفه، والفاسد ما شرع بأصله لا بوصفه، خلافا للجمهور، فالباطل والفاسد عندهما شيء واحد.
وأنت تراهم هنا بأم عينيك في شأن آخر، فقد انفض جمع الجمهور إلى مسالك شتى! وانقسم الحنفية إلى فريقين! وتبنى الحنابلة الفرق!