ماذا تفعل لو كنت مكاني...!!!!!
عندما تجد نفسك قد أحببت شخصا واصبح هذا الشخص يمثل لك الحياة بأسرها...
وتجدك لاشعوريا تعيش به وله...
وتجد نفسك قد عشقته الى ابعد حد...وتجده في المقابل يبادلك نفس الشعور...
فتجدك تحاول المستحيل كي تدخل السعادة على قلبه باي شكل من الاشكال وتجده كذلك يتغاضى عن هفواتك الكثيرة بل يقدم تنازلات عدة من اجلك ...وانت تقف مكتوف اليدين تحاول عبثا ان ترضيه وتحقق له ابسط مايتمنى رغم عجزك وعدم قدرتك على ذلك...
لكنه يلتمس لك الاعذار في كل مرة تحاول فيها ان تنعشه ببصيص أمل يدخل الهناء الى قلبه ثم ماتلبث ان ارديته قتيلا واسيرا لاوهام ربما يعاني منها زمنا طويلا...
وانت تعلم في قرارة نفسك انه حبك الوحيد وعشقك الابدي الذي لاينتهي ابدا لكن تجبرك ظروفك ان تتهاوى دوما امام رغباتكما؟؟
في هذه الحالة هل:
تقف مكتوف الايدي كما انت؟؟
تحاول الوصول الى قلبه بعدما تيقنت انه اغلقه تجاهك بسبب تصرفاتك الهوجاء؟
تنسحب بسهولة من حياته لانك تعلم انه لاعودة اليه مطلقا؟؟
تنسى هذا الشخص رغم معرفتك الاكيدة باستحالة هذا الامر؟؟
أختي الفاضلة ....لو كنت مكانك أقول لك ..
أختي الفاضلة ....لو كنت مكانك أقول لك
أولا: لله الأمر من قبل ومن بعد ...
ثانيا : إن الله خلقنا لحكمة بالغة .. وهي واضحة .. لا يزيغ عنها إلا هالك ..
وقد اشتد حبك له إلى أن قلت عنه (عندما تجد نفسك قد أحببت شخصا وأصبح هذا الشخص يمثل لك الحياة بأسرها)...
وقلت أيضا (وأنت تعلم في قرارة نفسك انه حبك الوحيد وعشقك الأبدي الذي لاينتهي أبدا لكن تجبرك ظروفك إن تتهاوى دوما أمام رغباتكما؟؟
وأنا أقول لك أختي الفاضلة
أن النفس جبلت على حب الأشياء من حولها حبا صافيا نقيا بحيث يمكننا ذلك الحب في استخدام ما نحب متى .. وكيف شئنا.. لا أن جعل ما نحب هو أداة التحكم فينا..
ومن منا لا يحب أن يحب ويحب فهي مشاعر لها لذة عجيبة .. قد توصلنا إلى درجة من السمو المتفرد ....
ولابن القيم كلام جميل عن الحب.. ومنه..
(إذا كان الحب أصل الأعمال كل عمل من حق وباطل... فأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله )انتهىكلامه
إذا حب الله عز وجل والتعلق به.. وشغل القلب به..
وإفراغ القلب له عز وجل وملئه بمحبته فقط....وما سواه يكون هو من متع الدنيا الزائلة التي إن تعلق القلب بها وفرغ لها.. ثم زالت لسبب أو الآخر.. زاغ القلب لأجله وضل الطريق معها وربما زال القلب بزوالها.... لذلك فليكن من نحب من حولنا أشياء نستمتع بها وان كانوا شخوصا ممن نرى فيهم الكمال الدنيوي...وان لا يكونوا هم شغلنا الشاغل عن ما يرضي ربنا ..ويوصلنا لجناته..
ومن كلام ابن القيم أيضا ( ..... فيرى القبيح حسن منه , ومن معشوقة كما في المسند مرفوعا (( حبك الشئ يعمي ويصم )) فهو يعمي عين القلب عن رؤية مساوئ المحبوب وعيوبه فلا ترى العين ذلك , ويصم أذنه عن الإصغاء إلى العذل فيه , فلا تسمع الأذن ذلك , والرغبات تستر العيوب ,فإن الراغب في الشئ لا يرى عيوبه حتى إذا زالت رغبته فيه أبصر عيوبه فشدة الرغبة غشاوة على العين تمنع من رؤية الشئ على ماهو عليه , كما قيل :
هويتك إذ عيني عليها غشاوة ....... فلما انجلت قطعت نفسي ألومها . ( انتهى كلامه رحمه الله )
أسأل الله في علاه أن يملأ قلبك بحبه وحده .. ويشغلك بطاعته .. ويغنيك به عن من سواه سبحانه..
وأن يجعل من تحبين قريبا منك .. سامعا لصوتك.. مجيبا لندائك ... وان لم يكن.. أن يخلفك خيرا ممن تتمنين ..
وأن ينزل على قلبك الطمأنينة .. والثبات على الحق انه سميع مجيب ..
ولك منا كل الحب والتقدير.... الكوكب