قال تعالى
(( إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))
وابن عباس هو الذي روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره
ومثله السحاق امرأة مع امرأة..اورد ذلك رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إن المرأتان إن فعلتا السحاق فهما ملعونتان حديث صحيح لا يذكرني نص الحديث..
فالشذوذ الجنسي أو المثلية هو إضطراب في الماهية الجنسية و ليس مرضا فعليا و الماهية الجنسية في الإنسان في حقيقتها تكمن في جوانب عـدة أبرزها صلابة أو ليونة الجسـم
و العضلات و كذلك خشونة أو رقة الصوت و كذلك تناغم و آليات حركة الأطراف و الجسم ككل و كذلك الفكر الجنسي و البصر و السمع و غيره.
فالمخنثين حسب التسمية الشرعية لها أنواع..منها المخنثين حقيقة دون أي تقليد أو إفتعال وأولآئك
أحزن عليهم كثيرا..ليس لهم أي يدٍ في خلقتهم تلك!! بل ولدوا بعيوبٍ في خلقتهم وأحسوا
بأحاسيس هي أشبه ماتكون بتضآد المشآعر وتضآرب الأحآسيس فهولاء وحالهم
مُدعآةٌ للشفقة والأخذ بأيديهم لمعالجة الخلل والنقص في أجسآدهم بعرضهم على المُختصين في
ذلك من أهل الطب والآخذ برأي أهل الدين والعلم في هذا الشأن..
وربما تلاحظين وغيرنا أيضا بأن من يشعر بذلك النقص لآيُجآهر صراحة بعيبه أمام الملأ !!
ولكن لآيُجآهر بالمعصية ويُلفت الآنظآر له هو من يتشبه بهم لا لعيبٍ خُلقي في ذاته بل
لنقصٍ في نفسه هو إما لجذب إنتبآه من حوله أو لكسب شهره أو غيرها من الأسباب
التي يُحاول بها تعويض مافقده من جوانب عده!!
فهم بجميع الآحوال مرضى..وإن اختلفت الأسباب والدوآفع..
ولكن هناك مرضى فعليين..ومرضى مُفتعلين
>>حسب تقسيمي لهم!!
فالمرضى الفعليين هم الذين يُعآنون حقيقة أشد من غيرهم وكما قلت لآيكشفون سرهم
بسهولة إلا لمن يثقون فيهم..ومرت علي حالة أثناء دراستي شبيهة بهم..
فتجنبت تلك الفتاة زمنا حتى استوعبت ماتعانيه !!
فهم خلقوا كذلك وترينهم حريصين جدا أن لايعرف بحالهم غير المُقربين منهم لتحسسهم من
الموضوع ولهم العذر في ذلك!!ولايُلامون ..
وقد يرجع ذلك لسبب وراثي أ و هرموني فالله به عليم..
وهؤلاء لاخوف منهم بل هم أحرص منا على مُعالجة حالتهم بكل سرية إن توفر لهم العلاج المناسب
والذي فيه خلاصهم مما يعانون..
أما النوع الثاني ..المُفتعلين فأولائك بالطبع يرجع ماهم فيه لعدة أسباب ..
ويرجع السبب الأساسي للأسرة النواة الأولى للمجتمع ..
وطبيعي جدا أن يرجع لها السبب الرئيسي في تفشي تلك الظاهرة!!
بأي حالٍ من الأحوال..
إما بخلل في التربية أدى لخلق مثل هذا السلوك..وعدم غرس أسس التربية
السليمة في نفوس الأبناء وتعزيز مفهوم العقيدة الصحيحة وإن كانوا أطفالا
لآبد من تعريفهم بحدود دينهم وشريعتهم السمحة ووضع خطوطا حمراء
ينبغي عدم تجاوزها..ولانقول صغارا لايفهمون..فالإسلام مدرسة وأسلوب
حياة ..ولن نعجز في إيجاد المفهوم الصحيح المناسب لكل فترة من فترات
نمو الطفل خاصة في مراحل الطفولة المتوسطة والمتأخرة..
وبداية سن المراهقة..فللأسف الكثير من المراهقين والمراهقات اليوم
لآيعرفون أقل المعلومات وأبسطهاعن الحلال والحرام..
فمجتمعهم اليوم منحصر بين المدرسة والبيت والتلفاز والنت والجوال
وووو..فأي بيئة صحيحة ستنتشلهم من كل ذلك الزخم الذي يملأ حياتهم؟؟
وبالتأكيد لتقوى الله سبحانه والخوف منه وترقبه في السر والعلن الآثر
الأكبر في ردعهم تجاه أي سلوك خآطئ سيقدمون عليه!!
فواجب الأسرة تجاه أبناءها واجب عظيم..فإهمال النشء في بداية سنة حياتهم
لهو الخطر الأكبر..فمتى ماتضافرت الجهود من الأسرة والمدرسة والمجتمع ولاننسى
دور الإعلام المحطة الكبرى التي سيقف عندها الكثير من مختلف الفئات ..
وتعاونهم لبيآن ضرر هذا السلوك المُنحرف..
المدرسة والجامعة صاحبة الدور الآكبر أيضا في تفشي مثل هذه الظآهرة وتناقلها بين
الطلبه من باب التقليد لبعضهم البعض وحب التظآهر فيما بينهم
والإتيان بالجديد والمُخالف لكل ماهو معروف من أحدث التقليعات الآتية
من الغرب وثقافاتهم الغريبة على مجتمعنا ..والمخالفة لديننا
وهذا لم يأتنا إلا من الأعلام سواء كان مرئي أو مسموع أو غيره
فمتى ماكان التعليم مواكب لكل مايطرأ على السطح من جديد وغريب
لأمكننا تجاوز مثل ذلك بل والتغلب عليه..ولكن للأسف تعليمنا الذي
تعلمناه وتعلمه غيرنا منذ سنوات والذي الآن يدرس في التعليم العام
هو نفسه طريقة وأسلوبا..هذا غير تغيير المناهج فقط..
هو نفسه متبع إلى الآن!! لاجديد ممادفع بالتلاميذ إلى إحداث أساليب
وطرق من لدنهم!!!! بدون رؤى حقيقة وتفهم لما يصح ومالايصح!!
وهذا زآد الامور تعقيدا..فإحساس الدارسين بأن التعليم لم يعد مُشبعا لهم
ولامُحققا لرغباتهم وملبيا لطموحاتهم فبدؤوا يبتعدون ويتفلتون بل ويتسربون
إلى وجهات غير معلومه..ربما تبدو في نظرهم محققه لمايتطلعون إليه !!
وهنا أيضا يكمن الخطر..
فلما لانتعرف على مايريدون ونناقش بروية متطلباتهم ونحاول تحقيقها بعقلانية
وفق مايمليه عليه ديننا وتوافقه شريعتنا..
حتى شذ عن القاعدة شواذ!!
بل والغريب أننا نرآهم كُثر في كل مكان ولانستطيع عمل شئ لهم ليس
هناك أسلوب متبع ننتهجه في التعامل معهم..وليس هناك حدود
نحدها لهم كي لايتجاوزوها وليس هناك عقابا مشروع ومقرر لنتخذه
لردعهم..!!
فتختلف أهواءهم وأمزجتهم كلاً وماينقصه وكلا وله أسبابه من تأثر بالغير
أو من وحده يعايشها الفرد منهم أو كبتا يعانيه أو تعرضه لحادث مأساوي في مرحله ما
أفرز لديه شعورا بالنقص يعتريه فوجد في تلك الفئه من يُماثله إحساسا ورغبةً
وجميعهم يتفقون في فكرة جذب الطرف الآخر أو لفت الإنتباه لهم وإحساسهم بأن
الجميع ينظر إليهم فيتملكهم شعور بالإشباع لتعويض ذلك النقص..فكلما نظرت إليهم
مهما أختلفت نظرتك إليهم تشعرهم بأنهم حققوا رغبة مجنونة لديهم وقد أستأثروا بها
وانفردوا..عكس الصنف الأول تماما الذين لايريدون من أحد أن يشعربهم أو حتى ينظرإليهم
لمعرفة حالهم عن قرب!!
وأوجز العلاج في عدة أمور هي..
أولا..المرضى الفعلين لابد من علاجهم طبيا..
ثانيا..تقوى الله والخوف من عذابة وسوء الخاتمة وأن يسأل الإنسان نفسه كيف سيقابل الله لو قبض روحه وهو يعمل هذه الرذيلة .
التنبيه على حفظ البصر وغضه عما حرم الله..
ضرورة التشجيع على الزواج لعفتهم..
وأهمية تذكيرهم بالأمراض المترتبة والناتجة لمثل هذا الشذوذ وتوعيتهم
بأخطار تلك الأمراض وتخويفهم من ذلك..
حقيقة موضوع كبير جدا ويحتاج لآكثر من رؤية ومن مختلف الزوايآ..
وأعتذر عن الإطاله وقد دمجت الموضوع في بعضه من اسباب وحلول وعلاج..
لضيق وقتي..فأعذروني ..
وأرجو من الله التوفيق لي ولكم..
تحيتي للجميع هنا..