بسم الله الرحمن الرجيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله المصظفى الامين,,,, أما بعد :
فأنه بهذا الموضوع والذي من خلاله يتم تدشين قسم الرؤى والاحلام بما يحتاجه من تقنين وشروط يجب أن نلتزم بها جميعاً حتى يتسنى لنا إتقان العمل والبعد عما قد يكون فيه عشوائية أو محظورات شرعية ,,وليعلم الجميع أن هذا العلم هو ظني وليس قطعي بمعنى, أنها غلبة ظن عند من يعبر الرؤى والاحلام فقد يصيب وقد يخطئ كيف وقد أخطأ إمام المفسرين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم - أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاهـ عندما قص النبي -صلى الله عليه وسلم- رؤياه وإستأذنه أبي بكر الصديق ليعبرها فلما أولها سأله فقال: أخبرني يا رسول الله، بأبي أنتَ: أصبتُ أم أخطأتُ؟ قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أصبتَ بعضًا وأخطأت بعضًا)). ونحن هنا لانرتقي لدرجة الصحابة ولا لعلمهم وفضلهم ولكن سنجتهد ونبذل ماتبرأ به الذمة امام الله عز وجل أولا ثم عند خلقه ثانيا و أسأل الله عز وجل لي وللأخوة المفسرين معي أن يرزقنا الأخلاص والسداد في القول ويبعد عنا الزيغ والزلل وفقنا الله وإياكم لكل خير وسدد القول والعمل وأصلح النية والسريرة,,
مقدمة
كما تعلمون أن الأنسان يحب ويشتاق لمعرفة الأمور المستقبلية وهي لاتكون إلا بالوحي من الله عز وجل وقد إنتهى ذالك بوفاته -صلى الله عليه وسلم-ولم يتبقى لنا سو الرؤيا الصالحه للمؤمن والتى هي جزء من الوحي كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم..:-
1-عن أبي سعيد-رضي الله عنه-قال:قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (رؤيا المسلم الصالح جزء من سبعين جزءا من النبوة). انظر حديث رقم: 3459 في صحيح الجامع.****
وعن ابن عمر-رضي الله عنهما- : (جزء من سبعين) رواه مسلم ( 7 / 54 ).
2-قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (الرؤيا جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة).
3- عن أبي رزين-رضي الله عنه-قال:قال: النبي-صلى الله عليه وسلم-: (رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة و هي على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا تحدث بها سقطت و لا تحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا). انظر حديث رقم: 3456 في صحيح الجامع.****
4-****قال النبي-صلى الله عليه وسلم- : (الرؤيا الصالحة جزء من خمسة و عشرين جزءا من النبوة) . " السلسلة الصحيحة " 4 / 487 .
5-قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ( إن الرسالة و النبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي و لا نبي و لكن المبشرات رؤيا الرجل المسلم و هي جزء من أجزاء النبوة).
انظر حديث رقم: 1631 في صحيح الجامع.****
6- قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ( كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول : هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ? و يقول : ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة ).
ومن خلال ماسبق من النصوص الصريحة عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- نفهم بأن الرؤى جزء من الواحي ولكن لايعتقد فيها البعض وإنما هي مبشرات فقط وقرائن بسيطه يرسلها ملك الرؤى للعبد حتى يتنبه لأمر دينه أو دنياه أو أيضاً يخبره ببعض الأمور المستقبلية.. وقد رأينا اليوم الناس ينقسمون في تعاملهم معها إلى ثلاثة أقسام:-
القسم الاول: يرى أنها حقيقة لابد منها ويعتقد فيها إعتقاداً جازماً ..وهذا غلو..
القسم الثاني:لايعترف بها ولا يرى بأنها ذات أهمية وهذا أيضاً تفريط لأنها كانت ضمن إهتمامات النبي صلى الله عليه وسلم..
القسم الثالث: وهو مانريدهـ هنا! أن نأخذها كمبشرات ومساندهـ لأمورنا لاإفراط ولا تفريط...
الشروط هي كتالي:-
1- احيانا يظهر من خلال الرؤى والاحلام فيما هل الرؤيا أوألاحلام فعلاً أوأنها مختلقة أو مكذوبة وذالك لان الرموز والدلالات تأتي على نسق معين بالعاده,, فمن تبين لدينا أنه وقع في هذا المحظور فسيتم حظره عن القسم كاملا لأنه إفتقد المصداقية ولا يستحق الاهتمام..
2- يمنع طرح رؤى أو أحلام الأخرين بغير أذنهم وإن كان بالأذن فالخيار يعود على حسب الإمكان والوقت مع التنبيه الضروري لذلك ولأن الموجود من الأعضاء هو أحق من المفقود منهم,,
3-بعض الرؤى والأحلام تكون غامضة ومهمة وليكي يتم تضيق نطاق عموميتها بالتفسير يرجع للسؤال عن صاحب الرؤيا وبالعادة لا يخرج عن النقاط التالية( المؤهل والعمل ,,الجنس ,,الحالة الاجتماعية,,الاحداث الاخيرة التى تشغله فكريا...إلخ)دون التعرض لإسمه أو جهته أو خصوصياته الشخصية..إلا إذا إستدعى الأمر ذلك فيعود الأمر والقرار لصاحب الرؤيا,,
4-الرؤى المتكرره قديماً أو حديثاً لابد من تبين ذالك ولأن تكررها يدل على أهميتها وأن دلالاتها ذات علاقة بشىء لم يزل موجوداً...
5- رؤى الأموات ذات أهمية قصوى لأنها حق وأحيانا قد تكون سببا في رد حقوق أو إبراء ذمة بدين لا يُعرف أو وصية لم تنفذ فيجب التعجيل بها...
6-نتمنا أن تكون الرؤى والاحلام كاملة دون الاكتفاء ببعض أجزاء منها وإهمال الجوانب الأخرى لكي يتم من خلالها إستخراج مايكون ضروري..
7-لا يحق للعضو أن يضع أكثر من رؤيا أو حلم في آن واحد أو في موضوع واحد والعدد المحدد مبدئياُ هو برؤيا أو حلم واحد كل يوم من باب إتاحة الفرصه والترتيب ومازاد فالأمر يعود لوقت للمعبر ..
8-ليس بالضرورة أن يكون لكل رؤيا أو حلم تفسير أو تأويل فالذي نقول عنه أنه أضغاث أحلام لايسأل عنه مجددا ,,والتى أيضاً لا يظهر لنا فيها أي شي فما أجمل أن يكون التعبير (لا أعلم )فهي نصف العلم....
9-هناك بعض الرؤى والأحلام والتى غالباً مايكون الخصوصية فيها أسلم وأحفظ فمتى رأينا أن المصلحة عدم طرح التفسير أمام الجميع تكون الأحقية بإرساله على الخاص..
أخيراً لاشك,, أن القسم حديث وربما ستتجدد لنا بعض الأمور أو نواجه إشكالاً فهذه الشروط مبدئية حتى نعيد النظر فيها ويتم إدراج غيرها من الشروط الضرورية والله يحفظكم ويراعكم..
