[flash=http://dc10.arabsh.com/i/02005/g6mlkwo3frnc.swf]WIDTH=350 HEIGHT=400[/flash]
منكرات الأعياد
الحمد لله الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
أخي المسلم: اعلم - وفقنا الله وإياك لطاعته، وجنَّبنا وإياك أسباب سخطه - أن الله - سبحانه وتعالى - جعل العيد فرحة للطائعين الذين فازوا بقبول الطاعة: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}1، فالطائعون يفرحون بما منَّ الله عليهم من تيسيره لهم فعل الطاعة، وترك المعصية، بل يزداد فرحهم بقبول الطاعة لعلمهم بأنه: 2.
يفرحون المؤمنون عندما يفعلون طاعة لله، ويحزنون عندما يقعون فيما يغضب الله، أو عندما لا يتيسر لهم فعل الطاعة؛ وكل يوم لا يعصى فيه الله هو يوم عيد عند الطائعين كما يقول الحسن البصري - رحمه الله -: "كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد"3.
وليس العيد بلبس الجديد - وإن كان لا حرج في ذلك بل هو مستحب -؛ ولكن العيد لمن اتقى وخاف يوم الوعيد؛ حتى قال بعضهم: "ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه"..
ومع هذا كله فالذي ينبغي للمسلم في يوم العيد أن يفرح فرحاً شرعياً بما من الله عليه حيث جعله من أمة الإسلام، ووفقه للصيام والقيام، وفعل الطاعات، والابتعاد عن الحرام، يفرح بذلك، ويحاول أن يزداد من الطاعات والقربات التي تقربه من ربه.
يفرح المؤمن في يوم العيد فيعمل بما أمره الله به، ويجتنب ما نهاه الله عنه من المنكرات التي يقع فيها بعض الناس في يوم العيد بدعوى أن "اليوم عيد"، ولعل من أبرز المنكرات التي تكون في الأعياد (عيد الفطر والأضحى)، والتي يفعلها البعض عن قصد أو عن غير قصد ما يلي:
أولاً: اختلاط الرجال بالنساء في المنتزهات والحدائق وأماكن الزيارات، مع ما يحصل في ذلك من الفتن التي لا يسلم منها من فعل ذلك؛ كالمصافحة التي لا تجوز بين الرجل الأجنبي والمرأة الأجنبية؛ ونخص هنا بالتنبيه على المصافحة التي تكون أحياناً بين الرجال والنساء من الأقارب ممن هم ليسوا بمحارم كابن العم وابن الخال وما أشبه ذلك (وكل من كان من أقرباء الإنسان ولكنه لا يحرم عليه تحريماً أبدياً أن يتزوجه فليس بمحرم).
ثانياً: استقبال العيد بالغناء والرقص والمنكرات بدعوى إظهار الفرح والسرور، مع أن المطلوب من المسلم هو أن يختم طاعته بالتوبة والاستغفار، وسؤال الله القبول لتلك الطاعة.
ثالثاً: من منكرات الأعياد أن بعض النساء تخرج إلى المصلى لا للعبادة بل لإظهار الزينة، ولفت الأنظار إليها، وهذا لا يجوز؛ لأن الإسلام أمر المرأة بالستر، وعدم إبداء الزينة؛ حتى لا يفتتن الناس بذلك.
رابعاً: بعض النساء يخرجن إلى المصلى متعطرات متجملات، وربما سافرات، فمن فعلت ذلك فقد ارتكبت ما نهاها عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -: 4.
خامساً: البعض من الناس يسهر ليلة العيد إلى ساعات متأخرة من الليل مما يؤدي إلى تضييعه لصلاة الفجر، وربما التأخر عن صلاة العيد أيضاً.
سادساً: بعض المبتدعة يحيون ليلة العيد بالصلاة والقيام والقراءة، ويعتقدون أن لذلك فضلاً على غيرها من الليالي؛ وهذا لم يرد به دليل من الشرع.
سابعاً: تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والدعاء للأموات، والأصل أن يزور المسلمُ المقابرَ في أي وقت شاء من ليل أو نهار، ولا يخصص وقتاً معيناً لذلك؛ إضافة إلى أن زيارة المقابر تجدد عند القريب حزنه على قريبه، فيكون بذلك حزيناً في يوم الناس فيه فرحين مسرورين.
ثامناً: أن البعض من الناس يقوم بحلق لحيته في يوم العيد، ويظن أنه يتزين بذلك ويتجمل، مع أن الجمال بالنسبة للرجال في اللحية، وأن حلقها مخالفة صريحة لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أمر بإعفاء اللحية، وقص الشارب.
تاسعاً: من المنكرات: إشعال النار ليلة العيد؛ لأن ذلك من شعار المجوس وفعلهم أيام أعيادهم وغيرها، بل البعض من الناس - وبخاصة الشباب - يقومون بإحراق الإطارات، وفي ذلك تلويث للبيئة، وإقلاق للناس.
هذه إشارات سريعة إلى بعض المنكرات التي يقع فيها البعض في الأعياد، والواجب على المسلم بخاصة في الأيام والأحوال الفاضلة الابتعاد عن كل ما يغضب الله، كما يجب الحرص على طاعة الله وشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(دعواتكم لصاحب الموضوع وناقله)
