هل حقاً تركتنا ورحلتِ؟!....
هل حقاً تركتنا ورحلتِ؟!....
هل حقاً تركتنا ورحلتِ؟!....
لازلتُ حتى الآن غير قادرةٍ على استيعاب معنى أنكِ في حالة غيابٍ ابديّ عن الدنيا....
فبربكِ أجيبيني....
وهلاّ أعلمتني....
كيف؟؟؟؟!!!!....ومتى؟؟؟؟!!!!....
وهلاّ حملتي عني جزءاً من الحزن الذي يضربُ في اعماقي واعماق الجميع....
ويجثم على الصدور حتى دكها دكاً....
وهل تعلمين ماالذي تركه من أثرٍ رحيلكِ؟؟؟؟....
فذلك الفناء الخارجي....
وتلك الغرفة التي تقطنين....
وتلك التي تصلين فيها....
سجادتكِ....
مصحفكِ....
كرسيكِ الذي تصلين عليه....
وقت السَّحر....
الايام التي تصومين....
مطبخكِ....
غرفة الجلوس....ومكانكِ فيها....
وكلّ ركنٍ وجمادٍ في المنزل....
كل ذرّةٍ منّا....
وكل وقتٍ يمر....
جميعنا في حالة انينٍ لاينتهي....
وكل شيءٍ فينا ولنا تطغى عليه ملامح الحزن لفراقك....
فقدناكِ....وافتقدناكِ حدّ ان الروح كادت ان تزهق....
حتى انّ شبابيكنا وابوابنا قد خُلِعَتْ....
والجمعُ قد تشتّت من بعدكِ....
كما اني لم استطع تحمّل ان اكون الانسانة التي تتسلّم مسؤوليتك....
فهل تعتقدين بأنّ هذه المهمة تليق بي؟؟؟؟!!!!....
لا وخالقي....بل انها لاتليق إلاّ بصاحبتها....
لم اكن قادرةً على استيعاب أن موتكِ حقيقة وواقع....
ولا تخيّل شعوري والمنزل خالٍ منكٍ....
ولا حتى انتقالنا الى المنزل الجديد بدونك....
والآن قد عشتُ وعايشتُ هذه المشاعر جميعها....
وشهر رمضان الكريم والعيدين على مقربة....
فكيف سيكون شعورنا حينها بدونكِ؟؟؟؟....
وكيف ستكون جميع نزهاتنا ونحنُ ينقصنا وجودك؟؟؟؟....
وجودكِ الذي لايسده كائنٌ من كان....
بل كيف ستكون الحياة بكلها من بعدكِ؟؟؟؟....
مرّ اكثر من شهرين على وداعكِ الأخير....
ولازلتُ أبكيكِ وكأنك رحلتِ للتوِّ عنا....
واتذكر كل لحظةٍ جميلةٍ قضيتها معكِ....
كل نصيحة....
كل الاهتمام والرعاية والحنان والحب الذي أوليتني اياه....
وآخر لحظةٍ رأيتكِ فيها....
بعد خروج الروح من جسدكِ الصغير الممددِّ على الارض....المزرق المتيبس....
ولازلتُ أفكر....كيف اني شككتُ حينها بأنكِ قد رحلتِ عن عالمنا....
ولكني رغم ذلك لم استوعب حتى الآن ذلك الرحيل....المفاجيء!!!!....
http://www.nekaal.com/up//uploads/im...73e8e3c801.gif