الانترنت .. هذا الغول الذي اكل الاخضر واليابس لا يكاد بيت في العالم لم يدخله ، بل لا يكاد انسان على وجه الكره الارضيه لا يعلم ما هو الانترنت ناهيك اذا لم يكن يستخدمه. الانترنت عالم يتدرج من الواضح الى الغامض ومن السهل الى الصعب ومن الجميل الى القبيح ومن المباح الى المحرم. الانترنت يمثل الوجه الاخر من حياتنا ، أعني بأن لكل إنسان وطن ومدينة وعائلة وهكذا تسير الحياة أيضاً اصبح لكل واحد منا وطن ومدينة وعائلة من خلال الانترنت. فبمجرد ضغطة زر تتنقل بين القارات. فعلاً انه غول يجب علينا ترويضه! ، ولكن ترويض هذا الغول ليس بالسهل وليس بالصعب ولكن هو (السهل الممتنع).
هذا الغول يملك سلاح كالسحر لا يستطيع احد مقاومته. حيمنا يبدأ احدنا بالتجول بين صفحاته فلا يكاد يدرك بان الوقت سرعان ما يمضى من دون ان يعلم. ولكن هذا كله لا يمثل اي مشكله الا في حاله واحده فقط. اذا كان يلهي عن ركن من اركان الاسلام.
فهل يجوز لمسلم ان يلتهي عن الصلاة بإي شئ اخر ؟
قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [سورة النساء: الآية 103].
وقال تعالى عن أهل النار: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [سورة المدثر: الآيتان 42-43].
وقال سبحانه: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [سورة الماعون: الآيات 4-7 ].
وقال صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت".
وقال صلى الله عليه وسلم : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :"رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله"
وقال صلى الله عليه وسلم : "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، "أن رجلا أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فقال له عليه الصلاة والسلام : هل تسمع النداء للصلاة ؟ قال نعم قال فأجب"
- والآيات والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة معلومة.
لن اتحدث عنما ورد اعلاهـ ولن اشرح ولن اوضح فالايات والاحاديث واضحه كل الوضوح لكل مسلم يخشى الله ويتقي عقابه. وليس الامر على المستوى الشخصي فقط بل هو على ابعد من ذلك كما هو واضح في التالي :
روى مسلم رضي الله عنه في صحيحه، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته.))صحيح مسلم.
هنا نصل الى نتيجه رائعه وهي بان كل ما يلهي عن الصلاة ليس به بركه بما في ذلك استخدام الانترنت ، ولهذا يجب على المسلم ان يجعل هناك حدود لاستخدامه الانترنت بما لا يتعارض مع واجباته الدينيه.
ولو فرضنا انه يمكن اغلاق الانترنت ولو في السعوديه في اوقات الصلاة فانه من الصعب القيام بذلك بحكم ان هناك بعض الاعمال التي تقوم على اساس اتصالها بشبكة الانترنت ومنها على سبيل المثال البنوك وبعض الشركات الكبرى ذات الاتصال الخارجي. ولا ننسى ان هناك فارق في التوقيت على كبر مساحة المملكه , بالاضافه الى التكلفه العاليه للقيام بذلك حيث ان الامر ليس بالسهل ان تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز بالسعوديه دون اي تكاليف او اثار سلبيه.
لذا اعود لما اورده الاستاذ ابو عبدالرحمن بان الموضوع فقط "رقابه ذاتيه" بالاضافه الى الرقابه العامه حيث ينبغي على رب الاسره ان ينصح وان يعاقب المقصر بالاضافه الى ان المجتمع ينبغي ان يهتم بهذه المسأله وعلى الدوله دور كبير في التوعيه.
(خارج النص : هناك دراسه في السعوديه لفتح كثير من المحلات حتى خلال اوقات الصلاة ، وتحقق الحديث الذي رواهـ أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر » رواه الترمذي)
هذا ما احببة ان اشارك به من خلال هذا الموضوع
واعتبر نفسي معارض لهذه الفكرهـ
شاكر لك اختي همس
على الموضوع الرائع
لا عدمناك
مودتي في غربتي
