الوساطة بين الفراعنة وخصومه
الفصل الأول
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على خاتم النبيين وخير المرسلين وعلى آله الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , يعلم الناس ما جرى حديثاً من الفراعنة في أمسيته التي أصبحت كيوم حليمةٍ وليس يوم حليمةٍ بسر
وبما أنني ممن يعنيه أمر الفراعنة لأمور عدة منها أنني تميمي القبيلة والمعشر والثاني أنني باحث كتب الله قبل هذا الحدث أن لب اهتمامه هو دراسة شعر الشاعر ناصر الفراعنة وتتبع مساراته
ولا يمكن تتبع مسارات شعره بدون تتبع مسارات حياته المختلفة وهذا ما حاولت جاهداً الوصول إليه وقد نجحت في ذلك فترة من الزمن لا بأس بها فأقول مستعيناً بالله متوكلاً عليه:
من عبد الله بن عبد الرحمن القريشي التميمي أصلاً وفصلاً إلى جميع المثقفين من تميم خاصةً ومن باقي القبائل عامةً . هذا خطابي إليكم
وقد اخترت المثقفين لأنه لن يفهمه إلا أصحاب الفكر الناضج أما غوغاء الناس ودهمائهم فليسوا بأهلاً له
إني لما رأيت الشاعر الفراعنة ملىء الدنيا وأشغل الناس فما فتأت ألسن الناس تلهج بما يقوله حتى أصبح بيتاً منه تتناقله الركبان أكثر مما يتناقلون خبر إنفلونزا الخنازير
ولقد وجدت الناس انقسموا بسببه فرقتين لا ثالث لهما بين مؤيد ومعارض وبين مادح وقادح, وقد وجدت أن الفئة العظمى هي من تراه على صواب وأحسن وأتقن
وجاد وساد وطعن فأثخن, ورأيته ما يأتي إلى بيت رفيع بذم إلا وضعه ولا يأتي إلى بيت وضيع بمدح إلا رفعه
وإني لما كنت ممن اهتم بدراسة هذا الشاعر منذ أمدٍ بعيد, حتى قمت بالبحث عنه حتى وجدته فعاشرته فترة من العمر قديمة كدت أجزم أنني من أكثر الناس معرفة به من غيري , وقد قمت بكتابة أبحاث كاملة عن بعض قصائده لم يكتب لها النشر حتى الآن كان مفادها بعض طول تدقيق أن هذا الرجل لا يخلو من العبقرية الفذة , ويطول شرح أسباب ذلك
ولكن سأحاول لاحقاً نشر فرضياتي ونتائجها
أما هنا فسأقوم بكتابة خطاب على عجل لا يخلو من الأهمية لأن أهميته تكمن أنه جاء على أساس
تلك القنبلة التي فجرها الفراعنة في أمسيته الموسومة بأمسية حائل , عندما هجا حمد السعيد
هجاءً سيبقى ما بقي الدهر, وكذلك تكمن أهميته الثانية في أنني رجلٌ من تميم أي من القبيلة التي يدعي السعيد أنه منها . ولقد قمت بتحليل الأمور من جذورها وتقصيت أبعادها الثلاثية حتى ظننت أنني قد حللت اللغز المستعصي في ما جرى ,
إنني أعلم علم اليقين أن خطابي هذا سيبرد أكباداً ويبكي بواكياً لأني آليت فيه أن أتكلم عن الفراعنة بعين منصفة, وسيكون الخطاب أيضاً صاعقة على البعض
من أبناء قبيلتي لأول وهلة ولكنهم عند التدقيق وعند اكتمال الخطاب سيعلمون أني لم أرد إلا الخير والخير أدرت , فأسأل الله التوفيق السداد وأن يريني الحق حقاً ويرزقني اتباعه ويريني
الباطل باطلاً ويرزقني اجتنابه
وقد أسميت الخطاب بــ" الوساطة بين الفراعنة وخصومه " تيمناً بما فعله القاضي الجرجاني في كتابه المشهور الوساطة بين المتنبي وخصومه للتشابه العظيم بين الفراعنة والمتنبي في أحداث حياتهما على أرض الواقع في أمور كثير سنتطرق لها بشيء من التفصيل في نهاية الخطاب
الفصل الثاني
فرضيات الخطاب
1_ التجرد من التعصب الأعمى وتحليل الحدث كما كان بدون خوض غير مجدي فيما لسنا بصدده في هذا الخطاب
2_ضم الحقائق المقارنة إلى بعضها وربط حاضرها بماضيها والقاعدة في ذلك هو نتائج تحليلي النفسي لشخصية وحياة هذا الرجل وذلك بأنني كنت قريباً منه في فترة من الزمن
3_المحاولة قدر الإمكان بالإيجاز فقد تجد أنني أرد على مقالات كاملة كتبت عن الفراعنة بكلمة واحدة تنسفها من الأصل نسفاً أو تثبتها
4_النظر في الظروف المحيطة ما سبق وما لحق وإرجاعها إلى أصولها إن وجدت
5-قد اتبع طريقة الاستطراد عن قصد هدفه تجسيم القصد الكامن في ما أتطرق إليه
6_قد لا استشهد إلا بشاهد واحد في نقطة ما وعلى من أراد التوسع البحث بطريقته عن الشواهد الأخرى
7-تقسيم الخطاب إلى فصول لكل فصل عنوان خاص به
8_ ليعلم الجميع أنني رجل ملتزم لهذا لم ولن أتسامح من الناحية الدينية مع جميع الأطراف إلا فيما سبق لأن ما سبق بين العبد وربه أو بما يحتمل تأويلاً غير ظاهره أما ما هو حاضر الوقت ظاهر المعنى لا يقبل التأويل فهذا هو الأهم ولا يجوز إهماله
9_ لا يستغرب أحدٌ دفاعي عن الفراعنة فهذا أقل ما أعمله لرجلٍ آمنت بإبداعه وبعبقريته قبل أن يعرفه الكثيرون , بل وتغنى بقبيلتي وهو لا يريد شيئاً وكان لي خير صديق وزميل في فترة قديمة ولكن دفاعي لا يعني أن دفاعي لا يقوم على حقائق بل هو قائمٌ على حقائق كثيرة وأدلة دامغة يثبتها المنطق وتؤكدها الأرقام
10_ الفرضية الأخيرة وهي الأهم أنني كنت من ندماءه قديماً ومن أشد المقربين له لهذا لا يستغرب البعض أنني أعرف عن مسيرته الكثير وأعرف دقائق أمور تخفى على الكثيرين من المقربين له والسبب أني كنت أناقشه في صغائر الأمور وهم لا يناقشون
الفصل الثالث:
وقعت تميمٌ في الفخ ونجا حمد السعيد
والله أني كنت أخاف مع بداية الخلاف بعد أمسية الفراعنة من أن يقوم بعض سفهائنا بتوريط قبيلتنا وإقحامها فيما لا يعنيها وإنقاذ السعيد بغباء منه وجهل ببواطن الأمور ودهاء الرجال , وللأسف حصل ما كنت أخشاه ,
إن السعيد علم أن الفراعنة قال قصيدة ستظل خالدةً ولا ينقضها إلا الله سبحانه فقد قال الفراعنة قصيدة لا يمكن نقضها أبداً لما فيها من حقائق ثابتة ولأنها قصيدة من أعظم ما قيل في السب في هذا القرن شئنا أو أبينا . لهذا يبدو والله أعلم أن السعيد فطن لهذا الشيء وهو رجل معروف بالدهاء فعلم أنه لا مفر له من قصيدة الفراعنة إلا بأن يقوم بنقل المعركة إلى مكانٍ آخر بعيداً عن عائلة السعيد . فحاول تأليب أهل حائل ضد الفراعنة باستئجار بعض أهل حائل ليقدحوا في الفراعنة وأنه أساء لأهل حائل بهذه الألفاظ وبخاصة قبيلة شمر بهذه القصيدة فلما رأى إن خدعته هذه لم تنطلي على أهل حائل من شمر وغيرهم ورأى أنهم وقفوا مع الفراعنة وناصروه
وأنهم كشفوا لعبته التي يريد منها أن يشعل الفتنة بين الفراعنة وبين قبيلة شمر لينشغل الناس عن قصيدة الفراعنة فيه وينفذ هو بجلده – مسكين هذا المسمى السعيد لا يعلم أن شمر بالذات تجمعها علاقة وطيدة مع الفراعنة بل يعتبره الكثير من شمر ابناً من أبناءهم إلا من شذ من الحسدة والمستأجرين"_ لهذا السبب قام بعمل خطة أخرى أشد إحكاماً وأكثر خطورةً وهي أن نقل المعركة من أمام بيته ليجعلها أمام بيوت قبيلة تميم , واستأجر شعراء من المرتزقة لتنفيذ هذه الخدعة , نعم لقد نجحت خطته وجعل قبيلة تميم تشرب كأساً لم يسكبه الفراعنة لتشربه تميم بل ليشربه السعيد وأشباهه , فجعل المرتزقة في خطة شيطانية منه يتظاهرون أنهم يحامون ويدافعون عن تميم لإيهام الناس أن قصيدة الفراعنة كانت سباً في تميم وليست في عائلة السعيد وحدها , وبهذا ينجو نجاةً كاملةً أو على الأقل تتوزع ضربة الفراعنة على رؤوس أكثر وبهذا تكون أقل إيلاماً
نعم هذه هي الحقيقة فقد جاء السعيد بهذا الذي لا يشرف أي تميمي أن يدافع عنه وهو المسمى شلحوط أو شلحاط لتكتمل الخطة ويصيب الهدف, نعم جاء بهذا الشاعر الشلحاط_ وهو كما قال الفراعنة مرتزق_ ليدافع عن تميم ولست أدري ما هو الشيء الذي يدافع عنه , أو سمعه من الفراعنة ولم نسمعه نحن, ؟ انتبهوا يا أبناء العم إن الشلحاط عدوٌ فاحذروه ,لقد قال ما قال ليس حباً في تميم بقدر ما هو تأكيد أن سب الفراعنة ليس في السعيد بل فيكم أنتم ,وهذه قاصمة الظهر والدهاء بعينه. وانطلت على سفهائنا هذه اللعبة حتى أخذوا يتسابقون في الرد على الفراعنة والدفاع عن انفسهم وهم ليسوا بطرف في القضية فحسبنا الله ونعم الوكيل لقد جعلوا هذه الأبيات التي تقشعر لها الأبدان في تميم والتي هي من أعظم ما قيل في الهجاء وهي:
من لئامتهم يسمون أعداء الكرام
ويفخرون إنه ولا واحدٍ منهم كريم
ومن لئامتهم يشوشون لأفعال اللئام
بل وليس الحر من لم يكن فيهم لئيم
عجبي, عجبي يا أبناء العمومة أتجعلون قول الفراعنة السابق فيكم ؟ أين عقولكم
والله إنني لأعجب أبيات قيلت في شخص فتنصل منها , ولم تقل فيكم فجعلتموها فيكم وأنتم منهم براء.
فعلاً إن الجاهل عدو نفسه , إنكم بسبكم وشتمكم للفراعنة جعلتم بيتي الفراعنة في تميم طول الدهر وأنقذتم السعيد .
عجبي من دهاء السعيد جعلكم تحملون بيتي الفراعنة فوق رؤوسكم ونجا بنفسه وعائلته
والله لو كان تميمياً أصيلاً ما نقل المعركة إلى تميم ولكنه لما جدت الأمور أخذته الحمية لأهله الحق وهم السعيد وضحى بتميم جميعها وهذا ما يجعلني دائماً أقول لا بد من الوقوف بحزم لكل من يحاول أن ينتسب إلينا وهو ليس منا . والله لو عقلت بنو تميمٍ لعلمت أن عدوهم هو السعيد الذي ألبسهم ما ليس لهم وجعلهم كبش فداء يتقي به بيتي الفراعنة بشرف تميم قاطبة
أين عقلاء قبيلتنا عن سفهائها الذين حملونا وزراً ليس لنا ؟
لقد قام السعيد بنقل المعركة إلى غيره وأدخل تميماً وشيوخ الإمارات في ترهات ليس لنا فيها ناقة ولا جمل . وذلك عن طريقة عملية الإيحاء المدروسة بأن الفراعنة شتم تميماً وأساء لشيوخ الإمارات وهذا شيء مخالفٌ للواقع وكذلك قام السعيد بعملية التشويش المحكمة لتحويل مقصد الفراعنة وتحويره وجعله في تميم واهل الإمارات ليغيب هدف الفراعنة الحقيقي وهو إرجاع السعيد إلى أصله الحقيقي الذي لا مفر لهْ منه وتبرئة ساحة تميم منه وممن هو منهم , وقد نجح السعيد في خداع تميم وشيوخ الإمارات وتحوير هدف الفراعنة الصحيح نجاحاً باهراً بمساعدة المرتزقة من الشعراء وبواسطة سفهائنا الذين كما يقال يطيرون في العجة .
والله لو أن في السعيد ذرة ولاءٍ ووفاءٍ لشيوخ الإمارات أو لقبيلة تميم لم يقم بمحاولة إنقاذ عائلته على حساب قبيلة تميم وشيوخ الإمارات, وبالرغم من أن الفراعنة قطع عليه هذه الوسيلة سابقاً _فكأن الفراعنة علم مسبقاً بفراسته أن السعيد سيحاول التنصل من القصيدة وزج تميم وشيوخ الإمارات فيها لكي ينجو هو _ لهذا كان تعليق الفراعنة واضحاً فقد أثنى على شيوخ الإمارات وذكر فضلهم عليه وأخبر أنه حاول أن يستأذن منهم بالفاكسات فلم يجد رداً فاضطر إلى الثناء عليهم بالقصيدة وأن سكوته طوال تلك المدة كان حشمةً لهم لا غير , وكذلك كرّم قبيلة تميم من أن ينتمي هذا الرجل لها ,
أما ما قاله المرتزق الذي استأجره السعيد فهذا المرتزق وجد أنه ليس لهُ بد من أن يكون في صف السعيد من أجل مصلحته فالمعلوم أنه شحاذ من الدرجة الأولى والممتازة فهذا الشحاذ وجد أنه لا ضير من العمل مع السعيد لعدة أمور منها الشهرة فهو يعلم أنه مجرد أن يسب الفراعنة سيشتهر وأكثركم يعلم أنه مهرج أراد الاحتكاك بالفراعنة من قبل وتركه الفراعنة احتقارا ً له وارتفاعاً عن أن يزج بإسمه مع نكرةٍ لا يعرفه أحد ولمعرفته بمغزى احتكاكه منه وهو البحث عن الشهرة والتسلق على أكتاف الفراعنة حباً في الظهور بالإضافة إلى أن السعيد سيقوم بتزكيته عند شيوخ الإمارات فاتفقت مصالح الطرفين فجاءوا بقصيدة أدخلوا فيها تميماً وليس لها شأن بسب الفراعنة وأوهمونا أنهم يحبون تميماً ويدافعون عنها وكذلك قاموا بإدخال شيوخ الإمارات الذين ليس لهم دخل بقصيدة الفراعنة في مشكلة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ولكي يوهمون الشيوخ أنهم دافعوا عنهم وبهذا يحصلون على المقابل المادي
إنها خطة مدروسة ومحكمة وسيأتي السعيد بغير هذا المرتزق بمرتزقةٍ جدد وهم كثير ليأججوا الفتنة بين الفراعنة من طرف وبين تميم والشيوخ من طرف آخر وبهذا الشيء يكونون قد اصطادوا ألف عصفورٍ بحجر واحد وليس عصفورين فقط
وإن كان هناك من أغضبه تهجم الفراعنة على السعيد فليتق الله ولينظر إلى الأسباب التي جعلت الفراعنة يقول للسعيد هذا الكلام .
جميعنا يعلم أن هذا الرجل ما فتأ يسب الفراعنة ويكذب عليه ويكيل له التهم جزافاً ويهاجم جمهوره بل وصلت به الوقاحة إلى أن يجعل صورة الفراعنة على كل غلاف مرتبطة بشتيمة فهو يسوق لمجلته الهابطة عندما علم أنه ليس هناك من يقرؤها أو يتابعها بأن يسب الفراعنة لمعرفته المسبقة بمدى جماهيرية هذا الرجل . ووالله إن سنة ونصف من الصبر لا يصبرها إلا القليل جداً جداً من الرجال . وما كان للفراعنة بداً من أن الانتصار لجمهوره فالفراعنة قال أنني تغاضيت عن سبه وتسويقه لمجلته على حسابي حتى رأيته أخذ في مهاجمة جمهوري
بل إن السعيد استمر في تأجيج الفتنة بين الشعراء السعوديون وجعل هناك مقارنات رعناء تقوم على الكذب وبث الظغائن بين أبناء البلد الواحد بل وصلت به الرعونة إلى أن حاول تأجيج المواطنين السعوديين وخاصة الضباط الشعراء ضد دولتهم وجاء باسم الشاعر زياد بن نحيت وزج به في قضية شائكة فقال أن ابن نحيت قام برمي البدلة العسكرية السعودية والتضحية بها في سبيل برنامجهم فقال قصيدة في ذلك وهي كما قال الفراعنة لا ندري كيف سمح لها الأعلام بدخول السعودية بل أن قصيدة السعيد في تأجيج المواطنين السعوديين ضد دولتهم كانت مكتوبة في المجلة ومسجلة بالصوت في سيدي يأتي مع المجلة ولا نعلم لماذا مررها الأعلام على من فيها من كوارث وفي هذه المجلة أيضاً ذلك البيت ذكر الفراعنة شطره الذي يقول :
معذورِ بن نحيت يوم انه يهمّل نجمته
وتريدون الفراعنة بعد ذلك أن يسكت عن هذا الأرعن
عجبي من الناس وظلمها,يتغاضون عن رجل في كل عدد يسب الفراعنة ولا يقولون له شيئاً فإذا دافع الفراعنة عن نفسه قاموا بلوم الفراعنة على قوله وكيل الشتائم له . اتقوا الله واعدلوا فإن يكن الفراعنة ذكر ألفاظاً بذيئة وتحججتم بها وأخذتم تولولون ليته لم يقلها فالقرآن أشرف من كلام الفراعنة وجائت فيه لفظة كلب ولفظة حمار في آيات مشهورة هي آية (والخيل والحمير والبغال) وآية (كالحمار يحمل أسفاراً) وآية (كالكلب إن تحمل عليه يلهث) فهل هذه الألفاظ أنقصت من شأن القرآن أو كرمنا مسامعنا عن سماعها في القرآن يا من أكثرتم من قول :ليته لم يقل حمار , ليته لم يقل كلب. ليته كرم مسامعنا .. إلخ .
فإن قلتم أنها وردت عبوراً فقد أخطأتم فقد جائت لفظة كلب واحمار في القرآن على أسلوب الذم والسخرية .
وإن كان خاطب السعيد بكلمة (ذنب) فلفظة ذنب قد جائت في الأحاديث الشريفة كما تعلمون فهل أنقصت شرف الأحاديث الشريفة! كأنكم تريدوننا أن نتكلم بلغة جديدة وأن نسمي الأشياء بغير أسماعها. ولا زال الهجاء غرضاً من أغراض الشعر ويدرسه الدارسون .
والله إن في قصائد جرير والفرزدق من الألفاظ البذيئة ما تقشعر له الأبدان ومما لم يقله الفراعنة كلفظة (بظر) و (عانة) وألفاظ أخرى . فهل قدحت هذه الألفاظ في شعر جرير أو الفرزدق أو لامهم أحدٌ عليها؟
ولكن يبدر أن هناك من يتتبع الفراعنة ليخرج سقطاته للناس ويضخمها للنيل منه ويسوق لها ويشهر بها للحد من جماهريته . وهذه لعبة مكشوفة عند أهل العقل
يا أبناء قبيلتي ألا تذكرون أن الرسول جاء عنه بما معناه أن الله لعن من انتسب إلى غير أهله وجاء عنه ايضا بمعناه لعنة الله على من أدخل في القوم من ليس منهم وجميعكم تعلمون أن السعيد ليس منا ولن نخالف قول الرسول من أجل مصلحة دنيوية وكفانا سكوتاً على من ليسوا منا , إن سكوتكم على هذه الأشكال وعدم اتخاذكم موقفاً تجاهها أساء لنا فها هم من لا يعرفون تميماً حق المعرفة يقولون : من ضيع أصله قال أنا تميمي .
كفانا سكوتاً نريد غربلة وتنقية القصيدة من الشوائب التي لحقت بها ووقفة حق أمام من ينتسبون لنا وهم ليسوا منا
خلاصة القول يا أبناء قبيلتي إن عدوكم الحقّ هو السعيد والمرتزقة الذين معه فقد أوقعوكم في فخ قصيدة ليست فيكم فحملتموها فوق ظهوركم جهلاً بما يدور خلف الكواليس
الفصل الرابع:
المسلمات
هناك مسلمات لا بد من ذكرها وتجريد النفس الأمارة بالسوء من دنس الأهواء ودنس نهايات الأسماء:
1_المسلمة الأولى: أننا قبيلة هي هامة مضر ولها من المفاخر ما تضيق به بطون الكتب ولكن ابتلاها الله بدخول أخلاط كثيرة معها ممن ليسوا منها ولا ضير في ذلك في الجبل يستظل بظله خيار الناس وشرارهم , وإن يكن هناك من يسبنا فالجبل لا تخطأهُ السهام لكبره . إلا أنني وجدت كثيراً من الأخلاط أولئك هم من يسيئون لتميم وذلك بإسائتهم للفراعنة ويرشقونه بأنواع السب والقذف على الرغم من أنه لم يسبهم . بينما كبار تميم والأصيل فيهم يقدر للفراعنة مواقفه النبيلة وقصائده التي قالها في تميم في وقت لم يكن هناك شاعر غيره يتغنى بتميم حتى من تميم نفسها إلا القليل ولهذا أسباب عدة سأشرحها لاحقاً منها أنها قبيلة اتخذت الطابع الحضري وكانوا بعيدا عن التعصب للقبيلة فترة طويلة من الزمن ,ومنها أسباب أخرى
بل وجدت أن بعض من ليس منا قاموا يهاجمون القبائل على ما يقال (عمال على بطال) وينعتون كل قبيلة بالبدو !! وهل كلمة البدو شتيمة ؟ إنها والله هي الشرف بعينه . وهل تميم ليسوا ببدو ؟ كل من قال أنه تميمي وشتم البدو أو كرههم فهو ليس تميمياً خالصاً حتى وإن كتب في آخر اسمه التميمي . إن القارىء لتاريخ قبيلة تميم ليعلم أنها من أشد القبائل بداوة وما سكنوا القرى إلا قبل قليل من القرون . لقد سألوا الأخطل من أشعر منك ؟ قال أولئك البدو الأجلاف من تميم, يقصد الفرزدق وجرير.
لقد آليت وأقسمت لله أن أقول الحقيقة ولا غير الحقيقة
إني لأذكر كما لو كان هذا اليوم وقبل أن يتغنى شاعرنا خليل الشبرمي بتميم عندما كان الفراعنة يتغنى بتميم قبل خليل وغيره بسنين ,فكان الفراعنة يقول في قصائده القديمة :
ما انقطع لي في هوازن وصلته في تميم
ولا يموت أحدٍ وله كاتبٍ ربي عمر
وكان يقول في قصيدة أخرى يذكر أمجاد معركة طخفة التي انتصرت فيها تميم في الجاهلية :
بــ(طخفة) أودعوا الملك اليماني
على خزيٍ يحث الرجل هاربْ
وغيرها كثير , بل الأكثر من ذلك أن قصيدته السابقة ألقاها في مهرجان الفروسية وأذيعت في قناة مصر بعذ لك بزمن غير قريب عندما أتى بعض أهل الشأن بالفروسية من أهل الخليج مثل الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني إلى مهرجان الفروسية بمصر ويبدو أن هناك من اقترح عليهم بث قصيدة الفراعنة وجائهم بتسجيلها
أين كان شعراء تميم ذلك الوقت ؟
ليس من العدل أن نهاجم من تغنى بنا وهو لا يريد منا شيئاً في وقت شعرائنا لم يتغنوا بقبيلتنا ولم يتغنوا بقبيلتنا إلا عندما جاءت برامج تعتمد التصويت من أجل التصويت
ليس من أخلاق تميم المعروفين بخلوالأصل من الشوائب أن يقوموا بمهاجمة الفراعنة . إني لأكاد أقسم أنه لا يسب الفراعنة إلا من ليس بتميمي أو كما يقولون العامة 220 , إنما يسبه من أصولهم في تميم 110 إن من يسبون الفراعنة والله أعلم إن كانوا تمايمة فعلاً فهم يريدون الشهرة وإلا فــ هم من الأخلاط التي دخلت في تميم وأساءت لها وبادروا بشتم الفراعنة خوفاً من أن تهتم كبار تميم ونسابوها من جديد بغربلة القبيلة وإخراج من ليسوا تمايمةً بعد قصيدة الفراعنة , نعم هذه هي الحقيقة إنهم سابقوا بالسب واللعن والشتم خيفة أن تتفطن القبيلة بعد قصيدة الفراعنة في السعيد إلى التأكد من أصل كل من ينتسب إلى تميم وبهذا يأتي الدور عليهم بعد السعيد . فقاموا بتشويش هذه الفكرة حتى جعلهم هذا الأمر يوهمون التمايمة الأقحاح أن الفراعنة سبهم فعلاً وهذا غير صحيح لأن الفراعنة قصيدته في السعيد وحده, بل أن الفراعنة عمل من الخير في تميم بطرد هذا المشكوك في أمره ما لم تعمله أعيان فقد رد عنا من لا نعرف أصله وكرمنا من أن ينتسب لنا كل ضائع أصل
أنهاجم الفراعنة من أجل أنه سب رجلاً ليس منا وهذه هي الحقيقة , السعيد ليس بتميمي . ألم يكن ظفيرياً قبل سنوات قليلة , ألم تطرد تميماً جده قبل سنين طويلة عندما أراد أن يكون منهم وأن يوقعوا له بذلك . وهذه قصة حقيقية أخبرني بها بعض كبار السن من تميم .
إن الفراعنة لم يقل عن السعيد ما ليس فيه , فها هو قبله الشاعر الكبير شليوح المطيري يقول لطلال السعيد _في محاورة في الجهراء في الكويت على ما أظن_ بيتاً يقول فيه للسعيد عندما كان السعيد يقولون أنهم من قبيلة الظفير :
دور أصلك يالسعيدي لين يلحق في الظفيري
كل من هو ضيع اصله تل له تالي قبيله
فأين هم عما قاله شليوح المطيري ؟
2_ المسلمة الثانية هي أن الفراعنة شاعرٌ لا أبالغ أن أسميته " الشاعر الأسطورة " أو
" توأم المتنبي " أو " متنبي القرون القرون اللاحقة " لأن هناك متنبي القرون السابقة وبهذا
يكون المتنبي الأصلي أخذ لقب " فراعنة القرون السابقة " والحقيقة لست بمن أول من أطلق هذا اللقب عليه بل سبقني الكثير عبر الوسائل الأعلامية من دكاترة أو أعيان أو شيوخ أو أمراء,
طبعاً سيعتقد بعض من ليس لهم بالنقد خبرة أو بعض أشباه النقاد الذين تنازعتهم كوامن الأحقاد أنني لم أصب أو أنني بالغت أو أن هناك من هو أشعر من الفراعنة! . بل أصبت ورب محمد , فالمتنبي لم يكن أسطورة بشعره فقط ؟ فهناك كثيرون يناهضونه في ملكة الشعر وإنما أصبح أسطورة بما أعطاه الله من سيرورة الشعر وبما أثار من الجدل بين كافة الأوساط وكذلك كان الفراعنة . ولكي لا يقول من كان جديداً في عالم النقد أو من أبناء أمس لا قبل أمس أنني أعطيت هذا اللقب من لا يستحقه قمت بجمع بعض الأدلة التي تهيء الجو لقبولهم هذه الفكرة بل أن هناك نقاط تفوق فيها الفراعنة على المتنبي ومنها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر:
أ_الانتشار بدون مساعدة: هذا الشاعر عمل ما لا يعمله شاعر من قبل وهو أنه أوشك أن يكون الشاعر الوحيد
الذي لم يكن لأحدٍ غير الله فضل في انتشاره فقد حورب حرباً شعواء وجميعكم كان يعلم عندما كان الفراعنة حديث الشارع في فترة من الفترات وكنا نظنه كبيراً في السن عند سماع اشرطته وبرغم ذلك وجدنا أن الصحافة جميعها وكأنها اتفقت على تهميشه وعدم ذكر أي خبر له, إنه الشاعر الذي أخرجته الجماهير حتى أصبح حديث الركبان من اليمن إلى الشام. وقد يعتقد من ليس لهم خبرة أو ممن أعمى التعصب والحسد والغيرة عيونهم وأصم آذانهم وأبكم أفواههم أن الفراعنة اشتهر أكثر بشاعر المليون وبقصيدة ناقتي يا ناقتي وهذا خطأ كبير , بل كان الفراعنة أشهر من نار على علم ولكن الأصح أن نقول أن الفراعنة وصل بشاعر المليون إلى أن جعل الأوساط البعيدة عن الشعر تهتم بالشعر ومن ثم جاء اهتمامهم بالبرنامج, والدليل في الموسم الثالث واضح للعيان فما أن غاب ذلك العنصر الذي أنجح البرنامج سقط البرنامج سقطة لا أظنه يقوم بعدها إلا أن يشاء الله ذلك ,
ولنعد بالذاكرة قليلة أعلم أنكم جميعكم تتذكرون في مسرح شاطىء الراحة عندما وقف الجمهور للفراعنة في حلقة قصيدة ناقتي يا ناقتي ؟ إن النكتة هنا والشيء الغريب أن الجمهور وقف له قبل أن يلقي ناقتي يا ناقتي وكان الجمهور كما شاهدنا في أغلبيته من دولة ليست بدولة الفراعنة . إذن الرجل كان أسطورياً قبل أن يدخل شاعر المليون وارجعوا إلى الحلقة لتتأكدوا .
بل أن الفراعنة تفوق على المتنبي في نقطة الانتشار هذه حيث أن المتنبي كانت تدعمه دولة كاملةً لأنه كان شاعر سيف الدولة وهو زعيم الدولة وليس من يدعمه زعيم كمن لم يجد من يدعمه بل اضطر من تهميش الأعلام له أن يسجل قصائده على الأشرطة الصوتية البدائية بدون أي حقوق أو مادة لكي يصل صوته إلى الناس ووصل بالفعل ولكن بسبب ذلك تعرض لسرقة كثير من أفكاره من قبل شعراء يدعمهم الأعلام فأصبح الكثير إذا سمع قصيدة للفراعنة فيها فكرة معينة اعتقد أن الفراعنة اقتبسها من الشاعر الفلاني بينما لو ذهب إلى تاريخ أشرطة الفراعنة وجدها أقدم من تاريخ نشر الشاعر السارق لها في الأعلام
بل انقلبت الآية فأصبح هذا الشاعر الذي فتح للشعر آفاقاً جديدة مرة يتهم بالسرقة ومرة بالكفر ومرة بتعامله مع الجن . ياللحسد والحقد وسبحان الله ما أن يتهم بشيء إلا ويبرأه الله منه بأن يأتي بقصائد تتدفق عذوبة وسلاسة على قوافي لم يكتب عليها شاعر في التاريخ من قبل .
إن يكن اتهم بالسرقة فقد اتهم المتنبي من قبل وإن يكن اتهم بالاقتسابات فكذلك المتنبي من قبل وإن يكونوا جردوا أقلامهم لنقد الفراعنة وإبطال أسطوريته وكتبوا المقالات بالمئات وساووه بمن ليس مثله أو فضلوا عليه من هو دونه فقد كتبوا في المتنبي أيضا أكثر من ذلك فهذا الوزير الصاحب بن عباد يكتب كتاباً اسمه
(سرقات المتنبي) وغيره وغيره . فهاهم الآن لا يعرفهم أحد وها هو المتنبي نعرفه جميعاً بعد قروناً كثيرةٍ وكذلك سيكون الفراعنة يوماً ما بعد توالي القرون
ب_التطور رغم غياب التشجيع : لا شك أن الفراعنة قصائده من ست سنوات ليست كقصائده التي قبل 12 سنة فهي في تزيد نضوجاً يوماً بعد يوم لأن الشعر كما أجمع العلماء كعمر الإنسان يمر بمرحلة ولادة ثم طفولة ثم نضج ولكنه يكون متوهجاً في عمر معين لأسباب يطول شرحها وقد يمنع تنامي الجسم البشري الأسباب العارضة من مرض وغيره وكذلك الشعر قد يمنع تناميه الإحباط والتهميش وتكسير المجاديف, ومن المعلوم فأن ما كان تاريخه من قصائده دون ست سنوات افضل بكثير إلا في بعض من قصائده التي وفقه الله فيها من قديم فلم يكتب هو مثلها ولا كتب الشعراء الآخرون مثلها كقصيدة التوجد وقصيدة الإبل وقصيدة المغرب وسيستغرب البعض كيف أشيد بقصيدة المغرب . لا تستغرب فأنا من الناحية الدينية قد اعترض على بعض الأبيات فيها ولكن من الناحية الإبداعية والأدبية فهي ذات قيمة عظيمة عند أصحاب الأدب فوالله ما عرفت قصيدة قبلها قيلت في رحلة ما يظن سامعها أنه سافر مع الشاعر ورجع من دقة وصفه وجمال تقريضه . والقصيدة ليس فيها سوى ابيات لا تتجاوز عدد الأصابع هي ما تسبب الاعتراض الديني لدى المتدينين وإلا فباقيها هو من أجمل ما قيل في الرحلات . رغم أنني أعلم أن الفراعنة قالها وهو لم يسافر للمغرب قط أعني لم يسافر قبل قول هذه القصيدة وهذا الشيء شهوده أناس كثيرون وفي هذا الشيء إعجاز عظيم لا ينكره منكرٌ أبداً وهو كيف يتسنى لإنسان أن يصف بهذه الدقة المذهلة أحداث رحلة لم يكن فيها , وقد أكد هذه الحقيقة خالد بن مصلح القحطاني المذكور في تلك القصيدة هذا وقال مقسماً بالله أنه هو من طلب من الشاعر نظم قصيدة في المغرب عن رحلة الأخ خالد ومن معه في تلك الرحلة وأردف قائلاً من أراد أن يتأكد يستطيع بعلاقاته معرفة تاريخ أول مرة ذهب فيها الفراعنة للمغرب ثم ينظر الى تاريخ نشر القصيدة وسيجد أن القصيدة كانت من قبل , ورغم ذلك , فالشعر لا يؤخذ من زاوية دينية بحتة بل يؤخذ من الناحية الأدبية والقيمة الإبداعية, فهناك كثير من الأئمة التقاة والفقهاء يستشهدون بأبيات كثيرة اختاروها من القصائد الخمريات والغلاميات التي كتبها أبو نواس للاستشهاد لتوضيح معنى لغوي أو تفنيد جمال تشبيه أدبي , وما ألغى هذا الشيء شاعرية أبي نواس عندهم فكيف بالفراعنة وهو أنزه في جميع شعره من شعر أبي نواس حتى أنه ورد عن الإمام الشافعي قال لولا مجون في الحسن بن هانئء لأخذت النحو واللغة منه ودرستها عليه ,نرجع إلى النقطة المهمة وهي التطور رغم غياب التشجيع , أقر الناس بما أقر به علماء النفس الإنسانية وهو أن غياب التشجيع يؤدي إلى الإحباط وتدهور المستوى فكرياً ومعنوياً وبدنياً وأن وجود التشجيع يجعل الرجل يتقدم بسرعة البرق ويؤدي إلى زيادة الإبداع , ألا ترون أن قصائد الشاعر الكبير خلف بن هذال أيام الأزمة كانت ولا تزال أعظم قصائده حتى الآن لوجود التشجيع من ولاة الأمر ومن الشعب ووجود الحدث المحفز , ألم يقل الحطيئة أنه أشعر الناس إذا علم أن هناك من يملأ فاه .
ولكن الفراعنة لم يجد مشجعاً وفاق المتنبي في هذه النقطة أيضاً لأن المتنبي يبدع لأنه يعرف أن هناك من سيثمن إبداعه وفي هذا الشيء شحذ للهمة وزيادة مجهود للعقل في ابتداع وابتكار كل جديد أما الفراعنة فقد أبدع في وجود تراجع مجهود العقل وعدم استقرار نفسي وإحباط تام نتيجةٍ لمعرفته المسبقة أنه ليس هناك من سيقدر ويثمن إبداعه
ج_الفراعنة وحيثيات القبيلة : من المسلم به أن كثرة قبيلة أي شاعر قد تزيد في شهرة الشاعر نفسه وتجعلها دائما في تزايد بل وتخلق لشهرة الشاعر منافذ أكثر بتداخل كل فرد من تلك القبيلة مع أي فرد من قبيلة أخرى ولأنه بكثرة عدد قبيلة الشاعر تتزايد كثرة احتمالية الأبواق التي تردد قصيده هذا بالإضافة إلى أن كثرة العدد تتجاوب اطراداً مع كثرة تواجد ناس من هذا العدد في المنافذ الإعلامية وبهذا تنفتح منافذ جديدة للشاعر بواسطة كثرة قبيلته والعكس كذلك صحيح.
وفي هذه النقطة يكون المتنبي والفراعنة متساويان فقبيلة الفراعنة مثل قبيلة المتنبي ليسوا من القبائل التي عرفت بالكثرة كعنزة وتميم وشمر وعتيبة ومطير ويام وحرب وقحطان مثلاً ورغم ذلك انتشر أكثر من غيره متعدياً وشاذاً بذلك عن ما يسمى بقانون الاحتماليات في علم الرياضة .
فإن كان عجيباً أن يكون هذا الشاعر هو الأشهر مع أن الداعم له هي قبيلة قليلة العدد بالنسبة لقبائل كثيرة فإن الأعجب هنا _وهذا ما يشهد به الكثير ولامسه أيضاً الكثير _ أن هذا الرجل حورب حتى من قبيلته خاصة في بداياته وفي الأحداث الحالية ما يثبت ذلك , فلا زلت أذكر أنني كنت أسأل بعض أفراد قبيلته عنه قبل سنوات فيقولون أنهم لا يعرفونه أو يقولون أن عندهم من أشعر منه مع أنني لم أسالهم: أهناك أشعر منه ؟ بل سألتهم: هل تعرفونه فقط؟ , في الوقت الذي كنت إذا سألت عنه أحد أفراد القبائل الثانية عرفه وعلمه وأخبرني بإعجابه به, ولا عجب في ذلك فالحسد يعمل أكثر من ذلك فقد مر على طرفة ابن العبد مثل هذا حتى قال في قومه معلقته المشهورة . بل الأعجب والأغرب أن هذا الشاعر رغم هذا الموقف الذي يتعرض له من قبيلته كان له من الفضل عليهم ما أقر به المنصفون منهم فقد بلغ اسم قبيلة سبيع في الاصقاع البعيدة من نجد والخليج بفضل الله ثم بفضل قصائد الفراعنة وانتشر اسمهم بانتشار اسم شاعرهم الفراعنة, بل أنني لا زلت أذكر أنه أول شاعر سبيعي تغنى بقبيلته في المنابر الرسمية بحيث أن هناك شعراء من سبيع جاءوا قبله على هذه المنابر ولم يتغنوا بسبيع كما فعل الفراعنة, ويظلون رغم ذلك هم الأقرب عند سبيع ويظل هو الأبعد حتى فترة قريبة
حتى أنني لا زلت أذكر أنه في مجلس كنت فيه نتكلم عن الفراعنة وفيه أدباء من كافة القبائل قال أحدهم أنني لأعجب من الشاعرين تركي الميزاني والشاعر ناصر الفراعنة , الميزاني حملته قبيلته على أكتافها وكانوا نعم القبيلة في الالتفاف حول شاعرها . أما الفراعنة فهو من حمل قبيلته على أكتافه رغم تنكرهم له., بل أنني من خلال دراستي الطويلة له ومراقبته عن بعد أجده لا يعتمد إلا على الله ثم على نفسه في أحداث كثيرة ولا أجد في قبيلته من سانده من شيوخها أو من شعرائها أو كتابها إلا فيما ندر من الأحداث التي مرت بالفراعنة وهم قلة جداً .
وبرغم هذه الظروف السوداوية المحطمة ظل إبداع الفراعنة في تزايد وظل مبدعاً أسطورياً
لا شك أن قبيلته الآن تقف معه خاصة بعد شاعر المليون إنما أنا أتكلم عن بداياته حتى وصل إلى منبر شاعر المليون . وهذا الشيء يعرفه كل المقربين من الفراعنة قديما وحديثا وليس أنا وحدي.
3_الفراعنة والعالمية : هذه النقطة تثبتها الأرقام ويثبتها من ليسوا بمسلمين ولا عرب
الفراعنة هو أول شاعر عربي بل أول شاعر في العالم اجمع يصل عدد مشاهدوا مقاطعه مجتمعةً إلى قرابة الأربعين مليوناً وأكثر ويحتل المركز الأول في موقع اليوتيوب على مستوى العالم عدة مرات مع أن عدد مليونين مشاهد ونصف قد يؤهله ليكون الأول عربياً فكيف وقصيدته ناقتي يا ناقتي وحدها حطمت هذا الرقم. نعم يعتبر الفراعنة شاعر عالمي وليس محدوداً كشعراء النبط الآخرين بل وشعراء الفصحى أيضاً بل أن الفراعنة بهذا الشيء تخطى كل عربي من شاعر نبطي أو شاعر فصيح بل ومن كل فنان وزعيم ولاعب من العرب جميعاً بوصوله إلى هذه المرتبة . ثم أني أسأل كل عاقل بل وكل من ألقى السمع وهو شهيد هل هناك مقطع لأي شاعر عربي جاء غير العرب من سائر شعوب الأرض ليعلقوا عليه وليستغربوا من عدد مشاهدته ويصورون أنفسهم وهم يسألون المشاهدين العرب ما قصة هذا الشخص وماذا يقول ؟ أكيد لا ولا داعي للمكابرة فاليوتيوب موجود والأدلة واضحة للعيان فهؤلاء أناس من غير العرب ومن كل العالم يسألون ماذا يقول الفراعنة للفضول الذي داخلهم منه عندما رأوا أن هناك مقطعاً عربياً يتوج بأن يكون في الصفحة الرئيسية في موقع اليوتيوب العالمي ويكون الأول في أكثر من مرة بل إن جريدة الحياة نشرت هذه الحقيقة مضيفة إلى أن الفراعنة يتفوق على هيلاري كلينتون وأوباما أيام صراعهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية .
بل أن قصيدة الفراعنة ناقتي يا ناقتي أصبحت أشهر من ناقة البسوس وحضيت بعدد مقالات لم تحظى به أي قصيدة في تاريخ العرب في سنة واحدة والجرائد والصحافة موجودة ,
بل أن التاريخ لا يذكر أن هناك شاعر عربي اتهم بصعوبة الألفاظ وتكلف الشعر وغيرها من هذه الترهات فأراد الله أن يكذبهم ليتعلق به أطفال العرب في أصقاع الأرض ويحفظوا قصائده عن ظهر قلب ويتغنوا بها كما فعلوا مع الفراعنة ومن المعلوم أن الأطفال في الغالب لا يحفظون إلا ما يكون سلساً مندرجاً واليوتيوب يشهد . بل قصيدة ناقتي هذه حضيت بعناية أفراد من جنسيات غير عربية حفظوا كثير من ابياتها حتى قامت فرقة روب أمريكية بغناء جزء قصير منها وغير هذا الكثير واليوتيوب أيضاً يشهد
وحقاً لكل عربي أن يفخر أن مثقفاً وشاعراً عربياً غلب زعماء الغرب في كثرة المشاهدات
في موقع اليوتيوب العالمي وفعل ما لم تفعله السياسة .
4_نعمة القبول و سيرورة الشعر لدى الفراعنة سيرورة شعره أي أن شعره من النوع السيّار: لقد أعطاه الله من سيرورة الشعر ما الله به عليم كما رأينا في أرقام اليوتيوب سابقاً فما ينظم بيت حتى يسير بين الناس وتطير به الركبان من كل حدب وصوب وأعطاه الله أيضاً قبولاً من الكبار والصغار وهذه نعمة ربانية بل أن كثير من الشعراء يخبرني متعجباً أن أطفاله يحفظون قصائد الفراعنة ولا يحفظون له بيتاً واحداً . فسبحان الله الوهاب المنان
5_موارد جديدة في الشعر يبتكرها الفراعنة : لا يشك عاقل في أن الفراعنة يعتبر أول شاعر عربي بلا منازع يتوسع في موضوع جديد في الشعر وهو عالم الغيبيات والجن والعالم الآخر
. كان هناك قبلهُ من يتطروقون لهذا الشيء عرضاً بشكل خاطف وجاء هذا الرجل فتطرق لهذا الموضوع بشكل متوسع ليفتح آفاقاً جديدة في الشعر لم يعرفها السابقون ليدهش العالم العربي فيتسابق الشعراء من كل مكان ليقلدوه ويدخلوا في هذا العالم الآخر وكان دخولهم ساذجاً لا ينم عن أي إبداع وكان دخوله عن ثقافة عظيمة وعن فلسفة ذاتية اتخذها لنفسه ليجعل عالم الإبداع بلا حدود,
ولهذا أسموه شاعر الثقلين وتسمية شاعر الثقلين كانت إهداء له من شاعر اسمه ممدوح البقمي أهداه للفراعنة بحضور أناس كثيرون لأن البقمي كان يلقب نفسه بهذا الشيء ثم قابل الفراعنة في جلسة شعرية فتنازل عنه للفراعنة أيماناً منه بأنه أحق بذلك وقد أكد لي هذه القصة فهد بن مناحي الشمري وغيره وأنه كانت بحضورهما
وكذلك قام الفراعنة بعملية كالسحر إذ قام بمزج الشعر العربي بالنبطي بطريقة سلسلة ومذهلة وكذا فعل الشعراء القدماء ولكن الفراعنة كان هو من أحيا هذا الإسلوب ليجعل جميع شعراء عصره يقلدونه ويحاولون إدخال العنصر الفصيح ولكن شتان بينهم وبين الفراعنة فدخوله بالفصحى للنبطي كان كالماء العذب الفرات سلساً حبب أبنائنا في لغتنا الأم وكان دخولهم بالفصحى مقيتاً غير سلس تسمعه الأذن فلا تكاد تسيغه بالإضافة إلى أن الفراعنة كان على دراية بالعربية وبأسرار النحو فكانت كل لفظة منه في مكانها الصحيح وبالنطق الصحيح بينما هم كانت الفصحى في قصائدهم النبطية أقرب ألى الوجه المشوه بين الوجوه التامة الخلق إما لقلة ثقافتهم أو لجهلهم بالنحو وغير ذلك
فلم نعرف شاعراً عربياً حفظ أطفالنا قصيدته بالفصحى لبعدها عن لغة العوام الشعبية وحفظوا قصائد الفراعنة بالفصحى وفي هذه سر عجيب فضله الله به.
وقد قام الفراعنة بإحياء كلمات كثيرة وهي من اللغة الفصحى لم يتطرق إليها شعراء النبط من قبل أو تطرقوا بشكل نادر وخاطف . لكن الفراعنة جعلها أساساً ليتناولها الشعراء من بعده مثل الطيلسان والصولجان والموبذان وعندل بلقيس وعشرات الألفاظ من هذا النوع
هذه بعض أدلة أسطورية الفراعنة وأنه توأم المتنبي والمتنبي الآخر ومتنبي هذا العصر ولا ينكرها إلا مكابر كما قدمنا سلفاً . وعلى الإنسان العدل فهو أقرب للتقوى .
وخلاصة هذه المسلمات:
إن تميماً إن تصبها السهام فكذلك الجبل لاتخطأه السهام
والشاعر ناصر الفراعنة أن تصبه السهام فهو كذلك الجبل أيضاً لا تخطأه السهام
شيء أخير أود التطرق له وهو أنني لا أنزه الفراعنة من الأخطاء أو الملاحظات وكذلك على غيري الذين وجدوا على الفراعنة ملاحظات معينة في شيء معين أن يتذكروا أن العصمة لا تكون إلا لمن خصه الله بذلك كالرسل والملائكة ولا يخلو إنسان من الملاحظات ولا سيما الشعر فهو يقوم على أساس على المبالغة والخيال وقول ما لم يكن وبهذا الشيء وتأكيداً لهْ قال الله عن الشعراء (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون, وأنهم يقولون ما لا يفعلون) وفي هذا نسف لمن اتهموه بالشركيات وأشياء غيرها . ولكن الأهم وهو أمر يناقض نفسه أن الذين يوجهون إليه ملاحظاتهم وخاصة الملاحظات العقدية لا يذكرون إلا مساوئه ويتركون محاسنه وهذا إجحاف ينم عن نية سوداء وقصد غير شريف وإلا إذا كانوا يغارون على الدين كما يدعون والدين عندهم مثل ما يقول العامة (مقطع بعضه) فلماذا لا يذكرون مدحه الرسول والذب عنه بقصيدة من 500 بيت . ألا يذكرون ملحمته ودفاعه عن الأقصى بملحمة تقترب من 1000 بيت ,إن ما يفعلونه مناقض للدين ويدل دلالة واضحة أنهم كذلك الشيطان الذين قال للصحابي إقرأ آية الكرسي في قصة مشهورة فأخبر الرسول فقال له الرسول:صدقك وهو كذوب ,نعم إن في دينهم شكاً وإنما هي عملية توجيه أي شيء ضد الفراعنة سواءً كان ديناً أو غيره أي هم أصحاب سياسة (اللي تغلب به العب به) . فترى من يدعي الدين هذا يقول أن الفراعنة في عقيدته فساد والدليل كيت وكيت . فما أن نكاد نصدقه حتى نراه يرجع ليناقض نفسه فيقول أن الفراعنة يسب من يخالف عقيدة التوحيد ويسب أصحاب القبور مثل من يسميهم هذا الناقد بالرافضة ليثير ويكرر قولة أن الفراعنة يثير الطائفية!! ما هذا التناقض العجيب؟ إن كان يغار على العقيدة فعلا وينتقد الفراعنة بشأنها فلماذا نجده في نقطة أخرى يهاجم الفراعنة لأنه انتقد قوماً هم في نظر هذا الناقد المتدين بلا عقيدة ؟ وأكرر السؤال هذا وأريد الجواب ما هذا التناقض؟ الجواب هو أنهم ليسوا بأهل دين (ولا يحزنون) وإنما يريدون أن يصيبوا الفراعنة بأي مقتل ومهما يكون الثمن ففضحوا انفسهم بتناقضاتهم العجيبة,مع أن الفراعنة في قصيدته التي زعموا أنها إثارة للطائفية لم يسب الشيعة أو من يسميهم هذا الناقد بالرافضة بل سب من قاموا بإعدام صدام ومحاولة التهجم على جثته وهم شيعة صفويين ولا يعني شتمه لهم أنه شتم الشيعة , بل أن هناك شعراء من الشيعة المعتدلين قاموا برثاء صدام وهجوا الذين اعدموه من المتعصبين الطائفيين كالشاعر الشيعي عباس الجنابي,إذن فالفراعنة هنا لم يقل ما لم يقله أحد , بل قال ما قاله الشيعة المعتدلين والغير متطرفين أمثال الصفويين
وتجد هذا الناقد الحاقد يعيد كيل اتهاماته للفراعنة فيتهمه بسب الحضارم وما سب إلا شخصا منهم قام بعمل مشين إضافة إلى أن الفراعنة قال قصيدة بعدها يثني على الحضارم ويذكر ما دعاه لقول القصيدة وذكر أنه إذا سب عائلة معينة فدعاهم بحضارم هو يقصدهم وحدهم ولا يقصد التعميم وهذا شيء تعرفه العرب في لغتها ,أعطيك مثالاً على ذلك وهو أنني إذا قلت مثلاً سود الله وجه فلان الحضرمي أو بني فلان الحضارم فأنا لا اقصد إلا التخصيص وذكرت اسم القبيلة لتحديد المقصود وإلا فلن يعرفه أحد فهناك فلان التميمي وبني فلان التمايمة ولكي اميزه عن غيره اذكر آخر اسمه وهذا لا يعني أنني أعمم , وكذلك اتهموا الفراعنة بتعامله مع الجن وأنه يقول ويقول ووالله إن اتهامهم هذا لأسخف من أن يناقشه عاقل .
عجباً لك أيها الفراعنة هناك من يحاول أن يجد عليك أي شيء ويحاول أن ينتقدك ويكذبه الله والناس
ومن أعجب الأشياء كذلك ما أراه من مقالات هدر و رغا أصحابها بل وقاموا وقعدوا وجمعوا وطرحوا للنيل من الفراعنة وكانت حربهم له تحت أجنحة الظلام وتحت أسماء مستعارة يكفيها لؤماً قبحها وقبح ما انطوى تحتها , أسماء غريبة ما بين عرف الديك ورجل النعامة وساق الذيب ورمش النملة , يسردون الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية ويهرفون بما لا يعرفون من أجل تأليب الناس ضد الفراعنة وهيهات هيهات والله ما تنطلي مقالاتهم إلا على مغفل لأنها ترهات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا أستبعد أن تكون من أطراف عدة تواطأت على ذلك منها الطرف الذي هجاه الفراعنة بلا شك وأطراف أخرى قد يكونون من جهة البرنامج أيضاً وجهات توافقت مصالحهم مع أولئك وأطراف أعماهم الحسد والغيرة من الفراعنة,لا يهم من يكونون المهم أن مقالاتهم كسراب ببقيعة يحسبه الظمآن ماءً, كفى بالفراعنة شرفاً ورجولة أنه إذا ضرب كان ضربه من أمام وليس من خلف ولا تحت أسماء مستعارة . لقد أتعبوا أنفسهم بالبحث عن سقطات الفراعنة وبسرد الأدلة وتلفيق القصص والاستشهادات بقال الله وقال الرسول وصدق الله وصدق الرسول وكذبت نواياهم وأهدافهم
همسة أخيرة بإذن الفراعنة : لا تبتئس بما يفعل الظالمون فقد خضت من الحروب ما الله به عليم ونصرك الله وحده . حفظك الله وكفاك الله شر كل ذي ش وشر كل ذي حسد وشر كل ذي حقد وشر كل ذي عين , وتذكر قول الله(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين), هذا والله أعلم
