بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله سبحانه وتعالى في (قرانه الكريم) في سورة (أل عمران) أية (134) قال تعالى(الذين ينفقون في السراء
والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين(134)
وهذه الآية فيها (3 مستويات) من أسرار كتم الغضب سنذكرها لاحقا بعد المعرفة (التمهيدية) عن (ماهية الغضب)
و (حالاته) المتعددة والمتنوعة والمتفرعة والموزعة بمختلف الأوضاع والمواقف المختلفة
إحساس داخلي يعبر عن ما تستثار به (النفس) من حالات (عدوانية) ويتجسد الغضب بعدة حالات منها (كلمات
غاضبة مثل (السب واللعن والشتم والسخط) أو يرتسم الغضب على ملامح الإنسان الشكلية وهي (وجهه) مثل
(التكشيرة) و (شد الملامح) أو (احمرار العينين) أو إنها تظهر حالات الغضب بحالات انفعال مثل (الضرب أو
تحريك اليدين أو القفز) التي تسبب (النفور) من جو (الغاضب المعتم المسود) الذي ينظر بعين (حارة) و ملامح
(غاضبة) ومفاصل (مشدودة) توحي للشخص الأخر في الأذى سواء من (كلام جارح) أو (ضرب مبرح) أو (كره
مستديم) بسبب اصطدام الشخص في مواقف مكروها له ولا يرضاها ولا يريد الاحتكاك بها كحالة (الفشل) أو
(سوء الفهم) أو (الضيق) أو (الملل) أو الاستشعار في (عداوة) و (كره) من طرف أخر بسبب عدم الميل
والإعجاب بين الغاضب والمغضوب عليه
(الخدين) واستجماع الدماء في (مكان واحد) يجعل (الجسم مشدود المفاصل) بسبب تفرق (الدماء) وهذا ينتج من
استثارة شعور الغاضب من رؤية لا يرضاها أو سماع كلمة لا تطيقها مسامعه وهذا يولد (الانفعال) و (الاستثارة)
لهذا الشعور وهذا يدفق الدماء ويفرقها ويجمعها في مكان واحد يغير من حالة الإنسان الجسمية والشكلية والحركية
وهذا يسبب احتراق في الصدر بسبب تدفق الدماء من مكانها الطبيعي وهنا يحدث تغيير في أماكن دماء الجسد
وهذا ينتج من حرارة الشعور الذي يسبب احتراق القلب بسبب نزع كمية من الدماء منه ليتوجه على الملامح
المرئية للإنسان كالوجه المشدود والعين المحمرة والمفاصل المتجمدة والقبضة المقوسة
أسباب ظهور حالة الغضب
[IMG]http://qaseda.********************************************/fruit32.jpg[/IMG]
تظهر حالة الغضب من (الضيق) و (الملل) أو الاستشعار في (القهر) أو (الظلم) أو (الوحدة) ويكثر ظهوره بسبب
وقوع (سوء الفهم) وعدم (تفهم الموقف بشكله الحقيقي) و(سوء الظن) أو الاعتماد على (الظنون والشكوك) وتفسير
الحالات بلا دراسة مجدية وغالبا يظهر بسبب اصطدام الإنسان في مواقف وحالات وأوضاع (لا يرضاها) العقل
سؤال لك
من يتحكم بك (ستتعلم كيفية التحكم به) أريدك أن تعلم بأن من السهولة إخراج (الغضب) أو التعبير عن (الغضب)
سواء كان في الصراخ أو البكاء أو التذمر أو التهديد أو الاعتداء بالكلام أو الضرب أو في الملامح أو بغيرها ومن
الصعب (كتمان الغضب) وصعوبة الشي هي (مكمن ومدفن ومستبطن السر) فالسهل الكل يجيده ولا يقوي قلب
الإنسان ولكن الصعب هو من يظهر حقيقة (قوة الإنسان) فأعلم بأن (كتم الغضب) دليل على امتلاك (قوة وطاقة
وقدرة وثقة) واستخراج والتعبير عن (الغضب) يعبر عن (الضعف والنقص) في قدرة (الاحتمال) و (التحمل)
والسيطرة على (نفسك) وحقيقة تؤكد بأن من كتم غضبه سبب (كتمانه) هو تحكمه في (نفسه) وسبب استخراج
غضبك هو بسبب (تحكم نفسك بك) لتجعله فارغ بمعنى (ما يحوم في داخلك) من استشعارات وأحاسيس تظهر
على ملامحك ولسانك وحالاتك العصبية
[IMG]http://nasro21000.********************************************/02032006-204941-0%5B1%5D.jpg[/IMG]
عندما تأتي في (قطع من المناديل) وتأتي في (ولاعة) وتحرق هذه (المناديل) من السهل (اشتعالها) وفي مجرد
اشتعالها سيتم (حرق المناديل بشكل كامل) ومن الصعب (أثناء حرقها) إطفاء هذا الحريق عن (المنديل) لأنه قابل
لامتصاص الاشتعال وهذه الحالة مشابهة للإنسان الضعيف (النفس) الذي يتحكم به (غضبه) من السهولة جريان
الغضب به ومن الصعوبة إطفاء الغضب ولكن عندما تأتي في قطعة أحجار وتحاول (إحراقها) في ولاعة لن
تشتعل النار بها لأنها غير قابلة للاشتعال وهذا يعبر عن المؤمن القوي الذي يتحكم بنفسه وبالنهاية يتحكم في
غضبه ولكن إن حاولت وضع على الأحجار (بنزين) ثم أحرقته في ولاعتك أو في مادة قابلة للاشتعال هنا ستشتعل
هذه الأحجار وما يحيطها هذه تعبر عن حالة (الفتنة) أو (الوشاية) أو (الإشاعة الكاذبة) وهذا من تقدير الله ويكون
الغضب (ردة فعل طبيعية) لحالة (الحدث الذي يحدث) فالغضب في أوقات يكون في مكانة (الموعظة الحسنة)
سيكون هناك تواجد للغضب وسنمر في مواقف تغضب وأيضا سنغضب هنا (ستمر في حالتين) الحالة الأولى
استخراج الغضب في انفعال شعوري(قهر/بكاء/هروب/انطواء) أو كلامي(سب/لعن/شتم/إهانة/تذمر/صراخ) أو
عملي(ضرب/اعتداء/قسوة/تكسير/تدمير) وفي هذه الحالة ستستخرج (الشحنة) المقوية لذاتك وفي الحالة الثانية
وهي تتم في اكتساب (الشحنة) بواسطة (الصبر/الكتم/الصمت) هنا ستتحول الشحنة التي كانت ستخرج منك إليك
بمعنى ستبقى متواجدة بك تتفرع على مهارات متعددة مثل (رحابة الصدر ووسع البال والتروي والصبر والحكمة)
والسيطرة على (النفس) والتحكم بها وإرغامها على طاعتك وهذه الشحنة الداخلية هي قوة تضاف إلى قوتك
الطبيعية فأنك تخزن مجموعة قوى بك كلما كتمت غضبك في مواقف تتطلب منك إصدار غضبك لتستجمع قوى
إلى قواك كتعبئة البنزين للسيارة أثناء الاستهلاك
موقف أخر هنا سيصبح تعبير انفعالك ليس في استخراج (قوة واحدة) إنما في استخراج نوعين من القوة وهي (قوة
كتمانك لحالة الغضب السابقة + قوتك الطبيعية) بمعنى إن كتمت 3 حالات من الغضب ستستجمع في جسدك
(أربعة قوى) وهي قوى كتمانك لحالات الغضب السابقة + قوتك الطبيعية
الإنسان وأخرجها بحالة العطس وعند كتمان حالة العطس سيحدث انفجار معاكس ولكن ليس خارج الجسد إنما في
داخل الجسد وهذا سيولد انفجارات داخلية قد تؤدي إلى موت الإنسان ولكن في حالة الغضب ستكون الشحنة
الداخلية انفجارا داخليا صحيا مفيدا وهي تعبر عن (كتمان) القوى التي تريد أن تتوالد وتستخرج في (صراخ) أو
(انفعال) كلامي أو فعلي أو شعوري وفي كتمه ستنتقل لحالة (امتصاص القوى) وادخارها في الجسد إلى حين
استنفاذها في (مواقف) لائقة تستحق إظهار هذه القوى وقد يكون استخراج هذه القوى في مواقف طبيعية وعادية إلا
إنها تحمل في باطنها وطياتها (الكثير من القوى المدخرة في طاقة الجسد) بسبب كتمان حالات الغضب المتعددة
ولكن في استخراج الغضب وعدم كتمانه ستستنفذ هذه القوى ولن تدخرها أو تستجمعها في داخلك أو داخل جسدك
النفس) و (حرارة في الصدر) و (ارتباك وتوتر وزعزعة) في (الأعضاء والمفاصل) وأثناء كتم حالة الغضب
ستشعر في زيادة الحرارة وبطئ النفس وكل ما عليك هو معاكسة ردة الفعل الطبيعية التي ستنتج الانفعال إن
طاوعتها ولكن في معاكستها ستفكر في (حكمة) لكي (تتصور) نتيجة (الحالة) التي ستذهب إليها إن طاوعت
غضبك وهنا اعتمد على 3 أعمال رئيسية لتكتم الغضب الأولى (الصمت) والثانية (الصبر) و (الثالثة (الابتعاد عن
المكان والموقع الذي حدث به الخلاف) ثم قم في تهدئة (نفسك) واختلي معا هواية أو شي تحبه لتدخر القوى
المكتسبة من (كتمان حالة الغضب)
ستكون طويل النفس بمعنى لن تكون ذا استعجال أو تهور أو انفعال أو اشتعال بمعنى (تفكر قبل أن تفعل) بمعنى
تنتظر (النهاية) من (البداية) بمعنى (لا تصدر حكمك) إلا حينما (تسمع) و (تنصت) و (تصغي) و (تفهم) و
(تدرك) و (تستوعب) و (تعي) ما تراه أو تستقبله أو تحتك بك وهذا سيجعلك غير (متأثر) أو (ثائر) من استقبالك
(2) سعة الصدر
ستكون (وسيع الصدر) تتقبل (ما تسمعه) وتتقبل (الحوار) و (النقد) و (الاختلاف) ولا تغضب بسرعة ولا تزعل
ولا تمل إنما تتقبل ما يحتك بك من تعدد وجهات النظر المختلفة في مرونة وليونة وسلاسة واعتدال وانتظام
التي تجعلك تستجمع القوى في داخلك من حالات كتمانك للغضب لتسيطر على نفسك وتجعلها مطواعة لك
(4) الصبر
فالتحمل هو (صبر محدود) و الصبر هو (تحمل مستمر) إلى أن يأخذ الله بحقك أو أن يمكنك الله بقوة وفضل منه
من الذي يكتم غضبه ؟
من (نفسه) فهو من يمتلك طاقة (تحمل) وقدرة (احتمال) ومقدرة (الصبر) وله طول (نفس) و سعة (صدر) و
(حكمة عقل) و(تروي) و (تأني) في الأحداث ليفهمها ويستوعبها ويعيها ويدركها قبل (الاستعجال) في إظهار ردة
الفعل الناتجة من الحدث المؤثر
الغضب في (قدرة التحمل) و (الصبر) وتجنب كل ما يثير حالة (الغضب) والابتعاد عن مؤثراتها
كيف تستثمر الغضب ؟
تتم في ادخار حالة (كتم) الغضب وامتصاص قواه في الاستشعار الداخلي لحالة (الغضب) و (القهر) المتواجد بك
كيفية استخدام القوى المدخرة من (كتمان) حالة (الغضب) ؟
أثناء (الصمت) و (التحمل) و (الصبر) ستدخر في (نفسك) و (قلبك) و (جسدك) قوة تستطيع استنفاذها في أي
عمل تهواه سواء كان (إبداعي) أو (عملي) أو غير ذلك لهذا عبر عن هذه (القوى) التي نتجت من (ادخار) حالة
(الغضب) المتواجد بك لتظهر منها (مهارة) أو (قدرة) أو (موهبة) أو (حكمة) أو (طاقة) أثناء تعبيرك عنها
و تشحن قواك في (خلوة) أو (مجالسة نفسك) أو في (التفكير) و (العمل) لما تهتم به ذهنيا و بصريا و روحيا
الفعل وردة الفعل
حالة (الغضب) هي (ردة) فعل عن الفعل الصادر المؤثر والمثير لحالة (الغضب) وحالة (الغضب) حالة استقبال
للفعل المثير والمؤثر لهذا يجب جعل (ردة الفعل) تصبح (فعل) تجعلك تقاوم هذه (الحالة) لتدخرها في داخلك
وبمعنى أخر تتم في (كتم حالة الغضب) لكي لا تصبح عشوائي إنما تصبح (ناضجا) في سيطرتك على (حالة
غضبك) وبالنهاية (السيطرة على نفسك) في (كتمان حالة غضبك)
والصبر عن طريق تعدد (مواقف وحالات وأوضاع) كتمانك لحالات الغضب المتنوعة والمتفرعة والمختلفة التي
تمت في (صمت) و (وعي) و (سعة صدر) و (احتمال) و (تحمل) و (صبر) يستجمع لك (طاقات تحمل)
هنا حسابيا ستصبح قواك (6 قوى) وهي (5 قوى) نتجت من (كتمانك لحالة الغضب) في (5 حالات) ومواقف
مختلفة إلى جانب (قوتك الطبيعية)
قوة كتمان غضب + قوة كتمان غضب + قوة كتمان غضب + قوة كتمان غضب + قوة كتمان غضب + قوة
طبيعية = 6 قوى وهي (5 قوى) من حالات كتمان الغضب و (1 قوة طبيعية)
ولنفترض مثلا بأنك استخدمت (القوة) المدخرة في (الكتابة) ستكتب في (6) قوى وهي (طاقة نشطة) تستنفذ في
الكتابة أو في أي عمل أخر أنت تهواه فمثلا في (الرسم أو الإلقاء) أو غيرها
والتعليم وغيرها كانت حالات نجاحهم من كتمان الغضب الذي عبر عنها صبرهم وتحملهم وصمتهم واختلائهم
فترات متعددة من حياتهم وهذه ولدت لهم طاقة استنفذت في مجال من المجالات التي عبرت عن قوة كما إن التأثير
والقول المؤثر والنفس المتأثرة تنتج من قدرة الاحتمال والتحمل والصبر الذي نتج في الصمت وفي الخلوة وفي
كتمان (حالة الغضب)
سر حالات الغضب الثلاثية
والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين(134)
السر الأول
وتدخرها في داخلك وهذا ما تكلمنا عنه سابقا في حالات متعددة
السر الثاني
(الانتقام) وهذه تعبر عن قوة إيمانية تجعلك تعفو عن الآخرين وتسامحهم وهذه تتطلب قوة تحول ما ادخرته إلى
صفح وعفو
وهذا اشد حالة التحمل وهي الإحسان والصفح والمعاملة الحسنة لمن أساء لك من كلام أو استهزاء أو استحقار أو
تهجم تعامله معاملة حسنة لأن معاملتك له قد تصلح حاله وتكسب رضاه وتؤثر عليه إلا جانب قوة تحملك الهائلة
التعب والقهر والحرارة والمرض لنفسي ولكن ما الذي سأستفيد من كتمان الغضب الكثير ولمعرفته ارجع لما
ذكرناه في الأعلى
اعداد وتنسيق اختكم ابتسامة امل