هناك عدد ليس بالقليل يكرهون ويسبون الهيئة ومتضايقين من تصرفات أعضائها ! فهل يعني هذا أن رجال الهيئة مخطئون؟
- هل يوجد بمجتمعنا الآن أناس أهل شر ومنكرات أو مخدرات أو خمور أو معاصي أوترك للصلاة ؟
- هل يوجد من شباب بلادنا الآن أهل رذيلة ومعاكسات يطاردون بنات المسلمين ويغازلونهن ويحاولون إغواءهن ؟
- هل هم قليلون أم كثيرون؟
- هل تقوم الهيئة بمنعهم من هذه المنكرات؟
ما النتيجة إذن ؟
النتيجة أن معظم هؤلاء سيحقدون ويكرهون الهيئة لأنها حالت بينهم وبين ما يشتهون من محرمات ... ولذا سيحاولون بكل وسيلة النيل من الهيئة وسبها كما أن كثيرا منهم سيبذلون جهدهم في الافتراء على الهيئة ونشر الإشاعات الكاذبة في المجالس ومواقع الإنترنت والصحافة وغيرها محاولة منهم في تشويه صورة الهيئة وتحريض الجاهلين والبسطاء على المطالبة بالحد من صلاحيات الهيئة ... تشفيا من الهيئة وليسهل عليهم في المستقبل نيل مآربهم وشهواتهم الخبيثة دون منغص !
ولكن لو ضعفت الهيئة وتركت متابعتهم وتوقفت عن منعهم من جرائمهم، هل سيحقدون على الهيئة ويسبونها ؟ لا طبعا !!
إذن إذا رأينا الفساق أهل المنكرات يسبون الهيئة فهذا يعني أن الهيئة تقوم بعملها كما ينبغي ....
ولو مدح هؤلاء الهيئة فمعنى ذلك أن الهيئة لا تقوم بعملها فأسأل الله أن لا يأتي اليوم الذي يمدح فيه أهل الشر الهيئة!
أليس أربعة أخماس البشر في العالم الآن يعادون أو يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألم يكن كثير من أهل المدينة النبوية الذين كانوا يدعون الإسلام (من المنافقين) يبغضون رسول الله صلى الله عليه وسلم !
إذن العبرة ليست بكثرة من يعادي الهيئة ولكن المهم أن نعرف من الذين يعادونها ومن الذين يحبونها ويناصرونها:
- فإذا كان الفساق يعادونها وكان الصالحون يحبونها ويناصرونها فهي على خير
- ولو كان الفساق يحبونها والصالحون يبغضونها فلا خير فيها !
إن هذا الهجوم الشرس على الهيئة من قبل الغرب ومن قبل أتباعهم من أبناء جلدتنا ومن أهل المنكرات لأمر في الحقيقة ينبغي أن يفرح كل مؤمن غيور على محارم الله إذ أنه يعني أن الهيئة تقوم بما أمرها الله به من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. ولكن ما يحزننا هو استخدام هؤلاء وسائل الإعلام من فضائيات وصحافة وغيرها لمحاولة تشويه صورة الهيئة وتحريض الجاهلين والبسطاء ضدها.
ولكن...
هناك من يقول أن بعض رجال الهيئة قد يرتكبون أخطاء نتيجة حماس وبحسن نية !
ولا نزعم ان رجال الهيئة منزهون عن الخطأ ولكن رغم أن الهيئة هي أقل الجهات أخطاء وأكثرها صوابا إلا أنها أكثر الجهات انتقادا وأقلها ثناء!
النقد يجب أن يكون عادلا فتثني على قدر الإحسان وتنتقد على قدر الإساءة ولكن معظم منتقدي الهيئة لا يثنون عليها البتة بل جعلوا أكبر همهم انتقاد الهيئة وتشويه صورتها في كل وقت وهذا ما يجعل نقدهم ظالما ومرفوضا
من تسلطوا بهذا النقد غير العادل ليسوا من أهل الاستقامة الذين يهمهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل هم صنفان:
1- الفساق ولصوص الأعراض الذين منعتهم الهيئة من نيل مآربهم . وهؤلاء يفرحنا إنتقادهم للهيئة لأنه يدل على أن الهيئة تقوم بواجبها، وبالمثل إنتقاد لصوص الأموال للشرطة يدل على أنها تقوم بواجبها.
2- أناس ليسوا من لصوص الأعراض ولكنهم لا يعتبرون ما يقوم به لصوص الأعراض المعاكسون أمرا خطيرا فينكرون على الهيئة التعامل بشدة معهم ويريدون من الهيئة التعامل برفق معهم والستر عليهم. هذا الصنف تهمهم الأموال أكثر من الأعراض ولذا فهم يرون أن الشرطة يجب أن تتعامل بشدة وتعاقب لصوص الأموال الذين يسرقون إطار سيارة مثلا ولا يقبلون ان تستر الشرطة عليهم، بينما ينكرون على الهيئة تعاملها الشديد مع من يحاول أن يسرق أعراض المسلمين وشرفهم ! ولا حول ولا قوة إلا بالله !
والسؤال المهم الآن ....
لماذا كثر أهل المنكرات والرذيلة وكثر الشباب متبعي الشهوات و لصوص الأعراض ؟ ولماذا كثر الذين لا يتقبلون ما أمرنا الله به من امر بالمعروف ونهي عن المنكر !
أهم الأسباب:
1- جميع القنوات الفضائية (عدا بضع قنوات نقية) تنشر وتحث على الفساد الأخلاقي بطريقة مباشرة وغير مباشرة. أليست تلك القنوات تظهر الفساق من الرجال يخالطون ويضاحكون النساء الأجانب من المتبرجات ؟ أليست تظهر أمر التعارف والعلاقات خارج الزواج كشيء طبيعي ؟ وللأسف خرب أكثر المسلمين بيوتهم بأيديهم حين ادخلوا هذا القنوات القذرة إلى بيوتهم لتغسل أدمغة أبنائهم وبناتهم ليلا ونهارا على مدى الأيام والشهور والسنين ... ثم يخرج هؤلاء بعد أن هيجت هذه القنوات غرائزهم ليحاولوا إطفاء ما أشتعل في قلوبهم من هيام وشهوات ... وحين تمنعهم الهيئة من هذه المنكرات تمتلئ قلوبهم بغضا وحقدا عليها والله المستعان !!
2- سيطرة المفسدين وأعداء الفضيلة على معظم وسائل الإعلام واستخدام كل طاقاتهم وحيلهم الشيطانية في الحث على الرذيلة وتشويه صورة الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر ونشر الأكاذيب عليهم!
3- في حين تتفق جميع دول العالم على ان السرقة مثلا جريمة وتعاقب من يرتكبها من لصوص الأموال فإن معظم دول العالم لا تعتبر الفواحش التي يرتكبها لصوص الأعراض جريمة بل تعتبرها شيئا طبيعيا. وتكاد بلادنا (وقلة أخرى) أن تكون الوحيدة التي تطبق شرع الله في إنكار هذه المنكرات وملاحقة ومعاقبة مرتكبيها. ولذا فإن من يسافر من أبنائنا وبناتنا لهذه البلاد يعتاد على هذه الأمور ومنهم من يقتنع بها والعياذ بالله فيرجع إلى بلده ليجد هذه الأمور ممنوعة فيغضب لمنعه من شيء تبيحه معظم دول العالم !
كل ذي نعمة محسود وبالشكر تدوم النعم ...
الله يحفظ رجال الهيئة ....
بارك الله فيك وأحسن اليك ...
وجعله في ميزان حسناتك ..
نقل موفق أستاذ ناصر ..
شـــ(لك)ــــكراً . ودمت بخير
