قبل البداية : تذكر أنّ أفكارك حق لك وحدك ؛ وأنّ أقوالك حقٌ للجميع !!
هذه وصايا عشر ليس لي منها إلا نقلها لكم ونشرها ؛ وما تلك بملامة فهل قوة الأسد لا تنتج إلا من عدة خراف مهضومة ؟!! :
أولاً : تعلم أن تستفيد من النقد والمواقف كوجهة نظر تمثل أصحابها ، ولا تسمح لها أن تتجاوز ذلك ، فأنت من يستطيع معرفة حقيقة نفسك وقدرها وليس أحدٌ غيرك ، فلا تدخل لعالمك من لايستحق !! وتذكر أنّه ليس كل أحد أهلاً للانتقاد ، ولا كل من كان أهلاً له فكلامه كله انتقاد ، بل حظوظ النفس تدخل في أدق التفاصيل ، وقد يأتي التشفي والحسد بنقاب النقد والتوجيه !!
ثانياً : اعلم أنّ الإنسان ذا البعد الواحد تؤثر فيه المقالات والكلمات ، ولو كان يتمتع بقوة عقلية ويقظة فذّة ، فلا بد للإنسان من تعدد مصادر التلقي وكما يقال : لن تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره ، فأنت حينما تتقوقع في محيطك دون طلبٍ لزاد الثقافة والعلم من مصادره المعروفة ؛ ستكون طالباً نجيباً في مدرسةِ الثقافةِ الشفوية ِ، والتي كثيراً ما تكون سبباً لأغلب المشاكل الاجتماعية والنفسية !!
ثالثاً : اعلم أنه لا توجد رياح مواتية لسفينة بلا وجهة ، والإحباط الحقيقي ليس من تعامل المحيطين معك لا والله ، ولكنه ينشأ عندما يعجز المرء عن إيجاد عمل متميز يقوم به! فاخلق هدفاً تتمحور حياتك من حوله ، وابحث عن عمل يقودك نحو التميز والإيجابية والنجاح !!
رابعاً : اعلم أنّ ثمة مسافة بين المؤثر والاستجابة ، وتختلف هذه المسافة باختلاف العقول والأفهام والمواقف ؛ فمن كمل عقله واحتد فهمه ؛ طالت مسافته ، ومن نقص وضعف قصرت مسافته ، فبقدر المسافة تختلف ردات الفعل للمؤثر الواحد !!
خامساً : اعلم أنّ السلبية لاتصنع مجداًَ ولا تحقق نجاحاً ، فالمجد والنجاح نتاج عطاء ومعاناة يفتقدهما السلبي، والبؤس واليأس والسلبية ، أجنحة مكر ثلاثية يعصفن بالمرء حتى يهلكنه فلا تحزن ولا تقنط ولا تكن سلبياً !
سادساً : يقال أنه مكتوب على جبين كل انسان ؛ أرجوك : أعرني اهتمامك ولا تمر بي غير آبه ، فأحياناً تكون تصرفاتُ البعضِ وليدةُ تهميشٍ غير مقصود ، وعدم اكتراث غير موجود ، فاعلم بيقين : أنك إن أردت أن تكون مهماً ، فكن مهتماً !!
سابعاً : يقال أنّ أسوء الناس حالاً : من لا يثق بأحد لسوء ظنه ، ولا يثق به أحدٌ لسوء فعله ، فأنا أربأ بك عن الثانية ، وأنصحك بتجاوز الأولى ، فالناس مازال فيهم خير وأهل خير ، بل حتى أشد الناس سوءاً فيهم بذور خير ، ولكنها تحتاج لمزارعٍ خبيرٍ بصيرٍ رفيقٍ صبورٍ شكورٍ وقليلٌ في الناس من مثل هذا ، واعلم أن صلة الرحم والإحسان ليست علاقة تبادلية ، فالإحسان للمحسن والإساءة للمسيء ؛ إذ أنّ هذا النهج تعرفه حتى الحيوانات ، ولكنّ الإنسان الفاضل يتميّز بالإحسان للمحسن والمسيء ، كما ورد في الحديث ليس الواصل بالمكافئ ولكن الوصل : أن تصل من قطعك ، وتعطي من منعك !
ثامناًَ : حينما تشتغل في إصلاح عيوب نفسك ، وتعمل على الرقي بها ، وفي تعاملك لا ترضى بأقل من الحد الأدنى لحسن الخلق ، فإنّه لا محالة ستنتقل من اللا مكانة في قلوب الآخرين إلى المكانة والتقدير والمحبة وهذا سنة الله في الذين خلوا – طبعاً باستثناء الحاسد فهذا لا علاج لك معه - .
تاسعاً : اعلم أننا كلما ادعينا النضج مع مرور الأيام فضحتنا التجربة ؛ ولكنّ الإنسان بين مد وجزر ، ودفع ورفع ، والمرء في خير مادام يسعى في الخير وبالخير وللخير ! ، فلا يأس ولا احباط ولا تراجع ، وعليك بأكسير النجاح الرباعي : مواصلة الجهد ثم الصبر ثم الصبر ثم الصبر !!
عاشراً : اعلم أننا في كثير من الأحيان نقرأ الأشياء بشكل خاطئ ثم نظن أننا نفهمها (!!) وهنا مكمن الخلل ، وموطن الزلل ، وأنصحك بألا تكون الآراءُ عندك قطعيّة ، بل اجعل مساحة ولو صغيرة لاحتمال الخطأ ، فالاعتقاد بصوابية الرأي والثقة بكماله غالباً ما تكون زاداً لتأخذك العزة بالإثم ، والحرج من التراجع والاعتراف بقصور الرؤية والنقص البشري يكون حجر زاوية لعدم ثقة المحيطين برأيك ، فاستفرغ الوسع ، وابذل الجهد قبل تكوين الرأي وعند تكوينه لا تقطع بيقينه.
تلك عَشَرةٌ كاملةٌ ، أرجو أن يكون فيها ما يفيد ، وإن لم يكن كل ما فيها جديد ، وختاماً أُذكرك بأنّ النفس حرونٌ ، والناسُ لا يرحمون ، فاجتهد في خلاص نفسك ، واعمل على خلاص غيرك ، ولا تجعل قاعدة أفعالك مبنيةً على أفعال الآخرين ، ولا يشوه جمالَ نفسك ونفسيتك نظراتُ الآخرين ، وتذكر أنّ كلنا كالقمر له جانب مظلم ؛ نسأل الله ستره والصفح عنه ، وكذلك لنا جانب مضيء ؛ نعمل على استزادته ونشره ، وفقنا الله وإياك للصلاح والإصلاح والكفاح لننعم بالنجاح والفلاح .
مما عجبني
