الذكاء وعلاقته باللياقة البدنية والتكيف الاجتماعي

الذكاء Intelligence

تعد القدرات العقلية التي يتميز بها الانسان من بين اهم العوامل والمحددات في عملية تعلم وتدريب المهارات الحركية (الزهيري ،2001،24)
ان الذكاء تحدده الوراثة ويستند الى المخ والجهاز العصبي فإذا احدث أي خلل في منطقة من مناطق المخ او الجهاز العصبي يتأثر معدل الذكاء فالذكاء هو الذي يحدد الفروق الفردية ويعتقد بعضهم ان له دوراً كبيراً في ممارسة الانشطة الرياضية وقد أجرى بعض العلماء تجارب ميدانية وهي الوراثة والبيئة واثرهما على الذكاء تظهر النتائج ان الذين يتمتعون بقدرات عقلية عالية هم من العوائل التي اشتهرت بالتقدم العقلي
(محجوب ، 2000،305).
قد يكون الذكاء في مقدمة مظاهر السلوك الانساني الذي نال قسطاً مهماً من النجاح في قياسه والتنبؤ به وعلى الرغم من ان مفهوم الذكاء ما زال يعاني من تعدد المفاهيم والتعريفات الا ان الاختبارات العقلية قطعت شوطا بعيدا في قياس ما يفترض انه الذكاء وفيما يفترض له من عناصر ومكونات (الامام واخرون ، 1990،271) ان مفهوم الذكاء على غاية من الأهمية في الميدان التربوي الا انه ما زال موضوع جدل وسوء فهم حيث ان فكرة تباين الأشخاص من حيث ما يسمى بالذكاء موجودة معنا منذ زمن بعيد .
ولقد ناقش افلاطون تباينات مماثلة منذ ما يربو على الفي سنه كان لمعظم النظريات القديمة المتعلقة بالطبيعة الاساسية للذكاء ارتباط بواحد او اكثر من المواضيع التالية :
• القدرة على التعلم
• مجموع المعارف التي اكتسبها الفرد
• القدرة على التكيف الناجح مع الاوضاع المستجدة ومع المحيط بصفة عامة
(البيلي ، 1997، 132)
ويعد الذكاء من اكثر المفاهيم شيوعاً في علم النفس وله ارتباط بالتحصيل المدرسي والنجاح في المهام التعليمية المختلفة والوقوف على مفهوم الذكاء من حيث تعريفة وطبيعته وطرق قياسه وتفسير درجاته وارتباطه بالتحصيل المدرسي قد يساعد المعلم على فهم احد العوامل او المحددات الرئيسية للنجاح في الأوضاع المدرسية والحياتية الأمر الذي يسهل القيام بمهامه على نحو اكثر فعالية (ملحم ، 2000،292)
يقوم الذكاء بدور كبير في النشاط الرياضية ويعده الكثير من الباحثين انه الأساس للفروق بين الرياضيين ويعد الذكاء شرطاً هاماً للنجاح في معظم الأنشطة الرياضية وخاصة تلك الانشطة التي تطلب سرعة ادراك المعوقات في مواقف اللعب المختلفة وهناك عدة بحوث علمية تشير الى ان هناك علاقة بين ذكاء الفرد وقابلية على تعلم الفعاليات الرياضية والتقدم فيها فهناك بعض البحوث تشير الى وجود علاقة إيجابية بين اللياقة البدنية والنجاح في الفعالية الذهنية . فقد اثبتت إحدى هذه الدراسات ان نسبة الطلاب ذوي اللياقة البدنية الضعيفة كانت عالية بين الطلاب الراسبين في الدروس الاكاديمية
(الطالب ، 2000، 170) (محجوب ، 2000، 305)

نمو الذكاء
ان عقل الفرد في تطور ونمو مستمرين وهذا يبدوا واضحا في تصرفاته في مراحل نموه المختلفة وهذا التطور الذي يطرأ على تطور العقل وإدراكه وفهمه والذي يصاحب نموه هو ما يطلق عليه بالنمو العقلي وقد اختلف العلماء فيما بينهم في تحديد السن الذي يتوقف فيه الذكاء عن النمو فبعض العلماء أمثال اوتيس (Otis) ومونرو (Monro) وتيرمان (Terman) قد قرروا هذا السن بالسادسة عشر (معوض ،1984،44-45 ).
وقد دلت البحوث ان الذكاء يكون نموه سريعاً في سنوات العمر الاولى من حياة الفرد ثم يبطى بالتدريج الى سن الثالثة عشر ثم يزداد هذا البطء وضوحاً حتى سن 16 او 18 اما بعدهذا السن فلا تسجل المقاييس زيادة ذات معنى في نموه والاتجاه العام في الدراسات المختلفة يذهب الى انه قلما يحدث تغيير في النمو العقلي بعد سن الثامنة عشر
(علام ،2000،409).
وفي القياس النفسي ثمة مفاهيم عديدة تنطلق من أهداف عملية اكثر منها نظرية او فلسفيه فالقدرة او مجموعة القدرات التي تميز الفرد في قدرته على التكيف او التعلم او حل المشكلات او التفكير المجرد يعبر عنها عادة في مجموع الفقرات والأسئلة الاختيارية التي تتضمنها اختبارات الذكاء .
وثمة اعداد كبيرة من الاختبارات التي تقيس الذكاء بشكل عام وغيرها تقيس الذكاء كقدرات متمايزة او خاصة (الأمام ، 1990، 271).

علاقة التكيف الاجتماعي باللياقة البدنية والذكاء
تهيء ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية كثيراً من الفرص التي تتيح للفرد اكتساب الخبرات النفسية التي تساعد كثيراً في تكوين شخصية الفرد لحياة الجماعة واكتسابه لمستويات سلوكية مناسبة كما انها تشبع فيه شعور الانتماء وتنمي القيم الاجتماعية والخلقية السامية (حمدان ، 2001،32) والتفاعل الاجتماعي عامل أساسي مصاحب للنمو البدني الذي يوجب ضرورة الموازنة بين الاهتمام بالمهارة الحركية والخبرة الاجتماعية في أثناء الممارسة الرياضية وضرورة الاهتمام البالغ بالألعاب الجماعية بوصفها وسيلة من وسائل تطوير اللياقة البدنية لتنمية العلاقات الاجتماعية بين الأفراد (بيوكر ، 1964،445) .
ان علم الاجتماع تناول الموضوع من خلال التفسيرات الاجتماعية للتربية الرياضية حيث اهتم علم الاجتماع بدراسة الأفراد وجماعاتهم ونشاطهم وهو يهتم كذلك بأصل المجتمع ونشأته اذ ان من تفسيرات هذا العلم ان ممارسة الأنشطة الرياضية تساعد الفرد على التكيف مع الجماعة فما اللعب الا أحد مظاهر التآلف الاجتماعي وعن طريق اللعب وممارسة الأنشطة الرياضية من خلال عناصر اللياقة البدنية يمكن ان تزداد الاخوة والصداقة بين الناس والأفراد عموماً (الشافعي ،2004،15)
وتتوقف شخصية الفرد ومكانته الاجتماعية على حسن سلوكه الذي يكتسبه في أثناء حياته والمشاركة العملية في لون من الوان النشاط البدني (المنصوري ،1973،107)
ان الرياضة نظام اجتماعي كبير وهي واقع ملموس في حياتنا يحدث فيها كل أنماط السلوك التي تحدث في الحياة العادية .
فالرياضة جزء من نسيج هذا المجتمع أي انها صورة مصغرة من المجتمع الاكبر لذا فهي تتأثر بكل ما يسود في هذا المجتمع من فلسفة وقيم وعادات وتقاليد وظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية . وإذا نظرنا الى الرياضة نظرة موضوعية فسوف نلاحظ ان الرياضة بأنشطتها المتعددة ومجالاتها المتنوعة تؤثر على المجتمع فالرياضة لها تأثير حيوي على الممارسين لها فهي تكسبهم العديد من صفات المواطنة الصالحة التي تؤهلهم لان يكونوا مواطنين نافعين لانفسهم ولمجتمعهم (عبد الحفيظ ،2001 ،29 )
ومما تقدم فقد تطرق الباحث الى أهمية عناصر اللياقة البدنية وعلاقتها بالجانب الاجتماعي للفرد من خلال تكيف الفرد مع المحيط وتآلفه مع الجماعة والتفاعل الاجتماعي بينه وبين اقرانه . بالاعتماد على الدراسات والبحوث التي تناولت اهداف واغراض واهمية عناصر الياقة البدنية والتربية الرياضة من ناحية الجانب البدني والاجتماعي .
كذلك هناك اهمية وعلاقة بين بعض عناصر اللياقة البدنية او ممارسة الانشطة الرياضية والقدرات العقلية ( الذكاء ) انطلاقاً من الحكمة القائلة (العقل السليم في الجسم السليم) اذ اتجه العديد من الباحثين لاثبات صحة هذه الحكمة القديمة وجرت عدة دراسات للعلاقة بين اللياقة البدنية والعقلية منها الدراسة التي اجريت في (وست بونيت ) على طلاب الكلية الحربية الأمريكية وتهدف الى ايجاد العلاقة بين اللياقة البدنية والنجاح والتحصيل الدراسي فوجد ان هناك علاقة طردية بين اللياقة البدنيةونسبة النجاح كما هناك بحوث اشارت الى ان اللياقة البدنية تعد احد العوامل المهمة التي لها دور كبير في تحقيق التقدم في التحصيل الدراسي .
كما دلت نتائج البحث الذي اجراه محمد صبحي حسانين لاثبات العلاقة بين مستوى الذكاء وبعض عناصر اللياقة البدنية لتلاميذ المرحلة الاعدادية ومعاهد التربية التربية الفكرية في معاهد الجيزة وجود علاقة طردية بين الذكاء وبعض عناصر اللياقة البدنية منها الدقة والتوافق والتوازن والرشاقة (عبد الحميد ، 1978، 40).

ان الفرد يواجه كثيرا من المواقف والظروف التي تتطلب منه ان يتصرف بحكمة ومرونة في الوقت المناسب اذ ان هناك تفاوت في قدرة وقابلية التصرف بين الافراد وهذا يعتمد على الذكاء العام للفرد وخبرته في الحياة في شتى مجالاتها ومنها المجال الحركي والرياضي .فالفرد الذي يتمتع بالذكاء اكثر قدرة على استيعاب المعلومات التي يتضمنها الموقف التربوي والتعليمي او الحركي او الرياضي وتشارك عناصر اللياقة البدنية في تحقيق الانجاز الرياضي وتنمية قدرة الفرد عقلياً وبدنياً وهو شرط أساس لتعليم المهارات الحركية ان اللاعب الذكي هو الذي يسخر لياقته البدنية لخدمة الغرض او الهدف بأقل جهد ممكن وهي حالة الاقتصاد بالجهد المبذول لاداء الحركة حيث ان اللياقة البدنية هي الحياة السليمة للفرد من حيث تكوينه الجسماني والعضوي التي تمكنه من استخدام جسمه بمهارة في نواحي النشاط التي تتطلب القوة والقدرة الحركية والسرعة باقل جهد ممكن (حسن ، 1988، 63).
كما اشار هارا الى وجود علاقة بين القابلية العقلية والمستويات الرياضية واكد انه كلما ارتفع المستوى الرياضي عند الشخص ارتفعت المتطلبات العقلية اللازمة لتلك اللعبة كما ان العقل والجسم لايمكن ان يعمل كل كنهما بمفرده حيث ان الذكاء يعد من العناصر المهمة لتعلم المهارات الحركية وان للتمرين البدني تاثير في الذكاء لان الدماغ يستفيد من زيادة الاوكسجين الذي ياتي من ممارسة بعض التمارين الرياضية (محسن ،1989،54) .
كما اشارت كل من ايمان حمد وعبد الوهاب غازي الى وجود علاقة بين الذكاء وبعض عناصر اللياقة البدنية فقد توصل الباحثان الى وجود علاقة ارتباط معنوية بين الذكاء وبعض عناصر اللياقة البدنية كالدقة والتوازن والرشاقة (شهاب ،2002،9-10) .
اما من ناحية العلاقة بين التكيف والذكاء فان الذكاء يرتبط ببعض العوامل التي هي نتيجة للتفاعل الاجتماعي او التنظيم الاجتماعي في الهيئات المختلفة وقد تسمى هذه العوامل بالنظم الاجتماعية وهذه النظرة تعتبر ان هناك عوامل اجتماعية تدخل فيها نطلق عليها
( السلوك الذكي ) او التصرف الحسن ( صالح،1972،531) وذكاء الفرد العملي او قدرته على مجابهه المشاكل التي يصادفها تتاثر الى حد كبير بهذه العوامل الاجتماعية وتبعا لذلك يكون الفرد في ثقافة متمدنة اذكى من أي فرد في ثقافة بدائية . ( جلال ،1985،605) ومما تقدم فان الفرد الذي يعيش في بيئة ثقافة متمدنة يكون اقدر على مجابهه متغيرات البيئة التي يعيش فيها وقدرته على التكيف مع هذه المتغيرات مقارنة بالفرد الذي يعيش في بيئة اقل ثقافة.
ومن خلال التعاريف الواردة في المصادر لتعريف الذكاء تدل على علاقة التكيف بالذكاء اذ ان الشخص الذي يتميز بقدرات عقلية يستطيع ان يتكيف مع البيئة التي يعيش فيها وعالمه المحيط به , اذ يشير وكسلر Wechsler بتعريفه للذكاء بانه قابلية الفرد للعمل المجدي والتفكير المنطقي السليم والتعامل المستمر مع ظروف البيئة ومستجداتها (ملحم،2000،294) ويعرفه بينتر Pintner أيضا بانه القدرة على التكيف العقلي لمشكلات الحياة وظروفها (ملحم ،2000،294) .

بارك الله فيك ويعطيك العافية

لك خالص تحياتي

ممتاز استاذتنا
تقبلي تحياتى

الدكتور القديره

جزاك الله خير

تحيتي

أختي المميزة : لمياء الديوان ..

موضوعك قيم ومفيد جداً لمن تمعن بقرائته وتمحص بحروفه ..

جهودك جبارة على الدوام

فـ باركَ الله فيك على هذا الطرح ثقيل المضمون والفائدة

لا عدمنا ضياء وتميز جديدك كما عهدناك

خالص احترامي وتقديري

د. لميااااااء الديوااااان


بارك الله فيك

الاستاذ منصور

ربي يوفقك

ويسدد خطاك

د.حازم


يعطيك الف عافيه ويكتب لك الاجر

طيبه عجام

وفقك الله ورزقك من خيري الدنيا والآخرة

دفا المشاعر


وأن يرزقك من حيث لاتحتسب

عباس العتابي


ووفقك لما فيه صلاحك وسعادتك في الدنيا والآخرة

د لمياء
موضوع جميل جدا
جزاكي الله خير
تحياتي

تعجز الكلمات عن شكرك
وفقك الله ورزقك من خيري الدنيا والآخرة

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .