أخي المسلم .. أختي المسلمة.. دع الفراغ وابدأ والعمل
ا لحمد الله حمداً يبلغ رضاه،فإن الوقت هوعمر الإنسان ومن أجل مايصان عن الإضاعة والإهمال ،وصلى الله على نبيه ومصطفاه وعلى آله وصحبه ومن والآه إلى يوم الدين.
أخي المسلم.. أختي المسلمة..
هذا الرجل الذي احدب ودب ظهره وابيض شعره وتثاقلت خطاه وخارت قواه وسقط حاجباه وتناثرت أسنانه؟ فهو يقوم بصعوبة وينام بصعوبة،ويقضي حاجته بصعوبة.
أخي المسلم.. أختي المسلمة..
هل تاملت هذاالرجل؟الم يكن شاباً مثلك؟ يعيش حياة الشباب ويسيرسيرهم ويلهو لهوهم لقد ظن
هذا الرجل أن أيام الشباب طويلة وأن قوة الشباب قاهرة وأن نضرة الشبا تزهوعلى الليالي والأيام. واليوم وبعد أن كبرت سنه وضعف بنينانه وتنوعت أسقامه يبكي على ماضاع من عمره من اللهوواللعب وبيكي على قوة الشباب التي ولت وعلى نضرة الشباب التي استبدلت بالكبروالشيخوخة.ويتمنى أن يعود إليه شبابه وقوته ليصرفها في طاعة الله ورضوانه
ولكن هيهات هيهات .فكل يوم أنشق فجره ينادي ابن آدم ويقول:يابن آدم يوم جديد وعلى عملك
شهيد،فاغتنمني فإني لن أعود إلى يوم القيامة.
أخي المسلم.. أختي المسلمة..
احذر طول الأمل قد تقول ومالذي يجعلني أنتظر حتى أصل إلى هذا الحد من الضعف والوهن إني
سأتوب قبل ذلك العمرربما في الأربعين أوبعد ذلك بقليل وحينئذ أجمع بين الأمرين . متعة الشباب وعبادة الله بعد ذلك. والله تعالى غفوررحيم . يتوب على العبد متى تاب ولوكان في الخمسين من عمره أوالستين أولم السبعين مالم يغرغرويشرف على الموت
أخي المسلم.. أختي المسلم:
لماذا التسويف الغفلة؟ وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتتة .
قال الله تعالى(وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)النور31
قال ابن ا لجوزي: يجب على من لايدري متى يبغته الموت أن يكون مستعداً ولايغتربالشباب والصحة فإن أقل من يموت الأشياخ وأكثرمن يموت الشباب .
أخي المسلم.. أختي المسلمة:
عاقبة التسويف أنه لايقف عند حد بل هو بحرلاساحل له. فإذا بلغ الثلاثين قال سوف أتوب غداً
وإذا جاوز الأربعين أو االخمسين أو السبعين سوف أتوب غداً كل يوم يمر عليه يزداد فيه بعداً
من الله ونفوراً من التوبة .
قال الحسن رحمه الله : إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا يغير توبة يقول أحدهم إني أحسن الظن بربي وكذب لوأحسن الظن لأحسن العمل
خذ من شبابك قبل الموت والهرم وبادرالتوب قبل الفوت والندم
واعلم بأنك مجزي ومرتهن وراقب الله واحذر زلة القدم
أخي المسلم.. أختي المسلمة..
كن كما كان هذا الشاب الذي حكى عنه بكر العابد فقال تعبد شاب صغيرا من أهل الشام فبلغ في العبادة واجتهاد فقالت أمه يابني لماذا لاتلهو مع الشباب الذين هم في سنك؟فقال الها الشاب الطائع ياأماه لابنك في القبر رقاداً طويلاً وفي عرصات القيامة موقفاً مهولاً فقالت له يابني لولا
أني أعرفك صغيراً وكبيراًلظننت أنك أحدثت حدثاً موبقاً وأذنبت ذنباً مهولكاًلما أراك تصنع بنفسك
فقال الها:ياأماه ومايدريني أن يكون الله عزوجل قد أطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني وقال
أذهب فلن أغفرلك.
أخي المسلم .. أختي المسلمة:
كان شباب الأمس يعبدون الله تعالى ويخافون ألايتقبل الله منهم، أما شباب اليوم إلا من رحم الله فقد جمع بين التقصير بل بين التفريط والغفلة ومع ذلك يظن كل واحد منهم النجاة يوم القيامة
أخي المسام ..أختي المسلمة..
وإليك وصية نيوية:
عن ابن عباس رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اغتنم خمساً قبل خمس
شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك
"رواه الحاكم وصححه الألباني
وايضاً يقول الرسول صلى الله عليه وسلم"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" رواه البخاري.
"اللهم اعفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وماأنت أعلم به مني"
"اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي"
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
