كنت اعتقد انك لي وحدي............ أيها القمر
عندما كنت طفلا ...
كان يخيل الي ان القمر كره ذهبيه
قام طفل مشاغب بإلقائها الى الأعلى
فعلقت في السماء
فكنت اجري خلفه بغباء ممتع
في محاوله يائسه مني بامساكه
نعم .....
كنت اجري خلف القمر بلا انتهاء
وابقى معه ساعات طويله
خشية ان تسقط الكرة الذهبيه في غيابي
فيأخذها احد الأطفال ..
وكنت عندما اشعر بالتعب
اغضب من القمر كثيرا
وارميه بحجر
لكن الحجر كان يعود دائما
ويبقى القمر في مكانه ...
واذكر اني ذات يوم تماديت في غبائي
وطلبت من جدي ان يحضر لي القمر
لأنه اطول مني قامه ...
لكنه وعدني ضاحكا
انني لو نجحت في المدرسه
فسوف يهديني القمر...
وصدقت جدي
نعم صدقته بصدق
فجدي الرجل الطيب لا يكذب ابدا
ولا يخلف وعده ابدا ..
واخبرت كل اصدقائى الصغار في المدرسه
ان جدي سيهديني القمر يوم نجاحي
واني سأخبئه في مكان سري
كي لا يسرقه مني احد ...
ومر العام الدراسي ببطئ
وجئت بنبأ نجاحي الى جدي
وكنت اسابق الريح كي اصل اليه
لكني وجدته ممددا فوق فراش المرض
فأخبرته بفرحه طفوليه اني قد نجحت
فمسح رأسي بحنان
ونظر الي بهدوء فصمت
وقبل ان اذكره بالقمر
طلبت الي جدتي باكيا ان تغادر الغرفه
فغادرتها ..
وغادر جدي الحياه في مساء اليوم ذاته ..
ولم اغضب من جدي...
بل افتقدته كثيرا ..
وبيكته بيني وبين نفسي كثيرا ..
ومنذ ذلك اليوم ..
ازداد تعلقي بالقمر
لأنه اصبح في نظري
يمثل الذكرى الجميله التي بقيت لي من
جدي .....
وعندما كبرت قليلا
اصبحت ابوح للقمر باسراري...
واوصيه دائما ان يكتم السر في قلبه ..
لكن صديقى الصغير قال لي يوما ...
ان القمر لا يكتم الأسرار
وانه يذهب الى منزله كل مساء
ويبوح له بكل شيئ عني ...
وصدقته ...
وغضبت من القمر كثيرا
لأني رايته ذات مساء في منزله
وادركت ان القمر لا يضئ لي وحدي
ولا ينظر لي وحدي ..
ولا يزورني وحدي ..
وادركت ايضا..
ان جدي حين وعدني بالقمر
لم يكذب علي
ولم يتعمد خداعي
لكنه فقد اراد ان يمنحني حلما جميلا
يدفعني به الى الأمام ..
فرحم الله جدي
الرجل الطيب .... الذي كلما رفعت عيني
الى السماء
ورايت القمر .... تذكرته وبكيت بصمت
اول الهمس :
ربما كنت طفلا غبيا
لكن ...
غباء الطفوله براءة
...وسذاجتها نقاء ..
أخر الهمس :مازال القمر في السماء
لم ينزل الى الأرض يوما
ولم يتغير به شيئ ...
ولكن اهل الأرض صعدوا اليه
فتغير كل شيئ به ..... وبهم
م
ن
ق
و
ل
تحيتي
