الحجر والندى بين الخيال والواقع
http://alsafa.net/vbb/pic/787hujhjkk.jpg
أدركني وأنا متلبسة ذلك الحجر
لـ يغطي أركان جسدي المكتنز بهموم الزمان
أمشي كعجوز ٍ و قدماي مقيدةُ بها
وليس هناك من يدفعني إلا ذلك الريح
و عكازاً اتخذته من ماضي الذكريات
الـ متربص حولي حتى الموت
ينزفني ..فيدميني ذلك الأمس
يمزق أشلائي بلا سكاكين ٍ ُترى
حتى أتى هو و سرى علي لأفيق على
خطوات أقدامه
حجرٌ كنت حتى رأيته فغدوت له الثرى
فأن أتى وهمس بأرضي كنت له الـ صدى
حتى رأني ورأته عيناي فأسكنهما الهوى
ليزلزل ذلك الماضي أركاني مقبلاً بأصفادٍ تكبلني
فيقيدني فيسافر بي إلى زنزانة المظلومين
فيرغمني على ارتداء ذلك القناع حتى أضحك
من أضحوكة مبثوثة
فيجمع تلك الصخور أشلائي من قلوب الحائرين
فيصهرها فيذيبها على نيران واقع ٍ أتخذ من الحلم سراباً
ومن الحب كلمة بلا أحرفٍ
وأحرفُ بلا حبور ٌ تُحتوى
كانت فيها قصة ٌ لأميرة نائمة
سار فيها الليل وتوسدها حتى أتى النور يشع في
وجهه ليقبلها قبلة الصحوة
بل كانت قبلة المٌوتى
تضنيها فتشقيها على منابر الأزل
فتخرج من شرنقة الجحور
أنا
من مملكة تصب في عيناي رحيق جثث هامدة
خاضني رحمها كي أتجاهل المستحيل
وأعيش على ذلك الـ فتات لأملٍ قليل
بذات الحب في أرجاء قلعتي دوى
بأنه سـاناديك يوماً فيحلق في ركب السماء ندائي
ساهياً أقاصي أفرشة النائمين
بعيداً عن أعين الحاضرين
فلم يلبي رجائي من آذاني السامعين
غير ذلك
الندى!!
بالقرب من الكوخ العتيق
المتقاطر من ساحات قلبك الأبيض المزهو ببياض الياسمين
الرقراق كعذوبة - نيون – بجسدها البحري اتخذت
من جوفهاً كبداً رطِبِه تدهنُ ما شاخ به الدهر
فتضخ بقلبي المميت بحيرة زرقاء
كوثريه المآء
ترنحت بها زهوري في مملكة ٍ كنت فيها أنا
أنا الجارية ُ
أنا الغجرية ُ
وهو ذلك البلسم
الساكن في مضجعي
بل آه بايعيني آياه رجلا ً خلته
أميراً
يهواني
فيعشقني
فينثرني
وإليه يضمني من جديد
لا
سجّيناً
قتلني
فدمرني
ومن جسدي أتخذ الدخان ينفثني لمكان ٍ بعيد
http://alsafa.net/vbb/pic/8989898980909.gif
أيا رجلا ً ..
لم تعلمني معنى للحب ِ يوماً
بل دعيت الموسيقى في غناءها
والشمس في وهج أضوائها
والبحر في هدير أمواجه
والقمر بين أغلال ِ وحدته
والسهر في بياض أوراقه
و الحطب في غليان قهوته
والليل الكئيب دثارنا في خيمة ٍ
علمتني من الحب قصصاً
ومن الحزن أوهاماً ممطرة ٍ
لعنت أرض العاشقين
http://alsafa.net/vbb/pic/8989898980909.gif
أيا رجلاً
أحببتك ..
فرفقاً بغزال ٍ نحيلٍ
غجري السطوح
بداخلك أستقى
من جلدك اكتسى
من شفاك... عسله قد أحتسى
فلماذا كان الرحيق ...رحيق جثث هامدة ؟!
رحيقٌ رجلاٍ عابرٍ نبع ترياقه على شفتاي
فتصلبني حلماً لـ يأتني واقعاً
يخسفني بالآهة فيودعني
رساماً من خلفه ظلالاً
من ظلمة الصحراء
حتى الآهة منه أشتكى
بعدما اتخذتك مشكاة ً
أهداني آياه نجم الشمال
ليضئ صحراء ً يتيمة البدر
أو حتى هالة ٌ من الهلال
كنت فيها العشير
البلد
الشعب
كنت فيها الروح
والجسد
الهواء
والغذاء
حتى التقيتك واقعاً
لأجدك تحتل الجروح
و أنا
بـذات الكبد !!
سرت باحثه عنك لعلي أجد فيك الدواء
فلم أجد من قدري هذا غير الداء و الداء
حتى تجٌفف معالمها
بتراكم محادثاتها الغبراء
http://alsafa.net/vbb/pic/8989898980909.gif
متلبسة ذلك الحجر
بقناعها الصخري
تفتت على يداك
كالجبال ِ عندما يجتاحها هزيم الرعد
وليتك كنت نهر ً رطباً تنثرها
فتعيد جمعها من جديد
فتضمها إليك وقت الشتاء
بل كنت َ كتياراً
أهرم قدماي تلك العجوز
فألبستها الهموم العمائم الثلاث
كانت بديتها يمامة مستربية
هبطت لتتغذي على العليق
من أوراق ِ شفتيك
لتنام على جذوع ذراعيك
لكنها ما لبثت إن وجدت ماء الحب منك
حتى آغشاها المرض وعاودها الحرمان
فتغرد على شفاها معزوفة الألم
لتجبٍر كُسرتها فتحلق ُ بعيداً عنك
تلاحق ريشها وأجنحتها تلاحقها
لتختفي أنت منها شي فشي حتى
تغدو نقطة ً سرعان ما يحتضنها التلاشي
وتعود هي لتسترخي بزوايا الندم
http://alsafa.net/vbb/pic/8989898980909.gif
فيتلبسها ذلك الحجر
قالتها :
" هي منك و أنت منها وهي منك وليست لك
ونحن بلا نحن
نحن ذلك الكون المجرد من ماديات الواقع و معنويات الخيال
فنحن ساكنين هذه البيوت ..نائمين في هذه القبور.. هذه الشمس ضوءنا وهذه الروح روحنا وهذه حليب الجسدِ حليبنا
و ما نزال نحن بلا نحن
سنضحك ودمائنا ستنزف سنبكي
ودموعنا تتوقف سنموت و أجسادنا ستحيا
وسنحيا وروحنا ستموت
وكنا على مقصلة الصبر والقدر بضحكه وروح ٌ مصفوفة
وما نزال حينها نحن بلا نحن "
كانت مقولة حورية ٍ هذه عنوانها
كبرت بعزم ٍ لكي تصب في بحر ماءها في عينيك
فتستفيق لتراه موج بحر ٍ تسبح فيه كمرجان ٍ صغير
حتى جف البحر فأضحت
http://alsafa.net/vbb/pic/8989898980909.gif
متلبسة ذلك الحجر
حتى يعاودني طيفكُ العتيقُ من جديد
وأنا قد بت ُ عجوز ٍ طاعنة ٌ واهنة
لبست العمامة الأخيرة
بـذات العكازِ
تسري باحثة ًعنك مغلوبة
لعلها تجد فيك الدواء
فأخذ الزمن يترنح داخلها
وهي بين قلة أنفاسها المحسوبة
متقوقعة ٍداخل واقع ٍ
أحسبته أنت للجرح ِ صدى
وهو بالخيال ِ قد دوى
فدمر فأخذ ينفث بقايا ركام ٍ
كنا فيها نحن النوى
وما لبثنا أن تقاربنا
حتى فرقتنا عقارب ُ الزمن العتيقة
وغدا كل ٌ على واقعه فخياله مكتظ ٌ بالأسى
يعاقر الآلآمك و الآلام
عجوز ٍ أهلكتها عربدة القدر وضجيج البشر
فأتخذت من داخلك فرشاً لها يدفيها
حتى تغتسل بذالك الندى المسموع !!
فمن جلدك تـُكفن
فبداخلك تـُدفن
فتـُنثر لعلها بالأخير ُ تجد فيك الدواء
أو شيٌ من أكسير ِ الحياة
http://alsafa.net/vbb/pic/8989898980909.gif
بعدما تلبسها ذلك الحجر
لكن حلمها هذا
كله قد تبدد مع قصصها
في تلك الخيمة
فأكتساها الجليد ُ دون أن تضئ
لها أنت شمعة تبدد ظلماها
فكيف لها أن تغسلك ؟
كيف لها أن تحنطك ؟
وهي مثل بقية الجثث الهامدة
لا يفوح منها غير رحيق الموتى ..
ذا قلب ميت
عذبته أنا بخيالنا وأحرقته أنت بواقعنا
وبات ركاماً يحتضن ُ
أرجاء كوخك العتيق المبني بالحجر
مدفون ٍ تحته خصلة شعر ٍ كُنت قد أهديتك آياها
في واقعي و أنا بشر
قبل أن أدرك معنى للحب ِ
في خيالي وأنا جثة !
أحببتني أنت واقعاً و أحببتك أنا خيالاً
وكلن ٌ مشى في مدار الآخر كا خطان متقابلان سرعان
ما إن التقيا في نقطة ٍ حتى يعودا للمدار الأول القديم
http://alsafa.net/vbb/pic/8989898980909.gif
وتدور قصة ُ مغزاها
كان حباً بين بشري ٍ بعالم المقاييس والأمتار و جثةِ أنثى بعالم الأسحار
حباً بين أبن السلطان على أرض الواقع وأميرة نائمة غجريه في سكنات الخيال
حتى تيبّست أوراقُ الذكرى و غـُلفت بحبور الخواطر
لتُضحى تتطاير حتى تلبسها الغبار ثم الحجر
النهايه
أعذروني عن الأطالة لكنها مشاعر !