الأسبوع التمهيدي نجاح للعملية التربوية
محمد رابع سليمان - مكة
طالب عدد من التربويين وأولياء الأمور والطلاب بضرورة تفعيل برامج الأسبوع التمهيدي الذي ينظم في المدارس لطلاب المرحلة الابتدائية المستجدين .. وأكدوا نجاح هذا البرنامج خلال الأعوام الماضية ومساهمته في إزالة الرعب والخوف من نفوس الطلاب المستجدين في الأسبوع الأول من بداية العام الدراسي كما طالبوا بمشاركة فاعلة لأولياء الأمور خلال الأسبوع التمهيدي لما لهذه المشاركة من تأثير فاعل على نجاح العملية التربوية.
تخطيط فاعل
ناصر مهنا اليحيوي مساعد مدير التربية والتعليم للبنات بمكة المكرمة السابق شدد على أهمية الأسبوع التمهيدي مشيراً أنه جزء مهم من التخطيط السليم للتعامل مع المستجدين والذين يلجون أبواب المدرسة لأول مرة في حياتهم وقال هذه اللحظة بالنسبة للطالب لحظة مخيفة ولابد أن تُذَوب هذا الخوف بهذا الاستقبال ببرنامج متكامل يعد لهذا الهدف مبنى على أسس علمية وتخطيطية ونفسية حتى يتجاوز الطالب مرحلة الرهبة وهناك مقترحات أن يكون هذا الأسبوع قبل بداية الدراسة بأسبوع ودرست هذه المقترحات على مستوى الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة.
الإعداد الجيد
وقال اليحيوي الأسبوع التمهيدي يجب أن نعد له جيداً يجب أن يكون ولى الأمر مع ابنه في اليوم الأول ليذيب منه الخوف ويساعده على التكيف والتأقلم مع أجواء المدرسة حتى يستطيع بعد فترة وجيزة أن يتجاوز هذه المرحلة. بالتأكيد من ضمن البرنامج أن يكون أسبوعا أقرب إلى الترفيه والتشويق الذي يجعل الطالب يشتاق إلى المدرسة وإلى أجوائها وبعد أسبوع يكون الطالب قد انسجم مع بقية زملائه وتعود على الجو المدرسي وتجاوز مرحلة الخوف ونؤكد أن هذا الأسبوع مهم ومطلوب ولابد أن يستمر وهى تجربة ممتازة أثبتت نجاحها.
تأثير وفاعلية
عبدالواحد بن أحمد المغربى مدير مدرسة الهجرة المتوسطة قال: من خلال تجربتى في إدارة المدارس الابتدائية اقول بلا شك إن برامج الأسبوع التمهيدى لها تأثير كبير وفاعلية في تهيئة الطالب المستجد في المرحلة الابتدائية وتنفيذها يساهم بشكل كبير في خلق جو أسرى داخل المدرسة نتيجته أن الطفل الصغير يشعر برغبته في الدراسة وحبه للمدرسة وقدكنا في الماضى نعانى من بكاء بعض الأطفال ورفض آخرين البقاء في المدرسة وهناك نوع من الأطفال يرفضون البقاء في المدرسة ويصرون على مصاحبة والدهم عندما يتركهم في الفصل مع أقرانهم الطلاب. وطالب المغربى بتفعيل ودعم برامج الأسبوع التمهيدى في المرحلة الابتدائية والاستفادة من المزيد من الآراء التي تساعد في إثراء برامج هذا الأسبوع.
العملية التربوية
وقال الدكتور خالد بن محمد صالح باجحزر وكيل المدرسة الناصرية الابتدائية إن الأسبوع التمهيدي جانب مهم من العملية التربوية لأنه يتيح للطلاب المستجدين ممارسة برامج بعيداً عن الورقة والقلم وهى لا تختلف عن أنشطتهم وبرامجهم في البيت..وقال هذا الأسبوع مهم جداً وأهميته تكمن في تهيئته الطالب الجديد على المدرسة وجعله يحبها ويقبلها ومن هنا يظهر ضرورة تفعيله والاهتمام به وببرامجه التي تقدم فيه واختيار الجديد والمفيد والنافع لصغار السن وشاركه عبدالستار منشى (معلم الصفوف الأولية) بالمدرسة الناصرية الابتدائية بمكة المكرمة يعتبر الأسبوع التمهيدى الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم للطلاب المستجدين في المدارس الابتدائية نقطة تحول هامة في حياة الطالب المستجد ولهذا الأسبوع دلالاته الهامة في قبول الطالب لجو الأسرة المدرسية لأن الطفل عاش منذ ولادته في كنف والديه وبعد بلوغه سن التمييز يفاجأ بأشخاص ومجتمع جديد بين عشية وضحاها أمر صعب جدا لذلك أرى أهمية هذا البرنامج.
ثلاثة عقود
واضاف لقد طبقت برنامج الأسبوع التمهيدى على مدى ثلاثة عقود واشتريت ملابس تتناسب مع الأطفال ومنها الملابس التي يرتديها نعمان في برنامج افتح ياسمسم التلفزيونى واشتريت كذلك ملابس للأطفال يلبسها بعض الطلاب خلال الأسبوع التمهيدي وهذه البرامج حظيت بقبول كبير لدى المسؤولين في التربية والتعليم وقد زرنا سعادة وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الأستاذ عبدالله بن داوود الفايز ومدير عام التربية والتعليم بمكة المكرمة السابق(عليوي القرشى رحمة الله عليه) وفى هذا العام سنزور إن شاء الله الأستاذ بكر بصفر مدير عام التربية والتعليم (بنين) ولأننى سوف أتقاعد مع بداية العام الهجرى الجديد إن شاء الله أرجو من الشباب من معلمى الصفوف الأولية أن يحملوا هذه الرسالة ولا يترددوا في لبس الملابس التي تدخل السرور على الأبناء وتسعدهم ويستأنسون بها..وأرجو أن يهتم معلم الصفوف الأولية بجانب الترفيه في الأسبوع التمهيدى.
أسلوب الترفيه
ويؤكد حمزة محمد نجار(تربوى متقاعد) أن أسلوب الترفيه في الأسبوع التمهيدى يزيل(90%) من الرهبة التي يشعر بها الطالب المستجد في الأسبوع الأول لبدء الدراسة وقال من خلال التجربة الميدانية لمسنا أهمية برامج الترفيه في بداية الدراسة وشعور الطلاب بالاطمئنان والراحة خاصة وهم يشاهدون الآباء وأولياء الأمور والمعلمين في جو ملئ بالراحة والسعادة
ويرى المعلم أحمد كريري أن دور الأسرة خلال أيام الأسبوع التمهيدي مهم جداً وهو تعويد الطفل الانفصال التدريجي عن المنزل ، وتكوين علاقات اجتماعية جيدة .
وقال من أساليب الترغيب شراء حقيبة وأدوات مدرسية مناسبة وتدريبه على ارتداء ملابس المدرسة وتشجيع الطفل للذهاب إلى المدرسة وغرس حب المدرسة في نفس الطفل وتعويد الطفل الاستيقاظ مبكراً ، مع ضرورة تناول وجبة الإفطار وزيارة ولي الأمر للمدرسة والتعرف على المرشد الطلابي وعلى الأسرة أن تتذكر أن الأسبوع التمهيدي للتهيئة النفسية وليس للتدريس وحول ظاهرة تمارض الأبناء وهل هي ذكاء أم احتيال يقول المعلم كريري يصحو الابن صباحا وهو في كامل صحته ولكنه ينادي على أمه قائلا ًأمي رأسي يؤلمني لا أستطيع الذهاب للمدرسة إنه تمارض الأبناء، تلك الحيل الفطرية التي يلجأ إليها الابن دون أن يتعلمها من احد وهدفه منها عدم الذهاب إلى المدرسة
مدخل مميز
طلال بن حامد أبو خشبة مدير مركز الهوايات بإدارة التربية والتعليم بالعاصمة المقدسة أشار إلى أهمية الأسبوع التمهيدي والذي اعتبره مدخلا مميزا لتحقيق أقصى فوائد البيئة التعليمية وتهيئة الطلاب لمرحلة جديدة من التحصيل والتعلم، و بناء علاقة صحية تربويا وتعليميا خاصة لديهم وانتزاع أجواء التوتر التي تنتابهم عندما يتواجدون لأول مرة في مجتمع يختلف تماما عن البيئة المنزلية من حيث الانضباط والحرص على التعلم والتربية في وقت واحد ولابد من أن نتعامل مع هذا الأسبوع بقدر ما يمثل من أهمية في مراعاة الجوانب النفسية والإرشادية وتدريب الطلاب الجدد على التكيف الاجتماعي مع البيئة والوضع الجديد وذلك لأهميته في حياتهم الجديدة وهو الأساس والخطوة الجادة لهذا البناء المستقبلي مما يشعرهم بالاستقرار والاطمئنان النفسي والوئام للمدرسة وما يدور فيها .ويندرج تحت أهمية هذا اليوم ضرورة حضور الطالب الأسبوع التمهيدي منذ بدايته ووجود ولي الأمر بجانبه في المدرسة لبعض الوقت مما يساعد على اكتشاف قدرات وإمكانيات الطالب وتشجيعه على اللعب والتحدث مع الآخرين والتفاعل مع مدرسين أو طلاب المدرسة مما يساهم في تكوين اتجاه نفسي إيجابي لدى الطفل نحو المدرسة وإكسابه خبرات مدرسية تساهم في سرعة عملية التكيف مع المدرس ووجود الطفل في الأسبوع التمهيدي ييسر مهمة انتقال الطفل من محيط بيئته إلى المحيط المدرسي تدريجيا والتعامل مع عناصر مجتمعه الجديد.