-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
سواد بن غزية
نسبه وقبيلته
http://ar.islamstory.net/images/stor...1_image002.jpgسَوَاد بن غَزِيَّة الأنصاري من بني عدي بن النجار، وقيل: هو حليف لهم من بني بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. شهد غزوة بدر والمشاهد بعدها، وهو الذي أسر خالد بن هشام المخزومي يوم بدر[1]. وكانيحب رسول الله، وقد ظهر هذا الحب يوم بدر.
حبه الكبير لرسول الله
عدل رسول اللهصفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح يعدل به القوم،
فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل من الصف، فطعن رسول اللهفي بطنه بالقدح وقال: "استوِ يا سوادُ بن غزية". قال: يا رسول الله، أوجعتني وقد بعثك الله بالحق، فأقدني. قال: فكشف رسول اللهعن بطنه، ثم قال: "استقد". قال: فاعتنقه وقبَّل بطنه. فقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟" فقال: يا رسول الله، حضر ما ترى فلم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك. فدعا له رسول اللهبخير، وقال له خيرًا[2].
هؤلاء هم صحابة رسول الله، كانوا يحبون النبيأكثر من أنفسهم، ويقدمون أرواحهم رخيصة فداء له، ولا يبغون من الدنيا شيئًا إلا مرافقته.
بعث رسول اللهسواد بن غزية أخا بني عدي من الأنصار وأمَّره على خيبر، فقدم عليه بتمر جنيب يعني الطيب، فقال رسول الله: "أكل تمر خيبر هكذا؟" قال: لا والله يا رسول الله، إنا نشتري الصاع بالصاعين والصاعين بثلاثة آصعٍ من الجمع. فقال رسول الله: "لا تفعل، ولكن بع هذا واشتر بثمنه من هذا، وكذلك الميزان"[3].
[1] ابن الأثير: أسد الغابة 1/491.
[2] تاريخ الطبري 2/32.
[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق 36/474.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
علقمة بن زيد
قال ابن حجر في الإصابة: علقمة بن زيد له إدراك، أشار إلى ذلك ابن حبان في الثقات وقال: كتب إليه عمر، روى عنه زيد بن رفيع. وفي المعجم الصغير: عن علقمة بن زيد مزيد عن عبد الرحمن بن سابط عن خالد بن الوليد أنه أصابه أرق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت قل اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك جميعا أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى عز جارك ولا إله غيرك
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عكرمة بن أبي جهل
اسمه وحاله في الجاهلية
هو عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة، واسم أبي جهل عمرو، وكنيته أبو الحكم، وإنما رسول اللهوالمسلمون كنَّوْهُ أبا جهل، فبقي عليه ونُسي اسمه وكنيته. وقد كان عكرمة مثل أبيه شديد العداوة للإسلام، ومن ثَمَّ نجده مع أبيه يوم بدر، وخرج يوم أُحد ليثأر لقتل أبيه، وغيرها من المشاهد مع المشركين.
موكب النور يقترب من عكرمة
في السنة الثامنة من الهجرة اتجه المسلمون إلى مكة فاتحين، ويُقرِّر الرسول الرحيم العفو عن جميع أهل مكة من المشركين إلا أربعة أنفس منها عكرمة بن أبي جهل، ويأمر بقتلهم وإنْ وجدوا متعلقين بأستار الكعبة. فهرب عكرمة ولحق باليمن، فركب البحر فأصابتهم عاصف، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا؛ فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئًا هاهنا. فقال عكرمة: "لئن أنجاني الله من هذا لأرجعَنَّ إلى محمدولأضعنَّ يدي في يده". فسكنت الريح، فرجع عكرمة إلى مكة فأسلم وحسن إسلامه.
وتُسلِم زوجته أم حكيم، وهي بنت عمِّه الحارث بن هشام، وتستأمن له من رسول اللهفيؤمِّنه، وتسير إليه الزوجة الحريصة على نجاته من النار وهو باليمن بأمان رسول اللهفيقدم معها، ويُعلِن أمام رسول اللهشهادة الإسلام، فسُرَّ بذلك.
ومنذ إسلامهحاول أن يعوض ما فاته من الخير، فقد أتى النبيَّوقال: "يا رسول الله، والله لا أترك مقامًا قمتُهُ لأصدَّ به عن سبيل الله إلا قمتُ مثله في سبيله، ولا أترك نفقةً أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله".
من أحاديثه عن النبي
روى الإمام أحمد بسنده قال: حدثنا حجاج، حدثني شعبة، عن قتادة، عن عكرمةأنه قال: "لما نزلت هذه الآية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1، 2]. قال أصحاب رسول الله: (هنيئًا مريئًا لك يا رسول الله، فما لنا؟) فنزلت هذه الآية: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} [الفتح: 5]".
جهاده في سبيل الله
ظهرت ملامح بطولته وسماته القيادية في حروب الردة، فقد استعمله أبو بكرعلى جيش وسيَّره إلى أهل عُمان وكانوا ارتدُّوا فظهر عليهم. ثم وجّهه أبو بكرأيضًا إلى اليمن، فلما فرغ من قتال أهل الرِّدَّة سار إلى الشام مجاهدًا أيام أبي بكرمع جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة، خرج أبو بكريطوف في معسكرهم، فبصر بخباء عظيم حوله ثمانية أفراس ورماح وعدة ظاهرة، فانتهى إليه فإذا بخباء عكرمة، فسلم عليه أبو بكروجزاه خيرًا، وعرض عليه المعونة، فقال: "لا حاجة لي فيها، معي ألفا دينار". فدعا له بخير، فسار إلى الشام واستشهد.
أهم ملامح شخصيته
الحب العميق للقرآن
كان عكرمة بن أبي جهليأخذ المصحف، فيضعه على وجهه ويقول: "كلام ربي، كلام ربي".
الإيثار في أشد المواقف
روى حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة -رضي الله عنهم- جرحوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بن هشامبماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال الحارث: ادفعوه إلى عكرمة. فلما أخذه عكرمةنظر إليه عياش، فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش. فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعًا وما ذاقوه.
الجانب القيادي
لقد كانقائدًا في جاهليته، وعندما أسلم ظل محتفظًا بهذه السمة.
الأثر النبوي في هذه الشخصية
حينما قدم عكرمة ليعلن إسلامه وثب النبيإليه دون رداء مستقبلاً له؛ فرحًا بقدومه، وقال له: "مرحبًا بالراكب المهاجر". ولعل الحبيبعانقه، فأزال ما على قلبه من ركام الجاهلية. ولا شك أن لهذه المواقف العظيمة وغيرها من رسول الله، أعظمَ الأثر في نفس هذا الصحابي العظيم.
المشهد الأخير
تُوُفِّيفي معركة اليرموك، فوُجد به بضع وسبعون ما بين طعنة وضربة ورمية.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
سهل بن حنيف
نسبه وقبيلته
سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة.
أهم ملامح شخصيته
http://ar.islamstory.net/images/stor...0_image002.jpgصفات يعجز الإنسان عن وصفها لهذا الصحابي الجليل، منها حب الرسول والتفاني في الدفاع عنه، وقد ظهر هذا واضحًا جليًّا في دفاعه عن رسول اللهيوم غزوة أحد.
وكذلك من هذه الصفات الشجاعة والإقدام، فهو قد حضر المشاهد كلها مع رسول الله، وشهد معارك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
من مواقفه مع الرسول في حياته
شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله، وثبت يوم أحدوكان بايعه يومئذٍ على الموت، فثبت معه حين انكشف الناس عنه وجعل ينضح بالنبل يومئذ عن رسول الله، فقال رسول الله: "نبلوا سهلاً فإنه سهل"[1].
وقال الزهري: لم يعط رسول اللهمن أموال بني النضير أحدًا من الأنصار إلا سهل بن حنيف، وأبا دجانة. وكانا فقيرين[2].
من مواقفه مع الصحابة
مواقف عديدة بين سهل بن حنيف وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وشاء القدر أن يجمع بين هذين الصحابيين، فلا نكاد نقرأ اسم واحد منهما إلا نجده مقرونًا باسم أخيه، فقد آخى بينهما رسول اللهفي الله؛ لذا كان لزامًا علينا أن نذكر بعض المواقف في حياتهما، فلا أظن أن سيدنا سهل لو كان حيًّا كان سيغفر لنا أن نكتب عنه بحثًا ولا نذكر فيه أخاه ورفيق دربه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
وكانت هناك بقباء امرأة لا زوج لها مسلمة، فيقول علي: فرأيت إنسانًا يأتيها من جوف الليل فيضرب عليها بابها فتخرج إليه، فيعطيها شيئًا معه فتأخذه. قال: فاستربت بشأنه، فقلت لها: يا أمة الله، من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة، فتخرجين إليه فيعطيك شيئًا لا أدري ما هو وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك؟ قالت: هذا سهل بن حنيف بن واهب، قد عرف أني امرأة لا أحد لي، فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ثم جاءني بها. فقال: احتطبي بهذا. فكان علييأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف حتى هلك عنده بالعراق[3].
وهكذا كان دأب صحابة رسول اللهكفالة الفقير، وتقديم يد العون له، وبذلك يكون المجتمع الإسلامي كالجسد الواحد يشد بعضه بعضًا.
بعض الأحاديث التي رواها عن رسول الله
عن يسير بن عمرو قال: قلت لسهل بن حنيف: هل سمعت النبييقول في الخوارج شيئًا؟ قال سمعته يقول وأهوى بيده قبل العراق: "يخرج منه قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية"[4].
وعن ابن أبي ليلى أن قيس بن سعد وسهل بن حنيف كانا بالقادسية، فمرت بهما جنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض. فقالا: إن رسول اللهمرت به جنازة فقام، فقيل إنه يهودي، فقال: "أليست نفسًا"[5].
الوفاة
توفي سهل بن حنيفبالكوفة سنة ثمانٍ وثلاثين، وصلى عليعلى سهل بن حنيف، فكبر عليه ستًّا، ثم التفت إلينا فقال: إنه بدري[6].
[1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/198.
[2] الذهبي: تاريخ الإسلام 1/478.
[3] ابن هشام: السيرة النبوية 3/21.
[4] رواه البخاري: باب من ترك قتال الخوارج للتألف ولئلا ينفر الناس عنه (6535)، 6/2541.
[5] رواه مسلم: باب القيام للجنازة (2269)، 3/58.
[6] رواه الطبراني في الكبير (5546)، 6/72.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عقيل بن أبي طالب
اسمه وشرف نسبه
هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وكان أسنَّ بني أبي طالب بعد طالب، وكان عقيل أسنَّ من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أسن من عليٍّ بعشر سنين، فعليٌّ كان أصغرهم سنًّا، وأوَّلهم إسلامًا.
حاله في الجاهلية
كان علاَّمة بالنسب وأيام العرب، وقد خرج عقيل بن أبي طالب فيمن أخرج من بني هاشم كرهًا مع المشركين إلى بدر، فشهدها وأُسر يومئذٍ، وكان لا مالَ له، ففداه عمُّه العباس بن عبد المطلب.
عمره عند الإسلام
كانيبلغ من العمر عندما أسلم اثنتين وخمسين سنة؛ إذ إنه ولد قبل الهجرة بأربع وأربعين سنة، وأسلم سنة ثمانٍ من الهجرة في عام الحديبية، وقد حسن إسلامه.
أثر الرسول في تربيته
عن أبي إسحاق أن رسول اللهقال لعقيل بن أبي طالب: "يا أبا يزيد، إني أحبك حبين: حبًّا لقرابتك، وحبًّا لما كنت أعلم من حب عمي إياك".
وعن عليأن النبيقال: "أعطي لكل نبي سبعة رفقاء نجباء، وأعطيت أنا أربعة عشر"، فذكر منهم عقيلاً.
أهم ملامح شخصيته
الثبات
عن حسين بن عليقال: كان ممن ثبت مع النبييوم حنين العباسُ، وعلي، وأبو سفيان بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، والزبير بن العوام، وأسامة بن زيدأجمعين.
الورع
عن زيد بن أسلم أن عقيل بن أبي طالبدخل على امرأته فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وسيفه متلطخ بالدماء، فقالت: قد عرفت أنك قاتلت، فما أصبت من غنائم المشركين! فقال: دونك هذه الإبرة، فخيطي بها ثيابك. ودفعها إليها، فسمع منادي النبييقول: "من أصاب شيئًا فليرده، وإن كان إبرة". فرجع عقيل إلى امرأته، فقال: ما أرى إبرتك إلا قد ذهبت عنك. فأخذ عقيلالإبرة، فألقاها في الغنائم.
قوته البدنية
عمّر عقيلطويلاً، وكان قويَّ الجسم، شديد البنية، شُوهد مرّةً وهو شيخ كبير يحمل دلو ماء كبيرًا.
بعض المواقف من حياته مع الرسول
عن جابر بن عبد اللهقال: "بارز عقيل بن أبي طالب رجلاً يوم مؤتة فقتله، فنفله رسول اللهخاتمه وسلبه".
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
قال حميد بن هلال: أتى عقيلعليًّا، فقال: يا أمير المؤمنين، إني محتاج، وإني فقير فأعطني. قال: اصبر حتى يخرج عطائي مع المسلمين فأعطيك معهم. فألحَّ عليه، فقال لرجل: خذ بيده، فانطلق به إلى حوانيت أهل السوق، فقل: دقّ هذه الأقفال، وخذ ما في هذه الحوانيت.
فقال: يا أمير المؤمنين، أردت أن تتخذني سارقًا!
قال: أنت -والله- أردت أن تتخذني سارقًا، أن آخذ أموال الناس فأعطيكها دونهم.
قال: لآتيَنَّ معاوية.
قال: أنت وذاك. فأتى معاوية فسأله فأعطاه مائة ألف، ثم قال: اصعد المنبر، فاذكر ما أولاك عليٌّ من نفسه، وما أوليتك من نفسي.
أثره في الآخرين
روى عدة أحاديث عن الرسول، وروى عنه ابنه محمد وحفيده عبد الله بن محمد، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم.
بعض الأحاديث التي نقلها عن النبي
عن الحسن، عن عقيل بن أبي طالبأنه تزوج، فقيل له: بالرفاء والبنين. قال: لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله: "على الخير والبركة، بارك الله لك وبارك عليك".
وعن عقيل بن أبي طالب، أن رسول اللهقال لعلي: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".
وفاته
تُوُفِّي عقيل بن أبي طالبفي خلافة معاويةسنة 49 من الهجرة، ودُفن في المدينة في بقيع الغرقد، وقبره معروف.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
سمرة بن جندب
نسبه وقبيلته
http://ar.islamstory.net/images/stor...9_image002.jpgسمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عمرو، يكنى أبا سليمان، قدمت به أمه بعد موت أبيه، فتزوجها رجل من الأنصار.
ولم يدرك الجاهلية، ولاقى رسول اللهوهو بعد طفل.
من مواقفه مع الرسول
كان رسول اللهيعرض غلمان الأنصار، فمر به غلام فأجازه في البعث، وعرض عليه سمرة فرده، فقال: لقد أجزت هذا ورددتني، ولو صارعته لصرعته. قال: "فدونكه فصارعه". فصرعه سمرة، فأجازه[1].
وهذا يدل على حرص الفتيان من الصحابة على أن ينالوا شرف الجهاد في سبيل الله.
أهم ملامح شخصيته
خلال عذبة، وشمائل كريمة تمتع بها الصحابي الجليل، منها الشجاعة وعدم التسامح مع المخطئين، وقد ظهر هذا في تعامله مع الخوارج.
ولما مرض سمرة بن جندب مرضه الذي مات فيه أصابه برد شديد فأوقدت له نار، فجعل كانونًا بين يديه وكانونًا خلفه وكانونًا عن يمينه وكانونًا عن يساره، قال: فجعل لا ينتفع بذلك ويقول: كيف أصنع بما في جوفي؟ فلم يزل كذلك حتى مات.
إنه لموقف رائع من الصحابي الجليل في يوم وفاته، وهو موقف ما أحرانا في هذه الأيام أن نتعلم من موقف سمرة، وأن نخاف من الله، ونعمل ليوم تشخص فيه الأبصار.
بعض الأحاديث التي رواها عن النبي
عن سمرة بن جندب: أن امرأة ماتت في بطن، فصلى عليها النبيفقام وسطها[2]. أي وقف في الصلاة عليها محاذيًا لوسطه.
وعن سمرة بن جندبقال: قال النبي: "رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان. فقلت: ما هذا؟ فقال: الذي رأيته في النهر آكل الربا".
وعن سمرة بن جندبقال: قال رسول اللهلنا: "أتاني الليلة آتيان فابتعثاني فانتهيا بي إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة. قالا لي: هذه جنة عدن وهذاك منزلك. قالا: أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا، تجاوز الله عنهم"[3].
وعن سمرة بن جندب: عن النبيقال: "لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضب الله ولا بالنار"[4].
موقف وفاته
مات سمرة قبل سنة ستين، قال ابن عبد البر: سقط في قدر مملوء ماء حارًّا، فكان ذلك تصديقًا لقول رسول اللهله ولأبي هريرة ولأبي محذورة: "آخركم موتًا في النار". قيل مات سنة ثمانٍ، وقيل سنة تسع وخمسين، وقيل في أول سنة ستين[5].
[1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/178.
[2] رواه البخاري: باب الصلاة على النفساء وسنتها (325)، 1/125.
[3] رواه البخاري: باب قوله "وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم" رقم (4397)، 4/1717.
[4] رواه أبو داود: باب في اللَّعْنِ رقم (4908)، 4/430. قال الألباني: حسن.
[5] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/178.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عطارد بن حاجب
هو عطارد بن حاجب بن مناة بن تميم التميمي أبو عكرمة..
قصة إسلامه:
قال ابن إسحاق: لما قدم وفد بني تميم دخلوا المسجد ونادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اخرج إلينا يا محمد فآذى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من صياحهم فخرج إليهم فقالوا: جئنا لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا قال نعم قد أذنت لخطيبكم فليقم فقام عطارد بن حاجب فقال الحمد لله الذي جعلنا ملوكا الذي له الفضل علينا والذي وهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثره عددا وأيسره عدة فمن مثلنا في الناس؟ ألسنا رءوس الناس وأولي فضلهم فمن فاخرنا فليعد مثل ما عددنا فلو شئنا لأكثرنا من الكلام ولكن نستحي من الإكثار لما أعطانا أقول هذا لأن تأتوا بمثل قولنا أو أمر أفضل من أمرنا ثم جلس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس: " قم فأجبه " فقام فقال الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه ولم يكن شيء قط إلا من فضله ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكا واصطفى من خير خلقه رسولا أكرمه نسبا وأصدقه حديثا وأفضله حسبا فأنزل عليه كتابا وائتمنه على خلقه وكان خيرة الله من العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان بالله فآمن به المهاجرون من قومه ذوي رحمه أكرم الناس أحسابا وأحسنهم وجوها وخير الناس فعلا ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن فنحن أنصار الله ووزراء رسول الله صلى الله عليه وسلم نقاتل الناس حتى يؤمنوا فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه ومن نكث جاهدناه في الله أبدا وكان قتله علينا يسيرا أقول هذا وأستغفر الله العظيم للمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم ثم ذكر قيام الزبرقان وإنشاده وجواب حسان له بالأبيات المتقدمة فلما فرغ حسان من قوله قال الأقرع بن حابس إن هذا الرجل خطيبه أخطب من خطيبنا وشاعره أشعر من شاعرنا وأقوالهم أعلى من أقوالنا ثم أجازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ـ رواه مسلم عن عطارد بن حاجب أنه أهدى إلى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ثوب ديباج كساه إياه كسرى، فدخل أصحابه فقالوا: نزل عليك من السماء؟ فقال: وما تعجبون من ذا، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
عن عطارد بن حاجب أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى، فدخل أصحابه فقالوا أنزل عليك من السماء؟ فقال: وما تعجبون من ذي، لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا. ثم قال: يا غلام اذهب إلى أبي جهم بن حذيفة وقل له: يبعث لي بالخميصة..
بعض كلماته:
وارتد عطارد بن حاجب بعد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مع من ارتد من بني تميم، وتبع سجاح، ثم عاد إلى الإسلام، وهو الذي قال فيها:
أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها وأضحت أنبياء الناس ذكرانا
فلعنة الله رب الناس كلهم على سجاح ومن بالكفر أغوانا.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عروة بن مسعود
هو عروة بن مسعود بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.
http://ar.islamstory.net/images/stor...rwa_mas3od.jpgوهو عم والد المغيرة بن شعبة، وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة، كان أحد الأكابر من قومه، وقيل: إنه المراد بقوله عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ قال ابن عباس وعكرمة ومحمد بن كعب وقتادة والسدي: المراد بالقريتين مكة والمدينة، واختلفوا في تعيين الرجل المراد، فعن قتادة أرادوا الوليد بن المغيرة من أهل مكة وعروة بن مسعود الثقفي من أهل الطائف.
حاله في الجاهلية:
قالوا: كان عروة بن مسعود حين حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بجرش يتعلم عمل الدبابات والمنجنيق ثم رجع إلى الطائف بعد أن ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمل الدبابات والمنجنيق والعرادات وأعد ذلك حتى قذف الله عز وجل في قلبه الإسلام فقدم المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.. قصة إسلامه قال ابن إسحاق: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن فعلت فإنهم قاتلوك ". فقال له عروة: يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبصارهم وكان فيهم محببا مطاعا فخرج يدعو قومه إلى الإسلام فاظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم فلما أشرف على قومه وقد دعاهم إلى دينه رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله رضي الله عنه. بعض المواقف من حياته مع النبي صلى الله عليه وسلم ـ اخرج الشيخان فى صحيحيهما من حديث مسور ابن مخرمة رضى الله عنه فى حديث صلح الحديبية وفى هذا الحديث أن عروة ابن مسعود الثقفى وكان إذ ذاك كافرا قال لقريش: الست منكم بمنزلة الولد؟ قالوا بلى، قال الستم منى بمنزلة الوالد؟ قالوا بلى، قال فدعونى آته - يقصد النبي عليه الصلاة والسلام - فاعرض عليه وقد عرض عليكم خطة رشد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال لبديل ابن ورقاء قبل عروة ابن مسعود: إننا ما جئنا لقتال إنما جئنا قاصدين البيت، وكان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قد أهلوا بالعمرة فصدتهم قريش عن البيت فقال النبي عليه الصلاة والسلام لبديل ابن ورقاء: إننا ما جئنا لقتال إنما جئنا قاصدين البيت فإن شاؤا ماددتهم مدة وإلا فوالله لا قاتلنهم على آمري حتى تنفرد سالفتى - يعنى أنا إذا دخلت في حرب أنا لا أتهاون ولن أتردد أبدا في ان ادخل في حرب، إنما إذا أرادوا الهدنة ماددتهم مدة أخرى – هذا الكلام لم يعجب قريشا وظلت المسائل فى شد وجذب فلما رأى عروة ابن مسعود الثقفى هذا الشد والجذب قال: فدعونى آته ربما يكون هناك أمور أخرى في المفاوضات فيقول قولا آخر بخلاف ما قاله لبديل ابن ورقاء – ثم إن عروة بن مسعود قال قولا ليؤكد أمانته فى رفع التقرير، قال ألستم منى بمنزلة الوالد؟؟ وعادة لا يخدع الولد والده، قالوا بلى قال الست منكم بمنزلة الولد؟؟؟ يعنى انتم منى بمنزلة الوالد وأنا منكم بمنزلة الولد؟؟؟ يعنى مسالة الخيانة في رفع التقرير هذه مسالة غير واردة – قالوا بلى – قال دعونى آته فجاء النبي عليه الصلاة والسلام فقال له نحوا من قوله لبديل ابن ورقاء فجاءه عروة ابن مسعود فقال: يا محمد إنها واحدة من اثنتين إذا قامت الحرب بيننا وبينك واجتحت قومك وغلبتهم ووضعت أنوفهم في التراب فهل علمت أحدا اجتاح قومك قومه قبلك؟؟ كأنه يذكره انه هذا ليس من مكارم الأخلاق – انك إن ظفرت بقومك واهلك وعشيرتك فانك تفعل فيهم كل ذلك، وإلا كأنه قال وما أخالك تستطيع أن تفعل كل ذلك وإذا قامت الحرب فوالله ما أرى حولك إلا أوباشا خليقا أن يفروا ويدعوك، قال أبو بكر رضى الله عنه أنحن نفر وندعه؟؟؟ وقال له كلمة عظيمة، فقال عروة ابن مسعود من هذا؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام إنه ابن أبى قحافة – فقال والله لولا أن لك عليا يدا لأجبتك، وفى رواية محمد ابن إسحاق عن الزهري عن المسور في هذا الحديث قال: ولكن هذه بتلك، يعنى هذه الإساءة منك أكلت جميلك السابق وليس لك عندي جميل، فمعنى الكلام انك لو تكلمت في حق آلهتنا لرددت عليك لأنك استوفيت جميلك السابق بهذه الكلمة العظيمة، ثم كان وقت الظهر فجيء للنبي صلى الله عليه وسلم بوضوء – وترك النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه يفعلون ما كان ينهاهم عنه قبل ذلك وهذه سياسة حكيمة – هذه هي السياسة الشرعية – رعاية المصالح – النبي كان ينهى الصحابة عن القيام فقد فعلوا في هذا الموقف ما هو أعظم من القيام ومع ذلك تركهم النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا؟؟ حتى يرى عدوه أن هؤلاء لا يسلمونه أبدا وان هؤلاء لو دخلوا في حرب لا يهزمون، وجيء بوضوء فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم فاغتسل أصحابه على وضوءه، ما سقطت قطرة ماء على الأرض. وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن اقل من ذلك– ولما قال له رجل أنت سيدنا وابن سيدنا قال قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما أنا عبد الله ورسوله، مجرد كلام قاله الرجل وهو كذلك، هو سيدنا لا شك في ذلك ومع ذلك يقول قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما أنا عبد الله ورسوله، تركهم يغتسلون على وضوءه وما تنخم نخامه فوقعت في يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده، ولا يحدون النظر اليه تعظيما له – أي لا ينظر إليه فيملأ عينيه منه ولكن كان يصوب وجهه إلى الأرض – ولا يرفعون أصواتهم عنده. فرجع عروة إلى أصحابه وقال: أي قوم قد وفدت على كسرى وقيصر والنجاشي فوالله ما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمد! وحدثهم ما رأى وما قال النبي، صلى الله عليه وسلم. بعض الأحاديث التي نقلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم ـ عن عروة بن مسعود الثقفي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضع عنده الماء فإذا بايعه النساء غمس أيديهن فيه. ـ وروي عن عروة بن مسعود الثقفي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقنوا أمواتكم لا إله إلا الله، فإنها تهدم الخطايا كما يهدم السيل البنيان. قيل: يا رسول الله: كيف هي للأحياء؟ قال: هي للأحياء أهدم وأهدم. ـ وعنه عروة بن مسعود الثقفي قال: أسلمت وتحتي عشرة نسوة إحداهن بنت أبي سفيان فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اختر منهن أربعا وخل سائرهن؛ فاخترت منهن أربعا، منهن بنت أبي سفيان.
موقف الوفاة:
استأذن عروة بن مسعود من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه فقال: إني أخاف أن يقتلوك قال: لو وجدوني نائما ما أيقظوني، فأذن له فدعاهم إلى الإسلام، ونصح لهم فعصوه، وأسمعوه من الأذى، فلما كان من السحر قام على غرفة له فأذن فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله، فلما بلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه.
واختلف في اسم قاتله فقيل: أوس بن عوف، وقيل: وهب بن جابر، وقيل لعروة: ما ترى في دمك قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إلي فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قبل أن يرتحل عنكم فادفنوني
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
سليط بن قيس
نسبه وقبيلته
http://ar.islamstory.net/images/stor...8_image002.jpgسَلِيط بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن النجار الأنصاري النجاري. أمه زغيبة بنت زرارة بن سعد بن عبيد الله بن ثعلبة النجارية، وهي أخت سعد بن زرارة.
أهم ملامح شخصيته
الشجاعة والإقدام
يشهد له بذلك حضوره جميع المشاهد مع رسول الله، ومشاركته في حروب الردة مع أبي بكر، وتطوعه في فتح المدائن في خلافة عمر بن الخطاب.
الحكمة
ويتضح ذلك من موقفة مع أبي عبيد بن مسعود يوم موقعة الجسر، فقد بعث الأعاجم ذا الحاجب، وكان رئيس الأعاجم رستم، فلما بلغ أبا عبيد مسيرهم إليه انحاز بالناس حتى عبر الفرات فنزل في المروحة، وأقبلت الأعاجم حتى نزلت خلف الفرات، ثم إن أبا عبيد حلف ليقطعن إليهم الفرات، فناشده سليط بن قيس وقال: أنشدك الله في المسلمين، لا تدخلهم هذا المدخل؛ فإن العرب تفر وتكر، فاجعل للناس مجالاً. فأبى أبو عبيد وقال: جبنت والله يا سليط. قال: والله ما جبنت، ولكن قد أشرت عليك بالرأي، فاصنع بما بدا لك[1].
رحم الله سليط بن قيس على نصحه الخالص لوجه الله، وبسالته الفائقة، وحرصه على الشهادة في سبيل الله؛ فبمثل هؤلاء الرجال، زلزل الصحابة عروش كسرى، وقضوا على عبادة النار التي كان يعظمها الفرس، وأصبحت راية التوحيد ترفرف في أرض فارس.
من مواقفه مع الصحابة
بعثه أبو بكر الصديق رداء (مؤخرة) لخالد بن الوليد في حرب مسيلمة الكذاب باليمامة سنة11هـ؛ حتى لا يؤتى جيش خالد من الخلف.
ودعا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أبا عبيد وسليطًا وسعد لقيادة الجيش الذاهب لفتح العراق، فحضر أبا عبيد قبلهما، فقال عمر لسليط وسعد: أما إنكما لو سبقتماه لوليتكما ولأدركتما بها ما لكما من المقدمة[2].
من الأحاديث التي رواها عن الرسول
عن سليط بن قيس أن رجلاً من الأنصار كان له حائط فيه نخلة لرجل آخر، فيأتيه بكرة وعشية، فأمره النبيأن يعطيه نخلة مما يلي الحائط الذي له[3].
وفاته
قتلمع أبى عبيد الثقفي شهيدًا سنة أربع عشرة، وكان آخر من قُتل عند الجسر سليط بن قيس[4].
[1] ابن حبان: الثقات 2/201.
[2] ابن عبد البر: الاستيعاب 2/117.
[3] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/163، وابن الأثير: أسد الغابة 2/513.
[4] الطبري: تاريخ الأمم والملوك 2/368.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
سلمة بن الأكوع
نسبه وقبيلته
http://ar.islamstory.net/images/stor...7_image002.jpgسلمة بن الأكوع هكذا يقول جماعة أهل الحديث ينسبونه إلى جده، وهو سلمة بن عمرو بن الأكوع. والأكوع هو سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة، كان ممن بايع تحت الشجرة، سكن بالربذة.
وكان لقرب سلمة من رسول اللهأكبر الأثر في تكوين شخصية مثالية بما غرسه النبيفيها من شجاعة، ومروءة، وتضحية في سبيل الله، هذا الأثر لاحظه الصحابة، وعرفوا أنه ما كانت هذه الصفات لتكون في سلمة إلا بتربية الرسولله.
أهم ملامح شخصيته
1- الشجاعة
وخير مثال على ذلك موقفه في غزوة ذي قرد، فقد تصدى لمن أغار على إبل رسول الله، فقد أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول اللهفقتل راعيها وخرج يطردها هو وأناس معه في خيل، فقلت: يا رباح، اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة، وأخبر رسول اللهأنه قد أغير على سرحه. قال: وقمت على تل فجعلت وجهي من قبل المدينة، ثم ناديت ثلاث مرات: يا صباحاه، ثم اتبعت القوم ومعي سيفي ونبلي فجعلت أرميهم وأعقر بهم وذلك حين يكثر الشجر، فإذا رجع إليَّ فارس جلست له في أصل شجرة ثم رميت فلا يقبل عليَّ فارس إلا عقرت به، فجعلت أرميهم وأقول: أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع[1].
2- حب الرسول وطاعته
ومن الأمثلة الواضحة على هذا هبته جارية وقعت في سهمه في إحدى السرايا للنبي، على الرغم من أنها كانت من أجمل بنات العرب، كما قال سلمة.
ومما يدل على حبه للنبيأنه كان يأتي إلى سبحة الضحى، فيعمد إلى الأسطوانة دون المصحف فيصلي قريبًا منها. فأقول له: ألا تصلي ها هنا؟ وأشير إلى بعض نواحي المسجد. فيقول: إني رأيت رسول اللهيتحرى هذا المقام[2].
يا لها من صفات عظيمة تلك التي يتصف بها صحابة رسول الله، كان الواحد فيهم ينظر ماذا كان يصنع رسول اللهويفعله وهو في سعادة لا توصف.
من مواقفه مع الرسول
مواقف عديدة حدثت بين سلمة بن الأكوع والرسول، وذلك لقرب سلمة منه وحبه الشديد له؛
فعن يزيد بن أبي عبيد قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ قال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة. فأتيت النبيفنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة[3].
وجاء عين للمشركين إلى رسول الله، قال: فلما طعم انسل. قال: فقال رسول الله: "عليَّ بالرجل اقتلوه". قال: فابتدر القوم. قال: وكان أبي يسبق الفرس شدًّا. قال: فسبقهم إليه، فأخذ بزمام ناقته أو بخطامها. قال: ثم قتله. قال: فنفله رسول اللهسلبه[4].
وعن سلمة بن الأكوع قال: بايعت رسول اللهيوم الحديبية ثم عدلت إلى ظل شجرة. فلما خف الناس قال: "يابن الأكوع، ألا تبايع؟" قلت: قد بايعت يا رسول الله. قال: "وأيضًا". فبايعته الثانية. فقلت لسلمة: يا أبا مسلم، على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت[5].
وقدم سلمةالمدينة فلقيه بريدة بن الخصيب، فقال: ارتددت عن هجرتك يا سلمة؟ فقال: معاذ الله! إني في إذن من رسول الله، إني سمعت رسول اللهيقول: "أبدوا يا أسلم، فتنسموا الرياح، واسكنوا الشعاب". فقالوا: إنا نخاف يا رسول اللهأن يضرنا ذلك في هجرتنا. فقال: "أنتم مهاجرون حيث كنتم"[6].
من مواقفه مع التابعين
كان سلمةممن بايع عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين.
بعض الأحاديث التي نقلها عن النبي
عن سلمة بن الأكوع، أن النبيبعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء: "إن من أكل فليتم أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل"[7].
وعن سلمة بن الأكوعقال: كان عليتخلف عن النبيفي خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلف عن رسول الله. فخرج علي فلحق بالنبي، فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها، فقال رسول الله: "لأعطين الراية -أو قال ليأخذن- غدًا رجلاً يحبه الله ورسوله -أو قال- يحب الله ورسوله يفتح الله عليه"، فإذا نحن بعليٍّ وما نرجوه، فقالوا: هذا عليٌّ. فأعطاه رسول الله، ففتح الله عليه[8].
عن سلمة بن الأكوع: أن رجلاً أكل عند رسول اللهبشماله، فقال: "كل بيمينك". قال: لا أستطيع. قال: "لا استطعت، ما منعه إلا الكبر". قال: فما رفعها إلى فيه[9].
الوفاة
توفي سلمة بن الأكوعبالمدينة سنة أربع وسبعين من الهجرة، وهو ابن ثمانين سنة[10].
[1] ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/81.
[2] رواه ابن ماجه في سننه (1430)، 1/459. قال الألباني: صحيح.
[3] رواه أبو داود: باب كيف الرقى (3896)، 4/18. قال الألباني: صحيح.
[4] ابن منظور: مختصر تاريخ دمشق 1/1359.
[5] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب البيعة في الحرب أن لا يفروا وقال بعضهم على الموت (2800)، 3/1081.
[6] الهيثمي: مجمع الزوائد (9294)، 5/461.
[7] رواه البخاري: باب إذا نوى بالنهار صومًا (1824)، 2/679.
[8] رواه البخاري: باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي (3499)، 3/1357.
[9] رواه مسلم: باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما (5387)، 6/109.
[10] الحاكم: المستدرك (6383)، 3/649.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عدي بن حاتم الطائي
هو عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي. أبو وهب وأبو طريف. أمير صحابي من الأجواد العقلاء. كان خطيبا حاضر البديهة وكان رئيس طي في الجاهلية والإسلام. قام في حروب الردة بأعمال كبيرة.. وكان سرياً شريفاً تفي قومه خطيباً حاضر الجواب فاضلاً كريماً.
حاله في الجاهلية:
قال ابن إسحاق: وأما عدي بن حاتم فكان يقول، فيما بلغني: ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به مني أما أنا فكنت امرأ شريفا وكنت نصرانيا، وكنت أسير في قومي بالمرباع وكنت في نفسي على دين وكنت ملكا في قومي لما كان يصنع بي، فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته فقلت لغلام كان لي عربي وكان راعيا لإبلي: لا أبا لك، أعدد لي من إبلي أجمالا ذللا سمانا فاحتبسها قريبا مني، فإذا سمعت بجيش لمحمد قد وطئ هذه البلاد فآذني ففعل ثم أنه أتاني ذات غداة فقال: يا عدي ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن فإني قد رأيت رايات فسألت عنها فقالوا: هذه جيوش محمد. قال: قلت: فقرب إلى أجمالي فقربها فاحتملت بأهلي وولدي ثم قلت: ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام. فسلكت الجوشية وخلفت بنتا لحاتم في الحاضر فلما قدمت الشام أقمت بها وتخالفني خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا من طيء وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هربي إلى الشام. قال: فجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا تحبس بها فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه، وكانت امرأة جزلة فقالت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك. قال: "ومن وافدك؟" قالت: عدي بن حاتم قال: "الفار من الله ورسوله؟" قالت: ثم مضى وتركني حتى إذا كان الغد مر بي فقلت له مثل ذلك، وقال لي مثل ما قال بالأمس. قالت: حتى إذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست فأشار إلي رجل خلفه أن قومي فكلميه. قالت: فقمت إليه فقلت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك. فقال صلى الله عليه وسلم: "قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك ثم آذنيني". فسألت عن الرجل الذي أشار إلي أن كلميه فقيل لي: علي بن أبي طالب قالت: فأقمت حتى قدم ركب من بلي أو قضاعة. قالت: وإنما أريد أن آتي أخي بالشام فجئت فقلت: يا رسول الله قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ. قالت: فكساني وحملني وأعطاني نفقة فخرجت معهم حتى قدمت الشام. قال عدي: فوالله إني لقاعد في أهلي إذ نظرت إلى ظعينة تصوب إلى قومنا. قال: فقلت: ابنة حاتم؟ قال: فإذا هي هي فلما وقفت علي انسحلت تقول: القاطع الظالم احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك عورتك؟ قال: قلت: أي أخية لا تقولي إلا خيرا فوالله مالي من عذر لقد صنعت ما ذكرت. قال: ثم نزلت فأقامت عندي، فقلت لها وكانت امرأة حازمة: ماذا ترين في أمر هذا الرجل؟ قالت: أرى والله أن تلحق به سريعا فإن يكن الرجل نبيا فللسابق إليه فضله وإن يكن ملكا فلن تزل في عز اليمن وأنت أنت. قال: قلت: والله إن هذا الرأي. قال: فخرجت حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخلت عليه وهو في مسجده فسلمت عليه فقال: "من الرجل؟" فقلت: عدي بن حاتم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وانطلق بي إلى بيته فوالله إنه لعامد بي إليه إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بملك. قال: ثم مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقذفها إلي فقال: "اجلس على هذه". قال: قلت: بل أنت فاجلس عليها. قال: "بل أنت". فجلست وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض. قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك. ثم قال: "إيه يا عدي بن حاتم ألم تك ركوسيا؟" قال: قلت: بلى. قال: "أو لم تكن تسير في قومك بالمرباع؟" قال: قلت: بلى. قال: "فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك". قال: قلت: أجل والله. قال: وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما يجهل. ثم قال: "لعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم، وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم". قال فأسلمت. قال: فكان عدي يقول: مضت اثنتان وبقيت الثالثة والله لتكونن؛ وقد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت ورأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتى تحج هذا البيت وأيم الله لتكونن الثالثة؛ ليفيض المال حتى لا يوجد من يأخذه. هكذا أورد رحمه الله هذا السياق بلا إسناد وله شواهد من وجوه أخر..
إسلامه:
لما وقعت أخت عُدي في الأسر، فمنّ عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء وأسلم000
قال عُدي: بُعِثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ، فقلتُ:( لو أتيتُ هذا الرجل، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ، وإن كان صادقاً اتبعته )000فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالو:( عُدي بن حاتم! عُدي بن حاتم )000
فأتيته فقال لي:( يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ )000
فقلتُ:( إنّ لي دين!)000
قال:( أنا أعلم بدينك منك )000
قلتُ:( أنت أعلم بديني مني؟!)000
قال:( نعم )000مرّتين أو ثلاثاً
قال:( ألست ترأس قومك؟)000
قلتُ:( بلى )000
قال:( ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع؟)000
قلتُ:( بلى )000
قال:( فإن ذلك لا يحلّ في دينَك!)000فنضنضتُ لذلك000
ثم قال:( يا عديّ أسلمْ تسلمْ )000
قلتُ:( قد أرى )000 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي، وأنت ترى الناس علينا إلْباً واحد؟)000
قال:( هل أتيتَ الحيرة؟)000
فقلتُ:( لم آتِها وقد علمتُ مكانها )000
قال:( يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار، أو حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز )000
قلتُ:( قلتَ كسرى بن هرمز!!)000
قال:( كسرى بن هرمز )000مرتين أو ثلاثة000( وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ )000 قال عدي:( فرأيتُ اثنتين: الظعينة -المرأة- في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة، إنّه قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم..
أهم ملامح شخصيته:
جوده وكرمه أخرج أحمد، عن تميم بن طرفة، قال: سأل رجلٌ عديَّ بن أبي حاتم مائة درهم، فقال: تسألني مائة درهم، وأنا ابن حاتم، والله لا أعطيك. وسنده صحيح.. وقال الشعبي: أرسل الأشعث بن قيس إلى عدي بن حاتم يستعير منه قدور حاتم فملأها وحملها الرجال إليه فأرسل إليه الأشعث: إنما أردناها فارغة! فأرسل إليه عدي: إنا لا نعيرها فارغة.
قال ابن عيينة: حدثت عن الشعبي، عن عدي، قال: ما دخل وقت الصلاة حتى أشتاق إليه.
بعض المواقف من حياته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ولما أسلم عدي بن حاتم سنة سبع أكرمه النبي صلى الله عليه وسلم وألقى له وسادة وقال: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه". وعن عدي بن حاتم قال: ما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قط إلا وسع لي أو تحرك لي وقد دخلت عليه يوما في بيته وقد امتلأ من أصحابه فوسع لي حتى جلست إلى جنبه.
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
روى قيس بن أبي حازم، أن عدي بن حاتم جاء إلى عمر، فقال: أما تعرفني؟ قال: أعرفك، أقمت إذ كفروا، ووفيت اذ غدروا، وأقبلت إذ أدبرو.
ـ أرسل خالد بن الوليد عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم الأنصاري طليعةً وكان ذلك في حروب الردة، فلقيهما حبال أخو طليحة فقتلاه، فبلغ خبره طليحة فخرج هو وأخو سلمة، فقتل طليحة عكاشة وقتل أخوه ثابتاً ورجعا. وأقبل خالد بالناس فرأوا عكاشة وثابتاً قتيلين، فجزع لذلك المسلمون، وانصرف بهم خالد نحو طيء، فقالت له طيء: نحن نكفيك قيساً، فإن بني أسد حلفاؤنا. فقال: قاتلوا أي الطائفتين شئتم. فقال عدي بن حاتم: لو نزل هذا على الذين هم أسرتي فالأدنى لجاهدتهم عليه، والله لا أمتنع عن جهاد بني أسد لحلفهم. فقال له خالد: إن جهاد الفريقين جهادٌ، لا تخالف رأي أصحابك وامض بهم إلى القوم الذين هم لقتالهم أنشط.
بعض الأحاديث التي نقلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ـ روى الشعبي عن عدي بن حاتم قال
سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا أرسلت كلبك المعلم فقتل فكل وإذا أكل فلا تأكل فإنما أمسكه على نفسه قلت أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر قال فلا تأكل فإنما سميت على كلبك ولم تسم على كلب آخر..
ـ وعن محل بن خليفة الطائي قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه يقول
كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة والآخر يشكو قطع السبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم ليقولن له ألم أوتك مالا فليقولن بلى ثم ليقولن ألم أرسل إليك رسولا فليقولن بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة..
ـ وأخبر حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال لما نزلت (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار..
وفاته:
ـ قال ابن الكلبي: مات عدي سنة سبع وستين، وله مائة وعشرون سنة.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عثمان بن مظعون
هو عثمان بن مظعون ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن كعب الجمحي، أبو السائب. <154>
وكان من سادة المهاجرين..
حاله في الجاهلية:
وكان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية وقال: لا أشرب شرابا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي. فلما حرمت الخمر أتى وهو بالعوالي. فقيل له: يا عثمان. قد حرمت الخمر. فقال: تبا لها قد كان بصري فيها ثاقب. وفي هذا نظر لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد أحد.
إسلامه:
انطلق عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح، حتى أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعَرَض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا جميعاً في ساعةٍ واحدةٍ، وذلك قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها000 وهاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
لقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الاهتمام بالمسلمين ومعايشة آلامهم وكان عثمان بن مظعون ممن تأثرت نفسه بذلك فرد جوار الوليد بن المغيرة وفضل أن يعيش كإخوانه المسلمين المستضعفين في جوار الله عز وجل ومستعيناً به.
ويروي ابن إسحاق هذا الحدث الذي يدل على عمق التربية لدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعندما أشيع إسلام أهل مكة رجع من هاجروا إلى الحبشة ولما قربوا من دخول مكة علموا أن أهل مكة لم يدخلوا في الإسلام فرجع منهم من رجع إلى الحبشة ودخل البعض الآخر مستخفياً والبعض دخل في جوار أناس من المشركين ودخل عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة: ولما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء، وهو يروح ويغدو في أمان من الوليد ابن المغيرة قال: والله إن غدوي ورواحي آمنا في جوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني، لنقص كثير في نفسي. فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد رددت إليك جوارك، قال: لم يا ابن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: ل، ولكني أرضى بجوار الله عز وجل ولا أريد أن أستجير بغيره قال: فانطلق إلى المسجد، فاردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية. قال: فانطلق، فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد بن المغيرة هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري. قال صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره. ثم انصرف عثمان رضي الله عنه ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر في مجلس من قريش ينشدهم فجلس معهم عثمان فقال لبيد... ألا كل شيء ما خلا الله باطل... فقال عثمان صدقت فقال لبيد... وكل نعيم لا محالة زائل... فقال عثمان كذبت نعيم الجنة لا يزول فقال لبيد يا معشر قريش والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم فقال رجل من القوم إن هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله فرد عليه عثمان حتى شرى أمرهما فقام إليه ذلك الرجل ولطم عينه فخضرها والوليد ابن المغيرة قريب يرى ما بلغ عثمان فقال والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية ولقد كنت في ذمة منيعة قال يقول عثمان بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله واني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس فقال له الوليد هلم يا ابن أخي إلى جوارك فعد قال لا..
أهم ملامح شخصيته:
1ـ صدق إسلامه وطاعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأدائه للعبادات ليلاً ونهاراً.. قال سعد بن أبي وقاص: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لأختصين. وكان عابدا مجتهدا من فضلاء الصحابة وقد كان هو وعلي بن أبي طالب وأبو ذر رضي الله عنهم هموا أن يختصوا ويتبتلوا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. ونزلت فيهم: " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا..." الآية المائدة 962
2ـ شدة حياءه.. أتى عثمان بن مظعون النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:( يا رسول الله إنّي لا أحبّ أن ترى امرأتي عورتي )000قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( ولِمَ؟)000قال:( أستحيي من ذلك وأكرهه )000 قال -صلى الله عليه وسلم-:( إنّ الله جعلها لك لباس، وجعلك لها لباس، وأهلي يرون عورتي، وأنا أرى ذلك منهم )000قال:( أنت تفعلُ ذلك يا رسول الله؟)000قال:( نعم )000قال:( فمِنْ بعدِك )000فلمّا أدبر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( إنّ ابن مظعون لَحَييٌّ سِتّيرٌ )000
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ـ يقول أبو بردة: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي -صلى الله عليه وسلم -فرأينها سيئة الهيئة، فقلن له: ما لك؟ فما في قريش أغنى من بعلك! قالت: أما ليله فقائم، وأما نهاره فصائم، فلقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أما لك بي أسوة... الحديث.
قال: فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس.
ـ وعن حماد بن زيد قال: حدثنا معاوية بن عياش، عن أبي قلابة أن عثمان بن مظعون قعد يتعبد، فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا عثمان! إن الله لم يبعثني بالرهبانية وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة.
بعض كلماته:
قال عثمان بن مظعون يعاتب أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، وهو ابن عمه وكان يؤذيه في إسلامه وكان أمية شريفا في قومه في زمانه ذلك:
أتيم بن عمرو للذي جاء بغضة ومن دونه الشرمان والبرك أكتع أأخرجتني من بطن مكة آمنا وأسكنتني في صرح بيضاء تقذع تريش نبالا لا يواتيك ريشها وتبرى نبالا ريشها لك أجمع
وحاربت أقواما كراما أعزة وأهلكت أقواما بهم كنت تفزع
ستعلم إن نابتك يوما ملمة وأسلمك الأوباش ما كنت تصنع
وتيم بن عمرو، الذي يدعو عثمان جمح كان اسمه تيم.
موقف الوفاة:
ـ يروي خارجة بن زيد، عن أم العلاء وهي من المبايعات، فذكرت أن عثمان بن مظعون اشتكى عندهم، فمرضناه حتى توفي، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: شهادتي عليك أبا السائب. لقد أكرمك الله! فقال رسول الله: وما يدريك؟ قلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن؟ قال: أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، وإني لرسول الله، وما أدري ما يفعل بي. قالت: فوالله لا أزكي بعده أحد. قالت: فأحزنني <160> ذلك، فنمت، فرأيت لعثمان عينا تجري، فأخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ذاك عمله.
ـ وعن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل عثمان بن مظعون وهو ميت، ودموعه تسيل على خد عثمان ابن مظعون
ـ وعن أبي النضر قال: لما مر بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول الله: ذهبت ولم تلبس منها بشيء.
وروى محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث عن سالم أبي النضر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون وهو يموت فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب فسجي عليه وكان عثمان نازلا على امرأة من الأنصار يقال لها أم معاذ فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا عليه طويلا ثم تنحى فبكى فبكى أهل البيت فقال: " إلى رحمة الله أبا السائب ". وكان السائب ابنه قد شهد معه بدرا فقالت أم معاذ: هنئا لك أبا السائب الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما يدريك يا أم معاذ ما هو فقد جاءه اليقين ولا نعلم إلا خيرا ". قالت: لا والله لا أقولها لأحد بعده أبدا.
وتوفي:في شعبان سنة ثلاث
وكان أول من دفن ببقيع الغرقد يقول عبيد الله بن أبي رافع قال: أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون، فوضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند رأسه حجرا، وقال: هذا قبر فرطنا.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عتبة بن غزوان المازني
هو عُتبة بن غَزْوان بن جابر بن وهيب. السيد الأمير المجاهد أبو غزوان المازني، حليف بني عبد شمس..
وهو من السابقين الأولين وهاجر إلى الحبشة ثم رجع مهاجرا إلى المدينة رفيقا للمقداد وشهد بدرا وما بعدها وولاه عمر في الفتوح فاختط البصرة وفتح فتوحا وكان طويلا جميلا.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي دجانة.
إسلامه:
كان سابع سبعة سبقوا إلى الإسلام، وأعطوا أيمانهم لرسول صلى الله عليه وسلم، مبايعين ومتحدّين قريش بكل ما معها من بأس وقدرة على الانتقام..
وفي الأيام الأولى للدعوة. أيام العسرة والهول، صمد عتبة بن غزوان، مع إخوانه ذلك الصمود الجليل الذي صار فيما بعد زادا للضمير الإنساني يتغذى به وينمو على مر الأزمان..
ولما أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، خرج عتبة مع المهاجرين..
بيد أن شوقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعه يستقر هناك، فسرعان ما طوى البرّ والبحر عائدا إلى مكة، حيث لبث فيها بجوار الرسول حتى جاء ميقات الهجرة إلى المدينة، فهاجر عتبة مع المسلمين..
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
كان عتبة يخاف الدنيا على دينه أشد الخوف، وكان يخافها على المسلمين، فراح يحملهم على القناعة والشظف.
وحاول الكثيرون أن يحوّلوه عن نهجه، ويثيروا في نفسه الشعور بالإمارة، وبما للإمارة من حق، لا سيما في تلك البلاد التي لم تتعود من قبل أمراء من هذا الطراز المتقشف الزاهد، والتي تعود أهلها احترام المظاهر المتعالية المزهوّة.. فكان عتبة يجيبهم قائلا:
" إني أعوذ بالله أن أكون في دنياكم عظيما، وعند الله صغيرا"..!
ولما رأى الضيق على وجوه الناس بسبب صرامته في حملهم على الجادّة والقناعة قال لهم:
" غدا ترون الأمراء من بعدي"..
أهم ملامح شخصيته:
1ـ كثرة حبه في الجهاد في سبيل الله ونشره للدعوة الإسلامية.. مضى عتبة على رأس جيشه الذي لم يكن كبيرا، حتى قدم الأبلّة..
وكان الفرس يحشدون بها جيشا من أقوى جيوشهم..
ونظم عتبة قواته، ووقف في مقدمتها، حاملا رمحه بيده التي لم يعرف الناس لها زلة منذ عرفت الرمي..!!
وصاح في جنده:
" الله أكبر، صدق وعده..
وكأنه كان يقرأ غيبا قريبا، فما هي الا جولات ميمونة استسلمت بعدها الأبلّة وطهرت أرضها من جنود الفرس، وتحرر أهلها من طغيان طالما أصلاهم سعيرا.. وصدق الله العظيم وعده..!!
2 ـ إخلاصه الشديد في طاعة الله ورسوله مما جعله زاهداً في الحياة وطلباً للآخرة وذلك الذي جعله يقف ويدعوا الله ألا يتولى المارة بعد أن رده عمر بن الخطاب إليها..
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
أرسله أمير المؤمنين عمر إلى الأبلّة ليفتحها، وليطهر أرضها من الفرس الذين كانوا يتخذونها نقطة وثوب خطرة على قوات الإسلام الزاحفة عبر بلاد الإمبراطورية الفارسية، تستخلص منها بلاد الله وعباده..
وقال له عمر وهو يودّعه وجيشه:
" انطلق أنت ومن معك، حتى تأتوا أقصى بلاد العرب، وأدنى بلاد العجم..
وسر على بركة الله ويمنه..
وادع إلى الله من أجابك.
ومن أبى، فالجزية..
وإلا فالسيف في غير هوادة..
كابد العدو، واتق الله ربك"..
وكان سعد يكتب إلى عتبة وهو عامله فوجد من ذلك عتبة فأستأذن عمر أن يقدم عليه فأذن له واستخلف على البصرة المغيرة بن شعبة فقدم عتبة على عمر فشكا إليه تسلط سعد عليه فسكت عنه عمر فأعاد ذلك عتبة مرارا فلما أكثر على عمر قال وما عليك يا عتبة أن تقر بالإمرة لرجل من قريش له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف فقال له عتبة ألست من قريش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حليف القوم منهم ولي صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قديمة لا تنكر ولا تدفع فقال عمر لا ينكر ذلك من فضلك قال عتبة أما إذ صار الأمر إلى هذا فوالله لا أرجع إليها أبدا فأبى عمر إلا أن يرده إليها فرده فمات بالطريق وكان عمله على البصرة ستة أشهر.
ومما روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
روى عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان عن أبيه عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لقريش هل فيكم من ليس منكم قالوا بن أختنا عتبة بن غزوان قال بن أخت القوم منهم وحليف القوم منهم.
بعض كلماته:
قال خالد بن عمير: خطبنا عتبة بن غزوان، قال: أيها الناس إن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم ييق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، ألا وإنكم في دار أنتم متحولون منها فانتقلوا بصالح ما بحضرتكم، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيماً وعند الله صغيراً، وإنكم والله لتبلون الأمراء من بعدي، وإنه والله ما كانت نبوة قط إلا تناسخت حتى تكون ملكاً وجبرية، وإني رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا، فوجدت بردة فشققتها بنصفين فأعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها فليس من أولئك السبعة اليوم رجل حي إلا وهو أمير مصر من الأمصار، فيا للعجب للحجر يلقى من رأس جهنم فيهوي سبعين خريفاً حتى يتقرر في أسفلها، والذي نفسي بيده لتملأن جهنم، أفعجبتم وإن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً، وليأتين عليه يوم وما فيها باب إلا وهو كظيظ.
الوفاة:
لما جاء موسم الحج، استخلف على البصرة أحد إخوانه وخرج حاجا. ولما قضى حجه، سافر إلى المدينة، وهناك سأل أمير المؤمنين أن يعفيه من الإمارة..
لكن عمر لم يكن يفرّط في هذا الطراز الجليل من الزاهدين الهاربين مما يسيل له لعاب البشر جميعا.
وكان يقول لهم:" تضعون أماناتكم فوق عنقي..
ثم تتركوني وحدي..؟
لا والله لا أعفيكم أبدا"..!!
وهكذا قال لـ عتبة لغزوان.. ولما لم يكن في وسع عتبة إلا الطاعة، فقد استقبل راحلته ليركبها راجعا إلى البصرة.
لكنه قبل أن يعلو ظهرها، استقبل القبلة، ورفع كفّيه الضارعتين إلى السماء ودعا ربه عز وجل ألا يردّه إلى البصرة، ولا إلى الإمارة أبدا..واستجيب دعاؤه.. فبينما هو في طريقه إلى ولايته أدركه الموت..
وفاضت روحه إلى بارئها، مغتبطة بما بذلت وأعطت..وبما زهدت وعفت.. وبما أتم الله عليها من نعمة.. وبما هيأ لها من ثواب... وتوفي بطريق البصرة وافدا إلى المدينة سنة سبع عشرة. وقيل: مات سنة خمس عشرة، وعاش سبعا وخمسين سنة، رضي الله عنه.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
سفينة مولى رسول الله
نسبه وقبيلته
http://ar.islamstory.net/images/stor...6_image002.jpgسفينة أبو عبد الرحمن ويقال أبو البختري مولى رسول الله، كان عبدًا لأم سلمة زوج رسول اللهفأعتقته، وشرطت عليه أن يخدم النبيحياته. يقال اسمه مهران بن فروخ، قاله الواقدي. ويقال اسمه نجران، قاله محمد بن سعد. ويقال اسمه رومان، ويقال رباح، ويقال قيس، ويقال شنبة بن مارفنه[1]. وهو من مولدي العرب، وأصله من أبناء فارس، وهو سفينة بن مافنة[2].
من مواقفه مع الرسول
كان الرسولهو الذي سماه سفينة، يقول: كان اسمي قيسًا فسماني رسول اللهسفينة. قلت: لم سماك سفينة؟ قال: خرج ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم، فقال: "ابسط كساءك". فبسطته، فجعل فيه متاعهم ثم حمله عليَّ فقال: "احمل ما أنت إلا سفينة". فقال: لو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو خمسة أو ستة ما ثقل عليَّ[3].
من الأحاديث التي رواها عن الرسول
عن أبي سفينة عن أم سلمة زوج النبيقالت: سمعت رسول اللهيقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وخلف له خيرًا منها". قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله. قالت: ثم عزم اللهلي فقلتها: اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها. قالت: فتزوجت رسول الله. وهذا درس لنا نحن المسلمين أن نقول هذا الدعاء في كل ضائقة نتعرض لها، حتى يخلف علينا اللهبأحسن منها.
وعن سفينة أبي عبد الرحمن: أن رجلاً أضاف علي بن أبي طالب فصنع له طعامًا، فقالت فاطمة بنت رسول الله: لو دعونا رسول اللهفأكل معنا. فدعوه، فجاء فوضع يده على عضادتي الباب فرأى القرام (القرام: الستر، كره الزينة والتصنع) قد ضرب به في ناحية البيت، فرجع، فقالت فاطمة لعلي: الحقه، فانظر ما رجعه. فتبعته فقلت: يا رسول الله، ما ردك؟ فقال: "إنه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتًا مزوقًا"[4].
فما تعلق صحابة رسول اللهبالدنيا، وتعاملوا مع الدنيا من منطلق أنها قنطرة للآخرة، ووجودهم فيها من أجل تحصيل الثواب، والوصول إلي جنة عرضها السموات والأرض.
وعن سفينة مولى رسول اللهقال: خطبنا رسول اللهفقال:"ألا إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد حذر الدجال أمته، هو أعور عينه اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر، يخرج معه واديان أحدهما جنة والآخر نار، فناره جنة وجنته نار، معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء، لو شئت سميتهما بأسمائهما وأسماء آبائهما، واحد منهما عن يمينه والآخر عن شماله، وذلك فتنة، فيقول الدجال: ألست بربكم؟ ألست أحي وأميت؟ فيقول له أحد الملكين: كذبت، ما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه، فيقول له: صدقت، فيسمعه الناس فيظنون إنما يصدق الدجال وذلك فتنة، ثم يسير حتى يأتي المدينة فلا يؤذن له فيها فيقول: هذه قرية ذلك الرجل، ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عند عقبة أفيق"[5].
الوفاة
توفي سفينةفي زمن الحجاج[6].
[1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/132، ابن الأثير: أسد الغابة 2/481.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 5/337.
[3] الحاكم: المستدرك (6548)، 3/701.
[4] المصدر السابق (2758)، 2/203.
[5] الإمام أحمد: المسند (21929)، 36/257، 258.
[6] ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 2/685.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عتاب بن أسيد
هو عَتّاب - بالتشديد - بن أَسِيد، بفتح أوله، بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي.
أبو عبد الرحمن، ويقال:أبو محمد.
أمه: زينب بنت عمرو بن أمية.
قصة إسلامه:
قال ابن هشام: وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل الكعبة عام الفتح ومعه بلال، فأمره أن يؤذن، وأبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب بن أسيد: لقد أكرم الله أسيداً ألا يكون سمع هذ، فيسمع منه ما يغيظه. فقال الحارث بن هشام: أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته، فقال أبو سفيان: لا أقول شيئ، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى، فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قد علمت الذي قلتم، ثم ذكر ذلك لهم ؛ فقال الحارث وعتاب: نشهد أنك رسول الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معن، فنقول أخبرك.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
ـ روى ابن أبي عقرب، عن عتاب بن أسيد قال: أصبت في عملي الذي استعملني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردين معقدين، كسوتهما غلامي كيسان، فلا يقولن أحدكم: أخذ مني عتاب كذا! فقد رزقني رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم درهمين، فلا أشبع الله بطناً لا يشبعه كل يوم درهمان.
أهم ملامح شخصيته:
شدته على المنافقين ورحمته بالمؤمنين وقد اشتهر عن عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باجتماع الأمانة والقوة فيهم ومن هؤلاء عتاب بن أسيد الأموي رضي الله عنه الذي ورد فيه من حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- استعمل عتاب بن أسيد على مكة، وكان شديدا على المريب، ليّنا على المؤمنين، وكان يقول: والله لا أعلم متخلفا عن هذه الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه؛ فإنه لا يتخلف عنها إلا منافق، فقال أهل مكة: يا رسول الله، استعملت على أهل الله أعرابيا جافيا، فقال: إني رأيت فيما يرى النائم أنه أتى باب الجنة، فأخذ بحلقة الباب فقعقها حتى فتح له ودخل.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
يقول ابن جريج عن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما قرب من مكة: "أربعة أربأ بهم عن الشرك عتاب بن أسيد وجبير بن مطعم وحكيم بن حزام وسهيل بن عمرو.
وعن ابن أبي مليكة يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقد رأيت أسيداً في الجنة وأنى يدخل أسيد الجنة فعرض له عتاب بن أسيد فقال: هذا الذي رأيت أدعوه لي فدعا فاستعمله يومئذ على مكة ثم قال لعتاب: أتدري على من استعملتك؟ استعملتك على أهل الله فاستوص بهم خيراً يقولها ثلاثاً. وقال ابن اسحاق خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة معتمرا وأمر ببقايا الفيىء فحبس بمجنة بناحية مر الظهران فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمرته انصرف راجعا الى المدينة واستخلف عتاب بن اسيد على مكة وخل معه معاذ بن جبل يفقه الناس في الدين ويعلمهم القرآن واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقايا الفىء ورزق عتاب بن أسيد والي مكة.
مواقف من حياته مع الصحابة:
قال ابن هشام: بلغني عن زيد بن أسلم أنه قال لما استعمل النبي صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد على مكة رزقه كل يوم درهم، فقام فخطب الناس فقال أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم، فقد رزقني رسول الله صلى الله عليه وسلم درهما كل يوم فليست. بي حاجة إلى أحد.
ـ ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى مكة وعملها عتاب بن أسيد، فلما بلغهم ذلك ضج أهل المسجد، فبلغ عتاباً فخرج حتى دخل شعباً من شعاب مكة، وسمع أهل مكة الضجيج فتوافى رجالهم إلى المسجد، فقال سهيل: أين عتاب؟ وجعل يستدل عليه حتى أتى عليه في الشعب، فقال: ما لك؟ قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قم في الناس فتكلم، قال: لا أطيق مع موت رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام، قال: فاخرج معي فأنا أكفيكه، فخرجا حتى أتيا المسجد الحرام، فقام سهيل خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وخطب بمثل خطبة أبي بكر، لم يخرم عنها شيئاً.
ومما روى عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
يروي عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم وبهذا الإسناد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زكاة الكروم إنها تخرص كما يخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا.
وفاته:
ـ من المؤرخين من ذكر أنه عاش أميرا على مكة إلى أواخر أيام عمر بن الخطاب فتكون وفاته في أوائل سنة 23هـ.
ـ وقال الواقدي أنه مات يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال ماتا في يوم واحد وكذلك يقول ولد عتاب وقال محمد بن سلام وغيره جاء نعي أبي بكر رضي الله تعالى عنه مكة يوم دفن عتاب بت أسيد بها انتهى..
المراجع:
سيرة ابن هشام - أخبار مكة وما جاء فيها من آثار - المعجم الأوسط - الوافي بالوفيات.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن مسعود
اسمه وفضله
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة. كانقصيرًا جدًّا، طوله نحو ذراع، خفيف اللحم، دقيق الرجلين. يقال: إن عبد الله بن مسعودسادس من أسلم. وقد هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله، وهو الذي أجهز على أبي جهل. وأمُّه هي أم عبد بنت عبد وُدّ بن سُوَيٍّ، من بني زهرة.
قصة إسلامه
سبب إسلامه أنه مرَّ عليه النبيوهو يرعى غنمًا بمكة لعقبة بن أبي معيط، فأخذ النبيمنها شاة حائلاً[1] وحلبها. فأسلم وحسن إسلامه.
أثر الرسول في تربيته
قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِوَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ". فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أَجَلْ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".
وعَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَقُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ، أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلاَةَ، وَالآخَرُ يُؤَخِّرُ الإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ الصَّلاَةَ. قَالَتْ: أَيُّهُمَا يُعَجِّلُ الإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلاَةَ؟ قُلْنَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. قَالَتْ: هَكَذَا صَنَع رَسُولُ اللَّهِ.
مواقف من حياته مع الرسول
عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: "اقْرَأْ عَلَيَّ". قَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ! قَالَ: "إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي". قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ النِّسَاءِ إِلَى قَوْلِهِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، فَبَكَى.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍقَالَ: إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ إِذْ جَاءَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ: ثَقَفِيٌّ وَخَتْنَاهُ قُرَشِيَّانِ كَثِيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَتَحَدَّثُوا بَيْنَهُمْ بِحَدِيثٍ. قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمْ: تُرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْمَعُ مَا قُلْنَا. قَالَ الآخَرُ: أُرَاهُ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا، وَلاَ يَسْمَعُ إِذَا خَفَضْنَا. قَالَ الآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ شَيْئًا مِنْهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُهُ كُلَّهُ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} حَتَّى {الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 22، 23].
في غزوة حنين
عَنِ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِيَوْمَ حُنَيْنٍ. قَالَ: فَوَلَّى عَنْهُ النَّاسُ، وَثَبَتَ مَعَهُ ثَمَانُونَ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَنَكَصْنَا عَلَى أَقْدَامِنَا نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ قَدَمًا وَلَمْ نُوَلِّهِمْ الدُّبُرَ، وَهُمْ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةَ. قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِعَلَى بَغْلَتِهِ يَمْضِي قُدُمًا، فَحَادَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ فَمَالَ عَنِ السَّرْجِ، فَقُلْتُ لَهُ: ارْتَفِعْ، رَفَعَكَ اللَّهُ. فَقَالَ: "نَاوِلْنِي كَفًّا مِنْ تُرَابٍ"، فَضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ فَامْتَلأَتْ أَعْيُنُهُمْ تُرَابًا، ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ؟" قُلْتُ: هُمْ أُولاَءِ. قَالَ: "اهْتِفْ بِهِمْ". فَهَتَفْتُ بِهِمْ، فَجَاءُوا وَسُيُوفُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ كَأَنَّهَا الشُّهُبُ، وَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ أَدْبَارَهُمْ.
مكانة عبد الله بن مسعود
أَمَرَ النَّبِيُّابْنَ مَسْعُودٍ، فَصَعِدَ عَلَى شَجَرَةٍ أَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍحِينَ صَعِدَ الشَّجَرَةَ، فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ[2] سَاقَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "مَا تَضْحَكُونَ؟! لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ".
وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُلَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّايَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلاَّ قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلاَلٌ".
بعض مواقفه مع الصحابة
مع عبد الله بن عمرو
عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوفَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِيَقُولُ: "اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -فَبَدَأَ بِهِ- وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ".
عمر بن الخطاب يثني على ابن مسعود
سيَّره عمر بن الخطابإلى الكوفة، وكتب إلى أهل الكوفة: إني قد بعثت عمار بن ياسرأميرًا، وعبد الله بن مسعودمعلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رسول اللهمن أهل بدر؛ فاقتدوا بهما وأطيعوا واسمعوا قولهما، وقد آثرتكم بعبد اللهعلى نفسي.
أثره في الآخرين
عَنِ الأَسْوَدِ وَعَلْقَمَةَ قَالاَ: صَلَّيْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍفِي بَيْتِهِ، فَقَامَ بَيْنَنَا، فَوَضَعْنَا أَيْدِيَنَا عَلَى رُكَبِنَا، فَنَزَعَهَا فَخَالَفَ بَيْنَ أَصَابِعِنَا، وَقَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِيَفْعَلُهُ".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "حَافِظُوا عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّهِسُنَنَ الْهُدَى، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ بَيِّنُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَلَهُ مَسْجِدٌ فِي بَيْتِهِ، وَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْلَكَفَرْتُمْ".
علم ابن مسعود بالقرآن الكريم
عن عبد الله بن مسعودقال: إن للشيطان لمَّة وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فتكذيب بالحق وإيعاد بالشر، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله وليحمد الله عليه، ومن وجد الأخرى فليستعذ من الشيطان، ثم قرأ: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً} [البقرة: 268].
وعن عبد الله بن مسعودفي قوله تعالى: {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ} [آل عمران: 113]: صلاة العتمة هم يصلونها، ومن سواهم من أهل الكتاب لا يصليها.
بعض كلماته
- اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ مُسْتَمِعًا، وَلاَ تَكُنِ الرَّابِعَ فَتَهْلِكَ.
- مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكْرَمَ دِينُهُ فَلاَ يَدْخُلْ عَلَى السُّلْطَانِ، وَلاَ يَخْلُوَنَّ بِالنِّسْوَانِ، وَلاَ يُخَاصِمَنَّ أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ.
- تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَالطَّلاَقَ وَالْحَجَّ؛ فَإِنَّهُ مِنْ دِينِكُمْ.
- التمسوا الغنى في النكاح؛ يقول الله تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32].
- الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل.
الوفاة
تُوُفِّي عبد الله بن مسعودسنة 32هـ بالمدينة، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان بن عفان، وكان عمره يوم توفِّي بضعًا وستين سنة.
[1] الحائل: أي التي لم تَحْمِلْ.
[2] الحموشة: دقة الساقين
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
سعيد بن عامر
نسبه وقبيلته
http://ar.islamstory.net/images/stor...5_image002.jpgسعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة القرشي الجمحي، من كبار الصحابة وفضلائهم. وقد أسلم سعيد بن عامر قبل غزوة خيبر، وهاجر إلى المدينة، وشهد مع رسول اللهخيبر وما بعد ذلك من المشاهد، ولا نعلم له بالمدينة دارًا[1].
وقد أثرت تربية الرسول فيه، وهذا ما نراه من زهده وورعه وبعده عن مواطن الشبهات. وكانت شخصيتهورعة زاهدة تقية، وكان على قدر تحمل المسئولية.
بعض المواقف مع الصحابة
انطلاقًا من حرص عمر على تفقد أحوال الرعية، فقد سأل عمر بن الخطابعامله على حمص سعيد بن عامر، فقال له عمر: ما لك من المال؟ قال: سلاحي وفرسي وأبغل أغزو عليها، وغلام يقوم عليَّ وخادم لامرأتي، وسهم يعد في المسلمين. فقال له عمر: ما لك غير هذا؟ قال: حسبي هذا، هذا كثير. فقال له عمر: فلمَ يحبك أصحابك؟ قال: أواسيهم بنفسي، وأعدل عليهم في حكمي. فقال له عمر: خذ هذه الألف دينار فتقوَّ بها. قال: لا حاجة لي فيها، أعط من هو أحوج إليها مني. فقال عمر: على رسلك حتى أحدثك ما قال رسول الله، ثم إن شئت فاقبل وإن شئت فدع: إن رسول اللهعرض عليَّ شيئًا فقلت مثل الذي قلت، فقال رسول الله: "من أعطي شيئًا من غير سؤال ولا استشراف نفس، فإنه رزق من الله فليقبله ولا يرده". فقال الرجل: أسمعت هذا من رسول الله؟ قال: نعم. فقبله الرجل ثم أتى امرأته فقال: إن أمير المؤمنين أعطانا هذه الألف دينار، فإن شئت أن نعطيه من يتجر لنا به ونأكل الربح ويبقى لنا رأس مالنا، وإن شئت أن نأكل الأول فالأول. فقالت المرأة: بل أعطه من يتجر لنا به ونأكل الربح، ويبقى لنا رأس المال. قال: ففرقيه صررًا. ففعلت، فجعل كل ليلة يخرج صرة فيضعها في المساكين ذوي الحاجة، فلم يلبث الرجل إلا يسيرًا حتى توفي، فأرسل عمر يسأل عن الألف، فأخبرته امرأته بالذي كان يصنع، فالتمسوا ذلك فوجدوا الرجل قدمها لنفسه، ففرح بذلك عمر وسُرَّ وقال: يرحمه الله، إن كان الظن به كذلك[2].
واستعمل عمر بن الخطاب سعيدًا بن عامر على جند حمص، فقدم عليه فعلاه بالدرة، فقال سعيد: سبق سيلك مطرك، إن تستعتب نعتب، وإن تعاقب نصبر، وإن تعف نشكر. قال: فاستحيى عمر وألقى الدرة. وقال: ما على المؤمن أو المسلم أكثر من هذا، إنك تبطئ بالخراج. فقال سعيد: إنك أمرتنا أن لا نزيد الفلاح على أربعة دنانير، فنحن لا نزيد ولا ننقص إلا أنا نؤخرهم إلى غلاتهم. فقال عمر: لا أعزلك ما كنت حيًّا[3].
شكوى أهل حمص
عندما زار عمرحمص تحدث مع أهلها فسمع شكواهم، فقد قالوا: "نشكو منه أربعًا: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، ولا يجيب أحد بليل، وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا، وهي أنه تأخذه الغشية بين الحين والحين". فقال عمر همسًا: "اللهم إني أعرفه من خير عبادك، اللهم لا تخيب فيه فراستي". ودعا سعيدًا للدفاع عن نفسه، فقال سعيد: "أما قولهم: إني لا أخرج إليهم حتى يتعالى النهار، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب، إنه ليس لأهلي خادم، فأنا أعجن عجيني، ثم أدعه حتى يختمر، ثم أخبز خبزي، ثم أتوضأ للضحى، ثم أخرج إليهم". وتهلل وجه عمر وقال: "الحمد لله، والثانية؟!".
قال سعيد: "وأما قولهم: لا أجيب أحدًا بليل، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب، إني جعلت النهار لهم، والليل لربي. وأما قولهم: إن لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما، فليس لي خادم يغسل ثوبي، وليس لي ثياب أبدلها، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر حتى يجف بعد حين، وفي آخر النهار أخرج إليهم. وأما قولهم: إن الغشية تأخذني بين الحين والحين، فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضعت قريش لحمه، وحملوه على جذعة، وهم يقولون له: أتحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى؟ فيجيبهم قائلاً: والله ما أحب أني في أهلي وولدي معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة، فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته، وأنا يومئذٍ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها، أرتجف خوفًا من عذاب الله، ويغشاني الذي يغشاني".
وانتهت كلمات سعيد المبللة بدموعه الطاهرة، ولم يتمالك عمر نفسه وصاح: "الحمد لله الذي لم يخيِّب فراستي"، وعانق سعيدًا[4].
بعض الأحاديث التي نقلها عن النبي
قال سعيد بن عامر: سمعت رسول اللهيقول: "يجيء فقراء المسلمين يزفون كما يزف الحمام، ويقال لهم: قفوا للحساب. فيقولون: والله ما أعطيتمونا شيئًا تحاسبونا به. فيقول الله : صدق عبادي. فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما"[5].
وعن سعيد بن عامر قال: سمعت رسول اللهيقول: "لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض لملأت الأرض ريح المسك، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر"[6].
الوفاة
توفِّي بالرّقة فيما قيل سنة تسع عشرة وهو بقيساريّة أميرها، وقيل بالرّقة سنة ثماني عشرة، وقيل سنة عشرين. قال ابن سعد في الطبقة الثالثة: مات سنة عشرين، وهو والٍ على بعض الشام لعمر[7].
[1] ابن سعد: الطبقات الكبرى 4/269.
[2] ابن منظور: مختصر تاريخ دمشق 1/1309.
[3] المصدر السابق 1/1310.
[4] ابن الأثير: أسد الغابة 2/462.
[5] الهيثمي: مجمع الزوائد، باب فضل الفقراء (17897)، 10/460.
[6] الهيثمي: مجمع الزوائد: باب ما جاء في نساء أهل الجنة من الحور العين وغيرهن (18754)، 10/771.
[7] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/110، ابن الأثير: أسد الغابة 2/463.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن عمرو
اسمه وشرف نسبه
هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، وكنيته أبو عبد الرحمن، وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي. يقال: كان اسمه العاص، فغيّره النبي.
عمره عند الإسلام
أسلم قبل أبيه ولم يكن بين مولدهما إلا اثنتا عشرة سنة. استأذن النبيفي كتابة ما يسمع منه، فأذن له رسول الله. قال عبد الله بن عمرو: "قد حفظت عن رسول اللهألف مثل".
حب الجهاد في سبيل الله
عن عبد الله بن عمروقال: شهدنا أَجْنَادَيْنِ ونحن يومئذ عشرون ألفًا وعلينا عمرو بن العاص، فهزمهم الله ففاءت فئة إلى فِحْل في خلافة عمر، فسار إليهم عمروفي الجيش فنفاهم عن فِحْل.
وفي عام سبعة وعشرين من الهجرة عزل عثمانُعن مصر عَمْرًا، وولّى عليها عبد الله بن سعد، فغزا إفريقية ومعه عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، فالتقى هو وجرجير بسُبَيْطلة على يومين من القيروان، وكان جرجير في مائتي ألف مقاتل، وقيل: في مائة وعشرين ألفًا، وكان المسلمون في عشرين ألفًا.
البكاء من خشية الله
عن عبد الله بن عمروقال: لو أن رجلاً من أهل النار أخرج إلى الدنيا لمات أهل الدنيا من وحشة منظره، ونتن ريحه. ثم بكى عبد اللهبكاءً شديدًا.
بعض المواقف من حياته مع الرسول
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوقَالَ: تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّفِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ" مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِوَقَفَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. فَقَالَ: "اذْبَحْ وَلاَ حَرَجَ". فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ: "ارْمِ وَلاَ حَرَجَ". فَمَا سُئِلَ النَّبِيُّعَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلاَ أُخِّرَ إِلاَّ قَالَ: افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ.
وعن عبد اللهُ بْنِ الْعَاصِقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ".
وعن عبد اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟" فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ". فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قَالَ: "فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ". قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَم. قَالَ: "نِصْفَ الدَّهْرِ". فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِيَقُولُ بَعْدَمَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ.
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
موقفه مع معاذ بن جبل
عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍيَتَحَدَّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَسْكُتُ عَمَّا سَمِعُوا، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍومَا يَتَحَدَّثُ بِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِيَقُولُ هَذَا، وَأَوْشَكَ مُعَاذٌأَنْ يَفْتِنَكُمْ فِي الْخَلاَءِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَلَقِيَهُ، فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، إِنَّ التَّكْذِيبَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِنِفَاقٌ، وَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِيَقُولُ: "اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَالظِّلِّ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ".
موقفه من مقتل عمار بن ياسر
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَتِ، مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِيَقُولُ لِعَمَّارٍ: "وَيْحَكَ يَابْنَ سُمَيَّةَ! تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ". قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: أَلاَ تَسمعُ مَا يَقُولُ هَذَا؟! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لاَ تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟! إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِ.
موقفه مع أبيه عند وفاته
جَزِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِعِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍوقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا هَذَا الْجَزَعُ؟! وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِيُدْنِيكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ. قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، قَدْ كَانَ ذَلِكَ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ كَانَ أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: ابْنُ سُمَيَّةَ، وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. فَلَمَّا حَدَّثَهُ وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الْغِلاَلِ مِنْ ذَقْنِهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، وَلاَ يَسَعُنَا إِلاَّ مَغْفِرَتُكَ. وَكَانَتْ تِلْكَ هِجِّيرَاهُ دَأْبه وشأنه حَتَّى مَاتَ.
أثره في الآخرين
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِفِي التَّوْرَاةِ؟ قَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا.
عن مسروقٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوحِينَ قَدِمَ مَعَ مُعَاوِيَةَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِفَقَالَ: "لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا". وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا".
وعَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوإِذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَالَ: أَعْطَيْتَ الرَّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ".
علم عبد الله بن عمرو بالقرآن وتفسيره
قال الثوري: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الله بن عمروقال في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف: 175] هو أمية بن أبي الصلت.
وعن عبد الله بن عمروأنه قال: من تاب قبل موته بعام تيب عليه، حتى ذكر شهرًا، حتى ذكر ساعة، حتى ذكر فواقًا. قال: فقال رجل: كيف يكون هذا والله تعالى يقول: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18]؟! فقال عبد الله: أنا أحدثك ما سمعت من رسول الله.
وعن عبد الله بن عمروفي قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172]، قال: أخذهم كما يأخذ المشط من الرأس.
بعض ما روى عن النبي
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّقَالَ: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوأَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوأَنَّ النَّبِيَّقَالَ: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِيَقُولُ: "مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".
من أقواله
ينبغي لحامل القرآن ألاَّ يخوض مع من يخوض، ولا يجهل مع من يجهل، ولكن يعفو ويصفح لحق القرآن؛ لأن في جوفه كلام الله تعالى. وينبغي له أن يأخذ نفسه بالتصاون عن طرق الشبهات، ويقل الضحك والكلام في مجالس القرآن وغيرها بما لا فائدة فيه، ويأخذ نفسه بالحلم والوقار. وينبغي له أن يتواضع للفقراء، ويتجنب التكبر والإعجاب، ويتجافى عن الدنيا وأبنائها، إنْ خاف على نفسه الفتنة، ويترك الجدال والمراء، ويأخذ نفسه بالرفق والأدب. وينبغي له أن يكون ممن يؤمن شره، ويرجى خيره، ويسلم من ضره، وألاَّ يسمع ممن نمَّ عنده، ويصاحب من يعاونه على الخير، ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق، ويزينه ولا يشينه. وينبغي له أن يتعلم أحكام القرآن فيفهم عن الله مراده، وما فرض عليه فينتفع بما يقرأ، ويعمل بما يتلو، فما أقبح لحامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم ما يتلو! فكيف يعمل بما لا يفهم معناه؟! وما أقبح أن يسأل عن فقه ما يتلوه ولا يدريه، فما مثل من هذه حالته إلا كمثل الحمار يحمل أسفارًا. وينبغي له أن يعرف المكي من المدني؛ ليفرق بذلك بين ما خاطب الله به عباده في أول الإسلام وما ندبهم إليه في آخر الإسلام، وما افترض الله في أول الإسلام، وما زاد عليه من الفرائض في آخره، فالمدني هو الناسخ للمكي في أكثر القرآن، ولا يمكن أن ينسخ المكي المدني؛ لأن المنسوخ هو المتقدم في النزول قبل الناسخ له، ومن كماله أن يعرف الإعراب والغريب؛ فذلك مما يسهل عليه معرفة ما يقرأ، ويزيل عنه الشك فيما يتلو.
متى توفي؟
تُوُفِّي سنة خمس وستين من الهجرة، وفيها مات -على الصحيح- عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي، وكان أصغر من أبيه باثنتي عشرة سنة. وكان دينًا صالحًا كثير العلم رفيع القدر، يلوم أباه على القيام في الفتنة، ويطيعه للأبوة.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن عمر
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، يكنى أبا عبد الرحمن، أمه زينب بنت مظعون، وُلد بعد البعثة بأربعة أعوام وكان أبوه ما زال على الكفر، وما إن أصبح يافعًا حتى كان الله قد هدى والده عمر بن الخطاب إلى الإسلام. بدأت علاقته مع الإسلام منذ أن هاجر مع والده إلى المدينة وهو ابن عشرة أعوام، وبعد الهجرة أخذ ينهل من تعاليم الإسلام عن الرسولمباشرةً، حيث كان يتبعه كظلِّه. لم يشهد بدرًا وأُحد لصغر سنِّه، وشارك في غزوة الخندق عندما سمح له النبيبذلك، وهو ابن خمسة عشر عامًا، وشارك في بيعة الرضوان. كان فقيهًا كريمًا حسن المعشر طيِّب القلب، لا يأكل إلا وعلى مائدته يتيم يشاركه الطعام.
محاكاته الرسول
كان عبد الله بن عمرحريصًا كل الحرص على أن يفعل ما كان الرسوليفعله، فيصلي في ذات المكان، ويدعو قائمًا كالرسول الكريم، بل يذكر أدق التفاصيل؛ ففي مكة دارت ناقة الرسولدورتين قبل أن ينزل الرسول من على ظهرها ويصلي ركعتين، وقد تكون الناقة فعلت ذلك بدون سبب، لكن عبد اللهلا يكاد يبلغ نفس المكان في مكة حتى يدور بناقته ثم ينيخها ثم يصلي لله ركعتين تمامًا كما رأى الرسوليفعل، وتقول في ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "ما كان أحد يتبع آثار النبيفي منازله كما كان يتبعه ابن عمر". حتى إنّ النبينزل تحت شجرة، فكان ابن عمريتعاهد تلك الشجرة، فيصبُّ في أصلها الماء لكيلا تيبس.
جهاده
أول غزوات عبد الله بن عمركانت غزوة الخندق، فقد اسْتُصْغِرَ يوم أُحد، ثم شهد ما بعدها من المشاهد، وخرج إلى العراق وشهد القادسية ووقائع الفرس، وورَدَ المدائن، وشهد اليرموك، وغزا إفريقية مرتين.
وكان ابن عمررجلاً آدم جسيمًا ضخمًا، يقول ابن عمر: "إنّما جاءتنا الأدْمة من قِبل أخوالي، والخال أنزعُ شيء، وجاءني البُضع من أخوالي، فهاتان الخصلتان لم تكونا في أبي؛ كان أبي أبيض، لا يتزوَّج النساء شهوةً إلا لطلب الولد".
قيامه الليل
يحدثنا ابن عمر: "رأيت على عهد رسول اللهكأن بيدي قطعة إستبرق، وكأنني لا أريد مكانًا من الجنة إلا طارت بي إليه، ورأيت كأن اثنين أتياني وأرادا أن يذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطيّ البئر، فإذا لها قرنان كقرني البئر، فرأيت فيها ناسًا قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار. فلقينا ملك فقال: لا تُرَع. فخليا عني، فقصَّتْ حفصة أختي على النبيرؤياي، فقال رسول الله: "نِعْمَ الرجلُ عبد الله، لو كان يصلي من الليل فيكثر". ومنذ ذلك اليوم إلى أن لقي ربَّه لم يدع قيام الليل في حلِّه أو ترحاله.
تقواه وعلمه
كان عبد اللهمثل أبيهتهطل دموعه حين يسمع آيات النذير في القرآن؛ فقد جلس يومًا بين إخوانه فقُرئ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 1-6]، ثم مضى يردد: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ودموعه تسيل كالمطر، حتى وقع من كثرة وجده وبكائه.
وكتب رجل إلى ابن عمرفقال: "اكتبْ إليَّ بالعلم كله". فكتب إليه ابن عمر: "إن العلم كثيرٌ، ولكن إن استطعتَ أن تلقى الله خفيفَ الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كافًّا لسانك عن أعراضهم، لازمًا لأمر الجماعة فافعلْ، والسلام".
شدة ورعه
دعاه يومًا الخليفة عثمانوطلب منه أن يشغل منصب القضاء فاعتذر، وألحَّ عليه عثمان فثابر على اعتذاره، وسأله عثمان: "أتعصيني؟" فأجاب ابن عمر: "كلا، ولكن بلغني أن القضاة ثلاثة: قاضٍ يقضي بجهل فهو في النار، وقاضٍ يقضي بهوى فهو في النار، وقاضٍ يجتهد ويصيب؛ فهو كفاف لا وزر ولا أجر، وإني لسائلك بالله أن تعفيني". وأعفاه عثمانبعد أن أخذ عليه عهدًا ألاَّ يخبر أحدًا؛ لأنه خشي إذا عرف الأتقياء الصالحون أن يتبعوه وينهجوا نهجه.
حذره
كانشديد الحذر في روايته عن الرسول، فقد قال معاصروه: "لم يكن من أصحاب رسول اللهأحدٌ أشد حذرًا من ألا يزيد في حديث رسول اللهأو ينقص منه من عبد الله بن عمر".
كما كان شديد الحذر والحرص في الفُتيا، فقد جاءه يومًا سائل يستفتيه في سؤالٍ، فأجابه قائلاً: "لا علم لي بما تسأل". وذهب الرجل إلى سبيله، ولا يكاد يبتعد بضع خطوات عن ابن عمر حتى فَرَك ابن عمر كفيه فرحًا، ويقول لنفسه: "سُئل ابن عمر عمّا لا يعلم، فقال لا يعلم".
جوده
كان ابن عمرمن ذوي الدخول الرغيدة الحسنة؛ إذ كان تاجرًا أمينًا ناجحًا، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرًا، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قَطُّ، إنما كان يرسله على الفقراء والمساكين والسائلين، فقد رآه أيوب بن وائل الراسبي وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفًا دَيْنًا، فذهب أيوب بن وائل إلى أهل بيت عبد الله وسألهم، فأخبروه: "إنه لم يبت بالأمس حتى فرَّقها جميعًا، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره وخرج، ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها فقال: إنه وهبها لفقير".
كما كان عبد الله بن عمريلوم أبناءه حين يولمون للأغنياء ولا يأتون معهم بالفقراء، ويقول لهم: "تَدْعون الشِّباع، وتَدَعون الجياع".
زهده
أهداه أحد إخوانه القادمين من خُراسان حُلَّة ناعمة أنيقة، وقال له: "لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان، وإنه لتقر عيناي إذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه، وترتدي هذا الثوب الجميل". قال له ابن عمر: "أرِنيه إذن". ثم لمسه وقال: "أحرير هذا؟" قال صاحبه: "لا، إنه قطن". وتملاّه عبد الله قليلاً، ثم دفعه بيمينه وهو يقول: "لا، إني أخاف على نفسي، أخاف أن يجعلني مختالاً فخورًا، والله لا يحب كل مختال فخور".
وأهداه يومًا صديق وعاءً مملوءًا، وسأله ابن عمر: "ما هذا؟" قال: "هذا دواء عظيم، جئتك به من العراق". قال ابن عمر: "وماذا يُطَبِّب هذا الدواء؟" قال: "يهضم الطعام". فابتسم ابن عمروقال لصاحبه: "يهضم الطعام! إني لم أشبع من طعام قَطُّ منذ أربعين عامًا".
لقد كان عبد اللهخائفًا من أن يقال له يوم القيامة: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20]. كما كان يقول عن نفسه: "ما وضعت لَبِنَة على لَبِنَة، ولا غرست نخلة منذ تُوُفِّي رسول الله". ويقول ميمون بن مهران: "دخلت على ابن عمر، فقَوَّمتُ (ثَمَّنْتُ) كل شيء في بيته من فراش ولحاف وبساط، ومن كل شيء فيه، فما وجدته يساوي مائة درهم".
موقفه من الخلافة
عُرضت الخلافة على ابن عمرعدة مرات فلم يقبلها، فها هو الحسنيقول: "لما قُتِل عثمان بن عفان، قالوا لعبد الله بن عمر: "إنك سيِّد الناس وابن سيد الناس، فاخرج نبايع لك الناس". قال: "إني والله لئن استطعت، لا يُهرَاق بسببي مِحْجَمَة من دم". قالوا: "لَتَخْرُجَنَّ أو لنقتُلك على فراشك". فأعاد عليهم قوله الأول، فأطمعوه وخوفوه، فما استقبلوا منه شيئًا".
واستقر الأمر لمعاويةومن بعده لابنه يزيد، ثم ترك معاوية الثاني ابن يزيد الخلافة زاهدًا فيها بعد أيام من توليه، وكان عبد الله بن عمرشيخًا مسنًّا كبيرًا، فذهب إليه مروان وقال له: "هَلُمَّ يدك نبايع لك؛ فإنك سيد العرب وابن سيدها". قال له ابن عمر: "كيف نصنع بأهل المشرق؟" قال مروان: "نضربهم حتى يبايعوا". قال ابن عمر: "والله ما أحب أنها تكون لي سبعين عامًا، ويقتل بسببي رجل واحد". فانصرف عنه مروان.
موقفه من الفتنة
رفضاستعمال القوة والسيف في الفتنة المسلحة بين عليٍّ ومعاوية، وكان الحياد شعاره ونهجه: "من قال حيَّ على الصلاة أجبته، ومن قال حيَّ على الفلاح أجبته، ومن قال حيَّ على قَتْل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت: لا". يقول أبو العالية البراء: "كنت أمشي يومًا خلف ابن عمر وهو لا يشعر بي، فسمعته يقول: "واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم، يقتل بعضهم بعضًا، يقولون: يا عبد الله بن عمر، أَعْطِ يدك".
وفاته
كُفَّ بصر عبد الله بن عمرآخر عمره، وقد مات بمكة سنة أربع وسبعين للهجرة، وقيل: سنة ثلاث وسبعين وهو ابن أربع وثمانين سنة.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن عتيك الأنصاري
هو عبد الله بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب بن غنم بن سلمة بن الخزرج الأنصاري..
مواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
وعبد الله هذا هو الذي قتل أبا رافع بن أبي الحقيق اليهودي بيده وكان في بصره شيء فنزل تلك الليلة عن درج أبي رافع بعد قتله إياه فوثب فكسرت رجله فاحتمله أصحابه حينا فلما وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رجله قال: فكأني لم أشتكها قط
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له وللذين توجهوا معه في قتل ابن أبي الحقيق إذ رآهم مقبلين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب فلما رآهم قال: " أفلحت الوجوه ".
من ملامح شخصيته:
شجاعته في قتله أبا رافع اليهودي.
ـ قال البخاري: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار، وأمر عليهم عبد الله بن عتيك، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم، قال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق ومتلطف للبواب؛ لعلي أن أدخل. فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته، وقد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد الله، إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب. فدخلت فكمنت، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علق الأغاليق على ود. قال: فقمت إلى الأقاليد وأخذتها ففتحت الباب، وكان أبو رافع يسمر عنده، وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره، صعدت إليه، فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل، فقلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله. فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، قلت: أبا رافع. قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئا، وصاح فخرجت من البيت، فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لأمك الويل، إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف. قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ضبيب السيف في بطنه، حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي، وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، حتى انطلقت حتى جلست على الباب، فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته. فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز. فانطلقت إلى أصحابي، فقلت: النجاء، فقد قتل الله أبا رافع. فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال لي: "ابسط رجلك" فبسطت رجلي فمسحها، فكأنما لم أشتكها قط.
ـ بعض الأحاديث التي رواها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
ـ روى محمد بن عبد الله بن عتيك أحد بني سلمة عن أبيه عبد الله بن عتيك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله عز وجل ثم قال بأصابعه هؤلاء الثلاث الوسطى والسبابة والإبهام فجمعهن وقال وأين المجاهدون فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله تعالى أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله عز وجل والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فقد وقع أجره على الله تعالى ومن مات قعصا فقد استوجب المآب..
وفاته:
قال البغوي: بلغني أن عبد الله بن عتيك قتل يوم اليمامة شهيدا، في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن سلام بن الحارث
هو عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ثم الأنصاري يكنى أبا يوسف وهو من ولد يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام كان حليفا للأنصار.
يقال كان حليفا للقواقلة من بني عوف بن الخزرج.
وكان اسمه في الجاهلية الحصين فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.
وهو من ذرية يوسف النبي -عليه السلام-، وجزم بذلك الطبري وابن سعد، وأخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن عبد العزيز قال: كان اسم عبد الله بن سلام الحصين، فسماه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عبد الله.
أسلم أول ما قدم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- المدينة..
حاله في الجاهلية:
كان عبد الله بن سلام حبراً من أحبار اليهود الكبار في المدينة المنوّرة، وكان أهل المدينة على اختلاف مللهم ونحلهم يُجلُّونه ويعظِّمونه، وقد اقتنع بالإسلام وأسلم ،ونزل فيه قول الله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وآية {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}
قصة إسلامه:
يروي عبد اللـه بن سلام قصة إسلامه فيقول:( لمّا سمعت رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- عرفت صفتَهُ واسمَهُ وزمانه وهيئته، والذي كنّا نتوكّف -نتوقع- له، فكنت مُسِرّاً ولذلك صامتاً عليه حتى قدم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- المدينة، فلمّا قَدِمَ نزل بقباء في بني عمرو بن عوف، فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه، وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها، وعمّتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة، فلمّا سمعتُ الخبر بقدوم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- كبّرت، فقالت لي عمّتي حين سمعت تكبيري:( لو كنتَ سمعت بموسى بن عمران قادماً ما زدت!؟)...قُلتُ له:( أيْ عمّة، هو واللـه أخـو موسـى بن عمران وعلى دينـه، بُعِـثَ بما بُعِثَ به)...فقالت لي:(أيْ ابن أخ، أهو النبي الذي كُنّا نُخبَرُ به أنه بُعث مع نَفَسِ السّاعة)... فقلت:(نعم)...قالت:( فذاك إذاً )...
فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:( إنّي سائلك عن ثلاثٍ لا يعلمهُنَّ إلى نبي، فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما يَنْزعُ الولدُ إلى أبيه أو إلى أمه؟ )...قال -صلى الله عليه وسلم-:( أخبرني بهن جبريل آنفاً )...قال:( جبريل؟)...قال:( نعم )...قال:( وذاك عدو اليهود من الملائكة )...فقرأ هذه الآية... قوله تعالى:( مَنْ كانَ عدوّاً لجبريلَ فإنّهُ نزَّلَهُ على قلبكَ )...سورة البقرة آية (97)...
أمّا أول أشراط الساعة، فنار تحشُرُ النّاس من المشرق إلى المغرب، وأمّا أوّل طعام أهل الجنّة فزيادة كَبِد الحوتِ، وإذا سبقَ ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ نزع الولد، وإذا سبق ماءُ المرأةِ نزعتْ )...قال:( أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله )...
اثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
كان الصحابي الجليل عَبْد اللَّه بْن سلام ممّن أسلم مبكراً، فقد بدأت قصّته مع قدوم النّبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة، فلما سمِع بقدوم النّبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة، وعَرَفَ أنّ الناس قد تجمّعوا لاستقباله انطلق معهم، وهو يحمل الثمر الذي كان يقطفه في أرضه، فلما نظر إليه عرف أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب، ولنَدَع سيدنا عبد الله بن سلام يروي قصّة لقائه بالنّبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الترمذي: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، وَقِيلَ:قد قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، ثَلاثًا، فجِئْتُ في النَّاسِ لأَنْظرَ، فلمَّا تَبيَّنْتُ وجْههُ عرَفتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فكان أوَّلُ شيْءٍ سمعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ"، فدنوت منه وشهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله، فالتفتَ النبي عليه الصلاة والسلام وقال: "ما اسمك؟" فقلتُ: الحصين بن سلام، فقال عليه الصلاة والسلام: "بل عبد الله بن سلام"، قلت: نعم، عبد الله بن سلام، والذي بعثك بالحق ما أُحبُّ أنّ لي اسماً آخر بعد اليوم.... الحديث.
أهم ملامح شخصيته:
كان الحصين بن سلام معروفاً بين الناس بالتُّقَى والصلاح، موصوفاً بالاستقامة والصدق، وكان يحيا حياةً هادئةً وديعة، ولكنها كانت في الوقت نفسه جادةً نافعة، فقد قسم وقته أقساماً ثلاثة ؛ شطرًا للوعظ والعبادة، وشطرًا في بستان له يتعهد نخله بالتشذيب والتأبير، وشطرًا مع التوراة للتفقه في الدين، هكذا وصفوه، وكان كلما قرأ التوراة وقف طويلاً عند الأخبار التي تبشر بظهور نبي في مكة، يتمم رسالات الأنبياء السابقين، ويختمها.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ـ يروي ابن سيرين، عن قيس بن عباد، قال: كنت في مسجد المدينة، فجاء رجل بوجهه أثر من خشوع، فقال القوم: هذا من أهل الجنة، فصلى ركعتين، فأوجز فيهم. فلما خرج، اتبعته حتى دخل منزله، فدخلت معه، فحدثته ; فلما استأنس، قلت: إنهم قالوا لما دخلت المسجد: كذا وكذا. قال: سبحان الله! ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم. وسأحدثك: إني رأيت رؤيا، فقصصتها على النبي -صلى الله عليه وسلم-: رأيت كأني في روضة خضراء، وسطها عمود حديد، أسفله في الأرض، وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: اصعد عليه. فصعدت حتى أخذت بالعروة، فقيل: استمسك بالعروة. فاستيقظت وإنها لفي يدي، فلما أصبحت، أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقصصتها عليه، فقال: أما الروضة، فروضة الإسلام، وأما العمود، فعمود الإسلام، وأما العروة ; فهي العروة الوثقي ; أنت على الإسلام حتى تموت. قال: وهو عبد الله بن سلام.
ـ وعن سعد بن أبي وقّاص: أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- أتِيَ بقصعةٍ فأكل منه، فَفَضَلتْ فضلة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(يجيء رجل مِنْ هذا الفجِّ من أهل الجنّة يأكل معي هذه الفضلة )...فجاء عبد الله بن سلام فأكله...
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
نهى عبد الله بن سلام عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن خروجه إلى العراق، وقال:(الْزَمْ مِنْبرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن تركته لا تراه أبداً)...فقال عليّ:(إنّه رجلٌ صالحٌ منّا)موقفه مع سلمان يقول المغيرة بن عبد الرحمن: لقى سلمان الفارسي عبد الله بن سلام، قال: إن مت قبلي فأخبرني ما تلقى، وإن مت قبلك أخبرك، قال: فمات سلمان فرأه عبد الله بن سلام، فقال: كيف أنت يا أبا عبد الله؟ قال: بخير، قال: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: وجدت التوكل شيئاً عجيباً.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
روى محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن سلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر في يوم الجمعة ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته.
وعن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن بني فلان أسلموا لقوم من اليهود وإنهم قد جاعوا فأخاف أن يرتدوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من عنده فقال رجل من اليهود عندي كذا وكذا لشيء قد سماه أراه قال ثلاث مائة دينار بسعر كذا وكذا من حائط بني فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعر كذا وكذا إلى أجل كذا وكذا وليس من حائط بني فلان..
بعض كلماته:
قال عبد الله بن سلام ينهى عن قتل عثمان: يا قوم لا تسلوا سيف الله فيكم، فوالله إن سللتموه لا تغمدوه! ويلكم! إن سلطانكم اليوم يقوم بالدرة، فإن قتلتموه لا يقوم إلا بالسيف. ويلكم! إن مدينتكم محفوفة بالملائكة فإن قتلتموه ليتركنها.
مناقبه:
عن معاذ بن جبل قال:( سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:( إن عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة )...وعن يزيد بن عَميرة السّكسَكي -وكان تلميذاً لمعاذ-، أنّ مُعاذ أمره أن يطلب العلم من أربعة: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي وعُويمر أبو الدرداء...
ـ وأنه ممن يؤتون أجورهم مرتين فعبد الله بن سلام من الذين يؤتون أجرهم مرتين. لقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمةٌ يطؤها فأدبـها فأحسن تأديبها وعلّمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران. أخرجه البخاري ومسلم. وفيه _ أي في عبد الله بن سلام _ نـزل قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) فعلى رأي بعض المفسرين أن الذي عنده علم من الكتاب هو عبد الله بن سلام.
وفاته:
توفي رضي الله عنه بالمدينة سنة ثلاث وأربعين.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
سارية بن زنيم
نسبه وقبيلته
http://ar.islamstory.net/images/stor...4_image002.jpgسارية بن زنيم بن عبد الله بن جابر بن محمية بن كنانة الدؤلي. كان خليعًا في الجاهلية أي لصًّا كثير الغارة، وكان يسبق الفرس عدوًا على رجليه[1]، وكان (حليفًا) في الجاهلية، وكان أشد الناس حضرًا[2].
ولا نعلم بالضبط متى أسلم سارية، والظاهر أنه أسلم متأخرًا لعدم ورود اسمه بين الصحابة الذين شهدوا بدرًا أو أُحدًا أو الخندق، ولكن موقفه مع أسيد بن أبي أناس يدل على أنه أسلم قبيل الفتح.
فموقفه مع أسيد بن أبي أناس يدل على حرصه على أن يؤمن كل الناس، فإنه لما قدم على رسول اللهوفد بني عبد بن عدي ومعهم رهط من قومهم، فذكر قصتهم مطولة، وفيها قالوا: إنا لا نريد قتالك، ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك، ثم أسلموا واستأمنوا لقومهم سوى رجل منهم أهدر النبيدمه يقال له: أسيد بن أبي أناس، فتبرءوا منه، فبلغ أسيدًا ذلك فأتى الطائف فأقام به، فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف فقال له: يابن أخي، اخرج إليه؛ فإنه لا يقتل من أتاه. فخرج إليه فأسلم، ووضع يده في يده، فأمّنه النبي[3].
أهم ملامح شخصيته
كان سارية يتحلى بالشجاعة الشخصية النادرة، وقد تجلت هذه الشجاعة في فتح (فسا ودارابجرد)، كان سريع القرار صحيحه، لماحًا للفرص المناسبة لا يضيعها؛ لذلك أسند عمر بن الخطاب إليه مهمة فتح ولايتين من أهم ولايات فارس.
من مواقفه مع الصحابة
خرج عمر بن الخطابيوم الجمعة إلى الصلاة، فصعد المنبر ثم صاح: يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم. قال: ثم خطب حتى فرغ. فجاء كتاب سارية بن زنيم إلى عمر بن الخطاب: إن الله قد فتح علينا يوم الجمعة لساعة كذا وكذا لتلك الساعة التي خرج فيها عمر فتكلم على المنبر. قال سارية: وسمعت صوتًا يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم؛ فعلوت بأصحابي الجبل ونحن قبل ذلك في بطن وادٍ محاصرو العدو، ففتح الله علينا. فقيل لعمر بن الخطاب ما ذلك الكلام، فقال: والله ما ألقيت له بالاً، شيء أتى على لساني[4].
وهنا يظهر إخلاص الفاروق عمر، فالمسافة بين المدينة المنورة وبلاد الشام كبيرة جدًّا!! فكيف سمع سارية بن زنيمصوت عمر بن الخطاب؟! إنه الإيمان الذي زرعه رسول اللهفي قلوب هؤلاء الصحابة الأطهار، رضوان الله عليهم أجمعين.
من كلماته
يُروَى له -أو لأخيه أنس- وهو أصدق بيت قالته العرب:
فما حَمَلتْ من ناقةٍ فوقَ رَحلِها *** أبرَّ وأوفـى ذِمّةً من محمـدِ[5]
وهكذا ينطلق لسان ساريةمدافعًا عن رسول الله، يدافع عنه بنفسه وبلسانه؛ فالصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- كانوا يحبون النبيأكثر من أرواحهم التي بين جنبيهم.
[1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/5.
[2] ابن ماكولا: الإكمال 4/246.
[3] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 1/79.
[4] ابن عساكر: تاريخ دمشق 20/25.
[5] الصفدي: الوافي بالوفيات 1/2019.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن رواحة
اسمه وكنيته
هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ويكنى أبا محمد. وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من بني الحارث بن الخزرج أيضًا.
حاله في الجاهلية
كان ابن رواحةكاتبًا في بيئة لا عهد لها بالكتابة إلا يسيرًا، وكان شاعرًا، ينطلق الشعر من بين ثناياه عذبًا قويًّا. ومنذ أسلم وضع مقدرته الشعرية في خدمة الإسلام.
قصة إسلامه
أسلم عبد الله بن رواحةعلى يد الداعية العظيم مصعب بن عُمير، وعندما هاجر الرسول الكريمإلى المدينة المنوّرة، صار سيدنا عبد الله بن رواحةشاعر الرسول، يلازمه، ويمدحه، ويشيد بالإسلام ومبادئه السامية، ويردُّ على شعراء المشركين، وكان يدعو إلى الله تعالى بكل ما أوتي من قوة. وبايع الرسولفي بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان واحدًا من النقباء الذين اختارهم الرسول الكريم.
أثر الرسول في تربيته
لقد كان لتربية الرسولأثرٌ واضح وملموس في حياته، فإذا أمره سارع ونفذ، وإذا نهاه عن أمر اجتنبه وتركه؛ فروي أن عبد الله بن رواحةأتى النبيوهو يخطب فسمعه يقول: "اجلسوا". فجلس مكانه خارجًا من المسجد حتى فرغ النبيمن خطبته، فبلغ ذلك النبيفقال له: "زادك الله حرصًا على طواعية الله وطواعية رسوله".
وكان النبيلا يترك موقفًا أو حدثًا يمر على أصحابه دون أن يربِّيهم أو يعلّمهم؛ فيقول ابن عباس: بعث النبيعبد الله بن رواحةفي سرية، فوافق ذلك يوم الجمعة، فغدا أصحابه وقال: أتخلف فأصلي مع رسول اللهثم ألحقهم. فلما صلى مع النبيرآه، فقال: "ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟" قال: أردتُ أن أصلي معك ثم ألحقهم. فقال: "لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما أدركت فضل غدوتهم".
أهم ملامح شخصيته
كان عبد الله بن رواحةممن أنعم الله عليهم بالجهاد بالسيف واللسان، فهو الذي جاهد مع النبيفي بدر وأُحد، وحفر الخندق مع الصحابة، وبايع بيعة الرضوان، وكان أحد القُوَّاد الثلاثة في غزوة مؤتة التي استشهد فيها. وكما جاهد بسيفه جاهد بلسانه، فكان شِعْرُهُ سيفًا مصلتًا على رقاب المشركين، ولا يقل أهمية عن السيف في المعركة. وكان يحمل سيفه وشعره في كل الغزوات، فكان يقول:
خلُّوا بني الكفار عن سبيله *** خلوا فكل الخير في رسوله
وكان عبد الله بن رواحةصوّامًا قوامًا؛ يقول أبو الدرداء: "خرجنا مع رسول اللهفي بعض غزواته في حر شديد، حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه أو كفه على رأسه من شدة الحر، ما فينا صائم إلا رسول اللهوعبد الله بن رواحة".
وتزوج رجل امرأة عبد الله بن رواحةفسألها عن صنيعه، فقالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك.
وكان عادلاً ورعًا ذا أمانة يخاف الله ويتقه؛ فعن سليمان بن يسار أن رسول اللهكان يبعث عبد الله بن رواحةإلى خيبر، فيخرص[1] بينه وبين يهود خيبر. قال: فجمعوا له حليًّا من حلي نسائهم، فقالوا له: هذا لك، وخفِّف عنا وتجاوز في القسم. فقال عبد الله بن رواحة: "يا معشر اليهود، والله إنكم لمن أبغض خلق الله إليَّ، وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم، فأَمَّا ما عرضتم من الرشوة فإنها سحت، وإنَّا لا نأكلها". فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض.
بعض المواقف من حياته مع الرسول
كان لعبد الله بن رواحةمواقف جمَّة مع النبي؛ ففي ليلة العقبة قال عبد الله بن رواحةلرسول الله: اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال: "أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم".
قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟
قال: "الجنة".
قالوا: ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل. فنزلت: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} [التوبة: 111] الآية.
وأخبر عبادة بن الصامت، أن رسول اللهعاد[2] عبد الله بن رواحةقال: فما تَحَوَّزَ (تنحَّى) له عن فراشه، فقال: "أتدرون مَنْ شُهداء أمتي؟" قالوا: قتْل المسلم شهادةٌ. قال: "إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذاً لَقَلِيلٌ؛ قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ وَالْغَرَقُ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَاءَ".
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
يقول أبو الدرداء: أعوذ بالله أن يأتي عليَّ يومٌ لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة، كان إذا لقيني مقبلاً ضربَ بين ثدييّ، وإذا لقيني مدبرًا ضربَ بين كتفيّ، ثم يقول: "يا عُويمر، اجلس فلنؤمن ساعة". فنجلس فنذكر الله ما شاء، ثم يقول: "يا عويمر، هذه مجالس الإيمان".
ولما كان يوم بدر وانتصر المسلمون وأُسر المشركون، شاور الرسول اللهأصحابه في شأن هؤلاء الأسرى، فقال: "ما تقولون في هؤلاء الأُسارى؟" فقال أبو بكر: يا رسول الله، قومك وأهلك استبقهم واستتبهم؛ لعل الله أن يتوب عليهم. وقال عمر: يا رسول الله، كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم. وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، أنت في وادٍ كثير الحطب، أضرم الوادي عليهم نارًا ثم ألقهم فيه. قال: فسكت رسول اللهفلم يرد عليهم شيئًا، ثم قام فدخل، فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر. وقال ناس: يأخذ بقول عمر. وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة.
أثره في الآخرين
كان لعبد الله بن رواحةأثرٌ واضح في الآخرين؛ فعن أنسقال: كان عبد الله بن رواحةإذا لقي الرجل من أصحاب رسول اللهقال: "تعالَ نؤمن بربنا ساعة". فقال ذات يوم لرجل، فغضب الرجل فجاء إلى النبيفقال: يا رسول الله، ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة؟ فقال النبي: "يرحم الله ابن رواحة، إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة".
وكان له الأثر الواضح في إسلام أبي الدرداء، إذ كان أخًا لأبي الدرداء في الجاهلية، وكان أبو الدرداء متعلقًا بصنم له، وكان عبد الله بن رواحةيدعوه إلى الإسلام، فيأبى، فجاءه عبد الله بن رواحةذات يوم، ولم يكن أبو الدرداء بالبيت، فأخذ قَدُومًا فجعل يضرب صنم أبي الدرداء وهو يرتجز:
ألا كل ما يُدعى مع الله باطل
وجاء أبو الدرداءفأخبرته امرأته بما صنع عبد الله بن رواحة، ففكَّر في نفسه، فقال: لو كان عند هذا خير لدفع عن نفسه. فانطلق حتى أتى رسول اللهصومعة عبد الله بن رواحة، فأسلم.
بعض كلماته
يقول عبد الله بن رواحةوهو يأخذ بخطام ناقة النبيفي عمرة القضاء:
خلُّوا بني الكفار عن سبيله *** خلوا فكل الخير مع رسوله
نحن ضربناكم على تأويله *** كما ضربناكم على تنزيلـه
ضربًا يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليلـه
وكان النبييرتجز بكلمة عبد الله بن رواحة:
والله لولا الله مـا اهتدينا *** ولا تصدقنـا ولا صلينـا
فأنزلن سكينـة علينـا *** وثبت الأقـدام إن لاقينـا
إن الأُلَى قد بغـوا علينـا *** وإن أرادوا فتنـة أبينـا
موقف الوفاة
استشهدفي غزوة مُؤْتة، وكان أحد قُوَّادها، ودُفن في بلدة مؤتة إلى الجنوب من مدينة الكرك، وذلك في العام الثامن للهجرة.
[1] الخَرْصُ: حرز ما على النخل من الرطب تمرًا.
[2] عاد المريض: إذا زاره.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن حرام
هو عبد الله بن عمرو بن حرام بن الخزرج، الأنصاري السلمي، أبو جابر أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدرا واستشهد يوم أحد.
حاله في الجاهلية:
كان عبد الله بن عمرو بن حرام سيداً من سادات الخزرج وشريف من أشرافها..
قصة إسلامه:
يروي كعب بن مالك قصة إسلام عبد الله بن عمرو بن حرام فيقول: ثم خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من سادتنا أخذناه وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرن، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا لنرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً، ثم دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة، قال: فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيباً..
أهم ملامح شخصيته:
حرصه على مصلحة المسلمين..
ـ وقال ابن المديني: حدثنا موسى بن إبراهيم، حدثنا طلحة بن خراش، سمع جابرا يقول: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحا، فقال: يا عبدي! سلني أعطك، قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا، فأقتل فيك ثانيا، فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال: يا رب! فأبلغ من ورائي. فأنزل الله: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.
وروي نحوه من حديث عائشة.
بذله للنصيحة:
لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني حين خرج إلى أحد - في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين أحد والمدينة انخزل عنهم عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس وقال: اطاعهم فخرج وعصاني! والله ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس! فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريب واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة يقول: يا قوم أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عند من حضر من عدو! فقالو: لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكنا لا نرى أن يكون فقال! فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم قال: أبعدكم الله أعداء الله! فسيغني الله عنكم! ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون (167)
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
ـ يروي أبي نضرة، عن جابر قال أبي: أرجو أن أكون في أول من يصاب غدا، فأوصيك ببناتي خيرا، فأصيب، فدفنته مع آخر، فلم تدعني نفسي حتى استخرجته ودفنته وحده بعد ستة أشهر، فإذا الأرض لم تأكل منه شيئا، إلا بعض شحمة أذنه.
أثره في الآخرين:
ـ نص عليه أحمد في من ترك وفاء، لأن عبد الله بن حرام أبا جابر بن عبد الله خرج إلى أحد، وعليه دين كثير، فاستشهد، وقضاه عنه ابنه بعلم النبي، ولم يذمه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ولم ينكر فعله، بل مدحه، وقال { ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها، حتى رفعتموه. وقال لابنه جابر أشعرت أن الله أحيا أباك، وكلمه كفاحا}.
فمن عليه دين حال أو مؤجل، لم يجز له الخروج إلى الغزو إلا بإذن غريمه، إلا أن يترك وفاء، أو يقيم به كفيلا، أو يوثقه برهن. وبهذا قال الشافعي، ورخص مالك في الغزو لمن لا يقدر على قضاء دينه ; لأنه لا تتوجه المطالبة به ولا حبسه من أجله، فلم يمنع من الغزو، كما لو لم يكن عليه دين.
ولنا أن الجهاد تقصد منه الشهادة التي تفوت بها النفس فيفوت الحق، بفواتها، وقد جاء { أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا، تكفر عني خطاياي؟ قال: نعم، إلا الدين، فإن جبريل قال لي ذلك } رواه مسلم وأما إذا تعين عليه الجهاد، فلا إذن لغريمه ; لأنه تعلق بعينه، فكان مقدما على ما في ذمته، كسائر فروض الأعيان، ولكن يستحب له أن لا يتعرض لمظان القتل ; من المبارزة، والوقوف في أول المقاتلة، لأن فيه تغريرا بتفويت الحق. وإن ترك وفاء، أو أقام كفيلا، فله الغزو بغير إذن.
موقف الوفاة:
ـ فعن ابن المنكدر، عن جابر لما قتل أبي يوم أحد، جعلت أكشف عن وجهه، وأبكي، وجعل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهوني وهو لا ينهاني، وجعلت عمتي تبكيه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعتموه.
ـ شريك: عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر قال: أصيب أبي وخالي يوم أحد، فجاءت أمي بهما قد عرضتهما على ناقة، فأقبلت بهما إلى المدينة، فنادى مناد: ادفنوا القتلى في مصارعهم، فردا حتى دفنا في مصارعهم. قال مالك: كفن هو وعمرو بن الجموح في كفن واحد.
ـ وقال الأوزاعي: عن الزهري، عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما خرج لدفن شهداء أحد، قال: " زملوهم بجراحهم، فأنا شهيد عليهم " وكفن أبي في نمرة.
وتوفي:في العام الثالث الهجري في غزوة أحد..
ودفن: كما يروي الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر قال: أصيب أبي وخالي يوم أحد، فجاءت أمي بهما قد عرضتهما على ناقة، فأقبلت بهما إلى المدينة، فنادى مناد: ادفنوا القتلى في مصارعهم، فردا حتى دفنا في مصارعهم. قال مالك: كفن هو وعمرو بن الجموح في كفن واحد.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن حذافة
هو عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي.
أبو حذافة، أو أبو حذيفة. وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة من السابقين الأولين، يقال شهد بدرا، ولم يذكره موسى بن عقبة، ولا ابن إسحاق ولا غيرهما من أصحاب المغازي. وعبد الله بن حذافة هذا هو القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " سلوني عما شئتم ": من أبي فقال: " أبوك حذافة بن قيس ". فقالت له أمه: ما سمعت بابن أعق منك أمنت أن تكون أمك قارفت ما تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به. وكانت في عبد الله بن حذافة دعابة معروفة.
عن أبي هريرة أن عبد الله بن حذافة صلى فجهر بصلاته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ناج ربك بقراءتك يا بن حذافة ولا تسمعني وأسمع ربك".
أهم ملامح شخصيته:
1ـ قوة عزيمته وثباته على الدين الإسلامي امام كل الفتن.
فعن أبي رافع قال وجه عمر جيشا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة فأسروه فقال له ملك الروم تنصر أشركك في ملكي فأبى فأمر به فصلب وأمر برميه بالسهام فلم يجزع فأنزل وأمر بقدر فصب فيها الماء وأغلى عليه وأمر بالقاء أسير فيها فإذا عظامه تلوح فأمر بإلقائه إن لم يتنصر فلما ذهبوا به بكى قال ردوه فقال لم بكيت قال تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله فعجب فقال قبل رأسي وأنا اخلي عنك فقال وعن جميع أسارى المسلمين قال نعم فقبل رأسه فخلى بينهم فقدم بهم على عمر فقام عمر فقبل رأسه.
2ـ كان مشهوراً عنه روح الدعابة العالية فيروي عبد الله بن وهب عن الليث عن سعد قال: بلغني أنه حل حزام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع قال ابن وهب: فقلت لليث: ليضحكه قال نعم كانت فيه دعابة.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فقام على المنبر فذكر الساعة فذكر أن فيها أمورا عظاما ثم قال ( من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا ). فأكثر الناس في البكاء وأكثر أن يقول ( سلوني ). فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال من أبي؟ قال ( أبو حذافة ). ثم أكثر أن يقول ( سلوني ). فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فسكت. ثم قال عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير (والشر ) قصته مع كسرى ـ أما قصته مع كسرى ملك الفرس فكانت في السنة السادسة للهجرة حين عزم النبي صلى الله عليه و سلم أن يبعث طائفة من أصحابه بكتب إلى ملوك الأعاجم يدعهم فيها إلى الإسلام..
انتدب عليه الصلاة والسلام ستة من الصحابة ليحملوا كتبه إلى ملوك العرب والعجم، و كان أحد هؤلاء الستة عبدالله بن حذافة السهمي، فقد اختير لحمل رسالة النبي صلوات الله عليه إلى كسرى ملك الفرس.
جهز عبد الله بن حذافة راحلته، وودع صاحبته وولده، ومضى إلى غايته ترفعه النجاد و تحطه الوهاد ؛ وحيدا فريدا ليس معه إلا الله، حتى بلغ ديار فارس، فاستأذن بالدخول على ملكه، وأخطر الحاشية بالرسالة التي يحملها له.. عند ذلك أمر كسرى بإيوانه فزين، ودعا عظماء فارس لحضور مجلسه فحضرو، ثم أذن لعبد الله بن حذافة بالدخول عليه. دخل عبد الله بن حذافة على سيد فارس مرتديا شملته الرقيقة، مرتديا عباءته الصفيقة، عليه بساطة العراب، لكنه كان عالي الهامة، مشدود القامة تتأجج بين جوانحه عزة الإسلام، وتتوقد في فؤاده كبرياء الإيمان.. فما إن رآه كسرى مقبلا حتى أومأ إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده فقال:
ل، إنما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدفعه لك يدا بيد وأنا لا أخالف أمرا لرسول الله.. فقال كسرى لرجاله: اتركوه يدنو مني، فدنا من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده، ثم دعا كسرى كاتبا عربيا من أهل الحيرة وأمره أن يفض الكتاب بين يديه، وأن يقرأه عليه فإذا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى....."
فما أن سمع كسرى من الرسالة هذا المقدار حتى اشتعلت نار الغضب في صدره، فاحمر وجهه، وانتفخت أوداجه لأن الرسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بنفسه... فجذب الرسالة من يد كاتبه وجعل يمزقها دون أن يعلم ما فيها وهو يصيح: أيكتب لي بهذ، وهو عبدي؟!! ثم أمر بعبد الله بن حذافة أن يخرج من مجلسه فأخرج.
خرج عبد الله بن حذافة من مجلس كسرى وهو لا يدري ما يفعل الله له... أيقتل أم يترك حرا طليق؟ لكنه ما لبث أن قال: والله ما أبالي على أي حال أكون بعد أن أديت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركب راحلته وانطلق. ولما سكت عن كسرى الغضب، أمر بأن يدخل عليه عبد الله فلم يوجد.
فلما قدم عبد الله على النبي الله صلى الله عليه وسلم أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب، فما زاد عليه الصلاة والسلام على أن قال: "مزق الله ملكه"...
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
يروي عمرو بن الحكم بن ثوبان،عن(أبي سعيد الخدري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز قال أبو سعيد الخدري: وأنا فيهم - حتى إذا بلغنا رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش واستعمل عليهم عبد الله بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت فيه دعابة فلما كان ببعض الطريق أوقد نار، ثم قال للقوم أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالو: بلى ; قال أفما أنا آمركم بشيء إلا فعلتموه؟ قالو: نعم قال فإني أعزم عليكم بحقي وطاعتي إلا تواثبتم في هذه النار قال فقام بعض القوم يحتجز حتى ظن أنهم واثبون فيه، فقال لهم اجلسو، فإنما كنت أضحك معكم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدموا عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمركم بمعصية منهم فلا تطيعوه).
ومما روى عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله يعني ابن أبي بكر وسالم أبي النضر عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن حذافة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي في أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب..
الوفاة:
مات ابن حذافة في خلافة عثمان رضي الله عنهم.
المراجع
الإصابة في تمييز الصحابة - الاستيعاب - صحيح البخاري.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن جحش
هو عبد الله بن جحش بن رئاب من بني خزيمة.
أخو زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله علية وسلم.
حليف بني عبد شمس، أحد السابقين، قال ابن حبان:له صحبة، وقال ابن إسحاق: هاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا.
وقد لقب ببحر الجود لكرمه..
آخى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بين عبد الله بن جحش، وعاصم بن ثابت أول أمير في الإسلام وعن سعد بن أبي وقاص قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في سرية، وقال: لأبعثن عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش، فبعث علينا عبد الله بن جحش، فكان أول أمير في الإسلام وروى السراج من طريق زر بن حبيش قال: أول راية عقدت في الإسلام لعبد الله بن جحش.
أهم ملامح شخصيته:
1ـ حبه الشديد للشهادة.. (ذكر الحديث الموجود في الوفاة)
2ـ حبه الشديد للجهاد في سبيل الله.. (ذكر الحديث الموجود في مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم)..
3ـ طاعته المطلقة لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنفيذه لأوامر القائد ويتضح ذلك لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على رأس سرية وأعطاه كتاباً وأمره ألا يفتحه إلا بعد مسيرة يومين.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال ابن إسحاق وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي في رجب مقفله من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد وهم أبو حذيفة بن عتبة وعكاشة بن محصن بن حرثان حليف بني أسد بن خزيمة وعتبة بن غزوان حليف بني نوفل وسعد بن أبي وقاص الزهري وعامر بن ربيعة الوائلي حليف بني عدي وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع التميمي حليف بني عدي أيضا وخالد بن البكير أحد بني سعد بن ليث حليف بني عدي أيضا وسهيل ابن بيضاء الفهري فهؤلاء سبعة ثامنهم أميرهم عبد الله بن جحش رضي الله عنه.وقال يونس عن ابن إسحاق كانوا ثمانية وأميرهم التاسع. فالله أعلم. قال ابن إسحاق وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحدا فلما سار بهم يومين فتح الكتاب فاذا فيه" إذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم". فلما نظر في الكتاب قال: سمعا وطاعة. وأخبر أصحابه بما في الكتاب وقال: قد نهاني أن أستكره أحدا منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له: بحران. أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل نخلة فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش فيها عمرو بن الحضرمي - قال ابن هشام واسم الحضرمي عبد الله بن عباد الصدفى. قال السهيلى: وقيل غير هذا في نسبه وعثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي وأخوه نوفل والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه أمنوا وقالوا: عمار لا بأس عليكم منهم وتشاور الصحابة فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقالوا: والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام. فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت القوم نوفل بن عبد الله فأعجزهم وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله قال لأصحابه: إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما غنمنا الخمس. فعزله وقسم الباقي بين أصحابه وذلك قبل أن ينزل الخمس.قال: لما نزلنا الخمس نزل كما قسمه عبد الله بن جحش كما قاله.
قال ابن إسحاق فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام". فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال. فقال من يرد عليهم من المسلمين ممن كان بمكة: إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان. وقالت يهود تفائل بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله عمرو عمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب وواقد بن عبد الله وقدت الحرب. فجعل الله ذلك عليهم لا لهم فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به وعن المسجد الحرام وإخراجكم منه وأنتم أهله أكبر عند الله من قتل من قتلتم منهم وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ أي قد كانوا يفتنون المسلم عن دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك أكبر عند الله من القتل ثم هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين ولهذا قال الله تعالى "وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا.." الآية.
قال ابن إسحاق فلما نزل القرآن بهذا من الأمر وفرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسيرين وبعثت قريش في فداء عثمان والحكم بن كيسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا نفديكموهما حتى يقدم صاحبانا يعني سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان فإنا نخشاكم عليهما فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم". فقدم سعد وعتبة فأفداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما الحكم بن كيسان فأسلم فحسن إسلامه وأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة فمات بها كافرا.
قال ابن إسحاق فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه حين نزل القرآن طمعوا في الأجر فقالو:يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين؟ فأنزل الله فيهم: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فوصفهم الله من ذلك على أعظم الرجاء.
من كلماته:
قال ابن إسحاق: فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في غزوة عبد الله بن جحش، ويقال بل عبد الله بن جحش قاله، حين قالت قريش: قد أحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه المال وأسروا فيه الرجال - قال ابن هشام: هي لعبد الله بن جحش:
تعدون قتلا في الحرام عظيمة وأعظم منه لو يرى الرشد راشد
صدودكم عما يقول محمد وكفر به والله راء وشاهد
وإخراجكم من مسجد الله أهله لئلا يرى لله في البيت ساجد
فإنا وإن عيرتمونا بقتله وأرجف بالإسلام باغ وحاسد
سقينا من ابن الحضرمي رماحنا بنخلة لما أوقد الحرب واقد
دما وابن عبد الله عثمان بيننا ينازعه غل من القد عاند
أثره في الآخرين:
كان من اجتهاده أنه قسم الغنيمة أخماس، فجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس وجعل أربعة أخماس في الغانمين، من قبل أن يفرض ذلك، فنزل بعد ذلك قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن خمسه لله وللرسول..
الوفاة:
روى البغوي من طريق إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، حدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تأتي فندعو؟! قال: فخلونا في ناحية، فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقينا القوم غدا، فلقني رجلا شديدا حرده، أقاتله فيك، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، وآخذ سلبه، قال: فأمن عبد الله بن جحش، ثم قال عبد الله: اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده، أقاتله فيك حتى يأخذني، فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك، قلت هذا فيك، وفي رسولك، فتقول: صدقت. قال سعد: فكانت دعوة عبد الله خيرا من دعوتي، فلقد رأيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط.
ـ وأخرجه ابن شاهين من وجه آخر، عن سعيد ابن المسيب أن رجلا سمع عبد الله بن جحش، فذكر نحوه، وهذا أخرجه ابن المبارك في الجهاد مرسلا، وقال الزبير كان يقال له المجدع في الله، وكان سيفه انقطع يوم أحد، فأعطاه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عرجونا، فصار في يده سيفا، فكان يسمى العرجون، قال: وقد بقي هذا السيف حتى بيع من بغاء التركي بمائتي دينار.
ـ وروى زكريا الساجي من حديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: استشار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أبا بكر وعمر وعبد الله بن جحش في أسارى بدر.. فذكر القصة، وأخرجه أحمد، وكان قاتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، ودفن هو وحمزة في قبر واحد.
وكان له يوم قتل نيف وأربعون سنة.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن أم مكتوم
هو عبد الله، ويقال عمر، وهو ابن قيس بن زائدة بن الأصم، ومنهم من قال: عمرو بن زائدة لم يذكر قيسًا، ومنهم من قال: قيس بدل زائدة.
وقال ابن حبان: من قال ابن زائدة نسبه لجده، ويقال: كان اسمه الحصين فسماه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عبد الله، حكاه ابن حبان، وقال ابن سعد: أهل المدينة يقولون: اسمه عبد الله، وأهل العراق يقولون: اسمه عمرو، قال: واتفقوا على نسبه، وأنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم، وفي هذا الاتفاق نظر.
واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة -بمهملة ونون ساكنه وبعد الكاف مثلثة- ابن عائذ بن مخزوم.
وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين، فإن أم خديجة أخت قيس بن زائدة، واسمها فاطمة.
أتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده ابن أم مكتوم فقال: متى ذهب بصرُك؟...قال: وأنا غلام...فقال: قال الله تبارك وتعالى: إذا ما أخذتُ كريمة عبدي لم أجِدْ له بها جزاءً إلا الجنة... وعندما نزل قوله تعالى: "لا يَسْتوي القَاعِدونَ مِنَ المؤمنينَ والمجاهدونَ في سَبيلِ الله..."...سورة النساء (آية 95)...
قال عبد الله بن أم مكتوم:(أيْ ربِّ أَنْزِل عُذري)...فأنزل الله: "غَيْرُ أولِي الضَّرَرِ"...
فجُعِلَتْ بينهما وكان بعد ذلك يغزو فيقول:(ادفعوا إليّ اللواء، فإنّي أعمى لا أستطيع أن أفرّ، و أقيموني بين الصّفَّين)...
إسلامه وهجرته:
أسلم قديما بمكة، وكان من المهاجرين الأولين، قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- وقيل: بل بعد وقعة بدر بيسير، قاله الواقدي، والأول أصح.
روى من طريق أبي إسحاق عن البراء قال: أول من أتانا مهاجرا مصعب بن عمير ثم قدم ابن أم مكتوم، وكان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يستخلفه على المدينة في عامَّة غزواته، يصلي بالناس، وقال الزبير بن بكار: خرج إلى القادسية فشهد القتال، واستشهد هناك، وكان معه اللواء حينئذ
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ووقف الوليد بن المغيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه وقد طمع في إسلامه فبينا هو في ذلك إذ مر به ابن أم مكتوم الأعمى، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يستقرئه القرآن فشق ذلك منه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أضجره وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد وما طمع فيه من إسلامه فلما أكثر عليه انصرف عنه عابس، وتركه فأنزل الله تعالى فيه عبس وتولى أن جاءه الأعمى إلى قوله تعالى: في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة أي إنما بعثتك بشيرا ونذير، لم أخص بك أحدا دون أحد، فلا تمنعه ممن ابتغاه ولا تتصدين به لمن لا يريده.
قال: وأما رواية قتادة عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- استخلف ابن أم مكتوم فلم يبلغه ما بلغ غيره انتهى، وهو المذكور في سورة (عبس وتولى) ونزلت فيه: "غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ" لما نزلت "لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ" أخرجه البخاري.
نزل ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- على يهودية بالمدينة (عمّة رجل من الأنصار) فكانت تخدمه وتؤذيه في الله ورسوله، فتناولها فضربها فقتلها، فرُفِعَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:(أمّا والله يا رسول الله إن كانت لّتُرْفِقُني - تخدمني - ولكنها آذتني في الله ورسوله، فضربتها فقتلتها)... فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (أبعدها الله تعالى، فقد أبطلتْ دَمَها )...
استخلاف الرسول صلى الله عليه وسلم له في المدينة:
قال ابن عبد البر: روى جماعة من أهل العلم بالنسب والسير أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- استخلف ابن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة في الأبواء وبواط وذي العشيرة، وغزوته في طلب كرز بن جابر، وغزوة السويق، وغطفان، وفي غزوة أحد، وحمراء الأسد، ونجران، وذات الرقاع، وفي خروجه من حجة الوداع، وفي خروجه إلى بدر، ثم استخلف أبا لبابة لما رده من الطريق.
أثره في الآخرين:
كان عبد الله من أوائل المهاجرين إلى المدينة فراراً بدينهم بعد أن اشتد أذى قريش على المسلمين، فكان هو ومصعب بن عمير أول من قدم المدينة من المهاجرين، فكانا يختلفان إلى الناس يقرآنهم القرآن ويفقهانهم في دين الله.
موقف الوفاة:
وفي السنة الرابعة عشرة للهجرة عقد عمر بن الخطاب العزم علي أن يخوض مع الفرس معركة فاصلة تديل دولتهم وتزيل ملكهم وتفتح الطريق أمام جيوش المسلمين فكتب إلى عماله يقول: لا تدعوا أحداً له سلاح أو فرس أو نجدة أو رأي إلا وجهتموه إليَّ والعَجَلَ العَجَلَ، وطفقت جموع المسلمين تلبي نداء أمير المؤمنين وتنهال علي المدينة من كل حدبٍ وصوبٍ وكان في جملة هؤلاء المجاهدين عبد الله بن أم مكتوم، أمر الفاروق علي الجيش سعد بن أبي وقاص وأوصاه وودعه ولما بلغ الجيش القادسية، برز عبد الله بن أم مكتوم من بين الصفوف لابساً درعه مستكملاً عدته وندب نفسه لحمل راية المسلمين والحفاظ عليها أو الموت دونه، والتقي الجمعان في أيام ثلاثة قاسية عابثة واحترب الفريقان حرباً لم يشهد لها تاريخ الفتوح مثيلاً حتى انجلى اليوم الثالث عن نصر مؤزر للمسلمين ودالت دولة من أعظم الدول، وزال عرش من أعرق العروش وهوت راية من رايات الوثنية وارتفعت ورفعت راية التوحيد، وسقط مئات من الشهداء وكان من بين هؤلاء الشهداء عبد الله بن أم مكتوم، فقد وجد صريعاً مدرجاً بدمائه قابضاً علي راية المسلمين..
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الله بن الزبير بن العوام
هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي. وأمه السيدة "أسماء بنت أبي بكر الصديق". وهو أحد العبادلة، وأحد الشجعان من الصحابة، وأحد من ولي الخلافة منهم، يكنى أبا بكر.
مولده
ولدعام الهجرة، وحفظ عن النبيوهو صغير، وحدَّث عنه بجملة من الحديث، وهو يُعَدّ أول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة، وكان فرح المسلمين بولادته كبيرًا، وسعادتهم به طاغية؛ لأن اليهود كانوا يقولون: سحرناهم فلا يولد لهم ولد.
ونشأ عبد الله بن الزبيرنشأة طيبة، وتنسم منذ صغره عبق النبوة، وكانت خالته السيدة عائشة -رضي الله عنها- تُعنَى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها: "أم عبد الله"؛ لأنها لم تنجب ولدًا.
قصة بيعته للرسول
فعن هشام بن عروة، عن أبيه وزوجته فاطمة، قال: خرجت أسماء حين هاجرت حبلى، فنفست بعبد الله بقباء. قالت أسماء رضي الله عنها: فجاء عبد اللهبعد سبع سنين ليبايع النبي، أمره بذلك أبوه الزبير، فتبسم النبيحين رآه مقبلاً، ثم بايعه.
أهم ملامح شخصيته
1- كثرة حبه للعبادة بجميع أنواعها
يروي عبد الملك بن عبد العزيز، عن خاله يوسف بن الماجشون، عن الثقة بسنده قال: قسَّم عبد الله بن الزبيرالدهر على ثلاث ليال؛ فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح.
2- حبه الشديد للجهاد
لم يكن غريبًا على من نشأ هذه النشأة الصالحة أن يشب محبًّا للجهاد؛ فقد شهد وهو في الرابعة عشرة من عمره معركة اليرموك الشهيرة سنة (15هـ/ 636م)، واشترك مع أبيه في فتح مصر، وأبلى بلاءً حسنًا، وخاض عمليات فتح شمال إفريقيا تحت قيادة عبد الله بن سعد في عهد عثمان بن عفان، وأبدى من المهارة والقدرة العسكرية ما كفل للجيش النصر، كما اشترك في الجيوش الإسلامية التي فتحت إصطخر.
بعض المواقف من حياته مع الرسول
روي من غير وجه أن عبد الله بن الزبيرشرب من دم النبى؛ كان النبىقد احتجم في طست، فأعطاه عبد الله بن الزبيرقائلاً: "يا عبد الله، اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد". فلما بَعُد، عمد إلى ذلك الدم فشربه، فلما رجع قال: "ما صنعت بالدم؟" قال: إني شربته؛ لأزداد به علمًا وإيمانًا، وليكون شيء من جسد رسول اللهفي جسدي، وجسدي أَوْلَى به من الأرض. فقال: "أبشرْ، لا تمسَّك النار أبدًا، وويل لك من الناس، وويل للناس منك".
وهو أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة للمهاجرين، فحنَّكه رسول اللهبتمرة لاكها في فِيه، ثم حنّكه بها، فكان ريق رسول اللهأول شيء دخل جوفه، وسمّاه عبد الله، وكناه أبا بكر بجدِّه أبي بكر الصّدّيق.
مواقف من حياته مع الصحابة
موقفه مع عمر بن الخطاب
تنبَّأ له عمر بن الخطاببمستقبل باهر؛ لما رأى من رباطة جأشه وثبات قلبه واعتداده بنفسه؛ فقد مرَّ عمر بعبد الله وهو يلعب مع رفاقه من الصبيان، فأسرعوا يلوذون بالفرار هيبةً لعمر وإجلالاً له، في حين ثبت عبد الله بن الزبير، ولزم مكانه، فقال له عمر: ما لك لم تفر معهم؟ فقال عبد الله: لم أجرم فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقًا فأوسع لك.
موقفه مع معاوية بن أبي سفيان
كان لعبد الله بن الزبيرمزرعة بمكة بجوار مزرعة معاوية، وكان عمال معاويةيدخلونها، فكتب ابن الزبيرلمعاويةخطابًا كتب فيه: (من عبد الله بن الزبير ابن ذات النطاقين وابن حواري الرسولإلى معاوية ابن هند بنت آكلة الأكباد، إن عمالك يدخلون مزرعتي، فإن لم تنههم ليكونَنَّ بيني وبينك شأن، والسلام).
فلما وصل الخطاب لمعاويةكتب له خطابًا ذكر فيه: (من معاوية ابن هند بنت آكلة الأكباد إلى ابن الزبير ابن ذات النطاقين وابن حواري الرسول، لو كانت الدنيا لي فسألتها لأعطيتكها، ولكن إذا وصلك خطابي هذا فضُم مزرعتي إلى مزرعتك، وعمالي إلى عمالك، فهي لك، والسلام). فلما قرأها بلَّها بالدموع، وركب من مكة إلى معاوية في الشام، وقبَّل رأسه، وقال له: "لا أعدمك الله عقلاً أنزلك هذه المنزلة".
مواقف من حياته مع التابعين
موقف ابن الزبير مع يزيد بن معاوية
لما تولى يزيد بن معاويةالخلافة سنة (60هـ/ 679م)، حرص على أخذ البيعة من الأمصار الإسلامية، فلبت نداءه وبايعته دون تردد، في حين استعصت عليه بلاد الحجاز حيث يعيش أبناء الصحابة الذين امتنعوا عن مبايعة يزيد، وكان في مقدمة الممتنعين الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، غير أن يزيد بن معاويةألحَّ في ضرورة أخذ البيعة منهما، ولو جاء الأمر قسرًا وقهرًا لا اختيارًا وطواعية، ولم يجد ابن الزبيرمفرًّا من مغادرة المدينة والتوجه إلى مكة، والاحتماء ببيتها العتيق، وسمَّى نفسه "العائذ بالبيت"، وفشلت محاولات يزيد في إجباره على البيعة.
وبعد استشهاد الحسين بن عليفي معركة "كربلاء" في العاشر من المحرم سنة (61هـ/ 10 من أكتوبر 680م) التفَّ الناس حول ابن الزبير، وزاد أنصاره سخطًا على يزيد بن معاوية، وحاول يزيدأن يضع حدًّا لامتناع ابن الزبيرعن مبايعته، فأرسل إليه جيشًا بقيادة مسلم بن عقبة، غير أنه توفي وهو في الطريق إلى مكة، فتولى قيادة الجيش "الحصين بن نمير"، وبلغ مكة في (26 من المحرم 64هـ)، وحاصر ابن الزبيرأربعة وستين يومًا، دارت خلالها مناوشات لم تحسم الأمر، وفي أثناء هذا الصراع جاءت الأنباء بوفاة يزيد بن معاويةفي (14 من ربيع الأول سنة 64هـ/ 13 من إبريل 685م)، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوف جيش يزيد.
موقف ابن الزبير مع الحصين بن نمير
توقف القتال بين الفريقين، وعرض (الحصين بن نمير) على ابن الزبيرأن يبايعه قائلاً له: "إن يك هذا الرجل قد هلك (أي يزيد)، فأنت أحق الناس بهذا الأمر، هلُمَّ فلنبايعك، ثم اخرج معي إلى الشام؛ فإن الجند الذين معي هم وجوه أهل الشام وفرسانهم، فوالله لا يختلف عليك اثنان". لكن ابن الزبيررفض هذا العرض، الذي لو قبله لربما تمَّ له الأمر دون معارضة؛ لأن بني أمية اضطرب أمرهم بعد موت يزيد بن معاويةورفْض ابنه معاوية بن يزيد تولي الأمر، ثم لم يلبث أن تُوُفِّي هو الآخر بعد أبيه مباشرة.
أعلن ابن الزبيرنفسه خليفة للمسلمين عقب وفاة يزيد بن معاوية، وبويع بالخلافة في (7 من رجب 64هـ/ 1 من مارس 648م)، ودخلت في طاعته ومبايعته الكوفة، والبصرة، ومصر، وخراسان، والشام معقل الأمويين، ولم يبق سوى الأردن على ولائه لبني أمية بزعامة حسان بن بَحْدَل الكلبي، ولم يلق ابن الزبيرتحديًا في بادئ الأمر، فهو صحابي جليل تربَّى في بيت النبوة، واشتهر بالتقوى والصلاح والزهد والورع، والفصاحة والبيان والعلم والفضل، وحين تلفَّت المسلمون حولهم لم يجدوا خيرًا منه لتولي هذا المنصب الجليل.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى
يروي عروة، عن عبد الله بن الزبير، أنه حدثه أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبيرعند النبيفي شِرَاج الحَرَّة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرِّح الماء يمر. فأبى عليه، فاختصما عند النبي، فقال رسول اللهللزبير: "اسْقِ يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك". فغضب الأنصاري، فقال: أن كان ابن عمتك! فتلوَّن وجه رسول الله، ثم قال: "اسْقِ يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجَدْر". فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65].
وعن أبي نعيم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عباس بن سهل بن سعد، قال: سمعت ابن الزبيرعلى المنبر بمكة في خطبته يقول: يا أيها الناس، إن النبيكان يقول: "لو أن ابن آدم أُعطِي واديًا مَلْئًا من ذهب أحبَّ إليه ثانيًا، ولو أعطي ثانيًا أحب إليه ثالثًا، ولا يسدّ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
ما قيل عنه
** قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله يومًا لابن أبي مُلَيْكة: صِفْ لنا عبد الله بن الزبير.
فقال: "والله ما رأيت نفسًا رُكّبت بين جَنْبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليه، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله، لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جدارًا أو ثوبًا مطروحًا، ولقد مرَّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فوالله ما أحسَّ بها ولا اهتزَّ لها، ولا قطع من أجلها قراءته، ولا تعجَّل ركوعه".
** وسئل عنه ابن عباسفقال -على الرغم مما بينهم من خلاف-: "كان قارئًا لكتاب الله، مُتَّبِعًا سنة رسوله، قانتًا لله، صائمًا في الهواجر من مخافة الله، ابن حواريّ رسول الله، وأمه أسماء بنت الصديق، وخالته عائشة زوجة رسول الله، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله".
** قال عمر بن قيس: "كان لابن الزبير مائة غلام، يتكلّم كل غلام منهم بلغة أخرى، وكان الزبير يكلّم كلَّ واحد منهم بلغته، وكنت إذا نظرتُ إليه في أمر دنياه قلت: هذا رجلٌ لم يُرِد الله طرفةَ عين. وإذا نظرتُ إليه في أمر آخرته قلت: هذا رجلٌ لم يُرِد الدنيا طرفة عين".
وفاته
توجّه الحَجَّاج الثقفي بعد مقتل مصعب بن الزبير على رأس جيش كبير من عشرين ألفًا من جند الشام إلى الحجاز، وضرب حصارًا على مكة، فأصاب أهل مكة مجاعة كبيرة. وراح عبد الله بن الزبيريسأل أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، ماذا يفعل وقد تخلّى عنه الناس؟ فقالت له: "إن كنت على حقٍّ فامضِ لشأنك، لا تمكّن غلمان بني أميّة، وإن كنتَ إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك ومن معك؛ القتل أحسن". فقال: "يا أُمَّتِ، إني أخاف إن قتلوني أن يمثِّلوا بي". قالت: "إنّ الشاة لا يضرُّها سلخها بعد ذبحها".
فخرج من عندها، وذهب إلى القتال، فاستشهد في المعركة في (17 من جمادى الأولى 73هـ/ 4 من أكتوبر 692م)، وبوفاته انتهت دولته التي استمرت نحو تسع سنين. وكان عُمر ابن الزبيريوم استشهاده 72 سنة.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الرحمن بن عوف
مقدمة
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الزهري، يكنى أبا محمد، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل: عبد الكعبة؛ فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن. وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة . وكان مولده بعد عام الفيل بعشر سنوات.
وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. وأحد الستة الذين جعل عمر الشورى فيهم وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض.
إسلامه:
أسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وكان إسلامه على يد الصديق أبا بكر رضي الله عنه، فبعد أن أسلم الصديق، دعا إلى الله عز وجل وكان رجلاً مألفًا لقومه محبًا سهلاً، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجلاً تاجراً ذا خلق معروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه: الزبير بن العوام وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، فانطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم أبو بكر فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن وأنبأهم بحق الإسلام فآمنوا، وكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا في الإسلام صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما جاء من عند الله. وكان عمره عند إسلامه ثلاثين عامًا.
وكان عبد الرحمن بن عوف من المهاجرين الأولين، جمع الهجرتين جميعًا: هاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم قبل الهجرة وهاجر إلى المدينة.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته
:
أسلم عبد الرحمن بن عوف قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم التي ربى فيها الجماعة المؤمنة التي حملت دعوة الإسلام حتى علا شأنها، وبلغت ما بلغ الليل والنهار، وكان أثر الرسول صلى الله عليه وسلم واضحًا في تربية سيدنا عبد الرحمن بن عوف، وفي معاملاته مع المسلمين وغيرهم، فقد ظهرت أثر تربية النبي صلى الله عليه وسلم عندما آخى بينه وبين سيدنا سعد بن الربيع وأراد الآخر أن يؤثره بنصف ماله إلا أنه قابل هذا الكرم بعفة شديدة مع أنه كان فقيرًا معدمًا ترك أمواله ودياره بمكة، والمتتبع لحياة سيدنا عبد الرحمن بن عوف يجد أثر تربية الرسول صلى الله عليه وسلم واضحًا في حياته.
ومن المواقف التي تظهر أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته، لما بعثه إلى دومة الجندل ووصاه قائلاً: أغز بسم الله وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله، لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدًا، وقال: إن استجابوا لك فتزوج ابنة ملكهم، فسار عبد الرحمن حتى قدم دومة الجندل، فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيًا، وكان رأسهم وأسلم معه ناس كثير من قومه وأقام من أقام على إعطاء الجزية، وتزوج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ وقدم بها إلى المدينة وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن.
أهم ملامح شخصيته</b>
عفته
:
من أهم ما يميز ملامح شخصية سيدنا عبد الرحمن بن عوف عفته، وظهر ذلك جليًا عندما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سيدنا سعد بن الربيع، فقال له سعد: إن لي مالاً فهو بيني وبينك شطران، ولي امرأتان فانظر أيهما أحب إليك فأنا أطلقها فإذا حلت فتزوجها، فقال عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك.
مهارته في التجارة
:
استطاع سيدنا عبد الرحمن بن عوف أن يكون ثروة واسعة، بعد أن ترك دياره وأرضه وأمواله، فبمجرد وصوله للمدينة وبعد أن آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سيدنا سعد بن الربيع، قال له عبد الرحمن بن عوف بعد أن عرض عليه سعد اقتسام أمواله: دلوني على السوق، فلم يرجع حتى رجع بسمن وأقط قد أفضله، وكان يقول: لو رفعتن حجرًا لوجدت تحته ذهبًا، وقال عنه بعض المؤرخين: : كان تاجرا مجدودا في التجارة وكسب مالا كثيرا وخلف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومائة فرس ترعى بالبقيع وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحًا فكان يدخل منه قوت أهله سنة.
شجاعته
:
ومن مواقف بطولته ما كان في يوم أحد، فقد كان من النفر القليل الذي ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفر كما فر غيره، ويحكي الحارث بن الصمة فيقول: سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو في الشعب فقال: "هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟" فقلت : نعم رأيته إلى جنب الجبيل وعليه عسكر من المشركين فهويت إليه لأمنعه فرأيتك فعدلت إليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة تمنعه" قال الحارث: فرجعت إلى عبد الرحمن فأجد بين يديه سبعة صرعى فقلت: ظفرت يمينك؛ أكل هؤلاء قتلت؟ فقال: أما هذا لأرطاة بن شرحبيل، وهذان فأنا قتلتهم وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره قلت: صدق الله ورسوله.
بعض مواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم:
بعد أن أسلم عبد الرحمن بن عوف، ووجد تعذيب المشركين للمسلمين، وكانوا قبل الإسلام أعزة فجاء عبد الرحمن بن عوف في نفر من الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقولون له: يا رسول الله، إنا كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة، فقال: إني أُمرت بالعفو فلا تقاتلوا فلما حولنا الله إلى المدينة أمرنا بالقتال فكفوا فأنزل الله عز وجل "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ".
ولقد صلى وراءه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يقول المغيرة بن شعبة: عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر فعدلت معه، فأناخ النبي صلى الله عليه وسلم فتبرز ثم جاء فسكبت على يده من الإداوة، فغسل كفيه ثم غسل وجهه ثم حسر عن ذراعيه، فضاق كما جبته فأدخل يديه فأخرجهما من تحت الجبة فغسلهما إلى المرفق ومسح برأسه ثم توضأ على خفيه ثم ركب، فأقبلنا نسير حتى نجد الناس في الصلاة قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم حين كان وقت الصلاة، ووجدنا عبد الرحمن وقد ركع بهم ركعة من صلاة الفجر، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصف مع المسلمين فصلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية، ثم سلم عبد الرحمن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته ففزع المسلمون، فأكثروا التسبيح لأنهم سبقوا النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: "قد أصبتم" أو "قد أحسنتم".
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
:
ومن مواقفه مع الصحابة ما حدث بينه وبين سيدنا خالد بن الوليد، فقد اشتكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر، لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله فقال: يا رسول الله إنهم يقعون في فأرد عليهم فقال: لا تؤذوا خالدًا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار.
ومن مواقفه أيضًا ما كان بينه وبين بقية أصحاب الشورى، والذين استخلفهم سيدنا عمر لاختيار من بينهم خليفة المسلمين فقد روي أن عبد الرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى: هل لكم أن أختار لكم وأنتقي منها، قال علي رضي الله عنه: أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنت أمين في أهل السماء وأمين في أهل الأرض.
بعض المواقف من حياته مع التابعين
:
ومن مواقفه مع التابعين ما كان بينه وبين نوفل بن إياس الهذلي فقد قال: كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسًا، وكان نعم الجليس وإنه انقلب بنا ذات ويوم حتى دخلنا منزله ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا، فأتينا بقصعة فيها خبز ولحم، ولما وضعت بكى عبد الرحمن ابن عوف فقلنا له: ما يبكيك يا أبا محمد؟ قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ولا أرانا أخرنا لهذا لما هو خير لنا.
بعض ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
:
عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت الرحمن قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية؛ فكاتبته عبد عمرو، فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام الناس، فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال: أمية بن خلف لا نجوت إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا وكان رجلاً ثقيلاً، فلما أدركونا قلت له: ابرك فبرك فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه وكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه.
عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: شهدت حلف المطيبين مع عمومتي، وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه، قال الزهري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يصب الإسلام حلفا إلا زاده شدة ولا حلف في الإسلام، وقد ألف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار.
بعض كلماته</b>
ابتلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضراء فصبرنا ثم ابتلينا بالسراء بعده فلم نصبر.
الوفاة:
موقف الوفاة
:
لما حضرته الوفاة بكى بكاء شديدًا فسئل عن بكائه فقال: إن مصعب بن عمير كان خيرًا مني توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن له ما يكفن فيه وإن حمزة بن عبد المطلب كان خيرًا مني لم نجد له كفنًا، وإني أخشى أن أكون ممن عجلت له طيباته في حياة الدنيا وأخشى أن أحتبس عن أصحابي بكثرة مالي.
وكانت وفاته سنة إحدى وثلاثين، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وسبعين سنة بالمدينة. ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان وكان قد أوصى بذلك.
المصادر:
الاستيعاب في معرفة الأصحاب – سير أعلام النبلاء - أسد الغابة - البداية والنهاية – الطبقات الكبرى - سنن النسائي - سنن الترمذي – صحيح البخاري
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
<H1 class=contentheading>رافع بن خديج
</H1>نسبه وقبيلته
رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد الأنصاري النجاري الخزرجي[1]. أصاب رافعًا سهمٌ يوم أحد، فقال له رسول الله: "إن شئت نزعت السهم وتركت القطيفة، وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد". فلما كانت خلافة عبد الملك بن مروان انتقض به ذلك الجرح، فمات منه[2].
من مواقفه مع الصحابة
http://ar.islamstory.net/images/stor...2_image002.jpgلما حصر عثمان بن عفانيوم الدار عطش فقال: واعطشاه! فقام رافع بن خديج هو وابناه عبد الله وعبيد الله وغلمان أصابهم بأصبهان حين فتحوها، فتسلح وتسلحوا فقال: والله لا أرجع حتى أصل إليه.
إنه لموقف رائع يحسب لهذا الصحابي الجليل في وقوفه مع الحق والعدل ونصرة خليفة رسول الله.
وفي غزوة أحد لما خرج رسول اللهإلى أحد وعرض أصحابه، فردَّ من استصغر رد سمرة بن جندب وأجاز رافع بن خديج، فقال سمرة بن جندب لربيبه مري بن سنان: يا أبت، أجاز رسول اللهرافع بن خديج وردني، وأنا أصرع رافع بن خديج. فقال مري بن سنان: يا رسول الله، رددت ابني وأجزت رافع بن خديج وابني يصرعه. فقال النبيلرافع وسمرة: "تصارعا". فصرع سمرة رافعًا، فأجازه رسول اللهفشهدها مع المسلمين[3].
وهذا يدل على تسابق الصحابة -رضوان الله عليهم- للشهادة في سبيل الله، حتى الفتيان منهم، فليت المسلمون يتعلمون من هؤلاء الصحابة الأخيار الأفاضل.
وله موقف مع زوجته أم عميس بنت محمد بن أسلم، وهو الموقف الذي نزل فيه قوله تعالى: {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]. فقد كانت عند رافع امرأة حتى إذا كبرت تزوج عليها فتاة شابة، وآثر عليها الشابة، فناشدته الطلاق فطلقها تطليقة ثم أمهلها حتى إذا كادت تحل راجعها، ثم عاد فآثر عليها الشابة فناشدته الطلاق فقال لها: ما شئت، إنما بقيت لك تطليقة واحدة، فإن شئت استقررت على ما ترين من الأثرة، وإن شئت فارقتك. فقالت: لا، بل أستقر على الأثرة. فأمسكها على ذلك، فكان ذلك صلحهما[4].
من الأحاديث التي رواها عن رسول الله
عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله: "إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها"؛ واللابة هي الحرة والمدينة المنورة بين حرتين شرقية وغربية تكتنفانها، والحرة هي الأرض ذات الحجارة السود[5].
وعن رافع بن خديج قال: قدم نبي اللهالمدينة وهم يأبرون النخل يقولون يلقحون النخل، فقال: "ما تصنعون؟" قالوا: كنا نصنعه. قال: "لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرًا". فتركوه فنفضت أو فنقصت، قال: فذكروا ذلك له. فقال: "إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر". قال عكرمة: أو نحو هذا، قال المعقري: فنفضت ولم يشك. ويقال أبر يأبر ويأبر كبذر يبذر ويبذر، ويقال أبر يؤبر تأبيرًا. (فنفضت أو فنقصت) فنفضت أي أسقطت ثمرها[6].
وعن رافع بن خديج قال: قيل: يا رسول الله، أي الكسب أطيب؟ قال: "عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور"[7].
الوفاة
أصابه يوم أحد سهم، فقال له رسول الله: "أنا أشهد لك يوم القيامة". وانتقضت جراحته في زمن عبد الملك بن مروان فمات قبل ابن عمر بيسير سنة أربع وسبعين، وهو ابن ست وثمانين سنة[8].
وخرجت جنازة رافع بن خديج وفي القوم ابن عمر، فخرج نسوة يصرخن، فقال ابن عمر: اسكتن؛ فإنه شيخ كبير لا طاقة له بعذاب الله[9].
[1] ابن الأثير: أسد الغابة 2/232، ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 2/436.
[2] ابن الأثير: أسد الغابة 2/224، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/480.
[3] تاريخ الطبري 2/61.
[4] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 2/429.
[5] رواه مسلم: باب فَضْلِ الْمَدِينَةِ وَدُعَاءِ النَّبيفِيهَا بِالْبَرَكَةِ وَبَيَانِ تَحْرِيمِهَا وَتَحْرِيمِ صَيْدِهَا وَشَجَرِهَا وَبَيَانِ حُدُودِ حَرَمِهَا (3383)، 4/113.
[6] رواه مسلم: باب وُجُوبِ امْتِثَالِ مَا قَالَهُ شَرْعًا دُونَ مَا ذَكَرَهُمِنْ مَعَايِشِ الدُّنْيَا عَلَى سَبِيلِ الرَّأْىِ (6276)، 7/95.
[7] الهيثمي: مجمع الزوائد (6210)، 4/101.
[8] ابن الأثير: أسد الغابة 2/224، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/480.
[9] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 2/436
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
هو عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو أكبر ولد أبي بكر الصديق. قاله الزبير بن بكار قال: وكانت فيه دعابة. وأمه أم رمان أم عائشة فهو شقيقه، بارز يوم بدر وأحد مع المشركين..
حاله في الجاهلية:
كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة فغيره النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وتأخر إسلامه إلى أيام الهدنة، فأسلم وحسن إسلامه.
وقال أبو الفرج في "الأغاني: "لم يهاجر مع أبيه؛ لأنه كان صغيرا.
ـ وخرج عبد الرحمن مقاتلا مع جيش المشركين، وفي غزوة أحد كان مع الرماة الذين جنّدتهم قريش لمحاربة المسلمين، وعند بدأ القتال بالمبارزة وقف عبد الرحمـن يدعو إليه من المسلميـن من يبارزه، ونهـض أبوه أبو بكر الصديق ليبارزه لكن الرسـول الكـريم حال بينه وبين مبارزة ابنـه.
قصة إسلامه:
خرج قبل الفتح في فتية من قريش منهم معاوية إلى المدينة، فأسلموا. أخرجه الزبير بن بكار عن ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، وفيما قال نظر.
ومنذ أن أسلم عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما وهو لم يتخلف عن غزوة او جهاد أو طاعة ويوم اليمامة أبلى فيه بلاءاً لا مثيل له فهو الذي أجهز على محكم بن طفيل العقل المدبر لمسيلمة الكذاب وصمد مع المسلمين حتى اجهزوا على جيش الردة والكفر.
أهم ملامح شخصيته:
كان عبد الرحمن بن أبي بكر لم يجرب عليه كذبة قط وقال ابن عبد البر كان شجاعا راميا حسن الرمي وشهد اليمامة فقتل سبعة من أكابرهم منهم محكم اليمامة وكان في ثلمة من الحصن فرماه عبد الرحمن بسهم فأصاب نحره فقتله ودخل المسلمون من تلك الثلمة
ـ لقد كان جوهر شخصيته- رضي الله عنه- الولاء المطلق لما يقتنع به، ورفضه للمداهنة في أي ظرف كان، ففي يوم أن قرر معاوية أخذ البيعة لابنه يزيد بحد السيف، كتب إلى مروان عامله على المدينة كتاب البيعة وأمره أن يقرأه على المسلمين في المسجد، وفعل مروان ولم يكد يفرغ من القراءة حتى نهض عبد الرحمن محتجا قائل:( والله ما الخيار أردتم لأمة محمد، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هَرَقِليَّة، كلما مات هِرقْل قام هِرَقْل )
ومن ملامح شخصيته كرمه وبذله يروى أن أعرابية وقفت على عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما فقالت إنى أتيت من أرض شاسعة تخفضني خافضة وترفعني رافعة في بوادي برين لحمي وهضن عظمي وتركنني والهة قد ضاق بي البلد بعد الأهل والولد وكثرة من العدد لا قرابة تؤويني ولا عشيرة تحميني فسألت أحياء العرب من المرتجي سيبه المأمون عيبه الكثير نائله المكفي سائله فدللت عليك وأنا امرأة من هوازن فقدت الولد والوالد فاصنع في أمري واحدة من ثلاث إما أن تحسن صفدي وإما أن تقيم أودي وإما أن تردني إلى بلدي قال بل أجمعهن لك ففعل ذلك بها.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
قالت السيدة عائشة دخل عبد الرحمن بن أم رومان أخي على النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وفي يده سواك رطب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مولعا بالسواك فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشخص بصره إليه فقلت يا عبد الرحمن اقضم السواك فناولنيه فمضغته ثم أدخلته في في رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسوك به فجمع بين ريقي وريقه. بعض المواقف من حياته مع الصحابة: بينه وبين أبيه يوم بدر <84> قال ابن هشام: نادى أبو بكر الصديق ابنه عبد الرحمن وهو يومئذ مع المشركين فقال أين مالي يا خبيث؟ فقال عبد الرحمن:
لم يبق غير شكة ويعبوب وصارم يقتل ضلال الشيب
ـ وخبر الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر - ولم يجرب عليه كذبة قط - ذكر عنه حكاية ؛ أنه لما جاءت بيعة يزيد بن معاوية إلى المدينة قال عبد الرحمن لمروان: جعلتموها والله هرقلية وكسروية. يعنى جعلتم ملك الملك لمن بعده من ولده. فقال له مروان: اسكت فإنك أنت الذي أنزل الله فيك وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ فقالت عائشة: والله ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن، إلا أنه أنزل عذري. ويروى أنها بعثت إلى مروان تعتبه وتؤنبه وتخبره بخبر فيه ذم له ولأبيه لا يصح عنه. وبعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية، فردها عبد الرحمن وأبى أن يأخذه، وقال: أبيع ديني بدنياي؟!
ـ وعن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنهم، قدم الشام في تجارة - يعني في زمان جاهليته - فرأى هنالك امرأة يقال له: ليلى ابنة الجودي. على طنفسة، حولها ولائده، فأعجبته - قال ابن عساكر: رآها بأرض بصرى فقال فيها
تذكرت ليلى والسماوة دونها فما لابنة الجودي ليلى وما ليا
وأنى تعاطى قلبه حارثية تدمن بصرى أو تحل الجوابيا
وأنى تلاقيها بلى ولعلها إن الناس حجوا قابلا أن توافيا
قال: فلما بعث عمر بن الخطاب جيشه إلى الشام قال للأمير على الجيش: إن ظفرت بليلى بنت الجودي عنوة فادفعها إلى عبد الرحمن بن أبي بكر فظفر بها فدفعها إليه، فأعجب بها وآثرها على نسائه، حتى جعلن يشكونه إلى عائشة، فعاتبته عائشة على ذلك، فقال: والله كأني أرشف بأنيابها حب الرمان. فأصابها وجع سقط له فوه، فجفاها حتى شكته إلى عائشة، فقالت له عائشة: يا عبد الرحمن، لقد أحببت ليلى فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت، فإما أن تنصفه، وإما أن تجهزها إلى أهله. فجهزها إلى أهلها.
ـ وتقدم عمرو ابن العاص إلى مصر في جيوشه، ومن لحق به من العثمانية، والجميع في قريب من ستة عشر ألف.وركب محمد بن أبي بكر في قريب من ألفي فارس وهم الذين انتدبوا معه من أهل مصر، وقدم بين يدي جيشه كنانة بن بشر، فجعل لا يلقى أحدا من الشاميين إلا قاتلهم حتى يلحقهم مغلوبين إلى عمرو بن العاص، فبعث عمرو بن العاص إليه معاوية بن حديج، فجاءه من ورائه، وأقبل إليه الشاميون حتى أحاطوا به من كل جانب؛ فترجل عند ذلك كنانة وهو يقول: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا الآية. ثم قاتل حتى قتل وتفرق أصحاب محمد بن أبي بكر عنه، ورجع يمشي فرأى خربة فأوى إليها، ودخل عمرو بن العاص فسطاط مصر، وذهب معاوية بن خديج في طلب محمد بن أبي بكر، فمر بعلوج في الطريق فقال لهم: هل مر بكم أحد تستنكرونه؟ قالوا: لا. فقال رجل منهم: إني رأيت رجلا جالسا في هذه الخربة. فقال: هو هو ورب الكعبة. فدخلوا عليه فاستخرجوه منها -وقد كاد يموت عطشا- فانطلق أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص، وكان قد قدم معه إلى مصر، فقال: أيقتل أخي صبرا؟ فبعث عمرو بن العاص إلى معاوية بن خديج أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر ولا يقتله. فقال معاوية: كلا والله أيقتلون كنانة بن بشر وأترك محمد بن أبي بكر وقد كان في من قتل عثمان، وقد سألهم عثمان الماء فلم يسقوه؟ وقد سألهم محمد بن أبي بكر أن يسقوه شربة من الماء. فقال معاوية: لا سقاني الله إن سقيتك قطرة من الماء أبدا؛ إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائما محرما، فتلقاه الله بالرحيق المختوم.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
ـ أخبر أبو عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث وإن أربع فخامس أو سادس وأن أبا بكر جاء بثلاثة فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة قال فهو أنا وأبي وأمي فلا أدري قال وامرأتي وخادم بيننا وبين بيت أبي بكر وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حيث صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته وما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك قال أوما عشيتيهم قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا فأبوا قال فذهبت أنا فاختبأت فقال يا غنثر فجدع وسب وقال كلوا لا هنيئا فقال والله لا أطعمه أبدا وايم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها قال يعني حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر منها فقال لامرأته يا أخت بني فراس ما هذا قالت لا وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات فأكل منها أبو بكر وقال إنما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل ففرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل فأكلوا منها أجمعون أو كما قال..
ـ وروى عبد الرحمن بن أبي بكر عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله عز وجل ليدعو بصاحب الدين يوم القيامة فيقيمه بين يديه فيقول أي عبدي فيم أذهبت مال الناس فيقول أي رب قد علمت أني لم أفسده إنما ذهب في غرق أو حرق أو سرقة أو وضيعة فيدعو الله عز وجل بشيء فيضعه في ميزانه فترجح حسناته..
بعض كلماته:
ـ قال عبد الرحمن بن أبي بكر في هوى ليلى بنت أمير دمشق
تذكرت ليلى والسماوة دونها فما لابنة الجودي ليلى وما ليا
وأنى تعاطى قلبه حارثية تدمن بصرى أو تحل الجوابيا
وأنى تلاقيها بلى ولعلها إن الناس حجوا قابلا أن توافيا
الوفاة:
قال أبو زرعة الدمشقي: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر في نومة نامها. ورواه أبو مصعب عن مالك، عن يحيى بن سعيد، فذكره وزاد: فأعتقت عنه عائشة رقابا ولما توفي كانت وفاته بمكان يقال له: الحبشي - على ستة أميال من مكة. وقيل: اثنى عشر ميلا - فحمله الرجال على أعناقهم حتى دفن بأعلى مكة فلما قدمت عائشة مكة زارته، وقالت: أما والله لو شهدتك لم أبك عليك، ولو كنت عندك لم أنقلك من موضعك الذي مت فيه. ثم تمثلت بشعر متمم بن نويرة في أخيه مالك
وكنا كندمانى جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
رواه الترمذي وغيره.
وروى ابن سعد أن ابن عمر رأى فسطاطا مضروبا على قبر عبد الرحمن - ضربته عائشة بعد ما ارتحلت - فأمر ابن عمر بنزعه وقال: إنما يظله عمله. ويقال: إن عبد الرحمن توفي سنة ثلاث وخمسين. قاله الواقدي وكاتبه محمد بن سعد وأبو عبيد وغير واحد. وقيل: سنة أربع وخمسين. فالله أعلم.
المصادر:
الطبقات الكبرى - الإصابة في تمييز الصحابة - فتح الباري في صحيح البخاري - وغير ذلك...
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
<<فرحان عشان سبعه يشاهدون الموضوع^_^
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عبادة بن الصامت
اسمه وموقف والده وأمه من الإسلام
هو عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم من بني سالم بن عوف من الخزرج. ولد عبادة بن الصامت في المدينة قبل الهجرة بثمانٍ وثلاثين سنة، فهو أصغر من رسول اللهبخمسة عشر عامًا. أبوه الصامت بن قيس لم يدرك الإسلام، وتُوفِّي على دين قومه، أما أُمُّه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك من الخزرج، فقد أسلمت وبايعت رسول الله.
إسلامه
كان عبادة بن الصامتمن أوائل الذين أسلموا من الأنصار، وذلك في السنة العاشرة من بعثة الرسول، أي قبل الهجرة بثلاث سنوات. ومنذ أن أسلم عبادة بن الصامتارتبط برسول اللهارتباطًا وثيقًا، وتعلق به تعلقًا شديدًا، فلم يكن من مشهد من مشاهد الإسلام إلا وحضره، ولم يغزُ رسول اللهغزوةً، ولم يسر إلى مكان إلا وكان معه، وقد رُوِي له عن رسول اللهمائة وواحد وثمانون حديثًا.
أثر الرسول في تربيته
عبادة بن الصامتمن الرعيل الأول الذي عاش خير حياته وأعظمها وأثراها مع الرسول الكريم، الرعيل الذي صهره النضال وصقلته التضحية، وعانق الإسلام رغبًا لا رهبًا، وباع نفسه وماله. وقد استعمله رسول اللهعلى الصدقات، وقال له: "اتقِ الله، ألا تأتي يوم القيامة ببعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة لها ثُؤَاج"[1]. فقال عبادة : فوالذي بعثك بالحق، لا أعمل عمل اثنين. وبايع النبيعلى ألاَّ يخاف في الله لومة لائم.
أهم ملامح شخصيته
بطولته
أما بطولته العسكرية فقد تجلت في مواطن كثيرة؛ فعندما طلب عمرو بن العاصمددًا من الخليفة لإتمام فتح مصر، أرسل إليه أربعة آلاف رجل، على رأس كل منهم قائد حكيم، وصفهم الخليفة قائلاً: "إني أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف رجل منهم رجلٌ بألف رجل". وكان عبادة بن الصامتواحدًا من هؤلاء الأربعة الأبطال.
بعض المواقف من حياته مع الرسول
بيعة العقبة الأولى
كان عبادة بن الصامتممن بايعوا رسول اللهفي بيعة العقبة الأولى، أو كما عُرفت ببيعة النساء؛ قال عبادة بن الصامت:
"كنت ممن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلاً، فبايعنا رسول اللهعلى بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض الحرب، على أن لا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم ذلك فأمركم إلى الله، إن شاء عذَّب وإن شاء غفر".
بيعة العقبة الثانية
وتمت بيعة العقبة الثانية التي فيها النصر والحماية، وقال نبي الله: "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم". فقالوا: يا رسول الله، نبايعك. فقال: "تبايعوني على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والنفقة في العسر واليسر، لا تخافوا في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة". فبايعوه على ذلك، وقال رسول اللهللأنصار: "أخرجوا منكم اثني عشر نقيبًا؛ تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس". فكان عبادة بن الصامتأحد نقباء الخزرج.
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
موقفه مع معاوية
عن أبي قلابة قال: كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار، فجاء أبو الأشعث. قال: قالوا: أبو الأشعث، أبو الأشعث. فجلس، فقلت له: حدِّث أخانا حديث عبادة بن الصامت. قال: نعم، غزونا غزاة وعلى الناس معاوية، فغنمنا غنائم كثيرة، فكان فيما غنمنا آنية من فضة، فأمر معاوية رجلاً أن يبيعها في أعطيات الناس، فتسارع الناس في ذلك، فبلغ عبادة بن الصامت، فقام فقال: "إني سمعت رسول اللهينهى عن بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبُرّ بالبُرّ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح إلا سواء بسواء، عينًا بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى". فردَّ الناس ما أخذوا.
فبلغ ذلك معاوية، فقام خطيبًا فقال: "ألا ما بال رجال يتحدثون عن رسول اللهأحاديث، قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه". فقام عبادة بن الصامت فأعاد القصة، ثم قال: لنُحدثَنَّ بما سمعنا من رسول اللهوإن كره معاوية.
موقفه مع عمر
وفي خلافة أمير المؤمنين عمر، لم يستطع الفاروق أن يحمله على قبول منصبٍ ما، إلا تعليم الناس وتفقيههم في الدين. فهذا هو العمل الوحيد الذي آثره عبادة بن الصامت، مبتعدًا بنفسه عن الأعمال الأخرى المحفوفة بالزهو وبالسلطان وبالثراء، والمحفوفة أيضًا بالأخطار التي يخشاها على مصيره ودينه. وهكذا سافر إلى الشام ثالث ثلاثة: هو، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء؛ حيث ملئوا البلاد علمًا وفقهًا ونورًا.
أثره في الآخرين
في خلافة عمر بن الخطابكتب يزيد بن أبي سفيانإليه: قد احتاج أهل الشام إلى من يعلِّمهم القرآن ويفقههم. فأرسل إليه عمر: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبا الدرداء؛ فأقام عبادة بحمص، فاستخلفه عليها أبو عبيدة بن الجراح عندما سار لفتح "طرطوس" ففتحها. وكان أول من وَلِي قضاء فلسطين من قِبل عمر بن الخطاب.
وكانممن جَمَعَ القُرْآنَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ؛ فعن محمد بن كعب القرظي، قال: "جمع القرآن في زمان النبيخَمْسَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَاذٌ، وَعُبَادَةُ، وَأُبَيٌّ، وَأَبُو أَيُّوْبَ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ".
بعض ما روى عن الرسول
عن أنس بن مالكقال: أخبرني عبادة بن الصامتأن رسول اللهخرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: "إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس".
ويروي الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، أن رسول اللهقال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
وعن جنادة بن أبي أمية، حدثني عبادة بن الصامت، عن النبيقال: "من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، ثم قال: "اللهم اغفر لي، أو دعا استُجيب له، فإن توضأ وصلَّى قُبلت صلاته".
موقف الوفاة
لمّا حضرت عبادةالوفاة قال: "أخرجوا فراشي إلى الصحن[2]، ثم قال: "اجمعوا لي مَوَاليَّ وخدمي وجيراني، ومن كان يدخل عليَّ". فجُمِعوا له، فقال: "إنّ يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليَّ من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإني لا أدري لعلّه قد فرط منّي إليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو -والذي نفس عبادة بيده- القِصاص يوم القيامة، وأُحَرِّج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتصَّ مني قبل أن تخرج نفسي". فقالوا: بل كنت مؤدبًا. قال: "اللهم اشهد".
ثم قال: "أمّا لا، فاحفظوا وصيّتي: أُحَرِّج على إنسانٍ منكم يبكي عليَّ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا وأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كلّ إنسان منكم المسجد فيصلي ثم يستغفر (لعُبَادة) ولنفسه؛ فإن الله -تبارك وتعالى- قال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة: 45]. ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تُتبِعُني نار، ولا تضعوا تحتي أرجوانًا[3]".
وكانت وفاتهسنة 34 من هجرة رسول اللهبمدينة الرملة في فلسطين، وهو يناهز الاثنين وسبعين عامًا.
[1] الثؤاج: صوت النعاج.
[2] الصحن: أي الدار.
[3] الأرجوان: صبغ أحمر شديد الحمرة
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عباد بن بشر
هو الإمام أبو الربيع الأنصاري الأشهلي عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل أحد البدريين.. كان من سادة الأوس.
عباد بن بشر ابن وقش الإمام أبو ربيع الأنصاري الأشهلي أحد البدريين.
عمره عند الإسلام وقصة إسلامه ومن الذي دعاه:
كان عباد بن بشر الأشهلي حين لاح في آفاق يثرب أول شعاع من أشعة الهداية المحمدية فيموفور الشباب غض الأهاب تعرف في وجهه نضرة العفاف والطهر وتلمح في تصرفاته رزانة الكهول على الرغم من أنه لم يكن إذ ذاك قد جاوز الخامسة والعشرين من مره.
وقد اجتمع إلى الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير فسرعان ما ألفت بين قلبيهما أواصر الإيمان ووحدت بين نفسيهما كريم الشمائل ونبيل الخصائل وقد استمع إلى مصعب وهو يرتل القرآن بصوته الفضي الدافئ نبرته الشجية الآسرة (فشغف بكلام الله حباً وأفسح له في سويداء فؤاده مكاناً رحباً وجعله شغله الشاغل فكان يردده في ليله ونهاره وحله وترحاله حتى عرف بين الصحابة بالإمام وصديق القرآن.
أسلم على يدي مصعب بن عمير قبل الهجرة قبل إسلام معاذ وأسيد بن الحضير.
أسلم عباد قديماً بالمدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير وكان إسلامه قبل إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ رضي الله عنهما.
أهم ملامح شخصيته
عن عائشة رضي الله عنها قالت: تهجد النبي صلى الله عليه سلم في بيتي فسمع صوت عباد يصلي في المسجد فقال يا عائشة، أصوت عباد هذا؟ قالت نعم قال اللهم ارحم عباد وفي رواية اللهم اغفر له"
وقد استمع إلى مصعب وهو يرتل القرآن بصوته الفضي الافئ ونبرته الشجية الآسرة فشغف بكلام الله حياً وأفسح له في سويداء فؤاده مكاناً رحباً وجعله شغله فكان يردده في ليله وهاره وحله وترحاله حتى عرف بين الصحابة بالإمام وصديق القرآن.
ـ شهد عباد بن بشر مع الرسول صلوات الله عليه مشاهده لها وكان له في كلمنها موقف يليق بحامل القرآن.
من ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قفل عائداً من غزوة "ذات الرقاع نزل بالمسلمين في شعب من الشعاب ليقضوا ليلتهم في÷.
وكان أحد المسلمين قد سبى في أثناء الغزوة امرأة من نساء المشركين في غيبة زوجها فلما حضر الزوج ولم يجد امرأته أقسم باللات والعزى ليلحق بمحمد أصحابه وألا يعود إلا إذا أراق منهم دماً.
ما كاد المسلمون ينيخون رواحلهم في الشعب حتى قال لهم الرسول صلوات الله عليه: من يحرسنا في ليلتنا هذه؟
فقام إليه عباد بن بشر وعمار بن ياسر وقالا: نحن يا رسول الله وقد كان النبي آخى بينهما حين قدم المهاجرون على المدينة.
فلما خرجا إلى فم الشعب قال عباد بن بشر لأخيه عمار بن ياسر: أي شطري الليل تؤثر أن تنام فيه: أوله أم أخره؟ فقال عمار: بل أنام في أوله.
واضطجع غير بعيد عنه.
كان الليل ساجياً هادئاً وادعاً وكان النجم والشجر الحجر تسبح بحمد ربيها وتقدس له فتاقت نفس عباد بن بشر إلى العبادة واشتاق قلبه إلى القرآن وكان أحلى ما يحلو له القرآن إذا رأيته مصلياً فيجمع متعة الصلاة إلى متعة التلاوة.
فتوجه إلى القبلة ودخل في الصلاة وطفق يقرأ من سورة الكهف بصوته الشجي الندي العذب.
وفيما هو سابح في هذا النور الإلهي الأسنى تمارق في لألاء ضيائه أقبل الرجل يحث الخطى فلما رأى عباد من بعيد منتصباً على فم الشعب عرف أن النبي صلى الله عليه وسلم باخله وأنه حارس القوم فوتر قوسه وتناول سهماً من كنانته رماه به فضه فيه.
فانتزعه عباد من جسده ومضى متدفقاً في تلاوته غارقاً في صلاته..
فرماه الرجل بآخر فضه فيه فانتزعه كما انتزع سابقه فرماه بثالث فانتزعه كما انتزع سابقيه، وزحف حتى غدا قريباً من صاحبه وأيقظه قائلاً:
انهض فقد أثخنتي الجراح. فلما رآهما الرجل ولى هراباص..
وحانت التفافة من عمار إلى عباد فرأى الدماء تنزف غزيرة من جراحه الثلاثة فقال له: سبحان الله هلا أيقظتني عند اول سهم رماك به؟!
فقال عباد كنت في سزرة اقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها وأيم الله لولا خوفي أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لكن قطع نفسي أحب إلى من قطعها.
شجاعته وفدائيته:
وكان كبير العذر رضي الله عنه أبلى يوم اليمامة بلاءاً حسناً وكان احد الشجعان الموصوفين.
كان عباد رضي الله عنه من فضلاء الصحابة وكان سيداً كبير القدر أوجز الذهبي معالم وملامح الإقدام والسيادة في عباد فقال "كان أحد الشجعان الموصوفين" شهد عباد بدراً واحداً والخندق والحديبية وحين توبك وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان رضي الله عنه موصوفاً بشدة البأس والشجاعة حتى قال عمر رضي الله عنه لرسول الله في غزوة بني المصطلق "مر عباد بن بشر فليضرب عنق المنافق عبد الله بن أبي بن سلول.
أما فدائية عباد فكانت شيئاً أخر عبقت به دنيا المغازي وأوردت شجاعته كتب التراجم والسير.. ومن أعلام أعماله الفدائية أنه شارك فيقتل كعب بن الأشرف اليهودي وكفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شر هذا الفاجر الأفاك.
وجاهد عباد يومئذ جموع المرتدين من بني حنيفة وكان له غناء ويلاء لم ير لأحد مثله.
يقال: أنه قتل يومئذ عشرين مشركاً.
أنه كان يضرب بسيفه حتى يحني فبقومه على ركبتيه ثم يبدأ فيضرب به وجوه المرتدين.
قال رافع بن خديج:
رأيت عباداً يوم اليمامة، وتقدم إليه رجل من بني حنيفة كأنه جمل، فقال إلأي يا أخا الأنصار أتحسب أنا كمن لاقيتم في بلدان الحجاز؟! فتقدم إليه عباد وهو على ذلك مجروح كثير الجراح فاختلفا ضربتين فضربه عباد ضربة قطعت رجليه من الساقين ثم تجاز وغادره ينوء على ركبتيه، فناداه الحنفي أجهز على قتيلك يا ابن الأكارم، فرجع إليه فقتل ثم برز له أخر فضربه عباد بالسيف على عاتقه مستكمناً ضربة أيدي سحره، "الرئة" يعني بلغت الضربة أعماق صدره فبانت رئتاه"، ثم تجاوز يفري في بني حنيفة فلما رأت ذلك حنيفة حنقت فحملا عليه فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه رضي الله عنه.
قال رافع: وإن حنيفة لتذكره فكان إذا كان بالرجل منهم جراحه يقول هذا ضربني..
شعوره بالمسؤولية وتخصصه في الحراسة:
في غزوة الأحزاب تولى عباد حراسة قبة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال سعد: وكان عباد بن بشر على حرس قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره من الأنصار يحرسونه كل ليلة فكان المشركون يتناوبون بينهم فيغدوا أبو سفيان ف أصحابه يوماً ويغدوا خلد بن الوليد يماً ويغدوا عمرو بن العاص يوماً ويغدوا هبيرة بن أبي وهب يماً ويغدو ضرار بن الخطايب الوتري يوماً.
ولله در القائل في حراسة عباد لقبة النبي صلى الله عليه وسلم:
من ينم عن لهدم أو محدم فابن بشر ساهر لم ينم
يحس القبة ما فيها سوى حارس الجيش أو حارس العلم.
وي غزوة تبوك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد بن بشر على حرسه واوكل إليه هذه المهمة.
أثره في الآخرين دعوته وتعليمه
وقد رأى عباد من خلال المعارك التي لم يقق المسلمون فيها نصراً يكر من تواكل الأنصار على المهاجرين وتواكل المهارين على الأنصار ما شحن صدره أسى وغيظاً وسمع من تنايترهم ما حشا سمعه جمراً وشوكاً فأيقن أنه لا نجاح للمسلمين في هذه المعارك الطاحنة إلا إذا تميز كل من الفريقين عن الأخر ليتحمل مسؤوليته حده وليعلم المجاهدون الصابرون حقاً.
فلما طلع النهار واستؤنف القتال علا عباد بن بشر نشزاً (مكان مرتفع من الأرض) وجعل يصيح: يا معشر الأنصار تميزوا من الناس.
واحطموا جفون السيوف ولا تركوا الإسلام يؤتي من قبلكم
وما زال يردد ذلك النداء حتى اجتمع عليه نحو أربعمائة منهم على رأسهم ثابت بن قيس والبراء بن مالك وأبو دجانه صاحب سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى عباد بن بشر بمن معه يشق الصفوف بسيفه ويلقي الحتوف يدصره حتى كسرت شوكة مسيلمة الكذاب من معه والجئوا إلى حديقة الموت.
بعض كلماته
قال عباد الشعر في قتل كعب بن الأشرف:
صرخت له فلم يعرض لصوتي ووافي طالعاً من رأس جدر
فعدت له فقال من المنادي فقلت أخوك عباد بن بشر
فقال محمد أسرع إلينا فقد جئنا لتشكرنا تقري
وترقدنا فقد جئنا سفايا بنصف الوسق من حب وتمر
وهذي ورعنا رهنا فخذها لشهر أت وفي أو نصف شهر
فقال معاشر سغبوا وجاعوا وما عدموا العتي من غير فقر
فأقبل نحونا يهوي سريعاً وقال لنا لقد جئتم لأمر
وفي أيماننا بيض حداد مدربة بها الكفار تفري
فعانقه ابن مسلمة المردي به الكفار كالليث الهزبر
وشد بسيفه صلتا عليه فقطره أبو عبس بن جبر
وصلت وصاحباي فكانا لما قتلناه الخبيث كذبح رعتر
وجاء برأسه نفر كرامه هم ناهيك من صدق بر
فكان الله ما دمنا فأبنا بأنعم نعمة وأعز نصر
وقال يناجي ربه:
عذابه فيك عذب وبعده فيك قرب
وأنت عندي كروحي بل أنت منها أحب
حسبي من الحب أني لما تحب أحب
وفاته: في الليلة التي سبقت المعركة الحاسمة رأى عباد بن بشر فيما يراه النائم أن السماء انفرجت له، فلما دخل فيها ضمته إليها وأغلقت عليه بابها. فلما أصبح
حدث أبا سعيد الخدري برؤياه وقال:
الله إنها الشهادة يا أبا سعيد..
ومضى عباد بن بشر بمن معه يشق صفوف بسيفه ويلقي الحتوف بصدره حتى كسرت شوكة مسيلمة ومن معه وألجئوا إلى حديقة الموت.
وهناك عند أسوار الحديقة سقط عباد بن بشر شهيداً مضرجاً بدمائه وفيه ما فيه من ضربات السيوف وطعنات الرماح ووقع السهام حتى أنهم لم يعرفوه إلا بعلامة كانت في جسده.
ويشهد أبو سعيد الخدري لعباد بالشجاعة أيضاً يوم اليمامة وينقل لنا صوته يومئذ وهو يصيح بالأنصار! احطموا جفون السيوف وتميزوا من الناس وجعل يقول أخلصونا أخلصونا، فأخلصوا أربع مئة رجل من الأنصار ما يخالطهم أحد يقدمهم عباد بن بشر وأبو دجانة والبراء بن مالك رضي الله عنهم.
حتى انتهوا إلى باب الحديقة فقاتلوا أشد التال، وقتل عباد بن بشر رحمه لله فرأيت بوجهه ضرباً كثيراً، ما عرفته إلا بعلامة كانت في جسده.
كان من سادة الأوس، عاش خمساً وأربعين سنة.
استشهد رضي الله عنه يوم اليمامة.
مناقبه وما قيل فيه:
عن يحي بن عباد بن عبد الله عن أبيه، قال قالت عائشة ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً كلهم من بني عبد الأشهل:
سعد بن معاذ ـ عباد بن بشر ـ وأسيد بن حضير
وعن أنس رضي الله عنه أن أسيد ن حضيرلا وعباد بن بشر كانا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء، قال: فلما خرجا من عنده أضاءت عصا أحدهما فكانا يمشيان في ضوئها فلما تفرقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا..
المراجع:
الإصابة في تمييز الصحابة - فرسان النهار من الصحابة الأخيار - صور من حياة الصحابة - البداية والنهاية - صور من حياة الصحابة - نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح
هو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه من السابقين الأولين من الأنصار.
أثر الرسول صلى الله عليه سلم في تربيته:
رفض سيدنا عاصم بن عمرو بكل عزة وإباء أن ينزل في جوار المشركين وأبى إلا قتالهم حتى تنفرد سالفته فعن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت فانطلقوا حتى كانوا بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل وهم بنو لحيان فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام حتى لحقوهم وأحاطوا بهم وقالو: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجل. فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في جوار مشرك اللهم فأخبر عنا رسولك. فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر.
الجمع بين الجهاد والعلم:
جهاده:
جمع سيدنا عاصم بن عمرو بين العلم والجهاد فهو الذي جاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وأحد وقتل عدداً من المشركين وموقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة العقبة يدل على علمه بالحرب.
وهو الذي قتل عقبة بن أبي معيط الأموي يوم بدر وقتل مسافع بن طلحة وأخاه كلاب كلاهما اشعره سهما فيأتي أمه سلافة ويقول: سمعت رجلا حين رماني يقول: خذها وانا ابن الأقلح فنذرت إن أمكنها الله تعالى من رأس عاصم لتشربن فيه الخمر.
علمه وفقهه:
كان عاصم بن ثابت ممن أنعم الله عليهم بالعلم والفقه في دين الله وكان على راس الوفد الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم عضل والقارة ولكنهم غدروا بهم. ويروي محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمرو بن قتادة قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة فقالوا يا رسول الله إن فينا إسلاماً، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفراً ستة من أصحابه وهم مرثد بن أبي مرثد العنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، قال ابن اسحاق هو أمير القوم،وخالد بن البكير الليثي حليف بني عدي، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، أخو بني عمرو بن عوف وخبيب بن عدي أخو بني جحجيي بن كلفة بن عمر بن عوف، وزيد بن الدثنة أخو مني بياضة بن عامر وعبد الله بن طارق حليف بن ظفر رضي الله عنهم.
مواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه سلم:
يروي الحسين بن السائب فيقول: لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: " كيف تقاتلون " فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فأخذ القوس والنبل وقال: أي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع أو نحو ذلك كان الرمي بالقسي فإذا دنا القوم تنالنا وتنالهم بالرماح حتى تتقصف فإذا تقصف تركناها وأخذنا السيوف فكانت السلة والمجالدة بالسيوف قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاتل فليقاتل قتال عاصم "
أثره في الآخرين:
قال ابن إسحاق:
لما خرج عاصم مع القوم حتى غدا وكانوا على الرجيع، ماء لهذيل بناحية الحجز من صور الهدأة غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلاً، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأييهم السيوف قد غشوهم فأخذا أسيافهم ليقاتلوا القوم فقالوا لهم: إنا والله ما نريد قتلكم ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة ولكم عهد الله وميثاقه أن لا تقتلكم. فأما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا: والله لا تقبل من مشرك عهداً ولا عقداً أبداً.
بعض كلماته:
ما علتي وأنا جلد نابل والقوي فيها وتر وعنابل
تزل ن صفحتها المعايل الموت حق الحياة باطل
وكل ما حم الإله نازل بالمرء إليه آيل.
إن لم أقاتلكم فامى هابل
وفاته:
وقتل يوم أحد من أصحاب ألوية المشركين: مسافعاً، والحارث. فنذرت أمهما سلافة بنت سعد أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر، وجعلت لمن جاءها برأسه مائة ناقة، فقدم ناس من بني هذيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يوجه معهم من يعلمهم، فوجه عاصماً في جماعة، فقال لهم المشركون: استأسروا فإنا لا نريد قتلكم وإنما نريد أن ندخلكم مكة فنصيب بكم ثمناً، فقال عاصم: لا أقبل جوار مشرك، فجعل يقاتلهم حتى فنيت نبله، ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه، فقال: اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحم لي لحمي آخره، فجرح رجلين وقتل واحداً، فقتلوه وأرادوا أن يحتزوا رأسه، فبعث الله الدبر فحمته، ثم بعث الله سيلاً في الليل فحمله، وذلك يوم الرجيع.
ولما قتله المشركون أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد، وكانت نذرت أن تشرب الخمر في رأس عاصم لأنه قتل ابنيها بأحد، فجاءت النحل فمنعته، فقالوا: دعوه حتى يمسي فنأخذه. فبعث الله الوادي فاحتمل عاصماً، وكان عاهد الله أن لا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك، فمنعه الله في مماته كما منع في حياته يقول صاحب فرسان النهار تذكر عاصم نذر سلاقة الذي نذرته وجرد سيفه وهو يقول "اللهم إني احمي لدينك وادفع عنه فاحمي لحمي وعظمي لا تظفر بهما أحداً من أعداء الله، الله إني حميت دينك أول النهار فأحمي جسدي أخره"
وكانت وفاته في غزوة الرجيع العام الرابع الهجري.
ما قيل فيه:
كان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعته:" يحفظ الله العبد المؤمن كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركاً أبداً في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع في حياته"
وقال الحافظ بن حجر:"إنما استجاب الله له في حماية لحمه من المشركين ولم يمنعهم من قتله، لما أراد من إكرامه بالشهادة، ومن كرامته حمايته من هتك حرمته يقطع لحمه.
عناية الرحمن تعصم عاصماً عن أن ينال براحة أو أضبع بالسيل الدير من أعدائه في مصرع أكرم به من مصرع.
المراجع:
الإصابة في تمييز الصحابة - أسد الغابة - فرسان النهار من الصحابة الأخيار - الكامل في التاريخ - المنتظم - البداية والنهاية..
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
طلحة بن عبيد الله
اسمه ومنزلته
هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، يكنى أبا محمد، ويعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض. وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللهبالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أهل الشورى الذين تُوُفِّي رسول اللهوهو عنهم راضٍ، وأحد الذين كانوا مع رسول اللهعلى الجبل فتحرَّك بهم.
كانرجلاً آدم، حسن الوجه، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط، ولا بالسبط. وأمه الصعبة بنت الحضرمي، وقد أسلمت وهاجرت، وعاشت بعد ابنها قليلاً.
متى ولد؟ ومتى أسلم؟
ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم في بدايات الدعوة الإسلامية، فهو أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام.
قصة إسلامه
عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: قال لي طلحة بن عبيد الله: حضرت سوق بُصرى فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم، أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: قلت: نعم، أنا. فقال: هل ظهر أحمد بعدُ؟ قال: قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه.
قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت سريعًا حتى قدمت مكة، فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد بن عبد الله الأمين تنبَّأَ، وقد تبعه ابن أبي قحافة. قال: فخرجت حتى دخلت على أبي بكر، فقلت: أتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلقْ إليه فادخلْ عليه فاتّبعه؛ فإنه يدعو إلى الحق. فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج أبو بكربطلحة فدخل به على رسول الله، فأسلم طلحةوأخبر رسول اللهبما قال الراهب، فسُرَّ رسول اللهبذلك.
ولم يشهد طلحة بن عبيد اللهبدرًا؛ وذلك أن رسول اللهكان وجَّهه وسعيد بن زيد -رضي الله عنهما- يتجسسان خبر العير فانصرفا، وقد فرغ رسول اللهمن قتال من لقيه من المشركين، ولكنه شهد أُحدًا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله.
كرمه
أكرم العرب في الإسلام طلحة بن عبيد الله، جاء إليه رجل فسأله برحم بينه وبينه، فقال: "هذا حائطي (بستاني) بمكان كذا وكذا، وقد أعطيت فيه مائة ألف درهم، يراح إليَّ بالمال العشية، فإن شئت فالمال، وإن شئت فالحائط".
وقال قبيصة بن جابر: صحبت طلحة بن عبيد الله، فما رأيت رجلاً أعطى لجزيل مالٍ من غير مسألة منه.
طلحة يوم أحد
لما كان يوم أُحد أبلى فيه طلحةبلاءً حسنًا، وبايع رسول اللهعلى الموت، وحماه من الكفار، واتّقى عنه النبل بيده حتى شلِّت أصبعه، ووقاه بنفسه.
بعض المواقف من حياته مع الرسول
أنا لها يا رسول الله
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِفِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَقَالَ: "مَنْ لِلْقَوْمِ؟" فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "كَمَا أَنْتَ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "أَنْتَ". فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ: "مَنْ لِلْقَوْمِ؟"
فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: "كَمَا أَنْتَ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا. فَقَالَ: "أَنْتَ". فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ، حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِوَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَنْ لِلْقَوْمِ؟" فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ، فَقَالَ: حَسِّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لَوْ قُلْتَ بِاسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ"، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ.
بشارته بالشهادة
عن أبي هريرةأن رسول اللهكان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله: "اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ أَو صِدِّيقٌ أَو شَهِيدٌ".
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
مع علي بن أبي طالب
عن رفاعة بن إياس الضبي، عن أبيه، عن جده قال: كنا مع عليٍّيوم الجمل، فبعث إلى طلحة بن عبيد اللهأنِ الْقِني، فأتاه طلحة، فقال: نشدتك الله، هل سمعت رسول اللهيقول: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من ولاه وعادِ من عاداه؟" قال: نعم. قال: فلِمَ تقاتلني؟ قال: لم أذكر. قال: فانصرف طلحة.
مع أبي بكر الصديق
دخل على أبي بكرطلحةُ بن عبيد الله، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربك فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر -وكان مضطجعًا-: أجلسوني. فأجلسوه، فقال لطلحة: أبالله تخوِّفني؟! إذا لقيت الله ربي فساءلني، قلتُ: استخلفتُ على أهلك خير أهلك.
أثره في الآخرين
روى عن رسول الله، وروى عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى بنو طلحة، وقيس بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، والأحنف بن قيس.
المعلم والقدوة
عن موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، قال: كنا نصلي والدواب تمرُّ بين أيدينا، فذكرنا ذلك لرسول الله، فقال: "مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ تَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ، ثُمَّ لاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ".
بعض كلماته
عن طلحة بن عبيد اللهقال: "لقد أُعطي ابن عباس فهمًا لقنًا وعلمًا، وما كنت أرى عمر يقدم عليه أحدًا".
وقال: "إنا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء، لكننا نتصبر".
وقال أيضًا: "الكسوة تُظهِر النعمة، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى الخادم يكبت الأعداء".
موقف الوفاة
قُتل طلحةيوم الجمل سنة 36هـ؛ وذلك لما قرَّر الانسحاب من المعركة، بعدما أخبره عليٌّبحديثٍ لرسول اللهكان قد نسيه. يقال: رماه مروان بن الحكم بسهمٍ، فأرداه قتيلاً.
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
ضماد بن ثعلبة
هو ضماد بن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة.
وكان صديقا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وكان رجلا يتطبب ويرقي ويطلب العلم.(1)
إسلامه:
أسلم ضماد بن ثعلبة الأسدي عندما سمع رسول الله يقول:
(الحمد لله نحمد ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له)(2)
فعن ابن عباس: أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمدا مجنون. فقال: لو رأيت هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي. فلقيه فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن " الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد ". فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء. فأعادهن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا فقال: " والله لقد سمعت قول الكهنة وسمعت قول السحرة وسمعت قول الشعراء فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات والله لقد بلغت ناعوس البحر فمد يدك أبايعك على الإسلام " فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وعلى قومك" فقال: وعلى قومي قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئا أعزم على رجل أصاب شيئا من أهل هذه الأرض إلا رده. فقال رجل منهم: أصبت مطهرة. فقال ارددها إن هؤلاء قوم ضماد.(3)
فهذه هي القلوب الطاهرة قلوب صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، يذعن للهدي والحق عندما يراه، فبمجرد أن سمع كلام النبي صلي الله عليه وسلم آمن ودخل نور الحق إلي قلبه.
المصادر:
1 - أسد الغابة [جزء 1 - صفحة 532]
2 - محمد رسول الله [جزء 1 - صفحة 604]
3 - أسد الغابة [جزء 1 - صفحة 533]
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
يعطيك الف عافيه ابو عبدالله ماقصرت وانا اخوك لا تعبت
تحياتي لك تقبل مروري
لك مني احترام وتقدير
دمت بود وسعادة
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غـربــلونــي وطــعــتهمـ,
يعطيك الف عافيه ابو عبدالله ماقصرت وانا اخوك لا تعبت
تحياتي لك تقبل مروري
لك مني احترام وتقدير
دمت بود وسعادة
حياك الله ياغربلوني
أسعدني تواجدك
-
رد: (ملف)..خير الناااس.الصحب الأطهار رضي الله عنهم
ضرار بن الأزور
ضرار بن الأزور واسم الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك.(1)
قال البغوي سكن الكوفة.
ويقال أنه كان له ألف بعير برعاتها فترك جميع ذلك (لله ). (2)
من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له ألف بعير برعاتها فأخبره بما خلف وقال: يا رسول الله قد قلت شعر. فقال: هيه فقال:
خلعت القداح وعزف القي... ن والخمر أشربها والثمالا
وكري المحبر في غمرة... وجهدي على المسلمين القتالا
وقالت جميلة: شتتن... وطرحت أهلك شتى شمالا
فيا رب لا أغبنن صفقتي... فقد بعت أهلي ومالي بدالا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما غبنت صفقتك يا ضرار.(3) فهكذا كان يصنع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم بأموالهم كانوا ينفقونها في سبيل الله، يبيعون الدنيا ويشترون الآخرة، يبيعون الفاني ويشترون الباقي.
وقال ضرار أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقحة فأمرني أن أحلبها فجهدت حلبها فقال دع داعي اللبن.
بعض المواقف مع الصحابة رضي الله عنهم:
وأبلي في موقعة اليرموك أحسن البلاء لأنه يدرك قيمة الشهداء عند الله عز وجل فعن عكرمة بن أبي جهل أنه نادي يوم اليرموك: قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موطن وأفر منكم اليوم. ثم نادى: من يبايعني على الموت فبايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جراحة وقتلوا إلا ضرار بن الأزور.(4)
وبعث خالد ضرارا في سرية فأغاروا على حي من بني أسد فأخذوا امرأة جميلة فسأل ضرار أصحابه أن يهبوها له ففعلوا فوطئها ثم ندم فذكر ذلك لخالد فقال قد طيبتها لك فقال لا حتى تكتب إلى عمر فكتب أرضخه بالحجارة فجاء الكتاب وقد مات فقال خالد ما كان الله ليخزي ضرارا ويقال إنه الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد ويقال إنه ممن شرب الخمر مع أبي جندب فكتب فيهم أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر فكتب إليه ادعهم فسائلهم فإن قالوا إنها حلال فاقتلهم وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ففعل.(5)
وفاته:
اختلف في وفاة ضرار بن الأزور رضي الله عنه، فقال ابن عبد البر: قُتل ضرار بن الأزور يوم أجنادين في خلافة أبي بكر وقال غيره: توفي ضرار بن الأزور في خلافة عمر بالكوفة.
وذكر الواقدي قال: قاتل ضرار بن الأزور يوم اليمامة قتالا شديدا حتى قطعت ساقاه جميعا فجعل يحبو على ركبتيه ويقاتل وتطؤه الخيل حتى غلبه الموت.
وقد قيل: مكث ضرار باليمامة مجروحا ثم مات قبل أن يرتحل خالد بيوم. قال: وهذا أثبت عندي من غيره.(6)
وذكر ابن الأثير أنه شهد موقعة اليرموك سنة ثلاث عشرة من الهجرة.
المصادر:
1 - الاستيعاب [ج1 ص224 ]
2 - الإصابة [ ج3 ص482 ]
3 - أسد الغابة [ج1 ص531 ]
4 - أسد الغابة [ج1 ص782]
5 - الإصابة [ج3 ص482]
6 - الاستيعاب [ج1 ص 225 ]