شيخ العلماء عبدالله خياط على لسان أبنائه:
أقام مخيماً لتدريس أنجال المؤسس
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/...5/ww06-big.jpg
فالح الذبياني (مكة المكرمة)
في الحلقة الماضية استعرض الدكتور اسامة عبدالله خياط امام وخطيب المسجد الحرام لمحات عن الجوانب الخفية لحياة والده شيخ العلماء عبدالله خياط-رحمه الله-....ومع بقية اللقاء>>
مدرسة أنجال المؤسس
يمثل العام 1356هـ مرحلة جديدة في حياة شيخ العلماء عبدالله عبدالغني خياط عندما فكر في الانتقال للرياض مديرا لمدرسة أنجال الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بعد ان رشحه لهذا المنصب السيد طاهر الدباغ مدير المعارف العام في تلك الفترة الذي كان يزور مدرسة الفيصلية لتفقد اوضاعها ويراقب مدرسيها ومديرها، وما ان عرضت الفكرة على شيخ العلماء الا وبدأ يفكر فيها وفي كيفية القيام بها على أكمل وجه وقد استشار صهره الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة الذي قال له: الحركة بركة وان الماء الراكد لا يبرح ان يتعفن وان بقاءك في الحجاز كمدير مدرسة لايرفع من شأنك فاحزم أمرك وتوكل على الله ولن يخيبك نجا من انهيار مبنى على طريق السيل
مشى في الصحراء دون ماء حتى أُغمي عليه الله ابدا، وقد انشرح صدر الشيخ عبدالله خياط للسفر الى الرياض بالسيارة قبل ان تتحرك الطائرات وتعمل على نقل المسافرين جوا بين الرياض وجدة.
ونجح الشيخ عبدالله خياط في الترشح لمدرسة انجال الملك عبدالعزيز واعطيت له صلاحية اختيار المدرسين الذين سيعملون معه في تعليم انجال المؤسس، وقد اختار السيد احمد علي وصلاح الخزامي وكان جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله معجبا بقراءة الشيخ عبدالله خياط للقرآن في الحرم الشريف وعندما عرفه به فضيلة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ عرفه الملك عبدالعزيز وقال له: انت الذي كنت تصلي بنا التراويح في سنة كذا؟ فاجاب الشيخ عبدالله خياط بالايجاب، فقال له الملك عبدالعزيز: أنا علمت أنك شديد.
وعندما فتحت مدرسة الانجال أبوابها بحي المعابدة في مكة المكرمة بقصر الملك عبدالعزيز كانت بداية الدراسة جادة وقوية لما عُرف عن الشيخ عبدالله خياط من حزم وقوة ومثابرة في العلم والتعليم فانتظم ابناء المؤسس في هذه المدرسة وكانوا يحضرون اليها في المواعيد والمواقيت المحددة لبدء الدراسة لرغبتهم الجادة في الاستفادة من العلم والتعليم.
وعند عودة الملك عبدالعزيز الى الرياض انتقل الشيخ اليها وذلك بواسطة السيارة فقضى الشيخ المسافة في ستة أيام وتهيأ للمكوث في الرياض لأداء مهام وظيفته الجديدة وهي تربية أبناء الملك المؤسس رحمه الله، وعندما وصل الى الرياض قال الملك عبدالعزيز للشيخ عبدالله خياط: «ان بيوت الرياض هي كما ترونها والرياض اليوم ضاقت بالسكان والبيوت الطيبة فيها قليلة ومع هذا فابحثوا عن دار تناسبكم ونحن نأمر لكم بها»، وبحثوا فوجدوا دارا جديدة بأجرة سنوية قدرها مائة وخمسون ريالا فكتبوا الى الملك عبدالعزيز فأمر في الحال رئيس خاصته السيد الطبيشي ان يستأجرها، وكان المنزل في حارة كثيرة النخيل اسمها حلة الشرقية وكانت مدرسة انجال المؤسس في قصر الرياض بالديرة ثم انتقلت المدرسة الى قصر المربع في عام 1375هـ خارج سور الرياض القديمة.
وكانت مدرسة انجال المؤسس متحركة تنتقل حيث ينتقل جلالة الملك رحمه الله فكان مدير المدرسة الشيخ عبدالله خياط يقيم مخيماً لتدريس انجال المؤسس لضمان عدم انقطاع الدراسة، وفي احدى المرات اقام مخيماً للدراسة في رماح وهي منطقة تبعد عن الرياض عشرين كيلو مترا وكما يروي الشيخ عبدالله خياط في كتابه «لمحات من الماضي» خرج الملك عبدالعزيز للقنص بالمحدثة بالقرب من الطائف ومعه انجاله ومدرسوهم، وبينما كانوا في طريقهم الى المحدثة هطل مطر غزير فالتجأت هيئة التدريس الى مقهى بطريق السيل الكبير وهنا شعر صالح الخزامي أحد معلمي المدرسة بضيق شديد وألح زملاؤه عليه بالخروج وفعلا خرجوا تحت المطر وما ان خرجوا حتى انهار المبنى.
وبينما هم في عودتهم الى الرياض لسنة دراسية جديدة وأثناء هذه الرحلة غرزت السيارة في الصحراء واضطر الشيخ عبدالله خياط للسير على قدميه وسط الجزيرة العربية حيث الحر الشديد بدون ماء ولا زاد فما ان جاء المغرب حتى سقط مغشيا عليه، ومرت هذه الحادثة بلطف من الطاف الله ووصلوا الى الرياض سالمين.
ويضيف الشيخ الخياط في كتابه ان الدراسة كانت كل ثلاث ساعات في الصباح في قصر الحكم وساعتين بعد الظهر بقصر البديعة بمسجد البديعة خارج الرياض القديمة.
ويضيف الدكتور عبدالعزيز خياط ان والده كان يهتم كثيرا بتلاميذه ومن تربطهم به صلة علم او افادة ويتفقد أحوالهم ويسعى لمصالحهم ويراسل من سافر منهم الى أماكن أخرى وكان يحب المراسلة ويرى ان فيها اتصالا روحيا يحفظ أواصر المودة.
