«المدارس الأهلية».. إذا لم تستحي .... !
----------------------------------------------------
محمد عبدالله المنصور
في رسالة بالبريد الإلكتروني تعقيبا على المقالين السابقين ينقل أحد المدرسين السعوديين الذي عمل في مدرسة أهليه خبرا يوضح مدى جرأة بعض المدارس الأهلية في التحايل على الأنظمة لأن
«من أمن العقوبة أساء الأدب» أن مدرسة ما علمت قبل أسبوعين بأن مفتش مكتب العمل سيزورهم فما كان منهم إلا أن طلبوا من مسؤل المكتبة السعودي الجلوس مكان الوكيل الوافد ومن موظف
الاستقبال السعودي الجلوس مكان المحاسب الوافد!
ويسرد قصة أخرى حدثت في مدرسة اهلية حيث أقام مدرس حفل افطار شارك فيه الطلاب بمناسبة شفاء احد زملائهم وذلك من اجل زيادة المحبة والتآلف بين الطلاب بعد أن أخذ إذنا مسبقا من
الوكيل الذي شاركهم حفلهم، إلا أن الوكيل عاد بعد ذلك مع المدير الذي كان غاضبا وحقق مع المدرس وكأنه ارتكب جريمة! ثم تبين لاحقا أن سبب غضب المدير هو أن المدرس تسبب في خسارة للمقصف قدرها 200 ريال بسبب عدم شراء طلاب الفصل منه في ذلك اليوم! كما يشير الى أن تطفيش المدرسين السعوديين يجعلهم يتركون هذه المدارس وإدارة التعليم لا تسأل ولا تفكر في السؤال! ففي إحدى المدارس تم تسجيلهم متأخرين دون وجه حق وأمروا بالخروج من المدرسة طوال اليوم! ويؤكد أن هذه المدارس تكلف مدرسين وافدين جددا بتدريس المواد الإسلامية رغم المنع الصريح من وزارة التعليم ثم يختم بأنه كان في زيارة لإدارة التعليم فقرر الإبلاغ عن هذه المخالفات بعد ان رأى حماس المسؤول الذي سرعان ما خمد حينما عرف اسم المدرسة فقد كان مكتب المسؤول مليئا بشهادات الشكر من تلك المدرسة!
ويقول مدرس آخر في رسالته «هذا الموضوع بأهمية أبنائنا وبناتنا كونه يسلط النور على التضليل الذي يعيشه مجتمعنا باسم التربية والتعليم.. قد تستغرب إذا عرفت أن كاتب هذه السطور هو معلم أمضى في هذه المطاعم عفوا المدارس الأهلية ما يقرب من عشر سنوات من عمره، رأى فيها ألواناً من الخداع الذي يتعرض له أولياء الأمور بل الأطفال المساكين الذين ليس لديهم حيلة في تلقي هذا الغش» وأختصر تفاصيل ذكرها حول تسلط ملاك المدارس الذين يسيرون العمل على اهوائهم ويرتكبون أخطاء تربوية فادحة، فأحدهم وقبل أن تكون هناك تعليمات واضحة بمنع استخدام الجوالات قام بطرد طالب في الشارع ورمى كتبه دون ان يبلغ أهله وذلك لأن لديه جوالا رفض أن يسلمه للإدارة ما لم يخبروه متى سيعيدونه له! ويضيف أن كثيرا من الملاك يكلف المدرسين فوق طاقتهم رغم ضعف رواتبهم وحاجتهم التي تنعكس على ادائهم وتنتج جوا مشحونا في المدرسة يفسد العملية التربوية ويؤثر على شخصيات الطلاب مما تراه واضحا في إتلافهم مرافق المدرسة والعبارات التي يكتبونها عن مدرسيهم وادارتهم في حين لا تجد ذلك في مدارس أهلية محترمة. ويؤكد كلامه وقائع أعرفها عن تواتر العبارات التي يطلقها المدرسون على الطلاب مثل «إذا كان أهلكم لم يربوكم فأنا سأربيكم» و»ياحيوان يازفت» والطامة الكبرى «لعن المدرس للطلاب!» وهاهي حادثة تقبيل قدم المدرس دليل على تخبط المدارس الأهلية في اختياراتها وإدارتها.
ويضيف في رسالته: في هذه المدارس لا يحس الطالب بالولاء فهذا طالب متفوق في الرياضيات اختارته المدرسة لتمثيلها فرفض قائلا: إنني لا أتشرف بتمثيل المدرسة التي لا تقدرني ولا تحترمني فلا جوائز ولاتهنئة ولا تكريم! وهذا ليس مستغربا حين تجد مالك إحدى المدارس منزعجا لأن إدارة المدرسة تريد اتلاف بسكويت منتهي الصلاحية من مقصف المدرسة فأمر ببيعه على الـ ...! أما المالك الآخرالذي يعلم الطلاب الصدق والأمانة فاستولى على الشارع الملاصق لمدرسته والمجاور لمرفق حكومي وأدخله ضمن مبنى المدرسة وصار ساحة للطابور الصباحي! وفي مدرسة أخرى منع المالك المدرسين من توصيل الطلاب بسياراتهم وهو قرار سليم ولكن حين استمر البعض في ذلك بسبب حاجتهم وظروفهم أتعلمون ماذا حدث؟ لم يحضره لينذره او يؤنبه ولكن لكي يدفع مبلغا على كل طالب يقوم بتوصيله! يعني أن ما كان ممنوعا بالأمس صار مباحا اليوم بمشاركة الادارة ومن أجل المال! ويعلق قارئ آخر أن ملاك المدارس يشرف أحدهم على الف شخص ما بين مدرس ومشرف وعامل وإداري وطالب ويتحكم فيهم وهو لا يملك الخبرة الإدارية الكافية وربما لم يقرأ كتابا واحدا في الادارة لذا فهو يتخبط خاصة وانه مندفع لتحقيق أعلى الأرباح ويقترح أن تقيم وزارة التعليم برنامجا تأهيليا للملاك في ادارة الافراد وتشغيل المنشآت التعليمية ليكون شرطا قبل ممارستهم أي دور إشرافي على المدارس. واضيف أنه لا بد من وجود مشرف عام للمدارس سواء كان المالك أو غيره بشرط حصوله على المؤهل المطلوب لنضمن الحد الأدنى من جودة العملية التعليمية. فمن المؤلم أن تصرح وزارة التربية والتعليم لهذه المدارس بالعمل ولا تقوم بدور كامل للتأكد من جودة التعليم ولابد من تصنيف للمدارس ووضع نظام للرسوم وشروط لخبرات المعلمين ونسبة للسعودة وتواجد لمشرفي الوزارة في مجالس الآباء للاستماع إلى أولياء الأمور.
ويؤكد قارئ أن جل رحلات مدرسة ابنائه الخاصة لمطاعم البيتزا فيما تضايق طالب صغير من الاختيار العشوائي والمحابي للرحلات فأخذ الورقة من زميله ونسخها ليذهب معهم في الغد! ومن له حيلة فليحتل! ولا أظن أننا بحاجة الى مزيد من الأدلة على ضعف التعليم الأهلي ولكني أختم برسالة إلى ملاك المدارس أذكرهم فيها بقول خير البشر (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل) وقد أخذتم أجوركم كاملة فاستعدوا للمحاسبة في الدنيا والآخرة!
[email protected]
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12352&P=4
