الطالب يحتاج إلى خبرات عملية لمواجهة مصاعب الحياةc
-------------------------------------------------------
نسبة كبيرة من المجتمع السعودي اهتمت بالنشء اهتماماً جيداً في شتى النواحي التربوية وأهمها التعليم لأنه يدرك أنه لا يتحقق النجاح إلا من خلال التعليم الجيد. ولكن الملاحظ أن ذلك الاهتمام طغى على خصال تربوية واجتماعية ومعيشية أخرى، فكل ما يهم الأسرة هو نجاح الابن آخر العام بتفوق وتقدير عال بغض النظر عن الأمور الأخرى من حيث التحصيل والفهم والخبرة والتعليم والتجربة والتعامل والاعتماد على النفس والاستقلالية واتخاذ القرار المناسب وحل المشكلات.الاهتمام بالتعليم في حياة النشء الأولى مهم جداً ولكن يجب ألا يكون الاهتمام منصباً على التعليم فقط دون المنافع الحياتية الأخرى التي لها تأثير في تحديد مساره الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور الحياتية.إن للأسرة دوراً كبيراً في تشكيل صورة الطالب اليوم وهي السبب في ظهور الطالب المجرد من الخبرات والقيام بأدوار عملية واجتماعية واقتصادية. وكأنه ليس للطالب أي مهمة أو عمل أو هدف سوى الدراسة فقط في الحياة ولا يسندون له أي عمل أو مهمة ويمنعونه من القيام بأي مهام أخرى بحجة أن الدراسة هي مهمته الأساسية.ولذلك يجب علينا أن نساعد الطالب في خوض غمار الحياة جنباً إلى جنب مع مراحله الدراسية حتى ينهي دراسته الجامعية وينضم إلى سوق العمل سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام (الحكومي) ونحصل على كفاءة علمية وعملية صامدة وثابتة ومرنة مع المتغيرات والتقلبات والأحداث بسبب الجرعات الموقفية التي تعامل معها في حياته الدراسية التي تقدر على أقل تقدير بـ (22 عاما).إن المتأمل في حال طلابنا اليوم يرى الفرق بين طلاب الأمس واليوم فالطالب بالأمس كان له أكثر من دور ولكن دوره الأساسي هو الدراسة أما الأدوار الثانوية الأخرى فهي متنوعة حسب حالة الطالب فمنهم من يعمل للحصول على مصروفه المادي. ومنهم من يخدم أهله ويساعدهم ومنهم من يرعى إخوته ويساعدهم وهكذا، أما اليوم فترى الطالب ليس له دور واضح حتى دوره الأساسي (كطالب) فهو لا يؤديه بصورة صحيحة وكاملة ومن خلال متابعته وتسخير كل الإمكانيات له والاستجابة لمطالباته المناسبة المعقولة وغير المعقولة في سبيل أن يستمر ويواصل دراسته حتى التخرج ومن ثم يتخرج وقد مضى من عمره اثنان وعشرون عاماً وينخرط في سوق العمل كخريج مؤهل علميا، لكنه أجوف من حيث التعامل مع كافة جوانب الحياة العملية العامة والخاصة لهذا الخريج الذي هو عماد الدولة يوم غد.إنني أتساءل أين الخلل في هذه الفترة العمرية الهامة والمهدرة وغير المستغلة لصالح الطالب وكيفية تفعيل الانتفاع واستغلال هذه الفترة العمرية الهامة في حياة الفرد والتي تمثل (ثلث) حياته العمرية والتي تعتبر الأهم والأساس للحياة العمرية للإنسان الناجح الفعال.
الدكتور محمد جمعان أبو هبشة ـ وزارة الصحة
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...eno=2382&id=28
