رؤية أعمق للصحة والتعليم
-------------------------------------------------------------
تركي بن عبد الله السديري
أعتقد أن الزميل صالح الحجيلان قد جانبه الصواب عندما حاول أن يحمل وزير الصحة حالات القصور الموجودة في الخدمات الصحية كما لو كانت السنوات القريبة تمثل انتكاساً لسنوات أداء جيد سابقة.. والعكس هو الصحيح.. لكن من الصعوبة على أي وزير أن يستخدم عبارة "كن فيكون" لتصبح الخدمات عامة وشاملة وناجحة وملبية لكل الاحتياجات..
هناك شواهد نجاح في العمل الصحي تتمثل في إجراءات تقوم على تنظيف المهنة الطبية ممن ليسوا قادرين عليها أو مزيفي اختصاصات.. وهناك تزامن تفوق قدرات أكاديمية طبية قدمتها لنا الجامعات مثلما ورد في حديث الدكتور الفودة ل"الرياض" منذ بضعة أيام.. وكذا بروز جهود من قبل الوزارة لتلافي النقص في الخدمات.. ألم تكن مدينة الملك فهد الطبية مدينة من غير سكان؟.. لقد تم تشغيلها، ونشأت فكرة تعميم الخدمات المتخصصة في كثير من المدن وبدأت ممارسة التنفيذ..
المسألة لا تنحصر في ميزانية الوزارة التي لو ضوعفت فإنها لن تملك القدرة على تغطية العجز الموروث منذ سنوات بعيدة، وإنما أن نلمس بين أيدينا جهود عمل توالي تطوير الخدمات الطبية وبالذات تواجد العدد الكافي من المستشفيات..
وتبقى نقطة هامة في هذا المجال.. وهي أن تعدد المستشفيات لن يكون بمقدوره أن يحتوي على الكم المطلوب من الأطباء المتخصصين.. ولذا فما هو الضرر من عمل الطبيب الاستشاري الحكومي في عيادات خاصة خارج دوامه مادامت إدارة مستشفاه رقيبة واعية على نوعية أدائه في المستشفى؟.. ثم هل تم التأكد من صحة لوحات عيادات الأطباء الخاصة عندما يسبق اسم الطبيب وصفه بالاستشاري؟.. فهذا مدخل للعبث من قبل الأشخاص وليس الوزارة ما لم تكن عندهم شواهد أحقية باللقب..
تعالوا إلى التخصصي.. ألم تعبث به الإدارة السابقة المهملة بحيث خرج عن مكانته العلمية السابقة وكاد الناس أن ينصرفوا عنه؟.. لكن "الرياض" أجرت أحاديث مع أطباء بارزين شخصوا علاته والعبث الإداري بقدراته.. فكان أن تدخلت الدولة وتم تصويب كل شيء مما يدفعنا إلى شكر مديره الحالي..
أعتقد أنه من التجني بمكان تجاهل جهود وزارة الصحة الراهنة لرفع كفاءة الأداء الطبي ونشر الخدمات بالقدر الذي تسمح به الإمكانات مادة وزمناً.. الأمر الذي يحتم تقدير جهود الدكتور حمد المانع في أداء وزارته..
ويبدو لي أن الزميل صالح الحجيلان اهتم بأكثر الوزارات تحملاً لعبء مسؤوليات متعددة بدليل تناوله أيضاً لوزارة التربية والتعليم التي عانت قصوراً أكثر مما هو عليه الحال في وزارة الصحة.. لأن بعض البرامج الدراسية وكما أثبت نموذج منها في كتاب معين للزميل محمد آل الشيخ بإيراده نصوصاً لسيد قطب تدعو إلى الانغلاق.. ونعرف أن مدرسة الانغلاق عموماً حاولت ألا يقتصر التعتيم على البرامج الدراسية ولكنها طالت الندوات الثقافية ومعارض الكتب..
كل ذلك من نتائج إرث الركود الذي تحاول أن تزيله الوزارة الراهنة وتتعاون فيه مع وزارة الشؤون الإسلامية كل فيما يخصه..
http://www.alriyadh.com/2007/03/10/section.leqa.html
