مليارات التعليم إلى أين ستتجه؟
----------------------------------------------------------------
د. محمد القويز
بكل تفاؤل استقبلنا خبر رصد أكثر من 96مليار ريال للتعليم. ولم يكن ذلك غريبا في ظل حكومة تتمتع بقيادة وطنية واعية همها أن يصل
الخير إلى كل المواطنين. ولعل هذا هو الطريق الذي يمكن أن يقفز بنا من مصاف الدول النامية إلى الدول المتقدمة.
لقد سبقتنا كوريا الجنوبية في رصد 40% من ميزانيتها للتعليم لسنوات وكان نتاجها أن أصبحت كوريا من أفضل دول جنوب شرق آسيا بعد
اليابان من الناحية الصناعية ومن الناحية العلمية وارتفعت وتيرة الأبحاث وأهميتها في كوريا الجنوبية.
ولكن تجاربنا السابقة في مجالات شتى تحتم علينا أن نتساءل ماهي الضمانات في أن تصرف تلك المليارات للحصول على أفضل النتائج؟
هل سيتحقق المشروع كما خطط له.
ألم نتحدث قبل سنوات عن مشروع وطني سيوفر جهاز كمبيوتر لكل طالب؟
كان من الناحية النظرية مشروعا جبارا يبشر بمستقبل باهر ربما لم نسبق إلى مثله في العالم.
صاحَبَ المشروع دعاية قوية وتسويق نشط وربط اسمه بعبدالله بن عبد العزيز حفظه الله، ولعل ذلك كان من قبيل دعم المشروع لدى
المسؤولين.
لكن المشروع لم يتحقق!
وهل أصبح حال الطالب بعد المشروع أفضل منه قبلها؟ بالطبع لا!
إذاً أين تبخر المشروع؟!
وهل تمت محاسبة من كان يفترض أن يقوم على تنفيذه؟
إن النوايا وحدها لاتكفي وكذلك لايكفي توفير المادة.
نحن بحاجة إلى لجنة متابعة للمشاريع الضخمة كالتعليم والمدن الاقتصادية وصندوق الفقر تعد تقاريرها بناء على المنجزات التي تحققت وليس
على التغطيات الصحفية والتصريحات الدعائية.
نحن بحاجة إلى الشفافية وإلى تفعيل المحاسبة لكل مقصر وبالذات في المشاريع التي تهم قطاعا كبيرا من المواطنين كقطاعي التعليم
والصحة.
أين دور مجلس الشورى في متابعة مثل تلك المشاريع؟
أين دور مجالس المناطق والمجالس البلدية؟
ستكون المليارات الستة والتسعون لبنة مهمة في بناء المستقبل المشرق.
http://www.alriyadh.com/2007/02/19/article226192.html
