ضرب المعلم وضرب الطالب!؟
------------------------------------------------------------------
* ثار المعلمون استنكاراً لحادثة ضرب معلم من ثلاثة طلاب، وتلقيت رسالة بلا توقيع تدل كلماتها على أن مرسلها: معلم، ووصف الحادثة التي وقعت في قرية (المرامية) بأنها: محاولة قتلٍ عمد، وقال: إن هذه الصور تصف حال (جميع) المعلمين في الوطن، دون أن يستثني!!
وفي بدء هذا الحوار نقول: إذا كان الطالب -في الأساس- لم يولد مجرماً، بل التربية الغائبة- تربية الأب وتربية المعلم- هي التي جعلت منه مجرماً... فإننا رغم هذه القاعدة ندين ما حدث للمعلم، وهو سلوك يخلو من الأدب والتقدير للمعلم الذي طالب الشاعر بقوله: «قم للمعلم ووفّه التبجيلا/ كاد المعلم أن يكون رسولاً»!!
* * *
* وفي أصداء هذه الحادثة ومثيلاتها: لابد من تصحيح مسار (التربية) أولاً لدى الآباء والمعلمين، وهؤلاء الأبناء يفتقدون التربية الصحيحة ويحتاجون إلى إعادة تأهيل لسلوكياتهم، ولكن.... لنا ملاحظة في المقابل تتطلب مناقشة الحادثة من جميع جوانبها بأبعادها وأسبابها... ونقصد: الجانب الآخر: (المعلم) ذاته، فكما ندين تصرف الطلاب غير السوي، وافتقارهم إلى التربية الصحيحة، فإننا نشير إلى ما نُسميها (قسوة) في بعض المعلمين الذين لم يكونوا يعاقبون الطالب على قدر خطئه بل يمارسون الجلد والتأليم الجسدي والنفسي، وإهدار كرامة الطالب أمام زملائه فيحدث رد الفعل ضد هذا المعلم!
* * *
* إننا ندين ما أقدم عليه الطلاب من ضرب مبرح ودامٍ لمعلمهم... وهذا السلوك المشين يعطينا إشارة خطيرة على إهمال الأب والمعلم معاً لسلوكيات الطالب.. والبدء ينطلق دائماً من الأخلاق والتربية ونشر الوعي.. ومثل هؤلاء الطلبة مهيأون ليتحولوا إلى مجرمين إذا لم نلتفت إلى تربيتهم وأخلاقياتهم.
وأيضاً.. مثل أولئك المعلمين الذين لا يعرفون التعامل مع سن الطالب وبلورة سلوكياته إلا بالعنف والقسوة، ليتحولوا هم أيضاً من مربين من المفروض أن تتوفر فيهم (القدوة) الحسنة إلى... أي شيء آخر!!
إن المعلم يحظى بامتيازات أكثر من بعض الموظفين.. في شهور الإجازات، وفي التميُّز بالراتب الأعلى.. فلا أقل من أن يكون حليماً مربياً بالفعل قبل أن يكون مدرساً!!
وعلينا أن نكون منصفين.. نعطي المعلم ما له هو المربي للأجيال التي نحرص أن لا تكبر معقدة، ونطالبه بما عليه من اتباع تربية سليمة... وكذلك مع الطالب: نعطيه ما له من رعاية تربوية، وما عليه من احترام معلمه!!
* * *
* آخر الكلام:
* (إن في ولاية العادل:
إحياء الحق كله، وإحياء العدل كله
وإن في ولاية الجائر:
دروس الحق كله، وإحياء الباطل كله)!!
حديث شريف.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2007...7021888374.htm
